هل هي فطنة أم ورطة سياسية يا قائمة نينوى المتآخية ؟
كلّنا يعلم كم هو مدى و حجم الظلم الذي طال شعبنا العراقي وهو ما يزال يضيق ذرعا من تعندات الأحزاب السياسية وكتلها البرلمانية اليوم ,وقد نال المساكين حصة الأسد من تبعات هذا الإنفلات الذي عمّ البلاد , إلى أن بدأت تظهر مؤخرا بوادر يمكن لنا فيها التكهن بإقترابنا من إنفراج الحال الذي تمنيناه وما زلنا ندعو لإنجلائه أكثر وأكثر.إن إنتخابات مجالس المحافظات هي خطوة تحتم على كل وطني مخلص إنجاح ممارستها ديمقراطيا , لأنها أمل المواطن وفرصته ليجد فيها حظوظه في تحقيق الأفضل على طريق تأمين العيش الكريم لكافة العراقيين.وهي (الإنتخابات) فرصة ليس لنا سواها خيارا لتجاوز هذه المرحلة المظطربة.
لكن,الأمر المؤسف يكمن مرة أخرى فيما يصدرعن ساستنا , بعضهم وليس كلهم, بعد إنتخابات المجالس المحلية, حيث ما زال هذا السياسي يبدو لنا كمن يعتقد بأن كفاحه سيذهب هدرا إن لم يكن يصب في إستدراجنا للعودة الى المربع المتشنج و المليئ بالخوف وبمجهولية مستقبلنا, بينما نحن ذلك الشعب ألذي دفع أكثر مما تستحمله طاقته من دماء وتبعثر كي يتحرر من قيود الديكتاتورية.
القائمة المرقمة (236 ) يا سادتي , فازت بنسبة 25.5% حسب النتائج الأوليةالمعلنة , وهي قائمة نينوى المتآخية , اوالقائمة الكردية(كما يسميها البعض) نظرا لأن الحزبان الكرديان يأتيان على رأسها مع ثلاث أحزاب اخرى (الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني والحزب الوطني الأشوري) , لنبارك للقائمة فوزها أولا , ثم نأتي للتكلم عنها ليس في مجال التباين الإيديولوجي الواضح بين أحزابها ,فهو أمر آخر و نفضل ترك شأن تفسيره للمنظرّين والمحللين السياسيين كل حسب معيار تقييمه ورؤاه للحالة .
الذي يعنيني أكثر هو التصريحات الغريبة والبيانات النارية التي صدرت عن أحد أحزاب القائمة (الديمقراطي الكردستاني) فورتسريب أخبارفوزها بينما نتائج الإنتخابات كانت ماتزال قيد العد والإحصاء ,وقد لفتت هذه البيانات إنتباه الكثيرين وأنا واحدا منهم , مع تأكيدي اننا لسنا هنا بصدد تقييم الآلية التي تم إتباعها كي يكون الطعن بالفوز او قبوله عن مضض هدفا لنا ,لأننا بكل بساطة, لوفعلنا ذلك فهو يعني حرمان الأخر من حقه في الديمقراطية التي نريدها لأنفسنا شرط أن لا تعتريها الألاعيب و التمويهات , إذن الفوز والخسارة كلاهما أمر مفروغ منه في النهج الديمقراطي الصحيح, لكن الأمر المستهجن هو في التراشقات المتسارعة التي إندلعت بين أحد أحزاب قائمة نينوى و قائمة الحدباء وبات كل طرف يوعد ويهدد الأخر بتصفية الحسابات, هذا من جانب .
من جانب آخر ,والكلام عن قائمة نينوى المتآخية التي كما أسلفنا ,يترأسها حزبان كردييان يمتلكان مشروعا قوميا واضحا وخاصا بالمكون القومي الكردي , وعلى هذا الأساس يكون من الممكن تبرير إستصدار أحد هذين الحزبين لبيان عاجل يطالب فيه بضم القرى والأماكن المتنازع عليها( اصبحت تسمى بالمستقطعة ) و التي صوت سكانها لقائمة نينوى وإلحاقها باقليم كردستان على إعتبار انها كردية, ((هذا ليس كلامي بل كلام الذي أصدر البيان الذي سأدرج أدناه رابطين لمن يريد الإطلاع )) , حصل ذلك فعلا مصباح اليوم الثاني من الإنتخابات , حيث إعتبر البيان تلك المناطق كردية لمجرد ان القائمة حقققت اصواتا في تلك المناطق .
وهنا تكمن المفارقة التي لابد من فك لغزها ولغطها , لأن إطلاق مثل هذه البيانات و بهذا الشكل اقل ما يقال عنها انها تنقصها الفطنة والروية بسبب العجالة المنفعلة في الإعلان قبل التأكد من الفوز أولا , أما ثانيا, فالجميع يعلم كما أٍسلفنا بأنه من ضمن الذين صوتوا للقائمة نينوى هم من الشيوعيين واصدقاءهم و بعض الأشوريون الذين يؤيدون الحزب الوطني الأشوري , على أية حال , فإن عدم ظهور أي رد اوتعليق رسمي من هذه الأحزاب المنضوية يؤيد أو يرفض فيه ما جاء في بيانات الحزب الديمقراطي الكردستاني, معنى ذلك أن السكوت هو من الرضا , وهذا ليس ما عوّدنا عليه الحزب الشيوعي العراقي المعروف بحزب الشهداء والتضحيات الوطنية .
نعم لحد اليوم لم نقرأ ولم نسمع أي تعليق او رد تجاه ما ورد في بيان الحزب الديمقراطي الكردستاني , وما زلنا ننتظر الإيضاحات , ولتسهيل مهمة من يود التوضيح ,نتوجه بسؤوالنا , ليس الى الحزبين الكرديين , بل تحديدا إلى الأحزاب الثلاث الأخرى المنضوية ضمن القائمة, ونطالبهم بالإجابة إن كانوا قد إتفقوا مسبقا مع الحزبين الكرديين أوكانوا على علم مسبق بأن أحد إستحقاقات فوز القائمة نينوى هو المطالبة بضم القرى والأماكن (المتنازع عليها) التي ستصوت للقائمة إلى أقليم كردستان بإعتبارها مناطق كردية , كما يحق لنا ايضا التساؤل حول سبب عدم إعلان هذا المطلب جهارا بإعتباره إستحقاق حيوي ليكون فقرة ضمن فقرات مشروع القائمة في حملتها الدعاية الإنتخابية؟ مجرد تساؤل يراد منه إزالة الشكوك ليس أكثر. ولمزيد من المعلومات التي تؤكد ما أوردناه أعلاه يرجى الضغط على هذه الروابط تباعا :
http://iraqalaan.com/bm/Politics/13056.shtml
http://ar.aswataliraq.info/?p=124962
http://www.iraqpa.net/user/newsdetail.aspx?id=7711
أنا شخصيا أؤمن وأعترف بأن الإرتجالية في إستباق الأمورهي ممارسة خاطئة , والخطأ الأكبر هو كيل الإتهامات المسبقة من دون إثبات , لكن الخطأ المميت هو حين يدعي أحدنا بالوطنية والقومية المعتدلة واحترام عقل الإنسان لكنه في نفس الوقت يسكت أو يساهم في تمرير الخطابات النارية على المواطن الناخب ويخفي عنه المخيف منها .
موضوع مقالنا القادم سيكون حول القائمة التي أفقدت العقول بعد ان أتخمت الجيوب .