نقد لمسرحية " آييلا ولَبّش خرتا "
في المهرجان الثقافي الكلداني الثالث المنعقد في الدنمارك لليومين 16 و 17 / 1 / 2010 ، تم عرض مسرحية " آييلا ولَبّش خرتا " من قبل أبناء الجالية الكلدانية في الدنمارك ، وتدور أحداث المسرحية حول تقاليد الزواج في قرانا الكلدانية في شمال عراقنا الحبيب .فكرة المسرحية كانت مقدمة من قبل السيد ثائر فائق حنا ، وكتب السناريو السيد عبير ملاخا ، وشارك في التمثيل كل من : ــ
عنان سليمان بدور والد الفتاة عزيزة
ريتا بدور والدة عزيزة
سوزان سعد بدور عزيزة
الشماس هادي متي بدور والد الشاب يوسف
لينا فائق بدور والدة يوسف
عبير ملاخا بدور يوسف
آنجيل بدور عمّة يوسف
آندرا جلال بدور صديقة عزيزة
وقد أدت بعض المقاطع الغنائية الخاصة بالمناسبة السيدة أم وليد .
تدور أحداث المسرحية حول الشاب الفقير يوسف الذي لا يملك من حطام الدنيا سوى ذلك الحمار الذي يستخدمه في التنقل والعمل وكسب رزقه وقوته اليومي لعيل نفسه ووالداه ، وقد وقع يوسف في غرام جارته عزيزة ، الشابة الجميلة ، فتبادلا الحب البرئ على أمل الزواج ، ففاتح والدته بذلك ، وذهبت الوالدة إلى بيت أم عزيزة لشرب فنجان من القهوة ومفاتحتها بذلك ، " مشموءه " أي أن تسمعها بأن لهم رغبة في خطبة أبنتها عزيزة .
جن جنون أم عزيزة حال سماعها ذلك ، فأخذت ترعد وتزبد مهددة عزيزة بالويل والثبور إن وافقت ، ومهددة والد عزيزة إن هو اقدم على الموافقة على ذلك الزواج، لا لشئ بل لكون يوسف فقير ولا يملك سوى ذلك الحمار ، بينما تقدم لخطبة عزيزة كثير من الأغنياء ممن يملكون السيارات والقصور .
دار الحديث في بيت عزيزة والأم بين مهددة ومتوعدة فقد وافق الأب على ذلك ، ولم يرى في الفقر عيباً يمكن أن يُعاب الشاب عليه ، أو سبباً في رفضه الزواج لا سيما بأن الأثنان يتبادلان الحب ، وقرر لا بل فرض على أم عزيزة إرسال الخبر لأهل الفتى بأن يتقدموا للخطبة .
طُرق الباب وإذا بأهل الولد ، ويرحب بهم أهل الدار ، ثم دار الحديث وظهرت معوقات ومنغصات ومن ثم تقدم والد الفتاة ببعض الأسئلة التقليدية التي كانت تُسأل ايام زمان عندما يتقدم فتى لخطبة فتاة ما ، وكانوا يرون في ذلك رجولة وبطولة وشجاعة ، وذلك لضعف التوعية الصحية والثقافية آنذاك ، ومن تلك الأسئلة يسأل الوالد :
يا ولدي يوسف ، نعم عمي
هل تُدخن : كلا أبداً عمي
هل تشرب الخمر : ابداً أبداً
هل تلعب القمار : بحياتي لم تمس يدي ورق لعب ولا أعرف ما هو لونها.
وهنا يصرخ الأب بعفوية بالغة : كيف تريدني أن أوافق على تزويج أبنتي لك وأنت لا تدخن ولا تشرب ولا تلعب القمار .!!!!!!!!!!!!!!!
بعدها تم أستدعاء الفتاة لسؤالها في ما إذا كانت ترغب بالزواج من يوسف أم لا .
فوافقت على ذلك وهنا صدحت أفواه النسوة بالهلاهل وألبسوها الذهب والمخشلات وأبتدأوا بالرقص الفلكلوري " الدبكة المعروفة " وشارك الكثير من الحضور في الدبكة .
المسرحية بشكل عام أحييت فينا تراثا فنياًوأثبتت بأننا لنا تراثا تاريخيا وتقاليد جميلة جدا يفتقر المجتمع الغربي لها ، وأن المسرحية على بساطتها كانت ممتعة جداً بحيث أن الجمهور أنسجم أنسجاماً كلياً مع المسرحية سواء في الغناء أو في الرقص .
إمكانية الفرقة : ـــ
لقد تشكلت الفرقة في موعد متأخر جداً ، كما تشكلت لتقديم هذا العرض فقط ، لذلك فإن الممثلين هم بالحقيقة من عامة الشعب وليسوا أكاديميين ، ولم يكن أحدا منهم قد تخرج من معهد الفنون الجميلة أو كلية الفنون الجميلة أو الأكاديمية ، لا بل أغلبية الناس هن ربات بيوت والآباء يعملون في أعمال لا تمت إلى المسرح بصلة ، ولكن هذا التمثيل العفوي ، وهذه الرغبة في تقديم الجيد من الأعمال وعفويتهم في ذلك جعل العمل المسرحي المقدم عملاً رائعاً جداً ، حيث أبدع السيد عنان بدوره كما أجاد الشماس هادي دور الأب بشكل جيد ، بالإضافة إلى بقية الممثلين من النساء حيث أدوا أدوارهم ببراعة فائقة جداً .
لقد تمكن الجميع من تجاوز عقبات كثيرة ومتعددة صادفت باكورة أعمالهم ، كما تمكنوا بجهودهم الذاتية من إبراز العمل كعمل مسرحي ناجح وممتع ، وكان الأنسجام بين الممثلين جميعا على أعلى مراحله .
صحيح أن ترتيبات المسرح كانت تفتقر إلى الكثير ، ولكن بالرغم من قلّتها فقد كانت كافية وتمكن الأخوة من نقلنا إلى أجواء قرانا وعشنا تقاليدنا لدقائق جميلة لطيفة ،
الإنارة والأكسسوارات والصوت والملابس والأجواء والأزياء والأداء والمسرح بشكل عام كانت كلها جيدة جداً .
أشرف على توزيع الإنارة السيد سعد أوجين .
اشرف على هندسة وضبط الصوت السيد أسامة ياقو .
نأمل من هذه الفرقة أن تستمر وأن تلقى الدعم والإسناد لتقديم أعمالاً أكثر إبداعاً ، تستمد قصصها من تاريخنا المجيد .
غاية المسرحية : ــ المسرحية بشكل عام جسدت تقاليد الزواج عندنا وكيف كانت تلك المقاييس في سالف الأيام ، واليوم قد أنتهى ممارسة الكثير من العادات السلبية مع الأحتفاظ بالجوهر ، كما هي في الوقت ن
نفسه رسالة اراد الجميع إيصالها إلى المجتمع الدنماركي بأن الكلدان أصحاب تاريخ وحضارة وتراث وتقاليد .
تمت تغطية المهرجان إعلامياً من قبل كادر قناة الفضائية البغدادية فشكراً جزيلا لهم .
وإلى أعمال أخرى نستودعكم الله .
نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني .
21/01/2010