Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل قتل عمو بابا غـــدرا .....؟؟



التاريخ يعتز باحداثه ، والاوطان تفتخر بابطالها ، والامم تزهو برموزهـــا ،وها نحن نودع بطلا من ابطال هذه الوطن ورمز من رموز هذه الامة ، ليشكل محور لحدث تاريخي قل مثيله في احداث العراق التاريخية وفي مجال الرياضة بشكل خاص الا وهو الفقيد عمو بابا .. الذي بكته جماهيرنا من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .....
بكيناه جميعا بعد مماته ولكننا لم نسمعه اثناء حياته وهو يشكو من غدر الزمان وظلم الظالمين عليه ، المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه قناة الشرقية انصبت بشكل كبير ومؤثرعلى استغاثة عمو بابا رحمه الله وحاجته الى من يستغيثه ويسمع شكواه فلا من مجيب .. قالها بحرقة وقلبه يعصره حسرة والم انني بحاجة الى عميلة وادوية الا ان الامكانية المادية والماليه عندي لا تسمح حتى بدفع ثمن الدواء الذي يساعدني على مقاومة الامي .... !!
لم نسمع صوت يستجيب لاغاثته هذا الذي ضحى بكل شئ من اجل العراق والعراقيين .. حتى قناة الشرقية التي اجرت المقابله مع وقفت على حقيقة معاناة هذا الرجل فلم تتحمل مسؤليتها الانسانية وتتحمل ولو جزء ضئيل من تكاليف الدواء الذي طلبه ، في الوقت الذي نجد ان القناة المذكوره تعكس مواقفها مع الاخيرين فنسمع مساعدتها ووقوفها مع هذا المحتاج او ذاك .. فنسال الم يكن ياقناة الشرقية عمو بابا يستحق تلك الوقفه وتامنوا له بعض احتياجاته من الدواء والمال ...؟؟ ام ان مكارمكم موجه لغيرعمو بابا وامثاله الذين ضحوا من اجل العراق وليس لغيره .....؟؟
الم يكن موقف رئيس دولة الامارات المتحدة افضل بكثير من موقف رئيس مجلس الرئاسة العراقي وحكومته عندما تحمل رئيس الامارات مصاريف واجور العملية الجراحية التي جرت لشيخ المدربيين عمو بابا في مستشفى عمان / الاردن عام 2006 ....؟؟؟ اين اموال العراق ومن المنتفع منها الحرامية والانتهازيين والمصلحيين والمرائيين ..؟؟ اين حصة الشرفاء والمضحيين لشعبهم .. ام ان حصتهم هي فقط الحسرة واللوعه والالم والغربه مقابل تضحياتهم ..؟؟
فيا له من زمن ردى ...!!؟؟
والا ماذا نفسر نداء الراحل وعائلته في 3 /10 /2007 عندما كان يرقد في مستشفى باريس ، ياساده ....
كان قد دخل عمو بابا المستشفى للمرة الثانية نتيجة للمتاعب ألكثيرة ألتي يعاني منها بعد تدهور حالته ألصحية بشكل كبير ومفاجيء فأجريت له عملية قسطرة للقلب ...بعد أن كان قد دخلها قبل أسابيع لأجراء ألفحوصات ألطبية لعينيه ..
لقد وجهت كريمته السيدة ( منى ) ألتي كانت ترافقه رحلة ألعلاج في أتصال هاتفي مع راديو سوا من باريس نداءاَ الى ألجهات ألحكومية العراقية للنظر في مسألة والدها وألسوال عن أحواله وصحته ألتي تردت بشكل كبير بأعتباره ثروة وطنية ورمزا كبيرا من رموز ألكرة ألعراقية , ألذي قدم خدمات جليلة لوطنه وشعبه لاعبا ومدربا وحظي بشعبية نادرة بين ألعراقيين وألعرب وحتى في دول ألغرب طوال ألعقود ألخمسة ألماضية .. ملمحة في ألوقت نفسه ألى ألصعوبات ألتي يعانيها أفراد عائلته وألمشقة ألكبيرة ألتي يجدونها في تأمين مستلزمات علاجه وتوفير ألموارد وألأموال أللازمة لتأمين عملية ألعلاج .....

