وللكنائس شرف المساهمة
التفجيرات التي طالت الكنائس في بغداد وكركوك يوم الأحد الماضي، وسّمت نواقيسها وأعطتها شرف المساهمة مع اخواتها من المعابد والمساجد والحسينيات والأضرحة لم تكن الأولى.. ولن تكن الأخيرة. ومع ذلك إدعى مقترفوها وبعض وسائل إعلامهم المفضوح: أنها جاءت رداً على الرسم الكاريكاتيري الذي نشرته صحيفة دانماركية، ويحمل الإساءة للإسلام!.أولاً: من قال أن ذلك الرسام مسيحي؟!، وإن ملاك تلك الصحيفة مسيحيون متدينون ومواظبون على التعبد في الكنائس متأبطين أناجيلهم ليل نهار؟!. وعلى افتراض أن الجواب سيكون بالايجاب، وهو احتمال بعيد، فها هي آيات القرآن الكريم ملء السمع والبصر، تصدح: "ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى".
وتنصح.. "فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم فهو خير للصابرين".
وتهدد.. " ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين".
وغيرها العشرات من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تصب في هذا المورد، وتنظم مثل هذه التصرفات والسلوكيات. ولكن.. وأجزم (أن هؤلاء "الحريصين" جداً على الإسلام، و"الملتزمين" بحذافير الشريعة، والغارقين في "التدين" من أخمص أقدامهم حتى آخر شعرة في رؤوسهم المتحجرة)!، لا يعرفون هذه الآيات ولا يحترمونها. كما إنهم لا يجيدون الرسم كاريكاتيرياً كان أم تجريدياً، اللهم إلا الرسم والنحت بالمفخخات والعبوات الناسفات. بعد أن أعمى الله بصيرتهم قبل بصرهم القاصر.
ثانياً: رأينا.. وسمعنا بردود أفعال متفرقة تجاه الرسم الكاريكاتيري المشبوه.. توزعت بين إجراءات دبلوماسية، ومسيرات احتجاجية، ولافتات منددة ورسوم مشوهة للعلم الدنماركي.. لكن -مرة أخرى- لم يتعرض أحد لمواطنه المسيحي ولم يسيء لدور العبادة في جميع البلدان العربية والإسلامية على السواء!. إن الإعتداء الغاشم الذي طال الكنائس العراقية يأتي امتداداً لانتهاك حرمة الجوامع والمساجد والحسينيات والمراقد الشريفة وكل دور العبادة، وهو عدوان صارخ يكشف ويفضح طبيعة مرتكبيه وما جبلت عليه نفوسهم من شر ووحشية واستهانة بالأرواح والمقدسات.. مثله مثل تفجيرات كربلاء المقدسة، والنجف الأشرف، والرمادي، والكاظمية، وسامراء، وبعقوبة... مثل تفجيرات المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء وشبكات الماء وكل ما طالته الأيادي الملطخة بدماء العراقيين وتلوثت بالسحت الحرام. وعدا ذلك: فكل ذرائعهم باطلة.. وكل حججهم واهية.. وكل أعذارهم متهافتة!.
أذكّر هؤلاء "الحريصين" بحادثة محاصرة القوات الصهيونية "الكفار" لكنيسة "بيت لحم" طيلة تسعين يوماً لوجود أكثر من مائتين من الفدائيين الفلسطينيين في داخلها ولم يجرأ الجنود الصهاينة "الكفار" على اقتحامها، حتى تدخلت جهات دولية وأرسلت طائرة أخلت الفدائيين الى دول أخرى. بعدها انسحب الجنود دون أن يقتحموا الكنيسة!.