هل الحركة الديمقراطيه الأشوريه( زوعا)فعلا ترفض مطلب الحكم الذاتي للكلدواشوريين السريان؟
على قدر علمي, وانا لست من صنف الناشط القومي المتأجج بفعل حرارة الشعار المطلق ولا المضغوط عليه بثقل سقف الأمنيّه المتغطرس , أقول بأنني قد إطلعّت ولا زلت أتابع بشكل متواضع خطابات و تطلّعات فكر الحركة الديمقراطيه الأشوريه في فترة ما بعد سقوط نظام صدام في أقل تقدير, وذلك عبر إحتكاكي النسبي بكوادرها وقراءة أو إستماع تصريحات وتعليقات مسؤوليها وردود أفعالهم السياسيه .لقد تلّقت الحركة _ وهي وليد جديد في الساحة _ في فترة مسيرتها منذ سقوط النظام الصدامي ولحد اليوم شتى الإنتقادات وصل البعض منها إلى حد إتهامها بتنصلّها عن مبادئها في تحقيق حلمها وحلم شعبها القومي على أرض الوطن, وفي أغلب ردود الحركه كان العقل والإلتزام بالقضيه هو السائد في معظم تفاصيل الردود , فالناقد كما هو معروف وكما يستوجب بنا الإقراربه , فهو يمتلك كل الحريّه في طرح ما يراه سواء في رفضه او تأييده, وهو يفعل ذلك حسب فهمه الذي يخضع لمدى قربه وبعده من ساحة الصراع السياسيه وواقعها السائد , و من زاوية نظره والمكان ألجالس فيه , وربما ذلك يظطرني بعيدا عن تنصيب نفسي محاميا لتبرير أخطاء إرتكبتها الحركه أو للدفاع عنها , أظطر إلى القول بأنّ غالبية الرسائل النقديه القادمة من خارج حدود ساحة العمل العراقيه رغم إختلاف درجة مصداقيتها وحسن نواياها فيما تخفيه وراءها وبين سطورها, تسود غالبية هذه الإنتقادات عوامل ومسببات متعدده تبرز فيها الكثير من عدم الدقه ومن عدم الإنصاف بحق ذكر الإيجابي والسلبي على حد ٍ سواء.
أنا لا أعتقد بأن الحركه الديمقراطيه الأشوريه بهذه الدرجة من السذاجة أو اللاابالية ألتي تجعلها ترفض حق أبناء شعبنا الكلدواشوري السرياني في التمتع بالحكم الذاتي على أراضيه , والذي يصدر من تصريحات على لسان قيادييّها ومن ضمنهم السيّد يونادم كنّه في هذا الصدد أو في غيره, لابّد ان يكون التصريح لسان حال الحركة وخطابها السياسي , وحين يقول السيد يونادم كنه كما وارد هنا ضمن الأخبار المنشوره :
يونادم كنا في لقاء مع بعض وجهاء القوش: لا نريد حكماً ذاتياً نفصل فيه شعبنا عن عموم الشعب العراقي.
سؤالي هنا للإخوة القرّاء, هل فعلا السيد يونادم في جملته أعلاه يرفض الحكم الذاتي لشعبنا؟ أم واضح جدا أنه يرفض ( حكما ً ذاتيّا ً ) يكون فيه تحقيق عملية فصل مكونات شعبنا عن عموم العراقيين؟؟؟أي أنه ضد أي محاولة إنفصاليه يمليها علينا الأخرون من أجل فصلنا عن بلدنا العراقي الكبير,والمتابع الجيد يفهم جيدا ابعاد هذا الكلام مقابل مساعي بعض الجهات السياسيه ألتي تريد أن تبتر جذورنا من العراق كله لتستخدمنا كحصان طرواده في مستقبل مشاريع سياساتها المتعثرّه , لذلك لا بدّ من القول بأننا في وطننا لنا حق التمتع بحقوقنا القوميه كامله ولابد من نص دستوري يؤكد ذلك ويحفظه لنا كحق دستوري وليس منّه من أي طرف , كما لابد من تأييد كافة القوى السياسيه وكتلها البرلمانيه لهذا الحق ودعمه بكل إمكانياتهم.
لو كان السؤال الموجه إلى الحركة من خلال شخص السيد يونادم لماذا لا نسعى إلى ما سعى إليه الإخوة الأكراد ؟, بالنسبة لي أجيب بالقول, بأننا لازلنا ندفع ثمن حبنا لوطننا الكثير , كما ليس من السهل في هذه الظروف ممارسة هواية النفخ في القربه الفارغه , هذا عدا أننّا لا نمتلك أي قوة دوليه نستعين بها كبديل لظاهرة تراخي الحكومه الحاليه ومواقفها المهزوزه تجاهنا وتجاه القوميات الصغيره الأصيله , أي دوله أبدت أو اثبتت أنها تسند بصراحة وعلنيه ما نطالب به من حقوق كما يحصل في حالة الإخوة الأكراد؟؟
من هذا المنطلق, يكون التعويل على الدستور العراقي و ما تقرره الكيانات السياسيه والكتل البرلمانية في هوامش الديمقراطيه هو أمل أهلنا في العراق وهو الذي سيحميهم و يمنحهم حقهم المشروع , أمام هذا الصراع الدولي المتكالب على العراق وتقلّبات تصريحات ساستنا , من منّا يستطيع أن يحكم بأن مستقبل الاقليم الكردي الحالي سيكون مرتبط بالمركز بغداد عراقيا أم أنه سيكون منفصلا, ومن يستطيع منّا الحكم على مستقبل البصره والعمار ه وتبعيتها مستقبلا؟ , وهل بإستطاعتنا حتى ألتكهّن بأن الأقليم الشمالي (كردستان) سيكون تشكيله من ثلاث مدن متحدّه فيما بينها بإدارة واحده؟ أم ربما كل مدينة ستشكّل لنفسها فيدراليه بلدية تكون المدينة هي العاصمة للمقاطعه ويتبعها أقضيتها ونواحيها إداريا بالإرتباط مع المركز, إذن الكلام عن حكم ذاتي أو إدارة ذاتيه أو أقليم كلدواشور لنا , هو أمر لابد من مناقشته في البرلمان العراقي بالإعتماد و الإستناد على ما هو وارد في الدستور العراقي وليس بالإعتماد على البالونات ألتي تنطلق في لحظات نشعه تنتاب أحدنا ليطلق العنان حولها, أهلنا في الداخل و خطوطهم السياسيه هم أدرى بشعاب أحياءهم وقراهم .