Skip to main content
نص خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش عن حال الاتحاد Facebook Twitter YouTube Telegram

نص خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش عن حال الاتحاد

30/01/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/واشنطن/
في ما يلي نص خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه الرئيس بوش ليل الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير 2008.

بداية النص

السيدة الرئيسة (رئيسة مجلس النواب)، نائب الرئيس تشيني، أعضاء الكونغرس، حضرة الضيوف الكرام، أيها المواطنون.

لقد مضت سبع سنوات منذ وقفت أمامكم لأول مرة خلف هذا المنبر. وفي تلك الفترة، امتُحن بلدنا بطرق لم يكن بإمكان أي شخص تخيلها. لقد واجهنا خيارات صعبة تتعلق بالسلام والحرب، وبالتنافس المتزايد في الاقتصاد العالمي، وبصحة ورفاه مواطنينا. وتتطلب هذه القضايا مناقشات نشطة، وأظن أنه من الإنصاف القول إننا لبينا ذلك النداء. ولكن التاريخ سيسجل أننا في خضم خلافاتنا تصرفنا بعزم وتصميم. وأظهرنا للعالم قوة وقدرة نظام الحكم الذاتي الأميركي على التكيف والتغلب على الصعاب.



لقد أُرسلنا جميعاً إلى واشنطن لننجز الأعمال للمواطنين. هذا هو الغرض من هذه الهيئة. وهذا هو معنى اليمين التي نقسمها. وهي مهمة تبقى في عنقنا.



إن إجراءات الكونغرس العاشر بعد المئة ستؤثر على أمن ورخاء بلدنا لفترة طويلة بعد انتهاء هذه الدورة. ودعونا نظهر لإوتنا الأميركيين، في عام الانتخابات هذا، أننا ندرك مسؤولياتنا ومصممون على القيام بها. ولنريهم أن الجمهوريين والديمقراطيين يمكنهم التنافس في سبيل الأصوات والتعاون في سبيل النتائج في نفس الوقت.



لقد حققنا تقدماً جيداً، من زيادة الفرص إلى حماية بلدنا. إلا أنه ما زالت أمامنا مهمات لم تنجز بعد، والشعب الأميركي ينتظر منا إنجازها.



ويجب أن نسترشد في الأعمال التي تنتظرنا بالفلسفة التي جعلت بلدنا عظيما. إننا كأميركيين، نثق بقدرة الأفراد على تقرير مصيرهم وصياغة مسار التاريخ. إننا نؤمن أن المرشد الذي يمكن التعويل عليه أكثر من أي مرشد آخر لبلدنا هو حكمة مواطنينا العاديين الجماعية. وعلينا بالتالي أن نضع ثقتنا، في كل ما نقوم به، بقدرة المواطنين الأحرار على اتخاذ قرارات حكيمة، وتمكينهم من تحسين حياتهم ومستقبلهم.



وعلينا، ولبناء مستقبل مزدهر، أن نأتمن أبناء الشعب على مالهم ونمكنهم من تنمية اقتصادنا. في الوقت الذي نجتمع فيه الليلة، يمر اقتصادنا بفترة من عدم اليقين. لقد أضافت أميركا وظائف جديدة لمدة قياسية بلغت 52 شهراً متواصلة، ولكن الوظائف تزداد الآن بصورة أبطأ. لقد ارتفعت الأجور، ولكن أسعار الأغذية والبنزين ارتفعت هي أيضا. إن الصادرات آخذة في الارتفاع، ولكن سوق العقارات ضعفت. ويتم التعبير حول الموائد في مطابخ البيوت في جميع أنحاء بلدنا عن القلق بشأن مستقبلنا الاقتصادي.



يمكن للأميركيين أن يشعروا بالثقة بشأن نمونا الاقتصادي على المدى الطويل. أما على المدى القصير، فنستطيع جميعاً أن نرى أن النمو أخذ يتباطأ. ولذا توصلت حكومتي في الأسبوع الماضي إلى اتفاق مع رئيسة مجلس النواب (نانسي) بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس النواب (جون) بينر على حزمة قوية للنمو تتضمن خفضاً ضريبياً للأفراد والعائلات وحوافز لاستثمارات مؤسسات الأعمال. وسيتلخص الإغراء (الذي ستواجهونه في الكونغرس) في تحميل مشروع القانون الكثير من الأمور الأخرى. إن من شأن ذلك أن يؤخره أو يخرجه عن مساره، وهما أمران مرفوضان. إن هذه اتفاقية جيدة ستبقي اقتصادنا في حالة نمو وشعبنا عاملاً في وظائفه. ويتعين على هذا الكونغرس إقراره بأسرع ما يمكن.



وهناك أمور أخرى علينا القيام بها في مجال الضرائب. إن معظم التخفيض الضريبي الذي قدمناه خلال السنوات السبع الماضية سيلغى ما لم يتخذ الكونغرس إجراءات لصيانته. ويجادل البعض في واشنطن بأن السماح بانتهاء سريان مفعول تخفيف عبء الضرائب لا يشكل زيادة ضرائب. حاولوا شرح ذلك لـ116 مليون دافع ضرائب أميركي سيرون ضرائبهم ترتفع بما معدله 1800 دولار في العام. وقال آخرون إنهم شخصياً سيسعدهم دفع ضريبة أعلى. إنني أرحب بحماسهم، ويسرني أن أبلغهم أن دائرة جباية الضرائب تقبل الشيكات والحوالات البريدية.



إن معظم الأميركيين يعتقدون أن ضرائبهم مرتفعة بما فيه الكفاية. ومع وجود جميع الضغوط الأخرى على ميزانية العائلات الأميركية، ينبغي ألا تدفع إلى الشعور بالقلق من أن الحكومة الفدرالية ستقضم حصة أكبر من دخلها. وهناك طريقة واحدة لا غير للقضاء على عدم اليقين هذا: اجعلوا الخفض الضريبي دائما. ويجب أن يعرف أعضاء الكونغرس: إذا وصل مكتبي أي مشروع قانون يرفع قيمة الضرائب، فإنني سأرفضه مستخدماً حق الفيتو. ويتعين علينا، كما نأتمن الأميركيين على مالهم، أن نستحق الثقة التي يضعونها فينا من خلال إنفاق الدولارات المتوفرة من ضرائبهم بحكمة. وسوف أرسل لكم في الأسبوع القادم ميزانية تلغي، أو تخفض إلى حد كبير، 151 برنامجاً مبذراً أو متخماً تبلغ قيمتها مجتمعة أكثر من 18 مليار دولار. وسوف تبقي هذه الميزانية أميركا في مسارها نحو تحقيق فائض في الميزانية في عام 2012. يتعين على العائلات الأميركية أن تحقق توازن ميزانياتها ويجب على حكومتها القيام بذلك أيضا.



