هل فيهم برى لكي يتهم ..!؟؟
كان شعبنا العراقي يامل من اسقاط صدام حسين ونظامه الدكتاتوري بان ياتي نظام بديل يرد لهم اعتبارهم وكرامتهم ويؤمن لهم عراق ديمقراطي يقوم على اسس العدالة والمساوات وتحقيق الامن والاستقراروتوفير الخدمات وبناء حياة حرة كريمة ، لان هذا الشعب ناضل وكافحه وقدم التضحيات الجسام خلال تاريخه الطويل من اجل تحقيق تلك الاهداف النبيلة .......ولكن الذي حدث بعد سقوط صدام حسين في 2003 وبعد ان حصلوا على الحرية التي كانوا محرومين منها فبدلا من ان تستثمر تلك الحرية في بناء العراق الجديد واعادة الاطمئنان والثقة وبناء جسور المحبة والاخاء بين المواطنيين قاطبة ، الا انه للاسف استثمرت تلك الحرية فى اثارت النزعات الطائفية والمذهبية لغرض تصفية الحسابات القديمه منها والجديدة لتمتد الى اكثر من الف واربعمائة عام لزمن عمروعلي وثارات الحسين ومظلومية الشيعة واستحقاقاتهم ومصالح السنة وحقوقهم وحقوق الكرد وامتيازاتهم ومصالح الدول المجاوره واهدافها الدنيئة في العراق......
لذلك لايمكن لاي منصف او مراقب او مهتم بالشان العراقي الا وان يعترف بان اسوى فترة مرة بتاريخ العراق هي الفترة ما بعد 2003 و لازالت كذلك ، بمعنى اخر ان هذه الفترة وفق المعايير الاخلاقية والشرعية والانسانية والقانونية لايمكن الا ان نطلق عليها الفترة المدانه لان ما حصل فيها ولازال يحصل من جرائم يحاسب عليها القانون ، ولكونها فترة مدانه فالقائمون ( المسؤولين ) عليها يتحملون مسؤولية ما جرى فيها من اعمال وجرائم التي تشكل بصمة عار في جبين هولاء ، والا كيف يمكن ان نبررقتل اكثر من مليون عراقي خلال هذه الفترة ولا زال القتل والتدميرمستمر لحد اليوم ؟؟ وماذا نقول لاكثر من اربعة ملايين طفل عراقي يتيم ؟؟ وما الموقف امام اكثر من ثلاثة ملايين امراة ارملة ؟؟ واكثر من اربعة ملايين عراقي مهجرفي الداخل..؟؟واكثر من ثلاثة ملايين مهجر في الخارج ،كل ذلك في زمنهم وغيرها الكثير والكثير جدا ، عدا الامية والفقر والجهل والمرض وقلت الخدمات من ماء وكهرباء وادوية و الفساد المالي والاداري والسرقة ونهب المال العام والمحسوبية والمنسوبية والاستحواذ على السلطة والمناصب والمراكز لتحقيق مصالحهم ونزواتهم الشريرة ونزعاتهم المرضية.......بالاضافة الى انهم دمروا البنية التحية للدولة العراقية لا بل لقد دمروا الدولة العراقية نفسها وتركوا العراق يعيش منذ 2003 الى يومنا هذا بدون دولة.. صحيح هناك ما تسمى حكومة وقد تعاقبة اكثر من حكومة منذ 2003 على السلطة ، ولكن هناك فرق كبير بين الحكومة والدولة التي لم يستطيعوا بناءها لانهم ليسوا اصحاب دولة ووطن بل هم مجموعة من الانتهازيين والنفعيين فاياديهم ملطخة بالدم العراقي وبالسحت الحرام ، فهمهم الوحيد تحقيق مصالحهم وتقسيم الكعكة العراقية فيما بينهم بحجج واهية لا تستقيم ومنطق الاشياء ......
فهم السبب بكل الذي حدث وجرى في العراق بعد 2003 فعليهم ان يتحملوا وزر المرحلة من الناحية القانونية والجنائية عما اقترفوه ان كانوا في السلطة التنفيذية او السلطة القضائية او السلطة التشريعية او في المحافظات وغيرهم من هم اصحاب النفوذ على الشارع وعلى جماهير شعبنا المغلوب على امره من قبل هولاء وباسماءهم وعناوينهم المختلفة فهم سببوا الكثيرمن الاذى والضررلشعبنا بسبب سطوتهم وسيطرتهم على الشارع .....
من هنا نتسائل من منهم برى لكي يتهم ..؟؟ الكل متهمون ..؟؟ وهذا طبعا عكس القاعدة القانونية التي تنص بان المتهم برى حتى تثبت ادانته في عراقنا الجديد الكل متهمون امام القانون وعليهم ان يثبتوا براءتهم امام القضاء ....
فصدور امراللقاء القبض بحق احدهم لايشكل ولا يحقق العدالة المطلوبه التي ننشدها ونطالب بتحقيقها ولكن للضرورة احكام ونامل ان يكون هذا طريق مئة ميل الذي يبدأ بخطوه وتلحقها خطوات اخرى ، وهذا اضعف الايمان في تحقيق العدالة المرجوه ، فنحن بانتظار المزيد من اوامر اللقاء القبض بحق الاخرين لتستقيم امور البلد بتطبيق القانون وتحقيق العدالة ......
وطبيعي ان نسمع اصوات الانتهازيين والمصلحيين والمرائيين وهم كثيرون في هذا الزمن التعيس ليبرروا ويدافعوا عن هولاء وعن مرحلتهم المدانه عندما يقارنون هذه المرحلة وما قدمته لشعبنا وما عاناه منها وما كان عليه البعث وما قدمه لشعبنا ، فمن السذاجة بمكان ان يبرروا هولاء ماساة المرحلة وما رافقها من الامور بهذه المقارنه ليعتبروها حجة في تبرير ما جرى لشعبنا من خلالها ، لانه لا يجوز ان نقارن السئ بالاسوئ والا سنقع في خطأ كبير .....ولكن من الانصاف ان نعترف ونقول بان نظام صدام لم يكن افضل من هذا النظام ، ولكن النظام الحالي بكل الاحوال ليس افضل من نظام صدام..............
يعكوب ابونا ............................ 15/1 /2012