Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل ستنتهي مشاكل العراق بقتل وتهجير المسيحيين ؟

في مقال سابق بعنوان ( بالله عليكم لاتقطفوا زهور العراق ) قلنا فيه أن المسيحيين هم فعلا زهور العراق بشهادات التاريخ الكثيرة ولأنهم سكان هذا البلد الأصليين وقبل ظهور الديانات بزمن طويل , ولانهم جزء مهم من نسيج المجتمع العراقي المتعدد الألوان والأطياف وأخلاء البلد منهم ليس بالشيء الهين لأن جذورهم عميقة في تراب وطنهم وارتباطهم به وأنتمائهم له ليس له حدود , وقد دفع المسيحيون ثمنا ً باهظا ً من أرواح وممتلكات ومعاناة بشتى الطرق كأحدى نتائج الطائفية البغيضة والمقيتة التي أنتشرت ومازالت بعد عام 2003 .
فالكثيرون من المسيحيين دفعوا حياتهم وحياة عوائلهم وهاجروا وتشردوا وهجروا قسرا من مدنهم ومنازلهم ولالشيء أو سبب مقنع ودون أي ذنب أقترفوه ! ومن المسؤول عن كل هذا ومن المذنب ومن الجاني وكيف سيحاسب ومتى ؟
لماذا يدفع المسيحيون ثمن أختلاف الأجندات والأفكار وتناحر السياسيين والكتل والأحزاب ؟ لماذا يدفع المسيحيون ثمن الأطماع السياسية والتصفيات المذهبية والدينية ؟ ثم والأهم لماذا سكوت الحكومة ! وكأن الأمر لايعنيها من قريب أو بعيد !
وهل الحكومة تعلم وتسكت لتتستر على جهات معينة أو أنها تخشى تلك الجهات .. وألا لمذا هذا السكوت المخزي؟
وان كانت الحكومة تعلم من هي تلك الجهات لم لاتكشف عنها لتتم محاسبتها قانونيا ً لتكون عبرة لغيرها .. أم أن للحكومة رأي آخر , ثم الى متى السكوت والى متى التعاجز ؟ اليس التستر على هكذا جرائم أو السكوت عنها جريمة أخرى أم ماذا ؟
وبعد كل ماتقدم نقول ونسأل هل أن بقتل المسيحيين وتهجيرهم ستنتهي مشاكل العراق ..
وهل بأخلاء البلد من هذا المكون الأصلي والأصيل ستنتهي خلافات وأختلافات السياسيين والأحزاب والمتناحرين على السلطة والمناصب , وأذا كانت هناك أجندات خارجية .. أو جهات متنفذة تقوم بهذه الجرائم البشعة بحق المسيحيين وأذا كانت هناك من اهداف فهل
تحقق بهكذا أساليب وحشية وبشعة بكل معنى الكلمة .. وأي ضمائر تلك التي ترضى بقتل الأبرياء للوصول الى أهدافها وتحقيق غاياتها ومهما تكون تلك الأهداف والغايات مبررة فأنها ستكون دنيئة وبمنتهى الدناءة وهذا أقل وصف يقال بحق هكذا مجرمون وسفاحون , كما لو أن كل مشاكل العراق هي بوجود المسيحيين أو سببها المسيحيين ! أم أنه الحقد الأسود وثقافة التخلف والكراهية العمياء والى آخر حدود الكراهية التي تبيح قتل الأبرياء والى أي حد وصلت الدناءة وسكوت الضمير عن هكذا أفعال .
ومشاكل العراق خاصة بعد الأحتلال أصبحت بالمئات بل بالآلاف ولحلها لابد من التكاتف والمؤازرة الكل مع الكل وليس بالأنتقام والتحريض على التصفيات ولمن لأناس مسالمون مؤمنون بوطنيتهم وأنتمائهم .. ومحبون لبلدهم وأرضهم .. متشبثون بترابهم وصادقون في تعاملهم ومحبون لأخوانهم من باقي الأديان والقوميات المتعايشة معهم ..
ختاما ً نقول كان الله في عونكم ياأهلنا وأخوتنا .. ليحميكم من كل مكروه ولتشل الأيادي التي تمتد أليكم بسوء تؤذيكم وتنال منكم وأنتم أبرياء أكثر من البراءة .



27 / 2 / 2010 / تركيا


Opinions