Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل قلب المطران إبراهيم إبراهيم الطاولة على رأس السينودس الكلداني ومقرراته؟

 

 قبل أن اقدم قرأتي الشخصية لما ورد في اللقاء الذي اجرته إذاعة صوت الكلدان مع المطران إبراهيم إبراهيم (رابط 1) أسترعي إنتباه قرائي الكرام أنني في كل ما سارده هنا من توضيح او نقد او شرح لن امسَّ او أتقرب إلى الكنيسة كرسالة سماء – أي الإنجيل. هذا خط احمر لا يمكن ان اتجاوزه ابدا. كل حديثي سيتناول امورا مؤسساتية تنظيمية إدارية لها علاقة بالأداب الكنسية والهوية والليتورجيا واللغة الخاصة بالكنيسة المشرقية الكلدانية كمؤسسة ارضية. 

ومن خلال هذه القراءة لما ورد على لسان المطران إبراهيم اقدم شرحا لأبناء وبنات  شعبنا الواحد لا سيما الكلدان في صفوفهم عن البنية التركيبية والمؤسساتية لكنيسة المشرق الكلدانية مستندا إلى ما جاء من مواقف في هذا الحوار ولماذا صرنا نحن الكلدان أكثر ملكيين من الملك إلى درجة اننا أصبحنا نضع المذهبية في أعلى سلم اولوياتنا وصارت تبعيتنا المذهبية المؤسساتية هي الهوية الحقيقية لنا كشعب وكنيسة وليس اي مقومات أخرى.

وأنا اقوم بذلك أعلم مسبقا انني قد اصبح هدفا للإنتقاد والهجوم  بيد ان النقد والهجوم مرحب به طالما بقي ضمن اخلاق وأداب المخاطبة وضمن الموضوع الذي نحن بصدده  وميز أصحابه بين الكنيسة  كرسالة  سماء والكنيسة كمؤسسة أرضية والأهم من هذا  وذاك إن وضع المعلقون والقراء المذهبية والطائفية جانبا وركزوا على هويتنا الكلدانية (وليس مذهبيتنا)، الهوية التي تشترك في كل مقوماتها الأساسية منها والفرعية مع هوية أشقائنا من الأشوريين والسريان.

ذكريات جميلة ولكنها مؤلمة جدا

قبل الدخول في صلب اللقاء أقدم لقرائي الكرام نبذة تاريخية كي أضع ما سأقوله ضمن سياقه وكذلك ضمن الواقع الإجتماعي لكنيستنا وواقعنا الإجتماعي ككلدان.

قد لا يتذكرني المطران إبراهيم إلا أنني أتذكره جيدا لأنني عشت بالقرب منه عندما كنت تلميذا في دير الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في اسيا (الدورة) في بغداد وهو كان رئسا للمعهد الكهنوتي القريب جدا من ديرنا. ولكن هذا ليس بالأمر المهم.

الأمر الأهم كان وجود كهنة ومدرسين في المعهد من الكلدان الهنود حيث كانوا يقومون بالتدريس وحسب ظني كان واحدا منهم في فترة محددة رئسا للمعهد الكهنوتي. وكان هؤلاء الأباء فطاحل في لغتنا القومية السريانية وأداب وليتورجيا وفنون وثقافة كنيستنا المشرقية الكلدانية وكانوا يزوروننا في الدير تقريبا كل يوم ونلتقي ومعنا الأب المرحوم هرمز شلال الراهب وهو كان من المتبحرين في لغتنا السريانية ولتيوجيتها وأدابها الكنسية وكنا كلنا نتحدث عن شؤون تخص هويتنا وهوية كنيستنا المشرقية الكلدانية.

ومن هؤلاء الأباء – وانا أتحدث عن فترة حديثة  جدا أي منتصف ونهاية الستينات من القرن الماضي كي لا يتهمنا أحد اننا نتحدث عن مفارقة تاريخية – سمعت من القصص عن المأسي الفظيعة والظلم الذي لايوصف والذي اوقعته مؤسسة الكنيسة الغربية اللاتينية  بالكلدان. إنها قصص يصعب على الخيال تصديقها ولكنها الواقع والحقيقة وتشير إلى إنتهاكات بحقنا نحن الكلدان ترقى في كثير من تفاصيلها إلى جرائم ضد الإنسانية والثقافة الإنسانية.

