Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نواب يمثلون الواجهة السياسية للإرهاب

 

الوضع العراقي غريب وعجيب وفريد من نوعه، ففي جميع دول العالم إذ ما تعرض أي بلد إلى هجوم إرهابي، أو حرب، أو كارثة طبيعية، تترك المعارضة خلافاتها جانباً وتقف مع الحكومة، ولكن في العراق يحدث العكس، فالمعارضة تقف مع الإرهاب، بل هناك كيانات سياسية أثبتت أنها امتداد وواجهة سياسية مكشوفة للإرهاب، وغرضها من المشاركة في العملية السياسية هو تدميرها من الداخل، ناهيك عن تآمرها وسعيها لتحقيق أجندات أجنبية ضد مصلحة الشعب العراقي.

وحتى الحكومات الأجنبية تتضامن مع، وتدعم أية حكومة يتعرض شعبها للإرهاب والكوارث الطبيعية، ولكن في العراق الأمر يختلف، إذ هناك حكومات عربية رغم أنها تحارب الإرهاب في بلدانها، إلا إنها تدعمه في العراق، كما هو موقف السعودية وقطر وتركيا. وبلدان أخرى تشكك عبر وسائل إعلامها في نوايا الحكومة العراقية في حربها على الإرهاب، فتعطيها بعداً طائفياً، والإدعاء أن هذه الحرب هي على السنة "المهمشين" وليس على الإرهاب.

ظهر ذلك جلياً وبدون أي لبس أو تأويل، حين شنت قواتنا الباسلة هجوماً ساحقاً على أوكار القاعدة البعثية (داعش) في صحراء الأنبار، فأعلن ائتلاف متحدون الذي يرأسه رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، "تقديم نوابه استقالاتهم من عضوية مجلس النواب احتجاجا على الاحداث الجارية في محافظة الانبار ". كما أعلن النجيفي انسحابه من وثيقة الشرف الوطني والسلم الاجتماعي "لتنصل رئيس الوزراء نوري المالكي من بنودها" حسب ادعائه. والمقصود بهذه الحجة هو، إعلان المالكي الحرب على الإرهابيين في محافظة الأنبار. كما وقرأنا أن ويكيليكس قد كشف مؤخرا أن أسامة النجيفي، مثل أحمد العلواني، لديه اتصال هاتفي مباشر مع الأمير بندر بن سلطان السعودي. وكذلك نعرف سفراته المكوكية وتنقلاته بين الدول الخليجية وتركية باتت مكشوفة. كما وطالب أياد علاوي، رئيس كتلة العراقية، المالكي بإخراج الجيش من مدن الانبار.

فماذا يعني استقالة هؤلاء النواب الجماعية من البرلمان احتجاجاً على شن الجيش حربه على أوكار القاعدة البعثية الإرهابية؟ ألا يعني، ويؤكد وقوفهم مع الإرهاب وكونهم الواجهة السياسية والوجوه المرئية للإرهاب، في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب إلى القتل الجماعي من الإرهابيين؟ فلو حصل هذا الموقف من نواب أو أي كيان سياسي في أي بلد آخر، لتعرض هؤلاء إلى تهمة الخيانة العظمى، و وُضعوا وراء القضبان في السجون، أو حتى أُعدموا، ولكن في العراق هذا السلوك مسألة عادية!!. والسبب هو أن أي إجراء تتخذه الحكومة ضد الإرهاب يُفسَّر بالطائفية، لا لشيء إلا لأن رئيس الحكومة شيعي، وجميع الإرهابيين في داعش هم من السنة، لذا فالمطلوب من الحكومة، في هذه الحالة، أن تسكت عن الإرهابيين ليواصلوا حرب الإبادة على الشعب. ولكن عندما تقع تفجيرات وهجمات إرهابية، يملؤون الدنيا صراخاً ونعيقاً يدَّعون أن الحكومة ضعيفة لا تستطيع حماية الشعب، وإذا ما تحركت القوات الأمنية ضد الإرهابيين قالوا أنها بدوافع طائفية والمالكي يستهدف السنة!!!

