Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وحوش أمريكية في العراق – وثيقة جديدة تكشف مصدر جرائم الطائفية والإرهاب

 

كشفت وثيقة جديدة متمثلة بفلم من إنتاج مشترك للبي بي سي والكارديان، العلاقة بين البنتاغون وعمليات التعذيب وتأسيس فرق الموت في العراق. وكشف الفلم كيف أرسل وزير الدفاع الأمريكي "مخضرماً" مختصاً بالحروب القذرة تدرب عليها في فيتنام وأميركا الوسطى لتأسيس وحدات الكوماندوز العسكرية التي أسست مراكز الإعتقال والتعذيب السرية لإنتزاع المعلومات من المتمردين. وقامت هذه الوحدات المكونة من بشكل رئيسي افراد من ميليشيات شيعية منتقاة من قوات بدر السابقة، وبقيادات سنية من بقايا النظام السابق، حسب الفلم، بأسوأ عمليات التعذيب في العراق ودفعت بالبلاد إلى حافة الحرب الأهلية. 

وتأتي الأهمية الخاصة للوثيقة، أولاً من خلال توثيقها التأسيس الأمريكي للإرهاب وإثباتها أنهم كانوا على الأقل على اطلاع عليه وتم السكوت عنه، علماً أن الدلائل في الوثيقة تشير إلى أنهم لم يكتفوا بـ "السكوت عنه" بل كانوا مؤسسيه ومنظميه ومديريه، رغم عدم ورود اتهام مباشر لهم بذلك.  

الشخصية الرئيسية في الفلم هو جيمس ستيل، المخضرم في ما يسمى بالحروب القذرة ضد المتمردين، الثائرين على الحكومات الإرهابية التي نصبتها الولايات المتحدة في فيتنام وأميركا الوسطى والجنوبية. لذلك تم اختيار ستيل لاحقا|ً من قبل وزير الدفاع السابق رامسفيلد لقيادة الحرب القذرة في العراق، وكان يرفع تقاريره إليه مباشرة. وكان يساعد ستيل الكولونيل كوفمان، الذي كان يرتبط بالجنرال ديفد بترايوس مباشرة، والذي تكشف الوثيقة الجديدة لأول مرة تورطه  بالتستر (على الأقل) على عمليات التعذيب في العراق. ويرتبط ستيل مع بيترايوس بعلاقة تعود إلى عام 1986 عندما زار بيترايوس السلفادور حيث كان ستيل يقوم بتدريب وحدات القوات الأمنية على حرب المتمردين. ورفض ستيل أن يرد على أسئلة للكارديان والبي بي سي عن دوره في السلفادور او العراق. 

وكان من المتحدثين لأول مرة، ضابط المخابرات السابق منتظر السامرائي، الذي يقيم في الأردن وكشف معلومات خطيرة، وأكد أن الأمريكان كانوا يعلمون بكل ما يجري من عمليات تعذيب. وكذلك اشار صحفيون أمريكان قاموا بمقابلات مع ستيل عن إثباتات دامغة على اطلاع المسؤولين الأمريكان على عمليات التعذيب التي كان تقام في الوحدات التي أسسوها، وأن ستيل وكوفمان كانا متواجدين بشكل روتيني في مراكز التعذيب، وإن لم يرهم أحد يقومون بعمليات التعذيب بأنفسهم. وقال السامرائي أنه يذكر رؤية فتى عمره 14 عاماً كان مربوطا ً على أحد اعمدة المكتبة العامة في سامراء التي حولها قائد قوات الكوماندوز التي أسسها ودعمها ستيل وبترايوس، اللواء عدنان ثابت، إلى مركز اعتقال وتعذيب. وكان الفتى حسب منتظر السامرائي معلق ورجليه إلى أعلى وقد ازرق جلده من أثر ضربه بالكيبلات. 

