هيا بنا الى ميادين الفساد!!!
لا.. ليست دعوة للفساد .. ولكنها دعوة لعدم التفكير بعقول آحادية فاسدة لا تبصر في الآخرغير الفساد......على ما يبدو انها سنة من سنن الفساد فالمفسد لا يبصر نفسه بل من يقف امامه!صدعت ادمغتنا بكل ما يقال عن الفساد في العالم الغربي...ونحن غارقون بالفساد بصنوف منه لم يبتدعها الغرب بعد!! فقد حققنا السبق في الكثير من الوان الفساد والوان الشخير والنوم مديدا فوق ظهرالبعير!!...
ما العالم الغربي....
يقال... عالم غرائزي يمارس فيه الجنس في الشوارع وعلى الارصفة،في المسارح ودور السينما والملاعب والمحطات..الخ
عالم وصل به الإنحلال الأخلاقي الى اقصاه وتفككت فيه الأسر واختلطت فيه الإنساب..
عالم مادي قذر لا يفكر إلا في العهر وفي كل الميادين والمستويات.. اقتصادية كانت ام سياسية ام دينية..
عالم عاثر متخبط سقطت فيه كل القيم من تسامح ولطف وكرم وعزة ورفعة وشهامة..
عالم مصاب بالجرب من اخمصه الى هامته.. عالم حيواني قذر مات فيه الإنسان وسحقت فيه الإنسانية..
حسنا.. وعلى هذا المستوى ممكن ان نسطر السطور حول جرب العالم الغربي وأن نطبع من المجلدات ما يبلغ زبى العقول ...
لست بصدد مناقشة ما قيل او يقال، لست بصدد استعراض حجم الصدق او الكذب او الإسفاف والمغالاة.. .
.ولكن لا بد من طرح سؤال: اذا كان هذا الحيوان النتن الهائج غرائزيا والمسمى بالعالم الغربي، اذا كان متقدما علينا ومتفوقا بما لا يقبل التعمية والتضليل واللغو.. فمن نحن!
حقا من نحن كي يتقدمنا هذا الحيوان البائد خلقا واخلاقا! أمؤخرة لحيوان مصاب بالجرب ام عالم هلامي متعفن من البكتريا!
من يقود هو من يمتلك الأدوات الأفضل.. لا اغالي بالإشادة به وتعظيمه اكثر مما ينبغي وبما ليس فيه..كما اني لا افرط في المغالاة والتسفيه فهذا لا يقع في صالحي ويجعلني كحشرة دبقة ملتصقة بمؤخرة حيوان هائج..
بإختصار شديد ...
اذا كان العالم الغربي قد افلس في كل ميادين الحياة ولم تبق له قيمة يحتذى بها غير قيمة الفساد!.. فما حجم افلاسنا!..
اذا كان قد افلس وافسد فأنتج العلوم والفنون، اختراعات واكتشافات تدق معاولها ظهرالأرض وتستكشف ما في باطنها،تحلق لتخترق الفضاء وتفك الرموز والقوانين الكونية....فهيا بنا لنفسد ونفلس وحسب قوانين إفساده وافلاسه!
اذا كان الفساد سينهض بأمتنا مثلما نهضوا، وسيحقق لنا التكامل الأقتصادي والتكافل السياسي وسيفتح الحدود ويحطم اغلالها لتنفتح دولنا على بعضها بعملة مالية موحدة في جيب المواطن.. فهيا بنا اذن ماذا ننتظر ...هيا لنفسد وكما افسدوا لنخرج من قبو التشرذم والتبعثر وسمسرة الإنبطاح امام حيوانية الغرب ودبقه!! هيا بنا لنفسد لنعلن للعالم عن ولادة دولة فاسدة جديدة او اتحاد عالمي عفن ولتكن او ليكن.. الولايات العربية المتحدة او الإتحاد العروبي من المحيط الى الخليج!!!!..
اذا كان الفساد سيقفز بعالمنا الرياضي الى ادوار البطولات العالمية ويحصد الميداليات الذهبية والكؤوس... هيا اذن لنكن من هذا اليوم مفسدين متربعين على عرش البطولة..!!!
اذا كان الفساد سيقفز بالمرأة في عالمنا الى ادوار القيادة العالمية الفاعلة فتنتهي ادوارها الصورية الإستعراضية في سوح السياسة واقبية البرلمان..لنسرع اذن ونكرم المرأة لتنهض من كبوتها العجفاء..عل المجتمع ينهض بنهضتها!
اذا كانت الحيوانية ستجعل منا اناسا منتجين للعلوم والتكنولوجيا مصنعين لترسانتنا العسكرية، ،مساهمين نشطاء في دفع عجلة التطور الى الأمام مستخرجين من باطن الأرض خيراتها ودررها،مستثمرين لعائداتها في بنوك عربية عالمية ..كاسحين الدكتاتورية والتوارث السلطوي والإستبداد، قاطعين دابر الشخير والعويل، محطمين الإغلال والقيود ومرتحلين بأشرعة الحرية والإبداع.. هيا بنا اذن ماذا ننتظر لندخل ميادين الفساد من اوسع ابوابه..!!!..
اذا كان الفساد يحرك مكامن العقول فتهبط من مستويات الإستهلاك الى مستويات الإنتاج!..وتندحر من مستوياتها الإنسانية عالية التمغط.. الى مستويات حيوانية ثائرة تنهش بالذرة والفضاء،تثب بالطائرات والغواصات وتحملق بمناظيرها بين الإفلاك والنجوم ،تحيك افخاخ القوانين والدساتير وعوالم الإتصالات..... فهيا بنا لنرى الوجه الأخر للفساد وسحره المبين علنا نستفيق !!
تكاد لا تخلو رقعة جغرافية من الفساد....ارى انه لمن العقل والصواب ان نبدأ بالرقعة التي ننفث عليها انفاسنا ، والتي ارتضعنا منها ومنذ صرختنا الأولى بعد النزول من الأرحام ، الوان السموم، فهي الأخرى مثقلة بكل موجع، فلنبدأ بها فنحن من يتلوى بين ربوع فسادها وإفسادها!