وليت الأمر توقف عند نواب إئتلاف (متحدون)، ووزرائهم الذين انسحبوا من جلسة مجلس الوزراء ولنفس السبب، بل تعداه إلى عدد من وسائل الإعلام مثل صحيفة المدى، وكتاب محسوبين على اليسار، وقفوا إلى جانب الإرهابيين بلا خجل أو وجل، وعندما تعاتبهم: ("لماذا تتهجمون على المالكي في الوقت الذي يجب عليكم مهاجمة الارهاب؟"، أجاب أحدهم: "يجب عدم الوقوف مع الحاكم الاسلامي!!") (كذا).

يعني في رأي هذا المتياسر الفاقد بوصلته، يجب الوقوف مع الإرهاب نكاية بالمالكي، وكأن الوطن ملك المالكي. بل وبلغ بهم الحقد إلى حد أن راحوا يسمون الجيش العراقي بـ"جيش المالكي!" و"الجيش الشيعي"، من أجل الاستعداء عليه. وإذا ما نشرت السلطة لقطات فيديو عن انتصارات جيشنا على فلول الإرهاب وهم يفرون كالجرذان المذعورة، وجثثهم منتشرة في الصحراء، أدعوا أن هذه الصور مزيفة، وهي مأخوذة من أفغانستان قبل سنوات ولا علاقة لها بالعراق!!، ويلحون في تثبيط معنويات جنودنا الأشاوس، المعَّرضين للشهادة من أجل الشعب. هذا الموقف البائس ناتج عن التعصب الأيديولوجي، ودليل على دور الأيديولوجيات المتحجرة في تبليد الأدمغة المتكلسة، وتدمير العراق وتفتيت الوحدة الوطنية.

والسؤال الذي نطرحه على هؤلاء المؤدلجين هو: هل المالكي "الإسلامي" فرض يوماً أيديولوجية حزبه على الشعب كما فعل حزب البعث الفاشي بشكل ممنهج؟ فأين كنتم أيها المتياسرون يوم فرض البعث الصدامي أيديولوجيته الفاشية على الشعب كله؟ فبدلاً من معارضته تحالفتم معه، والذي أنتهى بمأساة. فمتى يتعلم هؤلاء الدرس من خيباتهم وهزائمهم؟ يقول لينين: "اليسار المتطرف واليمين المتطرف يلتقيان، ولكن عند حوافر الفرس". وهكذا نرى المتياسرين الجدد يقفون اليوم مع القاعدة البعثية الفاشية وهي تفتك بأرواح شعبنا، ومع ذلك يلقون اللوم على الأحزاب الإسلامية إذا ما لفضتهم الجماهير في الانتخابات، في حين يجب أن لا يلوموا إلا أنفسهم لفشلهم قراءة الواقع ومتطلبات المرحلة، لأنهم مازالوا يعيشون في كهوف أيديولوجياتهم المظلمة، فهم كالخفافيش لا يقوون الرؤية في نور شمس الحرية.

ولم يتوقف الأمر عند نواب (متحدون) وصالح المطلك، والهارب طارق الهاشمي في دعوة الجيش بالانسحاب من مقاتلة الإرهابيين، بل تعداه إلى شخصيات سياسية موالية للحكومة مثل السيد بيان جبر صولاغ، القيادي في التحالف الوطني، والذي ركب موجة التزلف والرياء في "المطالبة بسحب افواج الجيش العراقي من الانبار". فاستجابت الحكومة لهذه النداءات على مضض من أجل تهدئة الوضع. فماذا كانت النتيجة؟

النتيجة أن استغلت فلول داعش الفراغ الأمني في داخل مدينة الرمادي والفلوجة، فهجمت على مراكز الشرطة والدوائر الحكومية واحتلت المدينتين وأشعلت النيران في المؤسسات الحكومية، الأمر الذي كلف باهظاً استعادتهما وبطلب وإسناد عشائر الأنبار الأشاوس. وكما قال النائب ياسين مجيد أن "ذئاب داعش ظهرت في الانبار وهي تقتل وتذبح بعد انسحاب الجيش بدعوة متحدون، فهل هناك تنسيق بينهما؟". الجواب واضح.

هذه الأمور الشاذة لن تحدث إلا في العراق. وهذا درس يجب أن يتعلمه المسؤولون المخلصون بعدم الإذعان والاستجابة لمطالبات صادرة من قيادات، إما متعاطفة مع الإرهابيين، أو بدوافع انتهازية.