أقول صعب على الخيال تصديقها لأنني في حينه لم أكن أصدق ان هناك  مؤسسة كنسية في الدنيا تقرأ الإنجيل كل يوم بإمكانها القيام بإقتراف جرائم  كهذه. وعليه ومنذ حينه وحتى اليوم لاتفارق صورة هؤلاء الكلدان واحيانا حسراتهم وبكائهم مخيلتي. 

ومنذ ذلك الحين وانا أقراء وابحث في هذه الجريمة ضد  الإنسانية التي إقترفتها هذه المؤسسة الغربية وهي مؤسسة الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية – الفاتيكان – بحق شعبنا الكلداني وكلما أستمر في القراءة أكتشف المزيد والمزيد مما لا يمكن، نعم لا يمكن، للخيال تصوره او تصديقه.

لماذا اذكر هذا

أذكر هذا لأنه في مستهل ومنتصف الستينات ظهرت بوادر إنتفاضة كلدانية شبيهة بالتي قادها البطريرك يوسف أودو ضد اليد  المؤسساتية الغليظة وغير الإنسانية لمؤسسة الكنيسة اللاتينية (الفاتيكان). هذه المرة كان مهندسها البطريرك الجليل بولس شيخو. ولكنها لم تدم وسُحقت في مهدها وسُحب البساط المؤسساتي من تحت  أقدام  مؤسسة الكنيسة الكلدانية بالمرة وأحد أسبابه -  كما حدث عندما سحقت روما إنتفاضة البطريرك يوسف اودو – كان تواطىء بعض الكلدان ورجال دينهم ضد البطريرك شيخو وبعد ان تم وأد هذه الإنتقاضة تم قطع كل علاقة مباشرة وغير مباشرة لكرسي بابل بالهند من ضمنها العلاقة الليتورجية (الطقسية) لا بل جرى حصر السطلة الجاثاليقية جغرافيا أكثر فأكثر وتقليص سلطاتها وحقوقها حتى وصل الأمر إلى الوضع الحالي الذي يتطرق إليه المطران إبراهيم إبراهيم بلهجة سهلية سلسلة وبتفصيل كبير.

خيبة ألم كبيرة

ولكن ما ألمني وجعلني اشعر بخيبة امل كبيرة لا بل بقشعريرة هو ان المطران إبراهيم لم ينبس ببنت شفة من النقدعند المرور على مؤسسة الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية لا بل منحها دون وجه حق ما لا تستحقه من المكانة تتجاوز بكثير السلطة الرئاسية لكنيستنا الكلدانية الكاثوليكية لا بل تهمشها وكأن الجرائم الرهيبة التي  إقترفتها في حقنا نحن الكلدان سمن وعسل وهو العليم والخبير وشاهد عيان على هذه الجرائم وهو الذي أتحفنا بترجمة رائعة لمراسلات البطريرك الكلداني اودو (ربط 2) الذي ثار على الفاتيكان. والمطران إبراهيم على دراية كاملة  بالعبارات القاسية جدا التي تتجاوز بكثير كل ما إستخدمته من نقد وهجوم على مؤسسة الكنيسة الغربية اللاتينية الكاثوليكية حتى الأن والتي يستخدمها  قائد الإنتفاضة الكلدانية في العصر الحديث – وهي اول إنتفاضة قومية في تاريخ شعبنا الواحد بحق المجرمين من اللاتين الكاثوليك بقيادة الفاتيكان من الذين لم  يكتفوا بالقتل والإضطهاد والبطش بل عمدوا إلى إقتراف جريمة كبرى بحق هويتنا الكلدانية المشرقية. والذين عاشروا البطريرك شيخو لا بد وأن يتذكروا مواقفه المعارضة لكل  شيء لاتيني والتدخلات المؤسساتية غير المقبولة والمعارضة للروح الإنجيلية والشراكة المسكونية من خلال تدخلاتها المؤسساتية في شؤون كنيستنا الكلدانية.

