Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ويبقى الكلدان في الوجدان

ولدت اولى الحضارات البشرية كما هو معروف في بلاد وادي الرافدين ، وتمخضت عن هذه الولادة حضارات متعددة ، أهمها السومرية والاكدية والاشورية والكلدانية ، التي ما زالت آثارها القديمة ماثلة أمامنا حتى يومنا هذا ، وتنطق بما كانت عليه الامم التي شيدت تلك الحضارات،وما زال،من تمسك بهويته الكلدانية أو الآشورية. وبين أيدينا اليوم سفر خالد عنوانه " الكلدانية البابلية " ، هذا السفر الذي يحتم علينا الانفتاح الحضاري على الآخر بغية التكامل والتواصل. لقد شهد المجتمع الكلداني ، كغيره من المجتمعات في المنطقة ، تقلبات كثيرة وتحديات كبيرة على مر العصور. وعليه ، فقد آن الأوان لنعمل جاهدين على توثيق أواصر المحبة والعلاقات الايجابية بين جميع فئات وشرائح شعب بلاد وادي الرافدين بغض النظر عن انتماءاتهم ، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون تكاملية ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل إرث تاريخي للأقوام التي عاشت على هذه الأرض المعطاء ماضيا وحاضرا. وليس الشعب الكلداني استثناء ، رغم دوره الحضاري المتميز. إنه يرفض قطعا أية علاقة تستند إلى عوامل الاستلاب والاستغلال والتطويع الممهد لعمليات التذويب والصهر داخل كيانات مركبة هجينة كالتي نشهدها اليوم على الساحة السياسية والثقافية.

ان المحافظة عل الهوية والثقافة الكلدانية لا يعني الانطواء على الذات ، بل هو الكبرياء الذي لا يختلف عليه اثنان. وفي غيابه يغيب الحس بالانتماء الحقيقي إلى هوية تاريخية ، حاشا أن تطمس إلى غير رجعة. إنها ومن منظورنا تعني القدرة على التفاعل مع الثقافات الاخرى والاعتراف بالاخر. ما من عاقل ينكر بأن التحاور هو ضرورة حتمية تقتضيها التطورات العالمية المتلاحقة. والتحاور لا يلغي التمسك والاحتفاظ بالهوية التاريخية ، بل يعززها ، خاصة عندما تكون تلك الهوية وليدة حضارة يشار لها بالبنان ، كالحضارة الكلدانية. وتأسيسا على الأصالة المتجذرة في أعماق النفس الكلدانية على مر الأجيال والعصور ، ينبغي الانفتاح على القريب قبل الغريب ، كما يقول المثل ، وفي عين الوقت يتطلب من الشعب الكلداني ، أفراداً ومنظماتً وأحزاباً ، العمل على توفير مساحة أرحب للتعريف بالهوية الثقافية للمجتمع الكلداني على خارطة الثقافة العالمية الجديدة الآخذة بالتطور في هذا العصر ، خاصةً بعد أن تحررت مفردات الخطاب السياسي والثقافي والاجتماعي الكلداني من عقدة الانفصام والهيمنة المفروضتين عليها لقرون خلت ، مما مكنت المثقفين الكلدان من استيعاب المتغيرات المتسارعة في العالم المعاصر وبالتالي انتاج فكر عصري يواكب التقدم ، من جهة ، ويرسخ العلاقة الجدلية بين الانسان الكلداني وهويتة القومية الاصيلة ، من جهة أخرى.
وبناء على ما تقدم ، يمكن لنا القول بأن أصالة الهوية الكلدانية تشكل المكون الحيوي للفكر القومي الكلداني المؤطر بالنظام الاجتماعي والثقافي بصيغته الواقعية المعاصرة ، وليس بصفته المثالية. ومن هذا المنطلق ، نعتبر أن القلم القومي الكلداني هو خط الدفاع الأول ضد أية محاولة تصهيرية يتعرض لها الكيان الاجتماعي والثقافي الكلداني. إننا نعي تماما بأنه يترتب على هذا القلم رسم هيكلية بناءة وأسلوب وظيفي بناء على أرض الواقع ليستوعب بذلك ظروف المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب الكلداني في سبيل تحقيق طموحاته وآماله المنشودة ضمن محاولة بناء كيان اجتماعي وثقافي وسياسي حديث ينبع عن الهوية الكلدانية الأصيلة وخصوصياتها القومية التي تعتبر من الدوافع القوية التي من شأنها تعزيز الفكر القومي الكلداني في كافة مجالاته الحيوية والإبداعية والحضارية.

