Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هكذا ينظرون الينا .. هل تصدقون !؟

يحق لنا أن نصف يوم السابع من آذار الماضي حيث جرت الأنتخابات التشريعية العامة باليوم الملحمي , ولا أقل من هذا الوصف . فهو يوم توحد فيه الوجدان الشعبي العراقي بكل مايحمله من مشاعر وآمال وتطلعات نحو مستقبل مشرق . والأنتخابات سمة النظام الديمقراطي الحر وركن من أركانه الأساسية وقد اثبت العراقيون انهم اهل لها وقادرون , في ممارسة سلمية , على أن يعلموا الأمم والشعوب الأخرى معنى الأرادة والبطولة .

هكذا ينظرون الينا .. هل تصدقون !؟



يحق لنا أن نصف يوم السابع من آذار الماضي حيث جرت الأنتخابات التشريعية العامة باليوم الملحمي , ولا أقل من هذا الوصف . فهو يوم توحد فيه الوجدان الشعبي العراقي بكل مايحمله من مشاعر وآمال وتطلعات نحو مستقبل مشرق . والأنتخابات سمة النظام الديمقراطي الحر وركن من أركانه الأساسية وقد اثبت العراقيون انهم اهل لها وقادرون , في ممارسة سلمية , على أن يعلموا الأمم والشعوب الأخرى معنى الأرادة والبطولة .

في ذلك اليوم سرنا نحو صناديق الأقتراع لنضع أساس البناء الذي ستكمله الحكومة القادمة , وما في ايدينا سوى اقلام تؤشر بها عقولنا وضمائرنا على أرقام هي ليست حبرا على ورق , وانما كل رقم هو قيمة كبيرة ومعنى يصنع تاريخا . سرنا زحفا بسلام أو .. تحت وابل من الرصاص والقذائف .. قاومنا .. تفجرنا .. استشهدنا .. لكن انتصرت ارادتنا , وسوف يظل ما قمنا به انجاز عظيم ننظر اليه باجلال وزهو كبيرين .

ثم بدأنا نترقب , واتجهت أفكارنا نحو نتائج الأنتخابات , من سيفوز ومن سوف يشكل الحكومة وما الذي يمكن ان تقدمه لنا الحكومة القادمة وهل سيلتقي اداؤها مع احلامنا .. فكرنا في كل شيء الا شيئا واحدا ربما لم يخطر على بال احد من العراقيين , وهو الطريقة التي ينظر بها السياسيون نحونا .

في برنامج بثته قناة بلادي الفضائية دار الحديث فيه عن نتائج الأنتخابات ومعضلة تشكيل الحكومة , تحدث شخص وبحماسة عن استفتاء شعبي دعت اليه الجهة السياسية التي ينتمي اليها . وهو استفتاء يختار العراقيون المشاركون فيه الشخصية التي يؤيدون توليها رئاسة الحكومة القادمة . وحين جادلته سيدة متخصصة اكاديميا في الشؤون السياسية متسائلة عن الجدوى من أستفتاء يأتي في اعقاب انتخابات عامة حددت نتائجها الى حد كبير الشخصية التي اجمع عليها آلاف العراقيين , اجابها مقللا من شأن ما أشارت اليه وبنبرة لم تخف سخريته مرفقا كلامه بابتسامة وحركة من يده .. أن العراقيين صوتوا ايضا لمطربة !! .

أهكذا ينظر السياسيون الى منجزنا العظيم ؟؟ .

ان الطريقة التي تحدث بها هذا السياسي عن استفتائه العتيد تعطي الأنطباع بانه يفترض تصورا وحيدا لحقيقة ذهاب العراقيين الى مراكز التصويت وهي انهم يصوتون فقط لكي يشعروا بانهم يمارسون هذه العملية التي هي عندهم تشبه لعبة التصويت لمطربة . صحيح اننا ذهبنا الى مراكز التصويت مدفوعين بمشاعر متدفقة فرحا وتهيبا اختلطت مع وعينا وفكرنا وكانت حاجتنا الى الحرية وتمثل تجارب من سبقونا في استخدام الحق في تقرير المصير حافزا كبيرا لنا , وربما هناك منا من غلب العاطفة على الفكر في الأختيار , لكننا كنا نعرف تماما اننا ماضون في مهمة أساسية ودقيقة في رسم مستقبل البلاد لايمكن ان تشبه بأي حال لعبة تجري في البيوت على سبيل المتعة .

تحمل عبارة هذا السياسي أكثر من وجه لكن أيا منها ليس حسنا أبدا . وهي تجعل الأمر يبدو كما لو أنه وربما آخرون مثله , ما أدرانا , ينظرون الينا من فوق جبل عال ونحن في واد أسفل منهم . لكنها ستكون حقيقة مؤلمة لو عرفنا بوجود هؤلاء الأخرين فعلا وأن هذا السياسي ليس وحده من يملك هذه النظرة .

من الضروري أن تتغير هذه النظرة الشاذة والمشينة وان تحل محلها نظرة كلها احترام واكبار , ويكفينا منهم انهم أفسدوا علينا فرحتنا بما أنجزناه , كدأبهم , واضافوا خيبة جديدة الى خيباتنا فيهم .

لكن نحن بدورنا يمكننا أن نطبق نفس المفهوم المهين لهذا السياسي عن التصويت في يوم الأنتخابات العامة على الأستفتاء الذي كان يدعو اليه وأن نقلل من شأن اية نتيجة يأتي بها .. ولم لا ؟ وبذلك نشبه الشخصية التي يختارها المشاركون في الأستفتاء بمطربة .. كما قال هو . بالطبع لن يرضيه ذلك ولن يكون لائقا بحق الشخصية المختارة كما انه لن يكون مرضيا لنا , لأننا اكثر وعيا في تقديرنا لهذه الأمور واكثر رقيا .

ولو كانت هناك جهة ما تراقب أقوال السياسيين وتقف عند كل كلمة ينطقون بها وتحاسبهم على ما يمكن ان كون مهينا للعراقيين , كانت ستطلب من هذا السياسي أن يتقدم باعتذار أو بتفسير لمعنى كلامه في أقل تقدير .

nadiaalousy@yahoo.com

Opinions