اسقف لاتيني ام سقف كلداني؟

وانت تسمع اللقاء مع المطران إبراهيم وكأنك امام اسقف لاتيني كاثوليكي وليس اسقف من كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية. وهذه ظاهرة غريبة وعجيبة لدى الكثيرين من الكلدان لا سيما الأكليروس حيث يعتقدون ويتصرفون وكأن إرتباطهم المؤسساتي المباشر من حيث الهوية والمذهب هو مع روما وهويتها وليتورجيتها وثقافتها وفنونها  اللاتينية بدلا من ان يكون الإرتباط الأول والأخير برئاسة الكنيسة الكلدانية ومن خلالها وبواسطتها تتم الشراكة الإنجيلية مع روما. ولكن ما يحدث  من حيث الهوية والمذهب هو أن أي اسقف وحتى كاهن بإمكانه تجاوز الرئاسة وتأسيس علاقات مباشرة من كافة النواحي مع روما وهذا سبب رئسي للتهميش الذي جرى للكنيسة الكلدانية كمؤسسة.  وبالطبع هذا لم يكن يحصل بدون رضى روما  وإجراءتها التعسفية التي جرى من خلالها سحب أغلب السلطات المؤسساتية من رئاسة الكنيسة بعد ان سحقت الإنتفاضة الكلدانية التي قام بها البطريرك اودو. 

وهذا الموقف بالذات ادى إلى ظهور ما اطلق عليه احد الكتاب الكلدان "مشيخات" مؤسساتية كنسية إن على مستوى الأبرشيات او على مستوى الخورنات والأبرشيتين الكلدانيتين في امريكا ما هما إلا مشيختين حيث لا ولاء مباشر لهما للبطريركية ولا بإستطاعة البطريركية جرهما إلى بيت الطاعة لإعادة ترتيب البيبت الكلداني المشتت والمنهار. ليس بإمكان البطريركية ان تحاسب مؤسساتها في امريكا واوربا مثلا لا ماليا ولا إداريا او ليتورجيا بسب طبيعة السياسات التي أشرت إليها انفا. ولهذا  وانت تستمع للقاء تخرج بسؤال  ان كان اللاتين قد ابقوا أي سلطة  إدارية او تنظيمية  او مؤسساتية تذكر للرئاسة والسينودس ام ان سلطتهما مجرد سلطة رمزية وحسب لأن المطران إبراهيم يربط كل شيء وكل قرار مؤسساتي بروما التي هي الحكم والفصل وليس الرئاسة والسينودس حسب رأيه.

ويظهر اللقاء ليس فقط الضعف المؤسساتي للكنيسة الكلدانية بل أظهرها وكأن لا وجود لها ولا يمكن لها ان تخطو خطوة واحدة دون موافقة مؤسسة الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية – اي نحن لسنا في شراكة إيمانية مع الكنيسة اللاتينية (رومية) بل تحولنا بمرور الزمن إلى عبيد لهم لا يحق لنا إتخاذ ابسط قرار مؤسساتي دون بركتهم رغم اننا ككلدان اصحاب هوية كنسية اسمى بكثير من  الهوية الكنسية اللاتينية.عدا الشراكة الإنجيلية كان يجب علينا ان لا نقبل بل نقاوم وننتفض ضد  أي  تدخل مؤسساتي في شؤؤننا.

ولأكن صريحا لم ألتقي بأي كلداني من رجال الدين وغيرهم من الذين لهم غيرة على هويتهم الكلدانية إلا ودان اللاتين الكاثوليك وحملهم وزر ما أل إليه وضعنا. لسان حال إي كلداني يحمل ذرة من الغيرة الحقيقية على هويته الكلدانية هو: "لم يدمرنا غير اللاتين."

كيف حدث  هذا

حدث هذا بعدما أجبر الكلدان على وضع المذهبية (اي العلاقة المؤسساتية مع روما) فوق الهوية الكنسية والقومية. وعندما أقول روما وأكرر مرة أخرى اعني مؤسسة الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية. ونتيجة للسياسات والإجراءات  المؤسساتية الذكية التي أتبعتها روما خرجت العلاقة مع الكنيسة اللاتينية من صيغة الشراكة الإيمانية إلى صيغة التبعية والعبودية المؤسساتية.