إن إفراد الكونغرس أموالاً لأغراض مخصصة، لمشاريع مصالح خاصة يتم دسها في أحيان كثيرة خلسةً في اللحظة الأخيرة، دون نقاش أو مداولة، يقوض ثقة الشعب بحكومته. وقد طلبت منكم في العام الماضي أن تقوموا طوعاً بتقليص عدد وكلفة هذه الإفرادات إلى النصف. كما طلبت منكم التوقف عن دس إفراد المخصصات للمشاريع الخاصة في تقارير اللجان التي لا يتم حتى التصويت عليها. ولم يتم تحقيق أي من الهدفين للأسف. ولذا فإنني سأقوم الآن، إذا ما أرسلتم إلي مشروع قانون مخصصات لا يقلص عدد وكلفة إفراد أموال لمشاريع مخصصة إلى النصف، بإعادته إليكم مع رفضي مستخدما حق الفيتو. وسوف أصدر غداً أمراً تنفيذياً إلى وكالات الحكومة الفدرالية بأن تغفل في المستقبل أي إفراد لمشروع مخصص لم يصوت الكونغرس عليه. فإن كانت هذه المواد تستحق التمويل حقا، ينبغي أن يناقشها الكونغرس علنا وأن يصوت عليها.



إن مسؤولياتنا المشتركة تتخطى حدود أمور الضرائب والإنفاق.



في ما يتعلق بالمساكن، يتعين علينا أن نضع ثقتنا في الأميركيين ونعطيهم مسؤولية تملك المنازل وأن نمكنهم ونمنحهم القدرات لتجاوز الأوقات المضطربة في السوق العقاري. لقد شكلت حكومتي ائتلاف "الأمل الآن،" الذي يساعد حالياً الكثير من أصحاب المنازل الذين يشقون طريقهم بجهد كبير على تجنب حبس الرهن (حرمانهم من استعادة العقار المرهون). ويمكن للكونغرس أن يساعد حتى أكثر. إنني أطلب منكم الليلة أن تصدروا تشريعاً لإصلاح مؤسستي "فاني ماي" و"فريدي ماك"، ولتحديث دائرة العقارات الفدرالية، والسماح لوكالات العقارات التابعة للولايات بإصدار سندات معفاة من الضريبة لمساعدة أصحاب المنازل على إعادة تمويل الرهن. هذه أوقات صعبة بالنسبة للعائلات الأميركية، ونحن نستطيع مساعدة عدد أكبر منها على الاحتفاظ بمنازله من خلال اتخاذنا هذه الخطوات.



ويتعين علينا، لبناء مستقبل من الرعاية الصحية ممتازة النوعية، أن نضع ثقتنا في قدرة المرضى والأطباء على اتخاذ القرارات الطبية وأن نمكّنهم ونمنحهم القدرات من خلال المعلومات الأفضل والخيارات الأفضل. إننا نتشاطر هدفاً مشتركا: جعل كلفة الرعاية الصحية محتملة إلى حد أكبر ويمكن لجميع الأميركيين الحصول عليها. وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف هي زيادة الخيارات المتوفرة للمستهلك، لا السيطرة الحكومية. ولذا اقترحت وضع حد للتحيز في قوانين الضرائب ضد أولئك الذين لا يحصلون على تأمينهم الصحي من أصحاب العمل الذين يعملون لديهم. سيجعل هذا الإصلاح بمفرده التأمين الصحي الخاص في متناول الملايين، وأنا أحث الكونغرس على إصداره هذا العام. كما يجب على الكونغرس أن يوسع حسابات الادخار الصحي، ويستحدث خططاً صحية لمؤسسات الأعمال الصغيرة، ويعزز تكنولوجيا المعلومات الصحية، ويتصدى لوباء الدعاوى الطبية التافهة. وسوف نساعد، من خلال جميع هذه الخطوات، في ضمان كون القرارات التي يتم اتخاذها بشأن الرعاية الطبية يتم اتخاذها ضمن خصوصية مكتب طبيبك لا في قاعات الكونغرس.



وفي ما يتعلق بالتعليم، يجب أن نثق بقدرة طلبتنا على تحصيل العلم إن منحوا الفرصة لذلك وأن نمكن الأهالي ونمنحهم القدرات ليطالبوا مدارسنا بتحقيق نتائج. هناك في الأحياء السكنية في جميع أنحاء بلدنا أولاد وبنات لديهم أحلام، والتعليم الجيد هو أملهم الوحيد لتحقيقها. لقد تكاتفنا قبل ست سنوات لإصدار قانون "عدم تخلف أي طفل عن الركب،" ولا يمكن لأحد اليوم إنكار نتائجه. لقد حصل طلبة الصفين الرابع والثامن في العام الماضي على أعلى نقاط مسجلة تم الحصول عليها في الرياضيات. والنقاط التي يحصلونها في القراءة آخذة في الارتفاع. وقد سجل الطلبة الأميركيون- الأفارقة والطلبة المتحدرون من دول ناطقة بالإسبانية أعلى معدلات يسجلونها على الإطلاق. ويتعين علينا الآن العمل معاً لزيادة المساءلة والمحاسبة، وزيادة المرونة الممنوحة للولايات والمناطق، وتقليص عدد الطلبة الذين ينقطعون عن الدراسة قبل إتمام المرحلة الثانوية، وتوفير المساعدة الإضافية للمدارس التي تشق طريقها بصعوبة. أعضاء الكونغرس: إن قانون عدم تخلف أي طفل عن الركب إنجاز حققه الحزبان معا. وهو يحقق النجاح. ونحن مدينون لأطفال أميركا وأهاليهم ومعلميهم بواجب تعزيز هذا القانون الجيد.



