هل ستكتم قناة العربية شهادتها ؟!
Riyadh98@gmail.comكبيرة هي مأساة العراق ، وعميقة هي جروحه ، ودائمة هي آلامه ، لكن عندما تكون الضحية " امرأة " تصبح الجريمة مضاعفة ، والشعور بالانكسار شديدا ولا يمكن لنا أن نساويها عند إذ بالرجل الذي تجد الكثير ممن يبرر لك قتله أو تقطيعه إربا إربا ...
ليست هي دعوة لقتل الرجال ، ولكن تبرير قتل الرجال موروث عربي جاهلي مارسه الطغاة عبر عصور السلب والنهب التي كانت تغطى بغطاء الفتوحات تارة وبالدفاع عن بيضة الإسلام تارة أخرى وهو كله جزء من تأريخ اسود ملطخ بدماء الأبرياء ، ورثه البعث وعصابات القاعدة ليُشوّه بأفعالهم دين سمح ابتدأ دعوته بتحريم وأد النساء فقال تعالى "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) " سورة التكوير
هذا الدين الذي أعطى للمرأة مكانة خاصة وأحاطها بعناية واهتمام كبير وشرع لأجلها مجموعة تشريعات تحفظ لها كرامتها وتصون لها حرمتها حتى من خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
لنرى ويرى العالم كيف تصرفت هذه المجاميع المنحرفة التي تدعي الإسلام والجهاد لتخفي إجرامها تحت عنوان ( مقاومة المحتل ) زورا وبهتانا , والمضحك المبكي في القضية ذلك الإعلام المسموم الذي يبرر لهم أفعالهم وجرائمهم .
ترى كيف يمكن تبرير قتل سيدة عراقية بعد تجريدها من ثيابها وسط سوق مكتظة في حي الدورة ؟
- أم حيدر سيدة عراقية كانت في زيارة أهل زوجها أيام العنف الطائفي في حي الدورة من أحياء بغداد , تنبه لوجودها العصاة من العراقيين المنتسبين إلى تنظيم القاعدة في ذلك الحي ، فعمدوا إلى تجريدها من ثيابها وتركها عارية وسط السوق محذرين أي شخص أن يَقدم على مساعدتها أو تمكينها من ستر نفسها ، إلا أن الغيور لا يمكن أن يسكت أمام هكذا رذيلة ، فأدى إقدام الاغيار على مساعدتها إلى مقتل أكثر من أربعة عراقيين أبت نفوسهم الشامخة أن تقر هكذا فعل جبان يأنف له كل شريف .
ومن منا لم يسمع بالسيدة العراقية أطوار بهجت تلك الفتاة التي لم يكتفي الأشرار بقتلها بل تبعوا جنازتها ليرشقوا حاملي نعشها بوابل من رصاص الحقد الذي يذكرنا بمقتل الفتاة شيلان التي عثر عليها محطمة الجمجمة ضمن مقابر الأنفال الجماعية في قرى كردستان الحبيبة .
وهاهي السيدة العراقية الكاسبة الشهيدة أم هيثم تلتحق بركب شهيدات العراق الذي تصدرته العلوية بنت الهدى من آل الصدر لتسجَل وصمة عار في جبين الأشرار من أيتام البعث وعصابات القاعدة المتحالفة معهم .
إنها " ثقافة " تلك التي تُنتهك بها حرمة النساء ، ولابد أن نعترف بها ولو من باب الاعتذار... وقد انتهجها البعث في العراق على طول مسيرته الإجرامية التي ابتدأت بأعتداءهم السافر على منتسبات الحزب الشيوعي العراقي عام 1963 بأساليب قذرة يندى لها جبين الإنسانية خجلا .
أم هيثم السيدة العراقية الفاضلة التي تتكسب بعرق جبينها لتعيل زوج مريض وأربعة من الأولاد القصّر عرجت روحها كواحدة من ضحايا الاعتداء الهمجي الذي استهدف قناة العربية الفضائية .
بأي دين وأي مذهب وأي معتقد يمكن تبرير هذا الاعتداء الوحشي ؟ وهل لقناة العربية غير " الكلمة " ؟
بأي وجه كالح سيقف المبررون لهذه الأفعال المخزية أمام تأريخ لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .
اختلف كثيرا مع ما تطرحه قناة العربية من تحرير للأخبار أو تحليل تعمد إلى ابرازة وإجبار المشاهد على تبنيه مستثمرة الخبرة الإعلامية التي يتقنها منتسبي قناة العربية من الإعلاميين الأكفاء الذين أحسنت إدارة العربية اختيارهم ضمن فريق عملها المتألق .
لكن ، هل يستدعي اختلافي معهم في ما يوجهونه من إعلام هذا الاعتداء الوحشي الذي لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الثقافة البعثية التي لا تتحمل سماع صوت آخر يخالفها ... فكانت النتيجة جريمة التفجير الذي تعرضت له القناة في بغداد أخيرا .
شاء القدر أن تكون عدسة العربية شاهدة على جرائمٍ قذرة ، ارتكبت بحق السيدات الشهيدات أم هيثم وأطوار بهجت وأم حيدر وغيرها كثير ...
ترى .. هل ستجد نساء العراق من يؤرخ لهن آلامهن ؟
وهل ستكتم قناة العربية شهادتها كما تكتمت على تفاصيل مقتل الإعلامية أطوار بهجت ؟؟