والدليل على ما اقول واضح حيث إستوطنت الممارسات والمفاهيم اللاتينية  وأحتلت وأزاحت الكثير من الممارسات والمفاهيم الخاصة بهوية كنيستنا المشرقية الكلدانية وهويتنا ككلدان من ريازة  وليتورجيا وطقوس وأزياء وأيقونات ومناسبات وفنون وثقافة وصرنا نحن  الكلدان نعرف مذهبيا اكثر من كوننا أصحاب هوية وصار الكثير منا حتى من يطالب بالقومية والهوية المنفصلة ينادي بأعلى صوته ويقول أنه كلداني  كاثوليكي. ما علاقة المذهب بالهوية؟ ومتى كان المذهب رديفا للهوية؟ هل سمعتم  فرنسي او الماني او سويدي او إنكليزيي كردي وطني وقومي صاحب هوية يربط هويته وقوميته بدينه ومذهبه؟ 

نتف من اللقاء

سمعت اللقاء أكثر من مرة وسأركز على أربع نقاط أساسية  فيه وهي: مشكلة اوروبا، رسامة أساقفة جدد، وحدة كنيسة المشرق بفرعيها الكلداني والأشوري، وقضية المطران باوي سورو. عند حديث المطران إبراهيم عن هذه القضايا الأساسية  والخطيرة ظهر ان البت فيها اولا وأخيرا يعود إلى "رومية" أي لا قول ولا فصل لمؤسسة الكنيسة الكلدانية وسينودسها في هذه الأمور وهو يذكر "رومية" مرات عديدة في اللقاء رغم انه لم يتطرق إلى مسائل العقيدة والإيمان التي تجمعنا معها بل إلى مسائل مؤسساتية بحتة.

نموذج حي

وهكذا اتى شرح المطران إبراهيم للوضع في اوروبا مؤيدا لموقفي القائل اننا نحن الكلدان قد اصبحنا عبيدا لللاتين حيث يؤكد المطران إبراهيم وبفرح وسعادة ودون ادنى حرج او إنتقاد ما معناه انه لا السينودس ولا الرئاسة بإمكانهم التأثير على المونسنير فيليب نجم الزائر الرسولي لأوروبا لأن تعينه من الفاتيكان وهو صاحب القرار الأول والأخير في شؤون الكلدان في اوروبا شأت الرئاسة ام ابت.

بالطبع المطران إبراهيم لم  يقل الحقيقة كما هي بخصوص الكلدان في اوروبا. الفاتيكان قد  وضع المونسنير فيليب نجم في هذا المنصب كواجهة حيث عمليا لا سلطة له على الإطلاق. كل السلطة المؤسساتية  والإدارية وغيرها على الكدان في اوروبا هي في يد الأساقفة اللاتين في المناطق التي يتواجدون فيها. المطران اللاتيني هو الحكم  والفصل وهو بإمكانه فصل وتجميد الكهنة الكلدان وهو السلطة الكنسية  العليا للكلدان في مناطق تواجدهم وفيليب نجم ليس إلا ساعي بريد. وهذه حقيقة مؤسساتية نعيشها يوميا ويوما بعد يوم تتناقص اعدادنا وتنهار هويتنا حيث تغلب الأن ممارسات الهوية اللاتينية السويدية في كثير من الكنائس لأن الناس ترى ان خوري الكنيسة والمطران  من اللاتين ونحن الكلدان مجرد اتباع وخدم مطيعين وهم اصحاب القول والفصل والكاهن الكلداني مجرد  خادم مؤسساتي لهم والمونسنير فيليب نجم لا في العير ولا في النفير.

ماذا يقول القوميون الكلدان من الذين وضعوا بيضهم كله في سلة المؤسسة الكنسية؟ هل تقبلون بوضع كهذا ام ستصبون جام غضبكم على ليون برخو لأنه لا يقبل تحت أية ظروف ان تهمش هويته الكلدانية ولا يخشى مؤسسة الكنيسة اللاتينية الكاثوليكة بل يفضحها في مقالاته لأنها السبب الرئسي لما أل إليه وضعنا المزري؟ أقول لكم يا إخوتي القوميين إن لم تتخلصوا من المذهبية المؤسساتية اللاتينية وترفعوا نيرها عن كاهلنا وكاهل كنيستنا فإننا في طريقنا إلى الإنقراض والزوال كما إنقرضت هوية الملايين والملايين من الكلدان إن في الهند او اماكن اخرى شاسعة من العالم لأن اللاتين لا ينظرون إلينا وكأننا اصحاب هوية مستقلة وان شراكتنا معهم إيمانية إنجيلية وليست مؤسساتية بل عبيدا علينا تنفيذ إرادتهم المؤسساتية وتقبل بطش يدهم الغليظة.

