Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هذا هو الجرح الذي وضعت اصبعك عليه الأستاذ العزيز سليم مطر

منذ أشهر انتظر على موقع عنكاوة العزيز أن أقرء مقالة قيمة تهز الوجدان، تضع النقاط على الحروف. بما يخص وضع العراق الحالي، وما يعانه من التخبط السياسي على كافة المستويات. مما جعله عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة دون سابق إنذار. نعم أستاذنا العزيز سليم مطر. هذا هو الجرح الذي وضعت أصبعك عليه. اليوم يعيش العراق جملة من الأزمات. ومنها وقبل كل شيئ أزمة الهوية وأزمة الوجدان عند السياسي العراقي على مختلف قناعاته السياسية والفكرية والآيديولوجية. إنها أزمة مخيفة بل ومفجعة. نعم إنها ثورة في مرحلة المخاض، إن لم نقل إنها ثورة في طور التكوين. أي جنين في مراحله الأولى من الصراع بين الخلايا. لحد الآن لم تحدد هوية الجنين البايولوجية. لحد الان لم تتوضح معالمه التكوينية. كل شيئ قابل للتغير، كل شيئ قابل للتطور، وكل شيئ قابل لتشويه الى أقصى حدود.
استاذي العزيز سليم مطر نعم إن ما يمر به العراق اليوم ليس وليد حدث خارجي لم يفهم القيمون من رجال السياسة مدى خطورته. وربما استهانوا بآثاره على مفاهيم جوهرية في حياة الفرد والمجتمع، ضمن السياقات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والعقائدية. ما نعيشه هو خلاصة تجارب تاريخية، فشل أهل الفكر والسياسة في فهم الواقع بكل معطياثه، مما دفعهم الى مغامرات فردية وأحيانا جماعية تحت سلطة الأفراد، للتفاعل، ومحاولة تغير الواقع. فوقعوا في إخفاقات لا تعد ولا تحصى، تركوا المجتمع يتخبط في طريقه دون بوصلة السير أو خارطة الطريق.
نعم أخي العزيز لطالما السياسة في بلداننا ليست علما يدرس ويفهم ويختبر، وتجرى عليه التجارب، وتحدد الرؤية من خلال معطيات الإحصائات والإستفتاءات.
لطالما نؤمن بأن دورنا هامشي، وقدرنا محتوم، ومستقبلنا مكتوب على جبيننا، ولا يمكننا أن نغير هذا الواقع مهما بذلنا من الجد الفكري والجسدي. وصرفنا من الأموال ما احتوى بيت مال المواطنين المغلوبين على أمرهم، ومرهم.
نعم إنها أزمة النوازع اللامتناهية. أزمة فقدان الثقة، أزمة إستغلال الفرصة، أزمة تحقيق الذات المجهولة، والهوية المفقودة. أزمة ثورة بلا قادة، وقادة بلا ثورة. إنها أزمة شخصية وجماعية ووطنية. إنها أزمة فكر لا يستوعب الواقع، وواقع لا يتحمل المفكرين.
إنها أزمة مواطن بلا وطن، ووطن بلا مواطن. إنها أزمة كاتب بلا فكر، وفكر بلا كاتب. إنها أزمة شعب بلا قائد، وقائد بلا شعب.
سنتألم كثيرا أستاذي العزيز سليم مطر. لإننا من جانب لا نعرف كيف نتجنب الألم. ومن ناحية اخرى لأننا نتلذذ في ألامنا، لطالما أن نفوسنا تائهة بين ظلام الأنانية، ومحاولة تشخيص الهوية.
فاقرأ على جرحنا النازف ألف تحية.
Opinions