Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل نموت بصمت, أم نقول كلمة بحق الدماء

إن الذي يحلّ بنا ككلدواشوريين سريان(مسيحيين) بعد التاسع من نيسان 2003 , تكاد تنسينا أهواله معاناة الأيام الخوالي التي سبقت 2003 لدرجة أنها تبيح للمتابع مقارنة العهدين ثم بالنتيجة الترحــّم على عهد الديكتاتور بحجج وأعذار تكفي لجعل المفاضلة من نصيب ذلك العهد, لأن مسلسل فقدان الأمن وغياب الخدمات وقتلنا بسبب الهوية والمعتقد وتعمد تهميشنا وتهجيرنا ثم الإستحواذ بالقوة والنصب على اراضينا وممتلكاتنا التي ورثناها وبنيناها بعرق جبيننا وقوة إخلاصنا لم يعد بعد كل هذه الكوارث اي بصيص أمل نكم به افواهنا .

الخوض في حيثيات أجندات ساسة العراق و ماخلــّفه الإحتلال لم يعد يجدينا اي نفع, كما لا تفيدنا المطالبة من فاقدي الشيئ بالذي نريده لأنفسنا, لا أميركا المسيحية وجيوشها شفعتنا بشيئ فهي الآن بصدد التنصل عن كامل واجباتها , ولا الحكومات التي شكلتها ماكنة الإحتلال والطائفية كانت بمستوى تحمل مسؤولياتها في حماية الناس العزل والمؤمنة بالسلام, إذن نحن الخاسرون كما كنا دائما حيثما جاءنا الأجنبي ضيفا على البلد كمبشر ديني أو ربيب للحاكم المتسلط أو محتلا بعد الإطاحة بعميله (صديقه) .

مآساتنا في بلدنا تزداد كان آخرها جريمة اول أمس حين كشر التنين عن أنيابه ليرتكب مذبحة جماعية بحق اكثر من مئة وخمسين شابا وشابة كلدواشوريين سريان (مسيحيين) من طلبة جامعة الموصل مقابل صمت الإعلام العراقي المتقع , تعالوا نلقي نظرة على هذا التحول التكتيكي الحاصل في طريقة إستهدافنا و تقنيات ترويع أهالينا العزل والمحبين للعلم وللوطن , أليس فيها من البشاعة ما يلفت النظرفي حجم وشكل الضغط على أهالينا وكأنها ردة فعل هوجاء سببها حنق الفاعلين المتصارعين فيما بينهم ويأسهم في إرضاخنا لأحدى الخيارات الأربعه التي أحلاها اشد مرارة من الحنضل , وكأن لسان حالهم يقول يا مسيحي عليك ان تصبح مسلماً ( ولاندري ايهما الأفضل سنيا أم شيعيا)كي يعفيك المجاهد من الجزية الثقيلة , او عليك أيها الكلدواشوري ان تستعرب عسا ولعل معاداتك للكردي ستشفعك , أو ان تستكرد وتعلن إصرارك على المطالبة بالحكم الذاتي على عناد العربي حينها تأمن وتسلم من التعريب والاسلمة , أي حال أتعس من هذا الذي يمر به أبن العراق الاصيل ؟ أتمنى على من يحاول تبرئة نفسه من هذه الفواحش أن يأتينا بدلائله الموثقة (وهي موجودة حسب إدعائهم كلهم) التي تثبت تورط طرف محدد كي نبصم على تبرئة المدعي .

العجيب الغريب في كل ما نشهده من مآسي , أن رئاسات الحكومة الثلاث وإعلامهم ومؤسساتهم تبدو وكأنها من شدة التخمة قد غطت في سابع نوم وكأننا بهم رعاة شعب في بلد آخر أوفي قارة أخرى لا يهتز لهم جفن أزاء هول وبشاعة الماساة .

يا سيادة دولة رئيس الوزراء ويا فخامة رئاسة الجهورية ويا رئاسة البرلمان الحلم , باللله عليكم يا من عشتم اجواء ديمقراطية الغرب ويا من تدعون المظلومية و نضالكم من أجل الديمقراطية والتحرر , إن كنتم حقا تؤمنون أن في الكون إله يرهب العبد ويحاسبه , أجيبوا على سؤال بسيط جدا جدا عسانا نصدقكم مرة واحدة قبل رحيلكم عجل الله مقدمه , لو كان اي منكم خارج سدة الحكم والمسؤوليات وحصل مثل ما يحصل لهؤلاء المساكين وبحجم هذه الجرائم المكرره ,ألا تشتمون ذلك الرئيس أو الوزير الذي لا يستقيل أزاء عجزه عن حماية ابناء بلده؟ أم أن الوازع الأخلاقي يغيب حين تمتلئ البطون؟