وكذلك قال المصور جيليس بيريس من نيويورك تايمز أنه عندما كان يقوم مع زميله الصحفي بيتر ماس بمقابلة ستيل في سامراء، فأنهم وجدوا الدماء في كل مكان وعلى طاولة المكتب أيضاً. وقال بيتر ماس أنه عندما كان مع ستيل الذي رتب له مقابلة مجاهد سعودي تم القبض عليه، سمع صراخاً عالياً مرعوباً ومتألماً "الله ألله الله"، فخرج ستيل من الغرفة لبرهة فتوقف الصراخ!

كان اللواء عدنان ثابت يضحك ويسخر عندما قالوا له عن الصراخ "الله الله" ثم حاول أن يبرر الأمر بأنه من المستحيل ان تجعل المجرمين يعترفون دون أن تكون "قاسياً" معهم. أما عن تفسيره للدم في غرف المكتبة عند ستيل فيرد بأن السجناء يجرحون أنفسهم بأية آلة جارحة ويتهمونا بها! اللواء عدنان يبدو وكأنه في هيئته وردود أفعاله ومعنى كلامه، نموذج للوحوش من رجال الأمن الكبار الملطخة أيديهم بدماء الكثيرين.  

ووصف العديد من الأمريكان مشاهداتهم لعمليات تعذيب وسجناء في حالة مزرية..وفي مرة حاول بعضهم التدخل لمنع تعذيب عراقيين الذي كان يقوم به عراقيون فاتصل هؤلاء فجاءت الأوامر الأمريكية بعدم التدخل وأمروهم أن يعتبروا "أن ما حدث لم يحدث وأن ينسوا ما شاهدوا".

ويذكر السامرائي أنه كان في بيت اللواء عدنان ثابت، رئيس وحدة الكوماندوز الخاصة عندما جاء اتصال من مترجم بيترايوس سعدي عثمان، ينقل أوامره بالتوقف عن عرض الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب في التلفزيون في برنامج "الإرهاب في قبضة العدالة"، - "وبعد 20 دقيقة أتصلوا بنا من وزارة الداخلية ليبلغونا نفس أوامر بترايوس، بأن لا يتم عرض ضحايا التعذيب في التلفزيون". وقد أكد سعدي عثمان الذي يعيش في نيويورك أنه نقل رسالة بترايوس بالتلفون والتي طلب فيها من رئيس وحدة الكوماندوز الخاصة التوقف عن عرض السجناء الذين تعرضوا للتعذيب، في التلفزيون، مضيفاً: "ولكن الجنرال بترايوس لا يرضى بالتعذيب!" 

وتثبت هذه الشهادة المزدوجة بما لا يقبل الدحض أن بترايوس كان على اطلاع تام على عمليات التعذيب، وأن اعتراضه لم يكن على العمليات وإنما على ظهور ضحاياه في التلفزيون.

ويرفض الجلاد عدنان ثابت بسخرية إدعاءات الأمريكان بعدم معرفتهم بما كان الكوماندوز يقومون به، وقال: "لحد ما طلعت، كان الأمريكان يعلمون بكل شيء كنت أقوم به. كانوا يعلمون بما يجري في عمليات التحقيق، ويعرفون المعتقلين... إنهم يكذبون (بادعائهم عدم العلم)." 

كذلك أشارت الوثيقة إلى أن ويكيليكس قد كشفت أن السفارة الأمريكية كانت قد أبلغت واشنطن عن عمليات تعذيب في بغداد، وأن عدنان ثابت كان ضيفاً على السفارة الأمريكية وأنه قابل السفير الأمريكي لمحاربة الإرهاب، وأنه كان رأيه "قابلوا الإرهاب بالإرهاب" وأنه يجب أن يثير الشرطة الإحترام والخوف لدى الناس، وأن هذا أمر حاسم الأهمية في المجتمع العراقي لفرض احترام السلطة. 

