Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ورثة الحضارات القديمة يدعون إلي السلام والتآخي

06/04/2006

زمان:

يحتفل الكلدو آشوريون السريان في هذه الايام النيسانية بالسنة البابلية الجديدة الـ 6756 في الوقت الذي انتقدوا فيه الحكومة (لتجاهلها هذه المناسبة وعدم مبادرة اي من اعضائها الي التهنئة والتعبير عن حرصهم علي عدم تغييب حقوق احدي اهم المكونات العراقية)، داعين جميع العراقيين بهذه المناسبة التي تتزامن مع اعياد نوروز الي احياء ثقافة التسامح والسلام والتآخي. وتمتد جذور الكلدو آشوريين الي عمق التاريخ الانساني فهم ورثة الحضارتين العراقيتين القديمتين (السومرية والاكدية) التي رسخ اسسها سرجون الاكدي مؤسس اول امبراطورية عرفها التاريخ في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد واستمر الوجود السياسي للاكديين بتسميتين الاولي (الاشوريون) الذين اقاموا دولتهم نهاية الالف الثالث قبل الميلاد وشمل نفوذهم معظم بلاد الشرق القديم والتسمية الثانية (البابليون) الذين استمر نفوذهم منذ اوائل الالفية الثانية قبل الميلاد حتي منتصف القرن السادس قبل الميلاد وكانت اخر سلالة بابلية مالكة هي السلالة الكلدانية التي حكمت مابين عامي 626 و53 قبل الميلاد وهي السلالة الـ 11 وأسهم ورثة الحضارة الرافدينية في بناء الحضارة الانسانية من خلال قيامهم بحركة رائدة في التاليف والترجمة الي اللغتين السريانية والعربية الي جانب الابداع في شتي مناحي الفكر الانساني، وماتزال الشواهد الاثارية تدل علي عمق تاريخهم ووجودهم. ويشير رئيس اتحاد ادباء وكتاب السريان وعضو الحركة الديمقراطية الاشورية نزار حنا الديراني الي ان (حلول سنة بابلية جديدة هي مناسبة لتكريس الاخاء والتآلف بين مختلف المكونات القومية والدينية العراقية التي تعيش علي هذه الارض المعطاء ولاسيما انها تتزامن مع احتفالات ابناء شعبنا باعياد نوروز) لافتا الي ان (الظروف الامنية الصعبة التي تعيشها بغداد اليوم حالت دون اقامة الاحتفالات فيها واقتصرت علي مدن اربيل ودهوك التي تتسم باجواء امنية مستقرة). واكد الديراني ان (هذه الاحتفالات جزء من طقوس تاريخية قديمة تمتد من الاول من نيسان وحتي الثاني عشر منه ومن المؤسف الا نجد ايا من المسؤولين في الحكومة قد أدلي اهتماما بالمناسبة او بادر الي اصدار بيان يهنيء فيه الاشوريين الذين عانوا كثيرا من التهميش والتغييب علي مدي سنوات طويلة ولاسيما انهم جزء لايتجزأ من الشعب العراقي) مشيرا الي ان اوضاع العراق المأساوية هي اختبار من الله عز وجل لشعوب تطمح في الحصول علي الحرية والديمقراطية فهناك الكثير من الامثلة المتوارثة في السفر الانساني تدل علي جسامة التضحيات التي قدمتها الشعوب من اجل نيل استقلالها وعيشها الكريم). وتابع (نتمني ان يكتمل تشكيل الحكومة العراقية في اسرع وقت ممكن وان تعطي العراقيين مالهم وتفرض ماعليهم وتوثق الصلة بينهم وتعمل علي ضمان حقوقهم علي اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم) مستدركا ان (من حق الانسان علي هذه الارض ان يحيا كسائر البشر ولاسيما ان وجوده يمتد الي اكثر من 7 الاف سنة فهو صاحب حضارة قديمة كان لها الاثر الفاعل في اغناء الحضارات الانسانية الاخري بالقيم الروحية والمادية). ولفت رجل دين من ابناء الكلدو اشوريين طلب عدم ذكر اسمه الي ان (احياء طقوس هذه المناسبة المقدسة ياتي في اطار حرصنا الشديد علي احياء معاني السلام والاخاء والتراحم بين الناس ولاسيما في ظل ظروف الحرب هذه) موضحا ان (هذه الطقوس تتضمن النهوض مع رئيس الكهناء او الكاهن الاعظم المسمي ششكلو عند الفجر والتوجه مع شروق الشمس الي نهر الفرات للسباحة وغسل جسم الكاهن وغسل الاشياء المحيطة به وتقديم القرابين بعد ذبحها ومسحها بحائط الهيكل)، مؤكدا (هناك طقس ديني اخر يسمي اذلال الملك بمعني ان يسلب الصولجان والتاج من رأس الملك من قبل رئيس الكهنة ومن ثم الركوع والصلاة والاعتراف امام الالهة مردوخ وفي اليوم العاشر يبدأ الزواج الالهي المقدس والزواج الملكي لتختتم الاحتفالات البابلية الاشورية في يومها الثاني عشر الاخير). وكانت مدن اربيل ودهوك والموصل والسليمانية قد شهدت احتفالات عدة بمناسبة اعياد نوروز ورأس السنة الاشورية غصت بمظاهر الفرح والابتهاج بين المحتفلين الذين ارتدوا ازياء شعبية وراحوا يرقصون علي دبكات اغان فلكلورية حاملين الاعلام العراقية كتعبير وطني علي عمق التلاحم والتآزر بين جميع القوميات والاديان التي تحيا علي ارض العراق مرددين اناشيد السلام والحرية. Opinions