كما يجب علينا أيضاً أن نقوم بالمزيد لمساعدة الأحداث عندما لا تكون مدارسهم على المستوى المطلوب. وبفضل منح فرص مقاطعة كولومبيا التي وافقتم عليها، وجد أكثر من 2600 من أفقر الأحداث في عاصمة بلدنا أملاً جديداً إما في مدارس دينية أو في مدارس أخرى غير حكومية. والمؤسف هو أن هذه المدارس آخذة في الاختفاء بمعدلات مرعبة في الكثير من المناطق الفقيرة في وسط المدن الأميركية. ولذا سأعقد قمة في البيت الأبيض تهدف إلى تعزيز هذه السبل الحيوية إلى تحصيل العلم. وإنني أطلب منكم، لفتح أبواب هذه المدارس أمام مزيد من التلاميذ، دعم برنامج جديد ميزانيته 300 مليون دولار يدعى منح بيل للأطفال. وقد شاهدنا كيف تساعد منح بيل طلبة الجامعات من ذوي الدخل المحدود على تحقيق جميع إمكانياتهم. وقد قمنا معاً بزيادة حجم ونطاق هذه المنح. ولنعمل الآن بنفس هذه الروح للمساعدة في تحرير الأطفال الفقراء حبيسي المدارس الحكومية الفاشلة.



وفي ما يتعلق بالتجارة، يجب أن نثق بقدرة العمال الأميركيين على التنافس مع أي كان في العالم وأن نمكنهم ونمنحهم القدرات من خلال فتح أسواق جديدة في الخارج. إن نمونا الاقتصادي يعتمد اليوم بشكل متزايد على قدرتنا على بيع السلع والمحاصيل الزراعية والخدمات الأميركية في جميع أنحاء العالم. ولذا نعمل حالياً على إزالة الحواجز التي تقف في طريق التجارة والاستثمار أينما أمكننا ذلك. ونعكف على العمل في سبيل استكمال دورة مفاوضات الدوحة التجارية بنجاح، ويجب علينا التوصل إلى اتفاقية جيدة هذا العام. وفي نفس الوقت، نسعى إلى الفرص لفتح أسواق جديدة من خلال إقرار اتفاقيات التجارة الحرة. وإنني أشكر الكونغرس لمصادقته على اتفاقية جيدة مع بيرو. وأطلب منكم الآن الموافقة على الاتفاقيات مع كولومبيا وبنما وكوريا الجنوبية. إن الكثير من منتجات تلك الدول تدخل الولايات المتحدة الآن بدون أي رسوم جمركية، ولكن الكثير من منتجاتنا تواجه رسوماً مرتفعة جداً في أسواقها. وستؤدي هذه الاتفاقيات إلى توفير الظروف المتماثلة للطرفين. وستتيح لنا وصولاً أفضل إلى حوالى مئة مليون زبون. وسوف تدعم وظائف جيدة لأفضل العمال في العالم: أولئك الذين يحمل ما ينتجونه عبارة "صنع في الولايات المتحدة الأميركية."



كما أن هذه الاتفاقيات تعزز المصالح الأميركية الاستراتيجية. وستكون أول اتفاقية ترفع إليكم هي الاتفاقية مع كولومبيا، صديقة أميركا التي تواجه العنف والإرهاب وتحارب تجار المخدرات. وإن نحن أخفقنا في إقرار هذه الاتفاقية، فإننا سنشجع مروجي الغوغائية في نصف كرتنا. فعلينا إذن أن نوحد صفوفنا ونقر هذه الاتفاقية ونثبت لجيراننا في المنطقة أن الديمقراطية تؤدي إلى حياة أفضل.



إن التجارة تجلب وظائف أفضل وخيارات أفضل وأسعاراً أفضل. ولكن التجارة يمكن أن تعني بالنسبة لبعض الأميركيين فقدان عملهم، وتقع على عاتق الحكومة الفدرالية مسؤولية المساعدة. وإنني أطلب من الكونغرس معاودة إصدار وإصلاح مساعدة التكيف مع التجارة، كي نتمكن من مساعدة العمال الذين فقدوا عملهم على تعلم مهارات جديدة والعثور على أعمال جديدة.



ويتعين علينا لإقامة مستقبل من أمن الطاقة أن نثق في العبقرية الخلاقة التي يتسم بها البحاثة الأميركيون والمغامرون بتأسيس المشاريع التجارية وأن نمكّنهم ليكونوا رواد جيل جديد من تكنولوجيا الطاقة النظيفة. إن أمننا وازدهارنا وبيئتنا تتطلب تقليص اعتمادنا على البترول. وقد طلبت منكم في العام الماضي إصدار تشريع لتقليص استهلاك البترول خلال العقد القادم، وقد استجبتم طلبي. وسوف نتخذ الخطوات التالية معا: فلنمول تكنولوجيات جديدة يمكنها توليد الطاقة الكهربائية من الفحم في نفس الوقت الذي تعزل فيه ما ينبعث من الكربون وتخزنه. ولنقم بزيادة استخدام التيار الكهربائي المنتج من الطاقة المتجددة ومن الطاقة النووية التي لا تنبعث عنها أي غازات. ولنواصل الاستثمار في تكنولوجيا البطاريات المتقدمة والوقود المتجدد لكي تعمل بها سيارات وشاحنات المستقبل. ولننشئ صندوقاً دولياً للتكنولوجيا النظيفة، سيساعد دولاً نامية كالصين والهند على استخدام مصادر الطاقة النظيفة إلى حد أكبر. ولنستكمل إبرام اتفاقية دولية تنطوي على إمكانية إبطاء تعاظم حجم الغازات المسببة للاحتباس الحراري ثم توقفه وتؤدي في نهاية المطاف إلى تناقصه. ولن تكون هذه الاتفاقية فعالة إلا إذا تضمنت التزامات من قبل كل اقتصاد رئيسي ولا تسمح لأي منها بتجنب ما يترتب عليه. والولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز أمن طاقتنا ومجابهة تغير المناخ العالمي. وتكمن أفضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف في مواصلة أميركا تصدر السير في الطريق نحو تطوير تكنولوجيا أكثر نظافة وفعالية.