وقال مستشار أمريكي أنه جرى تبديل اتجاه تدريب الشرطة بأوامر مباشرة من رامسفيلد إلى "الإشتباك العسكري" بدلاً من "حفظ القانون". ومن أجل تحقيق ذلك فقد تم التخلص من أحمد كاظم رئيس شرطة بغداد بإعطائه منصباً في الأمم المتحدة في نيويورك وبدفع من ستيل ألذي قال كاظم أنه رافقه مخفوراً مع حرسه الشخصي إلى المطار، وأخبره ستيل أن عليه أن يذهب للراحة، وطلب منه أن يغادر بهدوء وبلا ضوضاء! كذلك تم التخلص من مستشار أمريكي آخر للشرطة. وبدعم من جيمس ستيل أصبح اللواء عدنان ثابت رئيسا لوحدات الكوماندوز وكان تحت إمرته قوة تقدر بخمسة الاف شخص نشروا الخوف في العراق. 

اللواء منتظرالسامرائي كان ضابطاً في الجيش العراقي السابق وجاء إلى الأمريكان بغرض تدريب قوة للشرطة، لكنه فوجئ حسب قوله بعمليات التعذيب في خمسة عشر سجناً سرياً لوزارة الداخلية، والتي وصفها بأنها أبشع عمليات تعذيب رآها في حياته، من مثاقب وقتل وغيرها، وأنه حاول عدة مرات إيقافها. وقال أن ستيل كان يدخل إلى جميع تلك السجون وأنه زار أحدها معه. ويقول منتظر السامرائي عن ستيل أن أفضل وصف له بأنه يفتقد إلى أي حس إنساني، بما تراكم فيه من تعايش مع الإرهاب والعنف. وكذلك أشار الدكتور موفق الربيعي إلى أن جيمس ستيل كان بالنسبة له شخصية في منتهى الغموض، يحضر إجتماعات كبار الشخصيات متأخراً، ولا يقدم نفسه ويجلس ليراقب. كذلك يصف أحد زملاء ستيل بأنه كائن تكون نتيجة عمله الطويل في "الحرب القذرة"، والتي لم تسمى بهذا الإسم بلا سبب.

وقال عميل خاص لقوات محاربة المخدرات الأمريكية: "حينما علمت أن ستيل في العراق، قلت فوراً أنهم سيطبقون نموذج السلفادور، وكنت أعلم ما يعني ذلك من فضائع سترتكب في العراق".

ستيل أدين سابقاً بالكذب تحت القسم، على لجنة كونغرس أمريكية حول دوره في إرسال السلاح إلى قوات التمرد في نيكاراغوا ضمن ما يعرف بفضيحة "إيران – كونترا"، لكن نائب الرئيس بوش، ديك تشيني لم ينس "فضائله" في السلفادور، والذي كان قد زارها أكثر من مرة عندما كان عضو كونغرس.

 

جيمس ستيل – رجل أميركا - ورقة أعمال:

 

فيتنام: كانت تجربته الأولى في فيتنام حيث قضى عشرة سنوات في وحدات قتالية (1965 -1975) في العدوان الأمريكي ضد فيتنام الشمالية.

السلفادور: أدخل انقلاب عسكري يميني مدعوم أمريكياً، السلفادور، أصغر بلدان أميركا الوسطى في حرب أهلية. وكان ستيل ضمن من اوفدتهم الولايات المتحدة كخبير في محاربة المتمردين للفترة بين عامي 1984 - 1986 ، حيث رأس فريق المستشارين للقوات الخاصة الأمريكية مع القوات الحكومية التي اشتهرت فيما بعد بتكوين فرق الموت وجرائمها البشعة.

