Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نص كلمة الرئيس طالباني في الحفل التأبيني الذي اقيم في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر

26/10/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/
فيما يلي نص كلمة الرئيس طالباني في الحفل التأبيني الذي اقيم في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس هناك ما هو أكثر مدعاةً للإعتزاز والفخر من أن يستعيد الشعبُ ذكرى رموزِه وأبطالِه الذين أرادت الدكتاتوريةُ تغييبَهم بقوة القمعِ والتصفياتِ لكنهم ظلوا أحياءَ في الوجدان الشعبي، خالدين في الضمائر بما خلفوه من إرثٍ وسِفرٍ عظيم من التضحيات في سبيل المبادئِ والقيمِ السامية التي ضحوا من أجلها، والتي بقيت منارا هادياً للسائرين على طريقِها..طريقِ القيمِ الإنسانيةِ والدينيةِ الرفيعةِ وطريقِ الكرامةِ الوطنية ومبادئِها الشريفة.
وفي استذكارنا اليوم للشهيدِ المجاهد الخالد أيةِ اللهِ العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر قُدِّس سرُّه الشريف فإننا نستذكرُ تلك القيمَ النبيلةَ التي استُشهِد من أجلها والتي قارع بها أعتى الدكتاتوريات، ساعياً إلى إعلاء كلمةِ الحقِّ والى وحدة الصفِّ الوطني بلا تمايزات، والى العملِ على توفيرِ حريات وحقوقِ التعبُّدِ وممارسةِ الشعائرِ والفروض والطقوسِ الدينية التي منعت ممارستها بقراراتِ واجراءاتِ متعسفة ظالمة فرضتها السلطةُ الدكتاتورية المبادة.
كما نستذكر أيضاً ذلك التاريخَ من ملاحمِ تحدي الدكتاتورية ومواجهةِ شراستِها بالعنفوانِ الشعبي الوطنيِّ المتطلع إلى حرياتِه والى بناءِ دولتِه العادلة الحرةِ الكريمة، الدولةِ التي لا يُقهَر فيها الإنسان ولا تُنتَهك حرياتُه ولا تُستَلَب كرامتُه.وتتساوى في التأكيدِ على هذه المبادئ قيمُ السماءِ السمحاء وشرائعُ الإنسانيةِ الرفيعة والتي كانت جميعها عرضةٌ للإنتهاك في دولةِ الإستبدادِ والطغيان والدكتاتورية.
لقد كان الشهيدُ الخالد ضحيةَ بطش السلطة واستبدادِها، هذا الإستبداد الذي دفع شعبُنا ثمنا باهظا في مقاومته وتحديه، مواكبَ من الشهداء والمضحين الخالدين الذين حَفِظوا للعراق وللعراقيين نصاعةَ تاريخِهم الحافل بالبطولة والمجدِ والتضحية من أجل الحق.
الأخوة والأخوات..
إن مثل هذه المناسبات التي توحِّدُنا في استذكارِ أبطالِنا ورموز شعبنا هي في جانبٍ مهم منها مناسباتٌ لتأكيدِ قيمِ العمل من أجلِ الإنسان ومن أجل الوطن، وليس هناك من هو أحوجُ إلى التمسُّكِ بهذه القيم وإحياءِ روحِ العمل المخلص بها منا، ونحن في مرحلةِ بناء عراقِنا الجديد الذي نريده جميعا عراقا للحريات وللكرامة والعدلِ والمساواة في المواطَنةِ والعيشِ المشترك المتضامنِ المتوحد على هذه القيم الرفيعة.
بمثل هذا الإنطلاق، نستطيع أن نُذَلل الصعوباتِ جميعَها التي تعترض وتعيق عمليةَ البناءِ الوطني للمؤسسات وللمجتمع على حد سواء.
إن عوامل التحدي كبيرة وخطيرة لكنَّ عواملَ النهوض وممكناتِ العمل أكبرُ من كل التحديات ما دمنا مستندين إلى قاعدة اتفاقٍ اجتماعي وطنيٍّ داعمٍ للتحول ومساندٍ له وقدَّم من التضحيات ما يشرَّفُنا وما يحملنا مسؤولياتٍ مضاعفةً إزاءَ شعبِنا وإزاء القيمِ التي آمنّا بها وناضلنا من أجلها ومن أجلِ مستقبل عراقيٍّ يليق بالعراقيين، بماضيهم المشرف وبحاضرهم المشرق.
إن الاستحقاقاتِ الوطنيةَ التي تعمل قوانا المخلصة من أجل انجازِها بأوسعِ قاعدةٍ للاتفاق تتطلب في ما تتطلبه التذكيرَ دائما بضرورة النظرِ إلى أفق المستقبل بروحٍ متبصرة تعلو على العصبيات والأنانياتِ الضيقة وتترفع وتنأى بنفسها وبمجتمعِنا عما يريده البعض من المتضررين من التحول الديمقراطي والساعين الى النكوص عن المنجزات المتحققة لشعبنا..وسيكون العمل بكل الطاقات لدحر قوى الإرهاب والشر في مقدمة الأوليات الوطنية اللازمة لحفظ المنجزات وإنهاء التآمر ضدها..بينما سيكون انجازُ الاستحقاقات الوطنية بروح التفاهم والانسجام الوطني هو العاملُ الأهمُّ سياسياً لتطوير المنجزات المتحققة والاطمئنانِ على مواصلةِ بناء العراق الديمقراطي الحر الاتحادي المستقل.
هكذا، أيها الأخوة والأخوات، نقدم الصورةَ الأكثرَ وفاءً للشهداء الخالدين..وهكذا نعبِّر عن حرصِنا على القيمِ التي ضحوا من أجلها والتي حفظتْهم أحياءَ في الضمير الشعبي الوطني وفي سِفْر البطولة الإنساني.
رضوان الله على الشهيد المجاهد آيةِ اللهِ العظمى السيد محمد صادق الصدر رحمة الله عليه..والرفعةُ للمبادئ الشريفة التي ضحى واستشهد من اجلها ظلَّ حيّاً في وجدانِ شعبه، خالدا في جنات ربه الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

Opinions