وهناك رجل الدين، الشيخ عبد الملك السعدي، الذي ظهر علينا قبل عامين مع بدء الاعتصامات، فتظاهر بالورع والوقار والحيادية، وأدعى أنه لا يفرق بين طوائف المسلمين، فاستبشرنا به خيراً، ولكن ما أن كسب ثقة الناس حتى وبدأ يصدر فتاوى ضد الحكومة وإثارة الفتن الطائفية... فتاوى تدعم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام= داعش" المرتبط بالقاعدة. بل وراح يدعو العشائر إلى قتال الجيش العراقي والقوات الأمنية “إلى الدفاع عن العقيدة والعرض والأرض” حسب ما جاء في إحدى فتاواه. هذا التحريض على الفتنة الطائفية لا يمكن أن يصدر من رجل دين حقيقي، بل من بعثي طائفي تلبس بالدين، وليستغل الدين لهلاك الزرع والضرع. وهو بالتأكيد يتحمل مسؤولية إراقة الدماء في الأنبار، وعلى المسلمين فضحه.

قلنا في مقال سابق، أن الإرهاب الإسلامي الوهابي المدعوم من السعودية وجهات خليجية أخرى، هو طاعون العصر، ومتفشي في جميع القارات الخمس. والملاحظ أن جميع البلدان العربية وغيرها تحارب الإرهاب في بلدانها دون أن تتعرض إلى أية ضغوط محلية أو دولية إلا العراق، وهناك أمثلة كثيرة نذكر منها:

* قبل عام اكتشفت الحكومة الإماراتية مؤامرة تخططها جماعات الأخوان المسلمين للاستيلاء على السلطة، فألقت القبض عليهم وحاكمتهم، وزجت بهم في السجون. ولم يعترض على الحكومة الإماراتية أحد، ولكن لو حصل ذلك في العراق لأقاموا الدنيا، واتهموا المالكي بالطائفية وأنه يستهدف السنة. 

* كما وقامت الحكومة المصرية بالهجوم المسلح على اعتصام الأخوان المسلمين في مسجد رابعة العدوية في القاهرة وقتلت منهم العشرات وأصابت المئات، ومازالت الصدامات المسلحة مستمرة بين القوات الأمنية وفلول الأخوان المسلمين إلى اليوم، كما وأعلنت الحكومة أن حزب الأخوان المسلمين تنظيم إرهابي محظور. فلو حصل ذلك في العراق لأعطت الحكومات العربية ووسائل إعلامها بعداً طائفيأ لهذه الاجراءات الأمنية الضرورية. والجدير بالذكر أن الاعتصمات في العراق تم فضها بدون إراقة دماء وبناءً على طلبات العشائر السنية نفسها.

خلاصة القول، يخوض جيشنا الباسل والقوات الأمنية، وبإسناد من عشائر الأنبار الأشاوس معركة المصير لتطهير العراق من رجز الإرهابيين، وعلى جميع المخلصين دعمهم بكل ما أوتوا من قوة. ومن يقف مع الإرهاب فمصيره في مزبلة التاريخ.


 abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 


http://www.abdulkhaliqhussein.nl/


ــــــــــــــــــــــــ


روابط ذات علاقة


عزت يوسف إسطيفان: تعقيب على مقال د.عبد الخالق حسين [تحية لجيشنا الباسل في حربه على الإرهاب]


http://alakhbaar.org/home/2014/1/160435.html


د. مؤيد عبد الستار: نواب المجلس ... بين الاستقالة والزعل


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=394070


نائب يحمل عبدالملك السعدي مسؤولية الدماء بالأنبار


http://arabic.cnn.com/2014/middle_east/1/2/allaq.saadi/


صولاغ يطالب بسحب افواج الجيش العراقي من الانبار


http://www.qanon302.net/news/2014/01/03/8718


صحيفة بريطانية: أصدقاؤنا السعوديون هم الذين يمولون جرائم القتل الجماعي


http://alakhbaar.org/home/2014/1/160391.html


فضيحة كبيرة لكتلة متحدون يفجرهما موقع ويكليكس | صدى الحقيقة

http://www.sdhnews.com/?p=24960

 

سالم مشكور:  "البنادرة"  العراقيون!! 


http://alakhbaar.org/home/2014/1/160509.html

 

Opinions