ويحاسبون الكلدان على خسارتهم في الأنتخابات عجيب امور غريب قضية !
habeebtomi@yahoo.noيكذب من يدعي أن الأنتخابات الأخيرة في آذار الماضي كانت بمنأى ان التاثيرات الطائفية ، بل كان طائفية وبامتياز وتفوق ، ونتائجها تفضح سياق تلك الممارسة على انها تبحر في مستنقعات الطائفية ، ففي المحافظات الجنوبية وقسماً كبيراً من بغداد فازت القوائم الممثلة للتكتلات الشيعية ، وفي محافظات الوسط والموصل وكركوك والأنبار وصلاح الدين كانت الغلبة لقائمة علاوي التي تتسم بصيغة سنية واضحة وفي المحافظات الكردية كانت الغلبة الكاسحة للقوائم الكردية . وإن كانت هنالك بعض الأستثناءات في مفاصل هذه المعادلة فإن القاعدة كانت واضحة ولكل قاعدة استثناءات طفيفة .
وإذا انتقلنا بهذه الفرضية الى مكونات شعبنا المسيحي ، والنتائج التي نجمت عنها ، فالقراءات الأولية تشير الى منح الآشوريون اصواتهم للقائمة الاشورية الصرفة وهي قائمة الحركة الديمقراطية الآشورية . فالآشوريون في الوطن إن كان في منطقة دشتا دنهلا او في الخمس قرى الآشورية التابعة لألقوش وهي كيرانجو وداشقتان وعين بقرة وشرفية وبيروزافا ، او في منطقة دهوك او في اية منطقة يتواجد فيها الاشوريون ، فإن الحركة الديمقراطية الآشورية كانت على موعد مع الاصوات الاشورية في هذه القرى وغيرها دون منافسة ، ونأتي الى اصوات قائمة المجلس الشعبي التي تركزت في بغديدا ومنطقة دهوك خاصة منطقة زاخو وتوابعها ، وبشكل خاص من الأوساط التي تتلقى أجور العمل او الحراسات او معونات من مؤسسات المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري .
وبعد ذلك نسلط الضوء على اصوات شعبنا الكلداني الذي يشكل الأغلبية من مسيحيي العراق فكان الشعب الوحيد الذي خرج من القوقعة الدينية والتخندق القومي والمذهبي ، واتخذ الأنتماء العراقي فنارة منيرة يسترشد بها لدى إبحاره في العملية الأنتخابية ، فقد منح اصواته للقائمة العراقية بقيادة علاوي بكونها قائمة تجسد العلمانية ، كما منحوا اصواتهم للاحزاب الآشورية وللاحزاب الكردية والحزب الشيوعي وأخيراً للاحزاب الكلدانية . هذا هو الواقع الذي خيم على واقع شعبنا المسيحي بشكل عام وشعبنا الكلداني بشكل خاص .
ثمة مقولة رائعة لغاندي حينما يقول :
لتهب الرياح في داري من كل الأتجاهات ولكني لا اسمح لها ان تقلعني من جذوري . نعم نحن الكلدان لقد فتحنا النوافذ لتهب الرياح الى درجة سمحنا لها ان تقلعنا من جذورنا ، صحيح نحن لسنا مع الأصطفافات القومية والدينية ، لكن ماذا نصنع إن كان كافة الفرقاء يقفون مع تلك الأصطفافات ؟
إن انفتاحنا نحن الكلدانيون وانتماؤنا الأصيل للوطن العراقي وطيبة قلوبنا ، كل ذلك قد اوقع شعبنا الكلداني في زاوية التهميش والنسيان . اليزيدي ، اعطى صوته لليزيدي والكردي صوّت للقوائم الكردية والآشوري اعطى صوته للحزب الآشوري ، وهذا ما قام به المندائي والتركماني والأرمني ، باستثناء الكلداني الذي اهمل ابن قوميته الكلدانيـــــة واعطى صوته لغيره ، ونحن هنا نقول صحيح نحن في التنظيمات الكلدانية هبطنا على مطار العمل القومي متأخرين ، لكن ذلك ليس مسوغاً ليكون حائلاً دون ايصال من يمثلنا من الكلدان الى قبة البرلمان .
فسؤالي الوحيد هو :
هل هنالك شخص آشوري اعطى صوته لقائمة كلدانيــة ؟ لا احبذ مسألة التحدي ، لكن في هذه المناسبة اتحدى اي شخص يثبت ذلك ، فليس هنالك آشوري على الكرة الأرضية ان يمنح صوته لحزب كلداني . وفي الحقيقة انا ليس لي تفسير لهذه الظاهرة التي اعتبرها من الظواهر الكونية الباقية بدون تفسير .
