Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

وضع المسيحيين في العراق عنوان محاضرة الوزيرة باسكال وردا بباريس

08/04/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/
القت السيدة باسكال وردا الوزير الاسبق للمهجرين والمهاجرين محاضرة بعنوان وضع المسيحيين في العراق في قاعة القديس ايريني في كنيسة القلب الاقدس العليا على جبل مونتمارتر في باريس يوم 4 نيسان 2008 والتي اعدها المجلس الوطني لمنظمة مجموعات الوردية الذي يرأسه الاب هوغ فرانسوا روفارينو والسيدة شانتال كورتان رئيسة اللجنة الوطنية بالتعاون مع مسؤولي اللجان المحلية لمختلف المناطق الفرنسية.
حضر المؤتمر الذي دام ثلاثة ايام اكثر من مئة شخص حيث قدمت السيدة الوزير نظرة شاملة عن الوضع الامني والسياسي في العراق بشكل عام حيث الاستهداف الوحشي لكل ما هو وسيلة الثقافة و البناء والتطوير لبلد يستحق ان يتنعم ابنائه بسلام وامن دائمين. كما تطرقت الى الاسباب الذاتية العراقية التي تحول دون المضي قدما لايجاد الحلول السياسية لعراق يمثل وحدة واحدة قبل ان ينظر الى مشاكله المناطقية والطائفية التي هي بنظرها ثانوية بالمقارنة مع القضية المركزية والتي هي ايجاد الحلول السياسية عن طريق وضع استراتيجيات وسياسات مدعومة بآليات عملية لتطبيقها وتنفيذها بحيث تكون بديلة دون نقاش عن روح وفكر تعميق الانشقاقات المختلفة الاشكال والتي تمس كرامة العراقيين وتهدم احلامهم المشروعة . كما اكدت " لكن من المؤسف ان يكون هناك من يستفاد من وضع الفوضى والتدمير الحاصل من أجل اطالة هذه الحقبة السوداء في حياة جميع ابناء الشعب العراقي الذين اصابهم فقدان الامل من قيادات تبتعد اكثر فاكثر عن الهدف الاساسي الذي لاجله وضعوا في تلك المناصب".
كما تحدثت عن مصير المسيحيين العراقيين الذين يعيشون فترة اضطهاد واستهداف غير مسبوق بسبب الاختلاف الديني والعرقي في آن واحد وذلك على مرأى ومسمع السلطات العراقية والمتعددة الجنسيات التي لا تبدي تحركا جديا لانقاذ هذه الفئة الاصيلة من ابناء الرافدين بل انهم دأبوا التقليل من حدة الخطورة عن طريق مقارنة وربط وضعهم بالحالة العامة لجميع العراقيين ، مع ان المقارنة غير عادلة كون هذه الامة تقدم نسبة ضحايا تفوق نسبة عددها مما يؤدي الوضع المتردي بالباقين الى أخذ طريق الهجرة المتواصلة .
كما اعطت لمحة تاريخية سريعة لمعانات الكلدان الآشوريين السريان العراقيين عبر تاريخ الغزوات المختلفة انطلاقا من الغزو الفارسي والمغولي وغيرها مرورا بالعثماني والبريطاني وانتهاءا بالغزو الأمريكي الأخير لسنة 2003. خلال كل هذه الحقبات العصيبة على بلاد النهرين تم استهداف المسيحيين بشكل خاص بسياسات التهميش المباشرة لا بل نظمت عمليات الذبح الجماعي ضدهم اضافة الى تعميق الانشقاقات والتهجير القسري المتكرر بحقهم ... وهلما جرا من سياسات دفع هذه الفئة الى الاضمحلال .
كما اشارت الى التراجع الواضح بخصوص حقوقهم السياسية والمدنية خلال مختلف الفترات الحكومية الجديدة المتلاحقة وخاصة في الحكومة الحالية حيث تم عزلهم بشكل ملفت للنظر عن الحضور ، وحتى الحضورالرمزي الذي حصلوا عليه تم القضاء عليه عن طريق مصادرة ارادتهم الحرة باساليب مختلفة وتطبيق اسلوب الوصاية على حقوقهم من قبل القوائم الكبيرة والقوية ، بشكل يشبه ممارسات الانظمة الشمولية التي تعاقبت على حكم العراق ، وبطرق لربما اختلفت مظهرا لكنها بقت هي ذاتها جوهرا الا وهو القضاء على الهوية القومية والخصوصية الثقافية واللغوية لامة يمتد تاريخها الى 6758 عاما ، احدى الامم الاصيلة التي استقت من الرافدين حياتها ولا تزال تشهد بكل ملامحها وخصوصياتها واحساسها عمق التصاقها بتربة ومياه دجلة والفرات وجذورها المتسلسلة للأصالة السومرية والاكادية والبابلية والآشورية