ويتعين علينا، كي نحافظ على قدرة أميركا على التنافس في المستقبل، أن نضع ثقتنا في مهارة علمائنا ومهندسينا وأن نمكنهم من السعي إلى اختراقات الغد. وقد أصدر الكونغرس في العام الماضي تشريعاً يدعم مبادرة التنافسية الأميركية، ولكنه لم يستكمل ذلك بتخصيص التمويل اللازم له. وهذا التمويل أساسي للمحافظة على تفوقنا العلمي. وإنني أطلب من الكونغرس مضاعفة الدعم الفدرالي للأبحاث الأساسية حاسمة الأهمية في العلوم الفيزيائية وضمان بقاء أميركا أكثر البلدان حيوية على وجه الأرض.
وفي ما يتعلق بمسائل العلوم والحياة، يتعين علينا أن نضع ثقتنا بروح الإبداع التي يتسم بها بحاثتنا في المجال الطبي وأن نمكّنهم ونمنحهم القدرات لاكتشاف علاجات جديدة في نفس الوقت الذي يحترمون فيه الحدود الأخلاقية. وقد شاهدنا في تشرين الثاني/نوفمبر إنجازاً يمثل نقطة تحول عندما اكتشف العلماء طريقة لإعادة برمجة خلايا جلد أخذت من بالغين بحيث أصبحت تتصرف وكأنها خلايا جذعية جنينية. وينطوي هذا التقدم المفاجئ على احتمال تمكيننا من تجاوز نقاشات الماضي الباعثة على الشقاق من خلال توسعة حدود الطب بدون القضاء على الحياة البشرية. وعليه، فإننا سنزيد التمويل لهذا النوع من الأبحاث الطبية الأخلاقية. ويتعين علينا أيضاً، أثناء استكشافنا سبل الأبحاث الواعدة بالنجاح، ضمان كون كل حياة تعامل بالكرامة التي تستحقها. وبالتالي، فإنني أدعو الكونغرس إلى إصدار تشريع يحظر الممارسات غير الأخلاقية كشراء الحياة البشرية أو بيعها أو تسجيل براءة اختراع بها أو استنساخها.

وفي ما يتعلق بالأمور القانونية، علينا أن نضع ثقتنا في حكمة مؤسسي دولتنا ونمكّن القضاة الذين يفهمون أن الدستور يعني ما يقوله. وقد رفعت أسماء مرشحين للسلك القضائي سيصدرون أحكامهم على أساس حرفية القانون، لا أهواء القاضي. ويواجه الكثير من هؤلاء المرشحين عرقلة غير منصفة. فهم يستحقون تثبيت تعيينهم، ويجب على مجلس الشيوخ أن يصوت على ترشيح كل منهم بسرعة إما بالموافقة عليه أو رفضه. وفي المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء بلدنا، علينا أن نثق بطيبة قلب أبناء الشعب الأميركي ونمكنهم من خدمة جيرانهم المحتاجين. وقد اكتشف الكثير من أشقائنا المواطنين خلال الأعوام السبعة الماضية أن سبيل السعي إلى السعادة يقود إلى طريق الخدمة. وقد تطوع الأميركيون بأعداد قياسية. والتبرعات للجمعيات الخيرية أكثر اليوم من أي وقت مضى. وقد أخذت المنظمات الخيرية الدينية في جلب الأمل إلى جيوب من اليأس، بدعم جديد من الحكومة الفدرالية. وأطلب منكم، للمساعدة في ضمان المعاملة المتساوية للمنظمات الخيرية الدينية لدى تنافسها في سبيل الحصول على التمويل من الحكومة الفدرالية، أن تمددوا الخيار الخيري ليصبح دائما. إن جيوش الرأفة تواصل الزحف الليلة إلى يوم جديد في منطقة الساحل الخليجي. والولايات المتحدة تفخر بقوة وقدرة سكان هذه المنطقة على التكيف. وإننا نؤكد مجدداً تعهدنا بمساعدتهم على البناء بشكل أقوى وأفضل من السابق. ويسرني أن أعلن الليلة أننا سنستضيف في نيسان/إبريل القادم قمة أميركا الشمالية، لكندا والمكسيك والولايات المتحدة، في مدينة نيو أورلينز العظيمة.

وهناك تحديان ملحان آخران أثرتهما أمام هذه الهيئة مراراً وتكراراً، وأخفقت هذه الهيئة في معالجتهما: الإنفاق على برامج الاستحقاقات والهجرة.

إن كل عضو في هذه الهيئة التشريعية يعرف أن الإنفاق على برامج الاستحقاقات كالضمان الاجتماعي والضمان الصحي (مدكير) والرعاية الصحية للفقراء (مديكيد) يرتفع بشكل أسرع مما يمكننا احتماله. وكلنا نعرف الخيارات المؤلمة التي تنتظرنا إن ظلت أميركا سائرة في هذا الطريق: زيادات ضخمة في الضرائب، وتقليص كبير في الخدمات، أو عجز يشل قدراتنا. وقد قدمت مقترحات مفصلة لإصلاح هذه البرامج. وأطلب الآن من أعضاء الكونغرس أن تقدموا اقتراحاتكم وتتوصلوا إلى حل مشترك بين الحزبين لصيانة هذه البرامج الحيوية لأبنائنا وأحفادنا.