هكذا كانت نداءات الاغاثه من رجل قدم وضحى بحياته من اجل العراق وشباب العراق ليرتقي بهم الى مصاف الدول المتقدمه في الرياضه وفنها .... بماذا كافؤه وما قدموا له مسؤولي دولة العراقية ورئيسها وحكومتها مقابل تلك الضحيات .. لقد صموا اذانهم لكي لا يستمعوا لنداء اغاثته ، معتقدين ان ذلك سينقص من امتيازاتهم ومنافعهم التي لا تحصى ولا تعد ...؟؟
صحيح يجب الاعتراف بان الحكومة العراقية بعد وفاته وعلى اعلى المستويات انصفته حيث اقيمت له مراسيم تشييع ودفن مهيبة تليق بمكانته ، لا بل اكثر من مسؤول يطالب باقامة تمثال او نصب له اليس هذا جميلا .. اليس هذا قمة الانصاف والتقيم له .. ماذا بعد .. فيا لهم من كرماء ..؟
الم يكن وزير الرياضة والشباب بصفته المسؤول المباشرعن الرياضه والرياضيين ورغم النداءات المتكرره من المرحوم ومطالبه اصدقائه ورفاقه من السيد الوزير مساعدته الا انه كان التماطل وصم الاذان هو الجواب..!؟ والان يدعو الى اقامة التمثال له ..؟؟ فيا له من وفاء ...!!؟؟
مات عمو بابا غدرا بسلوكيات وتصرفات هولاء المسؤوليين عندما امتنعوا عن اغاثته ومساعدته في محنته .... لقد قتلوه عندما منعوا عنه الدواء وجعلوه يعيش الحسرة والالم لجرعة من الدواء المطلوب ثمنها ..وليس لديه ذلك الثمن ...!!
فانكم ياسادة تتحملون المسؤلية الاخلاقية لامتناعكم عن تقديم العون والمساعدة لشخص كان بامس الحاجة لها .... كما تتحملون المسؤولية القانونية وفق احكام قانون العقوبات لامتناعكم من تقديم الاغاثة لشخص يطلبها وادى ذلك الى وفاته ، وهذه بكل المعايير تعتبر جريمة قتل تتحملون مسؤوليتها..
نامل بان الذي حصل لعمو بابا ان لا يحصل للاخرين لان هناك الكثيرون من امثال عمو بابا ، رياضيين ، لاعيبين ، فنانين ومسرحين ، علماء واساتذه ينتظرون ذات المصير .. هل يكون جزاء الخيرين والشرفاء والوطنين ورموز الامة ان يموتوا جوعا او يعيشوا الفاقه وحياة لا تليق بمن هم ادنى منهم بكثير علما وفنا وتضحية .. ولتلافي مثل هذه الحوادث يجب تشــكيل لجان حسب الاختصاص الموضوعي وتشرع قوانيين لتنصف هولاء وتنقذهم من برائن الفقر والحاجة وتبعد عنهم شبح الموت .. ويعيشون المتبقى من حياتهم بكرامة وعزة ترتقى الى مستوى تضحياتهم لشعبهم .... قتلتم عمو بابا فلا تقتلوا الاخرين .. فهولاء ميراث العراق وتاريخه.. كرموا الاحياء الذين يستغيثوا افضل بكثير من تنصبوا لهم التماثيل بعد وفاتهم ...
سيبقى عمو بابا رمزاً خالداً في سجل التضحيات وسيكتب اسمه باحرف من النور في تاريخ الحركة الرياضية العراقية ...المجد والخلود لك يافقيد العراق وشعبه ..


Opinions