أعود إلى أهلنا وموضوعتنا الأساسية , ولكن قبل ذلك, دعونا نعزي النفس بدعوة الرحمة لشهدائنا وعجلة شفاء جرحى فلذات أكبادنا , علينا اليوم وعسى أن يلقى النداء آذانا صاغيه لدى مثقفينا وساستنا ورجال ديننا أولا, ثم لدى كل عراقي شريف يرى في هذا الشعب ما يستحق كل المحبة والتعاطف, ولأننا لا نرى في الافق أي بادرة خير او تفاؤل في مستقبلنا كما أسلفت.
علينا يا سادتي بما هو أضعف الإيمان ولتبادر الاقلام الخيــّره بتقويم وتعضيد النداء التالي :

1_ ترتيب مذكرة عراقية بأسمنا وليكن( الكلدواشورالسريان المسيحيين), ليس المهم تحت أي مسمى , المهم أن يتم ترتيبها بكل جرأة من قبل كافة تنظيماتنا السياسية ومراجعنا الكنسية( بعد أن تمنح لخلافاتها إجازة وقتية من أجل دماء ودموع هذا الشعب المظلوم ) وبإشراف لجنة طارئة و مؤقته يتم تشكيلها بشكل سريع من أجل ترتيب حملة جمع التواقيع ليس فقط للإستنكار والشجب , بل لــــــ :

2_ يسمع العراقيون والعالم أجمعه مطالبتنا من هذه الحكومة بالإستقالة والتنحي بسبب عجزها او تهاونها , بدءً من رئيس الوزراء ونوابه, وهكذا رئيس الجهورية ونوابه ,ورئيس البرلمان ونوابه ثم محافظوا مدن بغداد والبصرة ونينوى ونوابهم , لكن ليس قبل أن يعلن ممثلونا البرلمانييون الخمسة وبكل جرأة عن نيتهم بالإنسحاب من البرلمان ومن كامل العملية السياسية .

3_ مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مختصه تتقصى الحقائق المتعلقة بقتل ابناء شعبنا وتهجيرهم وتهميشهم دون إستثناء أي طرف , إبتداء بإستجواب محافظي بغداد و نينوى والبصرة وكركوك ونوابهم على مدى سنوات ما بعد التاسع من نيسان 2003 وصعودا بالمسؤوليين , من أجل كشف الأمور المخفية التي تم طمسها بشكل متعمد أو غير متعمد على حساب دماء الأبرياء.

4_ إعلان يوم صمت و إحتجاج شامل في يوم تقديم المذكره , تغلق فيه أبواب مدارس ابناء شعبنا في مدنهم وقراهم, وينقطع كل ابناء شعبنا عن الدوام في ذلك اليوم , وتدق نواقيس الكنائس خمس دقائق حزنا على إستشهاد الحق وخنق الحقيقة في بلد الحضارات والأبنياء .

5_ الذين نعيش في بلدان الحرية والديمقراطية علينا ان نتضامن ونتفاعل مع أهلنا بالتظاهرات لتعريف كافة المنظمات العالمية بيوم رفع هذه المذكرة و إعلامهم بمراسيم أحتجاجات أهلنا في داخل الوطن كي يطلعوا على ماساتنا بعكس روتينية المرات السابقه , بل في فضح الوضع السياسي العراقي برمته وما آلت اليه حالتنا المرثى لها .
6_ مطالبة الفاتيكان بسحب اي تمثيل له في العراق وتجميد كل ما منحه من اوسمة او نياشين او ثقة لأي مسؤول سياسي عراقي مشارك في سدة الحكم كونه يتستر على الجرائم .

7_ هذا هو أضعف الخيارات يا سادتي , وكلنا يعلم أن الموت حق لا مناص منه , و لكن شبابنا وتاريخنا وبلدنا وأراضينا كلها مهددة تموت ببطئ و بصمت متقع وسكوت مذل , لا تدعونا نموت بصمت يا سادتي, لنطلق كلمة مدويّه تفضح الذين يقتلون شعبنا ويتسترون على القاتل كي تسجلها صفحات التاريخ لأجيالنا .
إن لم نستطع فعل ذلك فلنجمع أوراقنا السياسية وكتبنا السماوية ونعتذر للأحياء و للذين يرقدون في القبور مـتألمين لحالنا.

هـــــــــــــــــــل من مجيــــــــــــــــــب؟
Opinions