إن التحدي الآخر الملح هو الهجرة. فأميركا بحاجة إلى ضمان أمن حدودنا، ولذا فإن حكومتي تتخذ بمساعدة منكم خطوات لفعل ذلك. كما أننا بصدد تعزيز العمل في الموقع والعمل على تطوير الأسيجة والتكنولوجيا لمنع العبور غير القانوني، وأنهينا بفعالية سياسية "إلقاء القبض وإطلاق السراح" على الحدود. وسنكون بنهاية هذا العام قد ضاعفنا عدد الحرس العاملين على الحدود. ومع ذلك فإن علينا أن نقر أيضا بأننا لن نستطيع أبدا أن نؤمّن حدودنا حتى نوجد طريقة قانونية للعمال الأجانب كي يأتوا إلى هنا ويدعموا اقتصادنا. وسيؤدي ذلك إلى رفع الضغط عن الحدود ويمكّن العاملين على تطبيق القانون من تركيز اهتمامهم على أولئك الذين يضمرون لنا الأذى. ويجب علينا أيضا أن نجد الطريقة الإنسانية المعقولة للتعامل مع أولئك الناس الموجودين بطريقة غير مشروعة. فالهجرة غير المشروعة مسألة معقدة لكن يمكن حلها. ويجب حلها بأسلوب يعزز قوانيننا وأسمى مثلنا، فهذا هو هم شعبنا هنا في الوطن. لكن بناء مستقبل مزدهر لمواطنينا يعتمد أيضا على مجابهة أعدائنا في الخارج ونشر الحرية في مناطق العالم المضطربة.

إن سياستنا الخارجية قائمة على مقدمة منطقية واضحة وهي أننا نثق بأن الشعوب ستختار المستقبل الذي تسوده الحرية والسلام عندما تتاح لها الفرصة لذلك. فقد شهدنا في السنوات السبع الماضية لحظات مثيرة في تاريخ الحرية. فقد رأينا المواطنين في جورجيا وأوكرانيا ينهضون تأييدا لحقهم في انتخابات حرة ونزيهة. وشهدنا الشعب في لبنان يتدفق في الشوارع مطالبا باستقلاله. ورأينا الأفغان يخرجون من ربقة طغيان طالبان ليختاروا رئيسا جديدا وبرلمانا جديدا. ورأينا العراقيين المبتهجين وهم يرفعون أصابعهم المصبوغة بالحبر (إشارة إلى إدلائهم بأصواتهم في الاقتراع) محتفلين بحريتهم. وكانت مشاهد الحرية تلك مصدر إلهام لنا.
في السنوات السبع الماضية أيضا رأينا مشاهد نبهت مشاعرنا. فقد شهدنا جماعات المحزونين في لبنان وباكستان وهم يحملون توابيت الموتي من أحبائهم الذين ماتوا علي يدي الذين اغتالوهم. وشهدنا الضيوف في الأعراس وملابسهم الفاخرة مخضبة بالدم يترنحون مذهولين هاربين من فندق بالأردن، وشدها أفغانا وعراقيين وقد مزقتهم التفجيرات في المساجد والأسواق، ورأينا القطارات تمزقها القنابل في لندن ومدريد. وفي يوم صاف من أيام أيلول/سبتمبر فقدنا الآلاف من مواطنينا في لحظة. إن هذه المشاهد الرهيبة هي تذكرة قاتمة بأن الإرهابيين والمتطرفين، الناس الأشرار الذين يبغضون الحرية ويكرهون أميركا، يعارضون تقدم الحرية ويسعون إلى إخضاع الملايين لحكمهم العنيف.

ومنذ 11 أيلول/سبتمبر نقلنا المعركة إلى حيث أولئك الإرهابيون والمتطرفون. وسنبقى متخذين موقف الهجوم وسنواصل الضغط وسنطبق العدالة على أعداء أميركا.
إننا نخوض الصراع الإيديولوجي العقائدي الفاصل للقرن الحادي والعشرين. فالإرهابيون يعارضون كل مبدأ من مبادئ الإنسانية والكرامة التي نعتز بها. ومع ذلك فهناك أمر واحد في هذه الحرب على الإرهاب نتفق نحن وأعداؤنا عليه، وهو أن الرجال والنساء الأحرار في تقرير مصائرهم سيرفضون الإرهاب ويرفضون العيش تحت الطغيان. ولهذا يحارب الإرهابيون كي يحرموا الناس في لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان والأراضي الفلسطينية من هذا الخيار. ولهذا السبب، وحرصا على أمن أميركا وسلام العالم نقوم بنشر الأمل والحرية.
ففي أفغانستان تقوم أميركا و25 من حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) و15 دولة من الدول الشريكة بمساعدة الشعب الأفغاني في الدفاع عن حريته وإعادة بناء بلده. والفضل يعود لأولئك العسكريين والمدنيين الشجعان في أن البلد الذي كان يوما ما ملاذا آمنا للقاعدة أصبح الآن ديمقراطية فتية يقبل فيها البنون والبنات على المدارس ويجري بناء الطرق والمستشفيات بينما يتطلع الشعب إلى المستقبل بأمل جديد. إن هذه النجاحات يجب أن تستمر. ولذا فإننا سنضيف 3,200 عنصر من مشاة البحرية إلى قواتنا في أفغانستان حيث سيقومون بمحاربة الإرهابيين وتدريب الجيش والشرطة الأفغانيين. فهزيمة طالبنا والقاعدة ضرورية لأمننا، وأنا أشكر الكونغرس على تأييده مهمة أميركا الحيوية في أفغانستان.
وفي العراق يقاتل الإرهابيون والمتطرفون كي يحرموا شعبا فخورا من حريته وينشئوا ملاذا آمنا لهم يشنون منه الهجمات على العالم. فقبل سنة كان أعداؤنا ينجحون في محاولتهم إغراق العراق في فوضى. ولذا أعدنا النظر في استراتيجيتنا وغيرنا نهجنا. فبدأنا طفرة في عدد القوات الأميركية في العراق، وكلفنا قواتنا بمهمة جديدة وهي العمل بالتعاون مع القوات العراقية على حماية الشعب العراقي ومطاردة العدو في معاقله وحرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن في أي مكان من البلاد.
وسرعان ما أدرك الشعب العراقي أن هناك شيئا مثيرا قد حدث. فأولئك الذين كانوا قلقين من إمكانية أن أميركا بصدد التخلي عنهم شهدوا بدلا من ذلك تدفق الآلالف من القوات الأميركية على بلدهم. رأوا قواتنا تدخل إلى أحيائهم وتطهرها من الإرهابيين وتستقر هناك لضمان عدم عودة العدو. ثم شهدوا قواتنا تأتي مع فرق إعادة إعمار المحافظات التي ضمت أفرادا من السلك الدبلوماسي الخارجي وغيرهم من الموظفين المدنيين المهرة تأتي للعمل على ضمان أن يتبع تحسن الوضع الأمني تحسن في الأحوال المعيشية اليومية. فقواتنا العسكرية والمدنيون يؤدون عملهم في العراق بشجاعة وتمايز فاستحقوا امتنان كل شعبنا لهم.
والعراقيون حققوا بدورهم طفرتهم الخاصة. ففي خريف العام 2006 ملّ شيوخ العشائر السنة وضاقوا ذرعا بوحشية القاعدة فبدأوا انتفاضة سميت "صحوة الأنبار." وانتشرت خلال العام الماضي حركات مماثلة في أنحاء البلاد. واليوم تضم هذه الحركة التي انطلقت من الجذور الشعبية أكثر من 80,000 مواطن عراقي يحاربون الإرهابيين. وفي بغداد تقدمت أيضا الحكومة إلى الأمام وأضافت أكثر من 100،000 جندي وشرطي جديد خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من أن العدو ما زال يشكل خطرا وهناك عمل كثير ما زال بحاجة إلى تأديته، فإن الطفرتين الأميركية والعراقية قد أسفرتا عن نتائج لم يكن ليتصورها إلا نفر قليل منا قبل سنة فقط. فعندما التقينا في العام الماضي قال كثيرون إن احتواء العنف مستحيل. وها هي الهجمات الإرهابية الباهرة قد انخفضت وانخفض معها معدل الوفيات بين المدنيين، كما انخفض معدل القتل الطائفي.
وعندما التقينا في العام الماضي كانت المليشيات المتطرفة – وبعضها مسلحة ومدربة من قبل إيران – تثير الرعب في مناطق شاسعة من العراق. وها هي قوات الائتلاف والقوات العراقية بعد سنة قد قتلت أو ألقت القبض على مئات المقاتلين من المليشيات. والعراقيون على مختلف مشاربهم بدأوا يدركون تدريجيا أن هزيمة مقاتلي هذه المليشيات ضرورة حاسمة لمستقبل بلادهم.
وعندما التقينا في العام الماضي كانت للقاعدة ملاذات آمنة في كثير من المناطق العراقية، حتى أن قادتها عرضوا على القوات الأميركية ضمانة خروجها بأمان من البلاد. واليوم القاعدة هي التي تبحث عن المرور الآمن. فقد طردت من كثير من معاقلها التي كانت تحتلها وتمكنا في العام الماضي من أسر أو قتل آلاف المتطرفين في العراق بمن فيهم مئات القادة والأعوان البارزين في القاعدة. وفي الشهر الماضي بعث أسامة بن لادن بشريط مسجل حمل فيه بشدة على شيوخ العشائر العراقيين الذين انقلبوا على القاعدة واعترف بأن قوات الائتلاف ازدادت قوة في العراق. أيها السيدات والسادة، قد ينكر البعض أن الطفرة ناجحة، لكن الإرهابيين لا يشكون في ذلك. فالقاعدة هي التي تولي الأدبار في العراق وستلحق الهزيمة بهذا العدو.
وعندما التقينا في العام الماضي كان مستوى قواتنا في العراق في تزايد. واليوم، بسبب النجاح الذي ذكرته لكم لتوي نعمل على تطبيق سياسة "العودة على أساس النجاح" أي أن طفرة الزيادة في عدد القوات التي أرسلناها إلى العراق بدأت تعود إلى الوطن.