نيكاراغوا: تورط في ما سمي بـ فضيحة إيران – كونترا التي قام بها مسؤولين أمريكان بتقديم السلاح لإيران مقابل مبالغ مالية استعملت سراً لدعم إرهابيي الكونترا في نيكاراغوا، والتي كانت تعمل على إسقاط حكومة الساندنيستا اليسارية بقيادة الرئيس المنتخب دانييل أورتيكا، حيث لم يكن ممكناً للحكومة الأمريكية أو السي آي أي دعمهم علناً لافتضاح عملياتهم الإرهابية البشعة. وقام ستيل بدور أساسي في تلك العملية.

العراق: بعد احتلال العراق مباشرة ارسل الكولونيل (المتقاعد) ستيل إلى بغداد كأحد أهم العملاء للبيت الأبيض حيث كان يرفع تقاريره مباشرة إلى دونالد رامسفيلد، كمبعوث شخصي لوزير الدفاع الأمريكي إلى قوات كوماندوز الشرطة الخاصة العراقية، وقام بالإشراف على عمليات التجسس وجمع المعلومات. كانت القوات تتكون بشكل رئيسي من الميليشيات الشيعية، وحصلت على سمعة سيئة بالتعذيب ثم بجرائم فرق الموت ضد السنة.  

وقد كان ما كشف عنه في الويكيليكس الدافع الرئيس لقيام هاتين المؤسستين بالتحقيق حول الموضوع وإنتاج هذه الوثيقة الثمينة بعد أكثر من عام كامل من التحقيق والمتابعة. ويواجه الجندي برادلي ماننك ، ذو الخمس وعشرين عاماً، والذي كشف الحقائق التي قادت إلى هذا التحقيق، حكماً يصل إلى عشرون عاماً بعد اعترافه بالذنب في تسريب تلك الوثائق.

 ردود أفعال

 

على الصعيد الدولي أثارت الوثيقة ردود أفعال قوية ماتزال تتزايد. المتحدث باسم البنتاغون، العقيد جاك ميلر قال "طبعاً رأينا التقارير ونحن نقيم الموقف"، مؤكداً أن عملية الوصول إلى نتيجة وإعطاء الرد ستسغرق "وقتاً طويلاً"، وهو ما ينبئ بالنية بإدخال القضية في قبر النسيان والإهمال. وقد رفض عدد من أعضاء لجنة القوات العسكرية في مجلس الشيوخ الأمريكي الطلبات المقدمة إليهم للتعليق على الوثيقة.

وفي سامراء عرضت أجزاء من الوثيقة على المتظاهرين ضد الحكومة، والذين قال البعض منهم أن أهالي سامراء يعرفون تلك الحقائق، وأنهم يأملون أن يعرفها العالم أيضاً.

وقالت الباحثة من "هيومان رايتس واتش" أن "هذه المعلومات تقدم أدلة جديدة على العلاقة الإشكالية بين الحكومة الأمريكية ووزارة الداخلية العراقية، بضمنها قضايا السجون السرية.

وأشار "نوح وايزبورد"، أحد المخضرمين القانونيين، وأحد مؤسسي محكمة العدل الدولية في لاهاي، إلى أن محاكمة الجنود الأمريكان في لاهاي ممكنة نظرياً، لكن ذلك يتطلب إحالة القضية إليها من مجلس الأمن الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة حق الفيتو، مما يجعل المحاكمة غير واردة من الناحية العملية. لكنه أشار إلى أن تلك المحاكمات يمكن أن تتم بطرق أخرى مثل الإستفادة من قوانين بعض الدول التي تغطي قوانينها المساحة الدولية، وهذا لا يرتبط بالعضوية في محكمة العدل الدولية.