وأنظر إلى النفاق والرياء والإزدواجية في مؤسسة الكنيسة اللاتينة الكاثوليكية عند التعامل مع رعاياها حيث لا تقبل ان يرتبط اللاتين مؤسساتيا في أي بقعة من الأرض بأي هوية كنسية كاثوليكية أخرى. أي ان الأسقف اللاتيني في العراق لا تحكمه مؤسساتيا الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية التي هي أكبر كنيسة في العراق بل هو مستقل ويرتبط بصورمباشرة برئسه رغم ان عدد أتباعه قد لا يتجاوز بضع مئات من الأشخاص.  قارن هذا بوضع الكلدان في أوروبا مثلا وقارن هذا بما إقترفوه بنا وهويتنا من جرائم لإجبارنا على قبول هويتهم وقارن كيف أنهم إستولوا على مناطق شاسعة تابعة مؤسساتيا لكنيستنا منها الخليج العربي مؤخرا.

الذي يختار ويعين الأساقفة هو الذي يحكم

ونأتي إلى مسألة مؤسساتية اخرى وهي إختيار الأساقفة. للذين لا إطلاع لديهم اقول إن الأسقف هو سلطة حقيقة في الكنيسة ضمن منطقته الإدارية بإمكانه تجميد الكهنة والشمامسة وبإمكانه الحذف والإضافة أي لن يحدث شي متعلق  بالكنيسة في منطقته دون موافقته. 

وهذا كان أحد أسباب الإنتفاضة الكلدانية المباركة التي قام بها البطريرك اودو حيث إنتفض عندما اراد اللاتين سلب سلطة إختيار المطارنة ونقلهم وتجميدهم  منه ولكنه إنهار اما بطشهم وضغطهم. وأنتفض البطريرك شيخو ولكنه أيضا إنهار في النهاية امام الأخطبوط والوحش المؤسساتي لمؤسسة الكنيسة  اللاتينية الكاثوليكة. الذي يملك سلطة إختيار الأساقفة وتعينهم وتجميدهم ونقلهم هو الرئس المؤسساتي الحقيقي للكنيسة وغيره مجرد واجهة. أكبر خطاء إقترفته كنيستنا هو التنازل عن هذا الحق.

ولنعد إلى مقابلة المطران إبراهيم حيث يقول إن السينودس رشح ثلاثة كهنة ورومية هي التي ستختار واحدا  منهم بعد ان  يتم فحصه. فحصه عن ماذا؟ هل المسألة إيمانية وإنجيلية؟ إن كانت  إيمانية وإنجيلية فهولاء كهنة مذبح الرب يجب ان لا يكون غبارا عليهم والسينودس ادرى من الكاردينال اللاتيني  اوغيره في درجة الإيمان لدى هؤلاء. 

إذا الغابة الأساسية هي إختيار من هو أكثر طاعة وتنفيذا للرغبات والسياسات التي تتبعها مؤسسة الكنيسة  اللاتينة ولهذا بإمكان "رومية" رفض المرشحين الثلاثة وهذا حدث سابقا وإختيار أي إسم من عندها وفرضه على الكل شاء السينودس او الرئاسة ام ابت وهذا حدث في الماضي ايضا. فإي إستقلالية بقيت لدينا نحن الكلدان؟

وحدة كنيسة المشرق

ونأتي إلى مسألة حساسة اخرى وهي وحدة كنيسة المشرق. إن ما يطرحه المطران إبراهيم في هذا الشأن لهو مفارقة عجيبة وغريبة وتدل مرة اخرى بشكل لا يقبل اللبس ان لا إستقلال على الإطلاق لمؤسسة الكنيسة الكلدانية ورئاستها.

الوحدة في الوضع الراهن في نظري يجب ان تشمل جمع الشمل من حيث الثقافة والأداب والليتورجيا والفنون واللغة والتاريخ الكنسي والمشاركة ببعض الأسرار المشتركة التي تجمعنا كلنا كأبناء لكنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجامعة ولكن المطران يقحمها فورا برومية أي الذي يرفض سلطة اللاتين المؤسساتية لا يريد الوحدة. انا مستغرب جدا من هذا الموقف لأن حتى الفاتيكان اليوم تخلى عن نظرته الإستعلائية وكونه الكنيسة الوحيدة التي تمثل المسيح وإنجيله في العالم. اليوم الفاتيكان يقول انه يمثل فقط رئة واحدة من عدة رئات تتنفس من خلالها المسيحية ويرى في رئاسته (البابا) سلطة كنيسة واحدة من عدة سلطات وكراسي كنسية ذات الإيمان القويم والسليم.