إن الفضل في هذا النجاح يعود لبطولة قواتنا وبراعة قادتنا. ولذا فإنني في هذه الليلة أريد أن أخاطب رجالنا ونساءنا في خطوط الجبهة مباشرة. فيا أيها الجنود والبحارة والطيارون ومشاة البحرية وخفر السواحل، لقد أديتم في العام الماضي كل ما طلبنا منكم وأكثر. ولذا فإن شعبنا ممتن ومقدر لكم شجاعتكم، ونحن فخورون بما أنجزتم. وإننا هذه الليلة في هذه القاعة الكريمة والشعب الأميركي شاهد علينا نتعهد لكم بأمانة بأنه سيكون لكم في الحرب التي تنتظركم كل ما تريدون لحماية أمتنا. وإنني أطالب الكونغرس بأن يتحمل مسؤولياته تجاه هؤلاء الرجال والنساء الشجعان بأن يوافق على التمويل الكامل لقواتنا.

لقد لقي أعداؤنا في العراق ضربات شديدة، ولكنهم لم يهزموا بعد، ولذا نتوقع أن هناك قتالا شديدا ينتظرنا. وهدفنا في العام القادم هو مواصلة البناء على المكاسب التي أحرزناها في العام 2007 بينما ننتقل إلى المرحلة التالية من استراتيجيتنا، وهي تحول القوات الأميركية من القيام بدور الطليعة وقيادة العمليات إلى مشاركة القوات العراقية ثم إلى مهمة الإشراف والحماية في ما بعد. وضمن هذا التحول الانتقالي عادت مجموعة قتالية للواء من الجيش ووحدة استطلاعية من مشاة البحرية إلى البلاد ولن يتم إرسال قوات بديلة لها. وستتبعها في الشهور القادمة أربعة ألوية إضافية وكتيبتان من مشاة البحرية. وإجمالي هذا يعني أن أكثر من 20,000 جندي من قواتنا سيعودون إلى الوطن.