وقال كات كريك، المدير القانوني لمنظمة "ريبريفيه" القانونية : "إن هذا الكشف الجديد للإساءة إلى حقوق الإنسان، يثبت أن التعذيب منهجي متجذر في السياسة الخارجية الأمريكية. إنها أعمال مرتكبة عن عمد و تم تأسيسها في أعلى النظام الأمني الأمريكي" داعياً إلى محاسبة المسؤولين وخص بالذكر منهم بيترايوس، مشيراً إلى أنه بدون ذلك فأن هذه الحلقة (من التعذيب) لن تنتهي أبداً. ودعا بين أمرسون المقرر الخاص في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب، لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى التحقيق في جرائم فترة ولاية بوش وقال: "أن وثيقة البي بي سي والكارديان يجب أن تضاف إلى قائمة الجرائم الدولية التي ارتكبتها تلك الإدارة" (إدارة بوش). وأن يقدم المسؤولون عنها للعدالة.

 

أهمية مضاعفة للوثيقة

 

بالنسبة للعراقيين، للوثيقة أهمية كبرى من نواح عديدة. ويمكننا أن نكتشف أحد أهم تلك الجوانب من خلال قراءتها مع تقريرين كتبهما كل من البروفسور مايكل شوسودوفسكي و ماكس فولر، حول نوعية الأشخاص الذين استدعتهم الإدارة الأمريكية لتأسيس وتثبيت الإرهاب في العراق. وتدل تلك القائمة بشكل قاطع على النوايا الحقيقية لأميركا بالنسبة لمستقبل علاقتها بالعراق.

 

أما الجانب الأكثر خطورة فهو التأكيد على أن "تشكيل وتدريب كتائب الإرهاب في كل من العراق وسورية (صمم) على غرار “الخيار السلفادوري”، لفرق للموت كانت ترعاها الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى، والتي نتج عنها مقتل ما يقارب 75,000 شخصاً". وقد بدء تأسيس الإرهاب في العراق في السنوات الأولى للإحتلال بمبادرة قادها السفير الأمريكي جون نيغروبونتي. وفي كانون الأول 2005، أعلن البنتاغون صراحة بأنه يدرس:“تشكيل قوات ضاربة من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة التمرد“. ولعل أهم ما في الموضوع بالنسبة لنا هو ما أشار إليه البروفسور جوسودوفسكي بأن تكل الوحدات الخاصة تعدت هدف القضاء على التمرد”، و انخرطت في أعمال قتل روتينية للمدنيين بهدف إثارة العنف الطائفي. ومن جهة أخرى كان جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA، والبريطانية MI6  يراقبان عن كثب “القاعدة” وهي تستهدف الشيعة في الاغتيالات. وهذا يبرهن بشكل محدد وواضح من يكون وراء عمليات القتل التي ألقي فيها اللوم على المشاعر الطائفية خطأً.  

أن أهمية هذه الحقائق الخطيرة تكتسب قيمة إضافية من خلال الوضع الطائفي الخطير في العراق، وأهمية هذه الوثائق تأتي لتكشف للعراقيين حقيقة الإرهاب والقتل الذي أصاب كل من الشيعة والسنة ومن يقف وراءه لعلهما يدركان العدو المشترك الخطير الذي مازال يخترق الجسم العراقي بمؤسساته السرية وسفارته الهائلة الحجم. كذلك يعيننا هذا الكشف إن تم إيصاله للشعب، على تجنب السيناريو السوري الذي يدفع العراق إليه دفعاً من خلال تظاهرات المناطق السنية، خاصة وأن نفس فريق الأمريكان قد توجدوا بشكل متبادل في سوريا والعراق في فترات الإعداد للإضطرابات والإرهاب فيهما، وهو ما كتبنا عنه وسنكتب عنه المزيد قريباً بمعلومات جديدة. ويمكن لهذه الوثيقة الثمينة التي كانت نتيجة تضحيات كبيرة، أن تلعب دوراً في توعية الشعب العراقي لما يراد له، فهي تكشف بوضوح أن الدوافع الطائفية لم تكن الأصل في اية عمليات إرهاب، بل هو استغلال أمريكي مصطنع للمشاعر الطائفية وتشكيل فرق الموت على أساسها لتعطي الإنطباع الطائفي، رغم أن مكونها الأساسي كان من الشيعةى، وأنيطت قمة قيادتها بوحش سني عميل، من مخلفات النظام السابق الذين اختاروا أسياداً جدداً لهم! هذه الحقائق تشرح الخفايا غير المفهومة التي كانت تحيط بالموضوع وتبرر غضب كل طائفة من الأخرى.