وكما أضافت بان الوضع الدموي الحالي لاستهداف رموزهم الدينية والعلمية والسياسية من قبل الارهابيين المتطرفين والذي في اكثر الاحيان يعنون باسم الله والاسلام كما يرد في التهديدات المكتوبة والتي تدعو الى الاستسلام ام الموت... تسوء وتتقوى اكثر فاكثر بسبب عدم تمسك المسيحيين بمليشياتهم وكونهم الاوائل من حلوا هذه القوات ، التي كانت الحركة الديمقراطية الآشورية التنظيم الوحيد الذي استطاع تكوينها وتسليحهها كما استطاع اقحامها في المشاركة في عملية نزع الدكتاتورية عن العراق وذلك انطلاقا من الايمان بان بعد انتهاء الحرب لابد ان يكون السلاح بأيدي الدولة و من شان القوات الأمنية العراقية الرسمية دون غيرهم لأجل بناء النظام الديمقراطي الجديد والمنشود" . كما اوضحت ايضا كون الامة الكلدانية السريانية الآشورية مهمشة كليا من قبل القوات المتعددة الجنسيات كما من قبل السلطات العراقية بقت ولا تزال تعاني من العوائق الاقتصادية التي تحول دون اعادة تنظيم الميليشيا المسيحية التي تبدو اكثر فاكثر ضرورية في ظل احتفاظ الاخرين بها ، على الاقل لحماية المناطق التي يعيش فيها الاكثرية المسيحية سواءا كانت في الموصل وسهل نينوى ام في بغداد والبصرة اوغيرها من المناطق . لان نظام التبعية الذي تطبقه بعض السلطات السياسية العراقية التي ارادت ان تفرض حمايتها على غيرها عبر ميليشياتها فهو نظام بالي من جانب وغير ناجح بسبب المحدودية التي تتصف بها الميليشيات ذاتها اي ضيق النظر والهدف".
كما اكدت " ازاء عدم وجود حلول واضحة وملموسة في الافق القريب اخذ عدد غير قليل طريق الهجرة ، وحسب احصاءات الامم المتحدة 40% من اجمالي المهجرين العراقيين هم من المسيحيين, والبعض الآخر يأمل بان يكون هناك ثمة حل خاص بهم خلال الفترة والتي كما يبدو بان السلطات العراقية غير قادرة لايجاد حل عام ديمقراطي للجميع فالحل ربما هو في حماية خاصة بهم كونهم في جميع الاحوال مستهدفين من جميع الجهات" .
فيما اضافت " ان المسيحيين يواجهون معوقا ذاتيا تتجسد صورته بين الطوائف المختلفة التي لا تزال رؤسائها تفكر وكانها تحت النظام العثماني الذي خص حماية الاقليات الدينية حماية الذمة تحت ستار بطريرك ام اسقف معين يزود بالسلطات الدينية والدنيوية في آن واحد. فالتدخل في الشؤون السياسية من قبل المرجعيات الدينية المسيحية يصطدم بالعمل السياسي للفئة العلمانية من ممثلي الحركات والاحزاب السياسية الخاصة بالمسيحيين ما يؤدي الى اضعافهم لا بل الغاء اي موقف مستقل خاص بهم امام السلطات العراقية الحالية وامام الارهاب الذي يرى من المسيحيين الهدف الاسهل والارخص لاطالة عملية خلق الفوضى وعرقلة المحاولات الحكومية الرامية الى تامين المدن" . وأكدت " اما لايقاف نزيف الهجرة المسيحية الحالية فالحل يجب ان يكون داخليا اكثر من ان يكون اعتمادا متواصلا على بعض الدول التي ستكتفي باستقبال اعدادا محدودة منهم وسيبقى العدد الاكبر يئن من ظلم الوضع في دول الجوار والمناطق التي لا يلقون فيها ادنى مقومات الحياة الطبيعية اللائقة بالبشر . هذه مسؤولية الحكومة العراقية قبل غيرها ومسؤوولية القوات المتعددة الجنسيات في العراق التي عليها الكف عن التفكير بان الاكثريات تحمي الاقليات هذا امر لم يثبت فعليا صحته الى هذه اللحظة وعلى جميع مستويات الحياة . فالمطلوب هو رد اعتبار هذه الفئة البانية للعراق مع جميع الاقليات التي تقع تحت رحمة الميليشيات المختلفة والتي يزداد وضعها سواء يوما بعد يوم، لا بل تتعرض للانقراض في العديد من مناطق العراق دون اي قدرة للدفاع عن النفس" . وتساءلت ان السؤال موجه الى الحكومة العراقية باختلاف مستوياتها هل من حق العراقيين الكلدان الآشوريين السريان التمتع بحقوقهم في مناطقهم التاريخية في ظل حكم ذاتي يقره الدستور الجديد؟؟ أم هوحق مقتصر للبعض من اصحاب الميليشيات ؟؟ أو ان طلب مثل هذا الحق من قبل المسيحيين العزل الذين يتم ذبحهم يوميا وتتجدد جراحاتهم بقتل ابنائهم وكهنتهم الابرياء يشكل محنة للبعض ؟؟.
هذا وانهت المحاضرة بقولها " باننا لا نستسلم للشر الذي يعم العراق وثقتنا بعدالة الله قوية بان صوت وتحرك ابناء هذه الامة يجب ان يصل الى مسامع الامم المتحدة والعالم للحث على اغاثتهم من الآتون الذي يحرقهم دون ان يكونوا سببا لاي سوء بل العكس هم ادوات البناء والسلام وبث ثقافة الاخوة والتعايش والنزاهة في كل مهمة يستلمونها في الادارة وفي جميع الاوساط.
كما ان على الحكومة العراقية ان تعي بان القضاء على الفساد المستشري لم ولن يتحقق دون الحفاظ على هذه البذور الناصعة النقية التي تسعى في ان تصون نفسها في بحر من فساد سيبتلي به الشعب العراقي لأجيال عديدة. أذن ان عملية انهاء المسيحيين من العراق سيكون لها مردودها السلبي على العراقيين قبل غيرهم ، وستنعكس اثارها على عملية التوازن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في العراق .






Opinions