وأي تخفيض في مستوى عدد القوات الأميركية في المستقبل سيعتمد على الظروف في العراق وعلى توصيات قادتنا. وقد حذر الجنرال بترايوس من أن التسرع في التخفيض قد يؤدي إلى "تفكك قوات الأمن العراقية واستعادة القاعدة الأرضية التي خسرتها وزيادة في العنف." أعضاء الكونغرس، يجب علينا بعد أن قطعنا هذا الشوط من الإنجاز أن لا نسمح لذلك بأن يقع.
سنعمل مع القادة العراقيين في العام القادم ونتعاون معهم وهم يزيدون البناء على التقدم الذي أحرزوه نحو التوافق السياسي. فقد بدأ السنة والشيعة الأكراد يتحدون على المستوى المحلي في سبيل استعادة مجتمعاتهم وإعادة بناء حياتهم. وينبغي لبغداد أن تماثل التقدم الذي تم إحرازه في المحافظات. وقد رأينا بوادر مشجعة. فالحكومة القومية تتقاسم عائدات النفط مع المحافظات. وأقر البرلمان مؤخرا قانوني التقاعد وقانون إصلاح لقانون استئصال البعث. وهو يناقش الآن قانونا لصلاحيات المحافظات وسلطاتها. غير أن الطريق ما زال طويلا أمام العراقيين. إلا أن المصالحة حاصلة بعد عقود من الدكتاتورية وآلام العنف الطائفي وهاهو الشعب العراقي يتولى زمام مستقبله.
لقد كانت المهمة في العراق صعبة وشاقة على بلادنا. لكن النجاح في مصلحة الولايات المتحدة الحيوية. فعراق حر سيحرم القاعدة من الملاذ الآمن. وعراق حر سيبين للملايين في الشرق الأوسط أن مستقبلا حرا ممكن التحقيق. وعراق حر سيكون صديقا لأميركا وشريكا في محاربة الإرهاب ومصدرا للاستقرار في جزء خطر من العالم.
وعلى نقيض ذلك، فإن فشل العراق من شأنه أن يشجع المتطرفين، ويقوي إيران، ويمنح الإرهابيين قاعدة يشنون منها هجمات جديدة على أصدقائنا، وحلفائنا، ووطننا. لقد أوضح العدو نواياه تماما. ففي الوقت الذي بدا فيه أن الزخم كان مواتيا لهم، صرح كبير قادة القاعدة في العراق بأنهم لن يستريحوا حتى يهاجمونا هنا في واشنطن. أيها الإخوة الأميركيون: ونحن لن نستريح أيضا. إننا لن نستريح حتى يهزم هذا العدو. علينا أن نقوم بالعمل الصعب اليوم، كي ينظر الناس إلى الوراء بعد سنين من الآن ويقولوا إن هذا الجيل واجه التحدي، وانتصر في قتال صعب، وخلف وراءه منطقة أكثر رجاء وأميركا أكثر سلاما. ونحن نقف أيضا في مواجهة قوى التطرف في الأرض المقدسة، حيث لدينا سبب جديد للأمل. لقد انتخب الفلسطينيون رئيسا يعترف بأن مواجهة الإرهاب ضرورية لتحقيق دولة يستطيع أبناء شعبه العيش فيها في كرامة وفي سلام مع إسرائيل. والإسرائيليون لديهم قادة يعترفون بأن وجود دولة فلسطينية مسالمة وديمقراطية سيكون مصدر أمن دائم. وهذا الشهر في رام الله، أكدت للقادة من الجانبين بأن أميركا ستفعل، وأنني سأفعل، كل ما في وسعنا لمساعدتهم على تحقيق اتفاق سلام يحدد الملامح الرئيسية لدولة فلسطينية بحلول نهاية هذا العام. لقد حان الوقت لكي تكون هناك أرض مقدسة تعيش فيها إسرائيل ديمقراطية وفلسطين ديمقراطية جنبا إلى جنب في سلام.
ونحن نقف أيضا في وجه قوى تطرف يجسدها النظام في طهران. إن حكام إيران يضطهدون شعبا طيبا وموهوبا. وحيثما تتقدم الحرية في الشرق الأوسط، يبدو أن النظام الإيراني يكون هناك لمعارضتها. إن إيران تمول وتدرب مليشيات في العراق، وتدعم إرهابيي حزب الله في لبنان، وتدعم جهود حماس لتقويض السلام في الأرض المقدسة. وطهران تطور أيضا صواريخ بالستية بعيدة المدى وتستمر في تطوير قدرتها على تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن أن يستخدم لصنع سلاح نووي. رسالتنا للشعب الإيراني واضحة: لسنا على خصام معكم، ونحن نحترم تقاليدكم وتاريخكم، ونتطلع إلى اليوم الذي تنعمون فيه بحريتكم. ورسالتنا لقادة إيران أيضا واضحة: أوقفوا تخصيبكم النووي بصورة يمكن التثبت منها، كي يمكن بدء مفاوضات [معكم]. ولكي تنضموا مجددا إلى مجموعة الدول، كونوا واضحين بشأن نواياكم النووية وأعمالكم الماضية، وأوقفوا اضطهادكم في الداخل، وامتنعوا عن دعم الإرهاب في الخارج. ولكن قبل كل شيء، عليكم أن تعلموا هذا: إن أميركا ستجابه أولئك الذين يهددون جنودنا، وسنقف إلى جانب حلفائنا، وسندافع عن مصالحنا الحيوية في الخليج الفارسي.
وعلى الجبهة الداخلية، سنستمر في اتخاذ كل إجراء قانوني وفعال لحماية بلدنا. هذا هو واجبنا الأسمى. ونحن ممتنون لأنه لم يكن هناك هجوم آخر على تراب بلادنا منذ 11 أيلول/سبتمبر. وهذا ليس بسبب افتقار إلى الرغبة أو الجهد من جانب العدو. لقد أوقفنا في الأعوام الستة الماضية هجمات عديدة، بما فيها مؤامرة ترتطم فيها طائرة بأعلى بناية في لوس أنجلوس وأخرى لنسف طائرة ركاب كانت متجهة إلى أميركا فوق المحيط الأطلسي. إن رجالا ونساء متفانين في حكومتنا يجهدون ليلا نهارا لمنع الإرهابيين من تنفيذ خططهم. وهؤلاء المواطنون الطيبون ينقذون أرواحا أميركية، وكل واحد في هذه القاعة مدين لهم بالشكر. ونحن مدينون لهم بشيء أكثر: مدينون لهم بمنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها لإبقاء شعبنا سالما.
ومن أهم الأدوات التي نستطيع أن نقدمها لهم هي القدرة على مراقبة اتصالات الإرهابيين. فلحماية أميركا، نحن بحاجة لأن نعرف مع من يتحدث الإرهابيون، وما الذي يقولونه، وما الذي يخططونه. لقد أقر الكونغرس في العام الماضي تشريعا لمساعدتنا على عمل ذلك. ولكن لسوء الحظ، جعل الكونغرس مهلة التشريع تنتهي في 1 شباط/فبراير. وهذا يعني أنكم إذا لم تتصرفوا بحلول يوم الجمعة، فإن قدرتنا على رصد تهديدات الإرهابيين ستضعف وسيكون مواطنونا معرضين لخطر أكبر. يجب أن يضمن الكونغرس بأن تدفق المعلومات الاستخبارية الحيوية لن يتعطل. ويجب أن يجيز الكونغرس حماية من المسؤولية القانونية للشركات التي يعتقد أنها ساعدت في الجهود المبذولة للدفاع عن أميركا. لقد كان لدينا وقت طويل للنقاش. أما الآن فقد آن وقت العمل.
إن حماية بلدنا من أخطار قرن جديد يتطلب أكثر من استخبارات جيدة وقوات مسلحة قوية. إنه يتطلب أيضا تغيير الأوضاع التي تولد الاستياء وتتيح للمتطرفين أن يستغلوا اليأس. وعليه فإن أميركا تستخدم نفوذها لبناء عالم أكثر حرية، وأكثر رجاء، وأكثر عطفا. هذا انعكاس لمصلحتنا القومية ونداء ضميرنا.