ورغم الصعوبات التي يواجهها جل الكلدان ، إلاَّ اننا ، ومع كل الأسف ، نجد ان بعض الشخصيات الكلدانية المثقفة قد طالها السبات واقتصر الدور الريادي لانعاش الثقافة الكلدانية على نخبة متميزة من المثقفين في ارجاء المعمورة ممن اسهموا في انعاش المجتمع بنفحات وبنات افكار حاول البعض النيل منها. ومهما يكن من أمر ، فأننا سنعمل جاهدين إلى النهوض بالمجتمع الكلداني من خلال النشاطات المتعددة التي تخطط لها هذه النخبة من الاقلام المستنيرة من ابناء الكلدان . فالثقافة هي احدى روافد تطور الوعي في المجتمع ، إذ اينما وجدت حركة ثقافية يظل الوعي بالحقوق قائما وادراك الواجبات متكاملاً بما فيه الكفاية لصد محاولات ارباك مسيرتنا. ان مشاركة الكلدان الواعية في النشاطات الثقافية وغيرها ، ناهيك عن مؤازرتهم لبعضهم البعض في الحياة العامة، كفيلة بالحفاظ على إرث ومقدرات المجتمع الكلداني والارتقاء به ، ومن ثم توظيف عقله الجمعي في ابتكار ادوات ناجعة وفاعلة لمحاربة الثقافة الشمولية. وبعون من الله وبهمة الغيارى ، بدأنا المشوار في استعادة ما كان في حكم المنسي ، فهبت كوادرنا الثقافية إلى اعلان تاسيس الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان (للاطلاع على البيان الرابط ادناه) لكي تلم الشمل من بقاع الدنيا المختلفة وتنهض بواجباتها المشروعة في تفعيل دور المثقفين الحاملين هموم وقضايا الشأن القومي الكلداني. فإعادة البناء هي المهمة الأساسية التي تنتظر هذه المؤسسة ، أي أن اعادة بناء القيم الثقافية والحضارية في المجتمع الكلداني هي استراتيجية لا رجعة عنها ، وارجاع الضمير الغائب للمجتمع هو الهادي والمرشد له في استرداد المعنى الحقيقي للشخصية الكلدانية التي تشكلت بعد تاريخ ملئ بالمواقف الايجابية والسلبية والتجارب الاستئنائية. نقول من هذا المنبر أن مجتمعنا الكلداني يفيض بمخزون فكري عظيم يتجسد يوميا في العقول الابداعية النيرة التي عاهدت أن تكون رافدا لبناء مجتمع كلداني مدرك لقضاياه ، ومتمسك بتراثه واصالته.

http://www.nirgalgate.com/asp/v_news.asp?id=9789

wadizora@yahoo.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مئات الآلاف ينضمون لحملة إخراج السفارة الأمريكية من القصر الجمهوري أصوات العراق/ قال مسؤول تنظيمات حزب الأمة في العراق، اليوم الإثنين، إن أكثر من 350 ألف عراقى سجلوا أسماءهم في قوائم الحملة فلاديمير بوتين : لماذا منح شخصية 2007 ؟ اختير الرئيس الروسي فلاديمير وفييتش بوتين ، وهو ابن الخامسة والخمسين عاما ، شخصية العام 2007 ، كما اعلنت ذلك مجلة التايم الامريكية قبل ايام .. وجاء في لائحة الاختيار ان بوتين نجح في فرض الاستقرار في دولة يندر حصوله فيها ، كما واعاد روسيا الى مجال القوى ا لقاء حواري شبكة اخبار نركال/NNN/ياقو بلو/ تلبية للدعوة التي اطلقها المفكر والسياسي المعروف الاستاذ ضياء الشكرجي من اجل جدل جديد حول تغيير العلم العراقي بغداد-(أصوات العراق) بعد محاولات فاشلة لتغيير العلم العراقي عقب سقوط نظام صدام حسين ،عادت قضية العلم لتشغل العراقيين مرة اخرى.. وكان وراء هذه العودة قرار القيادة الكردية بإنزال العلم العراقي من فوق المباني والإدارات الحكومية في إقليم كردستان العراق..وهو
Side Adv1 Side Adv2