أظن ان الكثير من الكلدان ورجال دينهم لا يزالون يعيشون في عقلية القرون الوسطى التي كانت فيها االكنيسة اللاتينية الكاثوليكية تعتبر نفسها هي الوحيدة ذات الإيمان السليم وتقاوم لا بل تقتل وتفتك وتبطش بكل من يعارضها.

ومن ثم إذا كان كل شيء بخصوص الوحدة مرتبط برومية فلماذا العناء وجعل الوحدة إحدى الشعارات الرئسية للكنيسة الكلدانية لأنه حسب قول المطران إبراهيم إن الحل والربط كله في يد  الفاتيكان وهذا أخشى انه واقع الحال  بالنسبة للكنيسة الكلدانية وإن كان كذلك ما هو دورالرئاسة  ولماذا نعقد الإجتماعات مثل السينودس وغيره.

قضية المطران باوي

والنقطة المهمة الأخرى التي عرج عليها اللقاء كانت قضية المطران باوي سورو. في هذه النقطة يتم إستخدام عبارات تفتقر ومع الاسف الشديد إلى اللياقة حيث يكرر المطران إبراهيم لقب "نسطورنايي" على اتباع كنيسة المشرق الذين بقوا على مذهب الأجداد القويم والسليم شأنه شأن المذهب اللاتيني الكاثوليكي.  هذا يرقى إلى درجة الإستهزاء وهو جزء من خطاب الكراهية والبغضاء الشائع لدى البعض اليوم لأن هذه الكينسة ليست "نسطورية" حسب الفمهوم الذي أتي  به المطران. هذا اللقب إستخدمه اللاتين لا سيما المبشرين منهم لأنهم كانوا يعتقدون جزافا ان المسيحي الذي لا يقبل الإنتماء إلى مذهبهم هو هرطوقي وكافر ويستحق  نار جهنم.

وبدلا من المحبة الإنجيلية ادخل هؤلاء المبشرون ألقاب هجينة مسيئة على كل من رفض طروحاتهم لإثارة البغضاء والكراهية بين صفوف شعبنا الواحد  فصاروا أيضا يطلقون على اشقائنا من السريان الأرثذوكس لقب "اليعاقبة" بمفهوم انهم هراطقة شأنهم شأن "نسطورنايي." وحتى اليوم لو اطلقت على أي كلداني لقب "نسطورنايا" او "يعقوبايا" لنظر إليه بمثابة  شتيمة. هناك ظاهرة ملفته للنظر وهي ان الخطاب السلبي وأحيانا الهرطوقي والتكفيري قد لا تجد مكانا له ليوم في عالم المسيحية برمته إلا لدى "المشيختين" الكلدانيتين الكاثوليكيتين في أمريكا.

هل يقبل المطران إبراهيم ان يصفه مطران أخر من اتباع مذهب اجدادنا بالقاب مسيئة ردا عليه ؟ 

إنني ككلداني كاثوليكي أطلب من المطران إبرهيم تقديم إعتذار على إستخدام هكذا القاب ومخاطبة اشقائنا بالإسم الذي يطلقونه على أنفسهم إحتراما لإنسانيتهم ومذهبهم وهو "كنيسة  المشرق الأشورية" لأنه ليس رجلا عاديا يكتب تعليقا عابرا في منابر شعبنا. هل يستطيع المطران إبراهيم إستخدام كلمة "نكيرو" في الإعلام كلقب للأمريكيين من أصل أفريقي؟ أظن أن أي شخص يستخدم هكذا لقب اليوم في أمريكا حتى وإن كان الرئس اوباما لوقع في مصيبة كبيرة.

وأختم هنا لأنني بلغت حوالي 2500 كلمة ولكن حتى مسألة المطران باوي حسب قول المطران إبراهيم صارت في يد "رومية" أي هي التي ستقول كلمتها بغض النظر عن موقف الرئاسة والسينودس. اي حرية او إستقلال بقي لنا نحن الكلدان وعن اي هوية نتحدث؟


رابط 1


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,672039.0.html


رابط 2


رسائل مار يوسف السادس اودو بطريرك الكلدان: تعريب وتحقيق المطران إبراهيم والشماس خيري قومية: مشيغن: 2010





 

Opinions