إن أميركا تعارض الإبادة في السودان وتدعم الحرية في دول من كوبا إلى زمبابوي إلى بيلاروس وبورما.
وأميركا تقود الكفاح ضد الفقر في العالم، فضلا عن المبادرات القوية في التعليم والمساعدة الإنسانية. وغيرنا أيضا الطريقة التي نقدم بها المساعدة بإطلاقنا حساب تحدي الألفية. فهذا البرنامج يقوي الديمقراطية، والشفافية، وحكم القانون في الدول النامية، وإنني أطلب منكم أن تمولوا كليا هذه المبادرة المهمة.
إن أميركا تقود الكفاح ضد المجاعة العالمية. فاليوم، يأتي أكثر من نصف المساعدة الغذائية العالمية من الولايات المتحدة. وهذه الليلة أطلب من الكونغرس أن يؤيد اقتراحا مبتكرا بأن تقدم المساعدة الغذائية عن طريق شراء المحاصيل الزراعية مباشرة من المزارعين في العالم النامي، كي نستطيع أن نبني زراعة محلية ونساعد على كسر دورة الجوع.



وأميركا تقود الكفاح ضد المرض. بمساعدتكم، نعمل على تخفيض عدد الوفيات المتصلة بالملاريا في 15 دولة أفريقية إلى النصف. وخطة الطوارىء الخاصة بالإغاثة من الآيدز التي أطلقناها تعالج 1.4 مليون شخص. وفي استطاعتنا أن نجلب الشفاء والأمل لعدد أكبر بكثير. وعليه أطلب منكم أن تحافظوا على المبادىء التي غيرت السلوك وجعلت هذا البرنامج ينجح. وأدعوكم لأن تضاعفوا التزامنا الأولي بمكافحة فيروس أتش آي في./آيدز بالموافقة على مبلغ 30 بليون دولار إضافي خلال الأعوام الخمسة القادمة.
إن أميركا هي قوة من أجل الرجاء في العالم لأننا شعب عطوف، وبعض الأميركيين الأكثر عطفا هم أولئك الذين خطوا إلى الأمام لكي يحمونا. علينا أن نبقي على ثقتنا بجميع أولئك الذين جازفوا بأرواحهم وأعضائهم لكي نعيش في حرية وسلام. لقد زدنا خلال الأعوام السبعة الماضية تمويلنا لقدامى المحاربين بأكثر من 95 بالمئة. وإذ نزيد تمويلنا، علينا أن نصحح نظامنا الخاص بقدامى المحاربين لكي يلبي حاجات حرب جديدة وجيل جديد. وأهيب بالكونغرس أن ينفذ الإصلاحات التي أوصى بها السناتور بوب دول والوزيرة دونا شلالا، لكي نستطيع أن نحسن نظام الرعاية لمحاربينا الجرحى ونساعدهم على بناء حياة من الأمل، والوعد والكرامة.
وعائلات أفراد قواتنا المسلحة تضحي أيضا من أجل أميركا. إنها تتحمل ليال من انعدام النوم وكفاحا يوميا من أجل العناية بأطفالها بينما يخدم أحد أحبائها في مكان بعيد عن الوطن. إن لدينا مسؤولية أن نساعدها. وعليه أطلب منكم أن تنضموا إلي في توسيع حصولها على رعاية أطفالها، وإيجاد أفضليات توظيف لعائلات أفراد القوات المسلحة في الحكومة الفدرالية، والسماح لجنودنا بأن ينقلوا علاواتهم التعليمية غير المستعملة لزوجاتهم أو أزواجهن أو أطفالهم. إن عائلات أفراد قواتنا المسلحة تخدم بلادنا، وهي تلهم بلادنا، وهذه الليلة حان وقت أن تكرمها بلادنا.

إن سر قوتنا، وأعجوبة أميركا، هو أن عظمتنا لا تكمن في حكومتنا، بل في روح وتصميم شعبنا. عندما انعقد المؤتمر الفدرالي في فيلادلفيا عام 1787، كان ما يحافظ على وحدة بلادنا معا مواد الإتحاد، التي بدأت بالكلمات، "نحن المندوبون الموقعون أدناه." وعندما طلب من الحاكم موريس أن يكتب مقدمة لدستورنا الجديد، أجرى مراجعة مهمة استهلها بالكلمات: "نحن الشعب." لقد راهن آباؤنا المؤسسون، بوضعهم الثقة بالشعب، على أن في استطاعة دولة عظيمة ونبيلة أن تبني على الحرية التي تكمن في قلوب جميع الرجال والنساء. وبثقتها بالشعب، حولت أجيال متعاقبة ديمقراطيتنا الفتية الهشة إلى أقوى دولة على وجه الأرض ومنارة أمل للملايين. وما دمنا نثق بالشعب، فإن دولتنا ستزدهر، وحريتنا ستكون في مأمن، وحال اتحادنا سيبقى قويا. وعليه، هذه الليلة، وبالثقة بقوة الحرية، والثقة بالشعب، دعونا نبدأ في إنجاز عمل الشعب.



نهاية النص Opinions