Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نص كلمة رئيس الجمهورية جلال الطالباني في مؤتمر السفراء العراقيين الثالث

16/07/2011

شبكة اخبار نركال/NNN/
وجّه رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة اليوم السبت 16-7-2011، في مؤتمر السفراء العراقيين الثالث الذي نظمته وزارة الخارجية، وفي ما يأتي نص الكلمة:


"بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

الأستاذ نوري المالكي المحترم
الأخ مدحت المحمود المحترم رئيس مجلس القضاء الاعلى
أصحاب المعالي الوزراء المحترمون
أصحاب السعادة السفراء المحترمون
الأخوات والأخوة الحضور

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه


أحيي في البدءِ مؤتمرَكم ..متمنياً لكم النجاحَ في الوصولِ بأعمالِ المؤتمرِ إلى ما من شأنِهِ أن يعززَ جهودَكم في عملٍ دبلوماسيٍّ منتجٍ وخلاّق يعززُ الموقعَ المتنامي للعراقِ الجديد في الأسرةِ الدولية.
ولعل من المهمِ هنا أن نشيرَ إلى أن طبيعةَ عملِ الدبلوماسيةِ العراقيةِ في هذا الظرفِ هي مهمةٌ معقدة ومركبة في الوقتِ نفسِه، وهي مهمةٌ توفِّرُ الفرصَ الكبيرة للتميّزِ بالعملِ وبخدمةِ البلد وتجربتِهِ السياسيةِ الديمقراطية التي نعملُ من مختلفِ المواقعِ من أجل إنجاحِها وتقدمِها. خاصة، وعراقنا الجديد يتعرض الى حملة اعلامية ظالمة تحرف الوقائع وتزيف الحقائق وتضخم السلبيات وتتجاهل الانجازات والمكاسب الوطنية وتقدم الوطن عمرانيا وثقافيا، ومن حيث مستوى المعيشة، ناهيك عن الانجازات الديمقراطية من حيث الحريات العامة والخاصة وحرية الصحافة والاعلام والاحزاب والمنظمات وغيرها.
وستكونُ المهمةُ الأولى هي تغييرُ الصورةِ التقليديةِ التي تكرستْ عن كثيرٍ من مفاصلِ الدبلوماسيةِ طيلةَ العقودِ الماضية، وهي صورةٌ من المؤسفِ أنها انتهت بالعراقِ إلى العزلةِ الدولية التي بقي البلد يعانيها ويعاني نتائجَها المواطنون في أبسطِ حقوقِهم، مثل السفرِ، سواءٌ للسياحةِ أو للعلاجِ أو للتعلم أو التجارة وغيرها من دواعي السفر، كما عانت نتائجَها وزاراتُ الدولةِ والخدمات التي يحتاج إليها المواطن.
والمهمة الثانية هي تبديد الاكاذيب والافتراءات والتشويهات عن العراق الجديد وبيان الحقائق والوقائع كما هي، وتفنيد هذه الاكاذيب والافتراءات التي تشوه صورة العراق الجديد المشرقة.
كما سيكونُ مهما أمامكم إدراكُ متطلباتِ العراقِ الجديد إلى إحياءِ وتمتينِ العلاقاتِ مع كلِّ الأطرافِ الصديقةِ على أسسِ التعاونِ والعمل والمصالحِ المشتركة، وأمامكم في هذا المجال الكثيرُ مما يعينُكم في هذه المهمةِ خصوصاً وأن البلدَ في مرحلةِ اعمارٍ وبناءٍ وهناك فرصٌ طيبة للاستثمارِ والعملِ في مشاريعَ كبيرةٍ يحتاجُ إليها العراقُ وتحتاجُ الى خبراتٍ وإمكاناتٍ متقدمة.
وفي جانبٍ مهمٍّ وحيويٍّ، أود أن أشيرَ إلى أن السفاراتِ العراقية كانت ولعقودٍ في زمنِ الطغيانِ والدكتاتورية أداةً مسلطةً على العراقيين في خارجِ البلد، لمراقبتِهم ومحاصرتِهم والتضييقِ عليهم في كلِّ شيء..والآن، في العراقِ الديمقراطي الجديد، لا بد من أن يشعرَ كلُّ عراقيٍّ، وحيثُما يكون، أن السفارةَ هي رمزُ دولتِهِ التي هي ملكُ الجميع، وأنها بيتُه، والمكانُ الذي يطمئنُ فيه ويوفرُ له كلَّ خدمةٍ يحتاجُ إليها في ضوءِ قوانينِ البلدِ ودستورِهِ..وهذا يحتاجُ منكم إلى تمتينِ الصلاتِ بأبناءِ الجاليات في الدولِ الموجودين فيها، وتذليلِ الصعابِ أمامَهم وتيسيرِ الخدماتِ لهم، ريثما يُتاحُ لكلِّ عراقيٍّ العودةُ إلى وطنِهِ بملءِ إرادتِه وحريتِه.
إن العراقَ الذي يتقدمُ اليومَ في كافةِ المجالاتِ السياسيةِ والأمنيةِ والإقتصاديةِ من المؤمَّلِ له أن يكونَ محطَّ أنظارِ الجميع لما يتمتعُ به من خيراتٍ وفرصٍ للعملِ والاستثمارِ ولما عُرِفَ به العراقيون من تكريمٍ ورعايةٍ لضيوفِهم، وستكونُ فرصُ أبناءِ البلدِ الذين اضطرتْهم الظروفُ السياسيةُ أو الاقتصاديةُ سابقا أو الأمنيةُ لاحقا فرصا ممتازة في الحياةِ والعيشِ بكرامةٍ في وطنٍ يحتاجُ إلى كلِّ أبنائِه مثلما يحتاجُ أبناؤه إليه.
ولعل تعزيزَ الجهودِ الوطنيةِ المشتركة والسعيَ الدؤوب في الجهدِ الحكومي والبرلماني لتجاوزِ بعضِ العقبات والعملِ معا بروحِ الفريقِ الواحد هو مما يسهّلُ علينا جميعا الوصولَ إلى اللحظةِ التي يستحقُّها منا العراقُ، لحظةِ تقدمِه وازدهارِهِ وتطورِهِ..وهي لحظةٌ نراها قريبةً ما دمنا على الخطِّ الصحيح ان شاء الله، خطِّ الدولةِ الديمقراطيةِ الاتحاديةِ الحرة العادلة، وهو الخطُّ الذي ترنو إليه كثيرٌ من شعوبِ المنطقةِ باحترامٍ وتقديرٍ عاليين، باعتبارِ الدورِ الرياديِّ للعراق الديمقراطيِّ الذي تركَ وراءَه الكثيرَ من الصعابِ والمُعيقاتِ التي أرادت أن تَحولَ بين العراقِ وخيارِ شعبِه في الديمقراطيةِ والحرية.
وختاما أكررُ تمنياتي لكم بالسَدادِ والنجاح..كما لا تفوتُني الإشادةُ بالدورِ المهم الذي اضطلعتْ به وزارةُ الخارجية ومعالي الأخِ الوزير الأستاذ هوشيار زيباري في كافةِ المحافلِ الإقليمية والدولية، وهو ما نلمسُ أثرَه الطيبَ الآن في مسعى العالمِ إلى الانفتاحِ على العراقِ الجديدِ والتعاونِ معه.

شكرا جزيلا لكم.. ومرحبا بكم في وطنكم العزيز العراق
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه."

Opinions