إضافة إلى ذلك فهي من أهم الوثائق التي تكشف للشعب العراقي نوايا الأمريكان لبلادهم منذ بداية احتلالها وتخرس الأقزام التي ما زالت لا تستحي أن تمتدح هذا الإحتلال وتؤكد طيبة النية الأمريكية وتبرر جرائمها بمختلف الألاعيب اللفظية، فتسهم في زيادة غفلة الناس عن الخطر وتسهل وصول الأجندة الشريرة إلى مرادها، سواء كان ذلك بوعي أو بدون وعي. لذلك ندعوا الجميع إلى العمل على إيصالها لكل من يمكن إيصالها إليه، فما يتهدد البلاد خطير بشكل لم يسبق له مثيل، لكثرة ما حقن بها .  

لقد تم عرض جزء من هذه الوثيقة في تظاهرات سامراء، ولا يستبعد أن تقدم بشكل يثير الطائفية بدل من ان يزيلها، فالتظاهرات لا تقع في قيادات مأمونة، ولأجل ذلك توجب نشر تفسير سليم لهذه الحقائق يبين كما أسلفنا ان الإحتلال كان وراء ما سمي "الإرهاب الطائفي" عمداً. 

إضافة إلى ذلك نحن ندعوا الشخصيات الحقوقية العراقية إلى السعي لملاحقة قضائية للوحش جيمس ستيل وأمثاله ومن تعاون معه في جرائمهم، وإننا نعلن استعدادنا للتعاون في هذا الأمر من أجل إنصاف ضحاياهم من الشعب العراقي ووقف دورهم كمختصين في تدمير الشعوب في كل مكان تصل إليه اليد الأمريكية في العالم، ومن أجل كشف المزيد من الحقائق الكثيرة التي ستزيد حصانة الشعب من الوقوع في الطائفية والحرب الأهلية، ونحن على ثقة أن ما كشف من الحقائق لا يمثل سوى الجزء الضئيل من رأس جبل الثلج الغاطس، وأن ما سيكشف في الأيام القادمة سيكون أكثر هولاً.

 

 

روابط متعلقة

 

(1) صائب خليل:  فرق الموت الأمريكية في العراق - الحقائق صعبة الهظم

http://al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/21p07.htm

(2) صائب خليل: القاعدة لقتل الشيعة وفرق الموت للسنة

http://www.yanabeealiraq.com/article/sk/sk_260213.html

(3) ماكس فوللر: For Iraq, "The Salvador Option" Becomes Reality

http://globalresearch.ca/articles/FUL506A.html

(4) فيديو:

(5) the release of classified US military logs on WikiLeaks

http://www.guardian.co.uk/world/iraq-war-logs

(6) Pentagon investigating link between US military and torture centres in Iraq

Defense Department says \'it will take time\' to respond to 15-month investigation by BBC Arabic and the Guardian

http://www.guardian.co.uk/world/2013/mar/07/pentagon-investigating-link-military-torture

(7) تحقيق بريطاني يكشف عن دور القادة الامريكيين بانشاء مراكز التعذيب العراقية
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today%5C07qpt399.htm&arc=data%5C2013%5C03%5C03-07%5C07qpt399.htm

(8) Pentagon investigating link between US military and torture centres in Iraq Guardian
http://www.guardian.co.uk/world/2013/mar/07/pentagon-investigating-link-military-torture

(9)  المقرر الخاص في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب، يدعو إلى التحقيق في جرائم فترة ولاية بوش

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2013/mar/07/reconciliation-iraq-impossible-us-truth-dirty-war

 

 

 

 

11 آذار 2013

Opinions