كُتّاب اجلاء من ابناء شعبنا تناولوا النتائج بالتحليل والتدقيق ، وكان هنالك تفسيرات مختلفة منها ما كان له بعد تحليلي وسلط الأضواء من زاوية فيها الحياد والمهنية ، وآخرين كانت فرصة ذهبية للنيل والتشفي بل منهم من رأى في هذه الخسارة مناسبة سعيدة للتنفيس عن تشنجه فبلغ تخوم التهكم والإسخفاف بكل ما هو كلداني إن كانت احزاب او منظمات او كنسية ، او حتى كتّاب كلدان لم يسلموا ، وأحدهم أخرج ما في جعبته من علم وفن ، وأخذ يضرب ويطرح ويجمع بالأرقام ليكتشف ما هو عدد الكلدان في العراق والعالم وبطريقة عجز عنها العلم الحديث وانشتاين نفسه الذي أثبت ان الخط المنحي هو اقصر من الخط المستقيم في الكون .
قرأت المقالات التي كتبها الأخوة الكتاب الكلدان من الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان ، وتناولوا الموضوع من باب النقد والنقد الذاتي بروح رياضية مقترحين الحلول التي يرونها مناسبة للمرحلة القادمة .
وقرأت ايضاً مقالات اخرى لاخوة من الكتاب من ابناء شعبنا المسيحي خارج خيمة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، حيث تناولوا موضوع إخفاق الكلدان في الأنتخابات الأخيرة بشكل واقعي وموضوعي وأرادوا في تلك المقالات النقد الصريح البنّاء ، وهذه حالة ضرورية ومطلوبة ، ولا اريد ان اسمي الأسماء لكي لا انسى احدهم .
((لكن غريبة هي تلك المقالات التي يسطرها بعض كتاب من ابناء شعبنا الكلداني ، الذين يصبون جام غضبهم على الأحزاب الكلدانية لانهم خسروا في الأنتخابات علماً ان هؤلاء الكتاب انفسهم غالباً ما يتناولون التنظيمات الكلدانية بمختلف النعوت والأتهامات ، إنهم يلومون الكنيسة لانها تطالب بالتسمية الكلدانية ، فهي تتدخل بالسياسة على حد زعمهم ، وبعد ذلك يتناولون بمفردات الإستخاف والأنتقاص من كل من يتشرف ويفتخر بقوميته الكلدانية ، كما ان هؤلاء الكتاب تطوعوا للعمل في الأحزاب الآشورية ، وبعد كل ذلك يكيلون التهم للأحزاب الكلدانية لانها خسرت في الأنتخابات .
فإن كنتم انتم النخبة المثقفة الكلدانية لكم هذه المواقف السلبية ، بل المناوئة والمنتقصة من القومية الكلدانية فكيف تريدون لهؤلاء الكلدان ان يحالفهم الفوز ؟ )) .
وبعد ذلك يعزون سبب اخفاق الكلدان بكون تنظيماتهم مشتتة ، وتدعم الفكر الإنفصالي والتمزيقي لشعبنا لاننا نضع الواو بين تسميات شعبنا لذلك نكون قد ارتكبنا الخيانة العظمى والخطيئة المميتة ، ولهذا عاقبنا شعبنا بالإحجام للتصويت لقوائمنا الكلدانية ، لكن وبهذه المناسبة اوجه بعض الأسئلة لجهابذة اللغة والسياسة هؤلاء وأقول :
السؤال الأول :
هل وضع الواو حينما نقول باسم الأب والابن والروح القدس قد وحدنا هنا الأقانيم الثلاثة ام فرقناها ومزقناها ؟ وحينما نقول خمسة وأربعون ، قسمنا العدد خمسة مع الأربعين ام جمعنا الخمسة مع الأربعين ، الم يكون الجواب حاصل جمع وهو خمسة وأربعين ؟ هل ما تقوله احزابكم التي تنتمون اليها هو الصحيح ام المنطق والواقع ؟
السؤال الثاني :
إن كانت خسارتنا لاننا نستخدم الواو بين تسميات شعبنا وعاقبنا شعبنا على ذلك . هل يمكن ان تخبرونا لماذا خسرت قائمة عشتار الوحدوية للعظم ؟ اليس المنتمين لهذه القائمة هم الأعداء الألداء لاستخدام واو العطف والمفرقة لمكونات شعبنا حسب فلسفتكم ؟
السؤال الثالث
هل ان الكلدان انفصاليون لانهم لا ينصاعون للاحزاب الآشورية وكل من ينصاع لهذه الاحزاب من الكلدان هو وحدوي ومن له رأي مستقل ويفتخر بقوميته الكلدانية هو انفصالي ؟
زملائي الأعزاء حبذا لو تتسمون بشئ من الأنصاف والتعقل والحيادية في احكامكم على شعبنا الكلداني وتنظيماته وكنيسته بدلاً من الأنجرار وراء مغريات تلك الأحزاب التي تملك بيدها اليوم السلطة والمال والأعلام ، وانتم زملائي المقربين من تلك الأحزاب اعلم ببواطن الأمور فنحن المغضوبين عليهم من قبل الأحزاب الآشورية حتى مقالاتنا لا ينشروها على مواقعهم .
حبب تومي / اوسلو في 17 / 04 / 2010