Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

يا رئيس الوزراء "سوريا بلد شقيق وشعب صديق"

firas.alkurbassi@hotmail.com
من المعلوم لدى الجميع ما هي العلاقة التي تربط العراق بسوريا وما مدى عمقها
سواء على الصعيد السياسي الدبلوماسي او على الصعيد الشعبي الجماهيري ، وهذه
العلاقة حاول العديد من الاصدقاء والاعداء ان يؤثروا عليها سلبا لا ايجابا
واعتقد لحد زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كانت العلاقة جيدة
نسبياً.

تاريخياً العلاقة الرسمية كانت جيدة منذ الستينات الى بدية الثمانينات حتى
سيطر الرئيس العراقي المعدوم (صدام) على أزّمة الأمور في بلاد النهرين
وتدهورت العلاقة بسبب الشعور الذاتي للرئيس العراقي بالهيمنة والسطوة على
العراق وبعض أشقاؤه العرب ، وفي هذه الاجواء من الاحتراب السياسي بين البلدين
وبالاخص بين (صدام) و(الاسد) كانت سوريا الملاذ الامن لاغلب العراقيين
المسالمين منهم والمعارضين ، وكان رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي
احد المستفيدين من احتضان سوريا للعراقيين .

ولو قرأنا العلاقة الشعبية والجماهيرية بين البلدين لوجدنا فيها اكثر من وجه
للتشابه واغلب الصفات يشترك فيها ابناء البلدين فتجد صفة الشهامة والاخلاص
والايثار ونكران الذات والمحبة والغيرة و طيب المعاشرة ويكاد الباحث لايفرق
بين شعبي البلدين سوى في اللغة واللهجة ، فعليه تكون العلاقة بين الشعبين
جيدة جدا الى حد بعيد سابقا وحالياً فننفي حدوث توتر في العلاقات بين الشعبين
.

لكن ، كما يعلم الجميع اغلب الدول تهيمن او تفرض علاقتها السياسية على
العلاقات الشعبية ، فبعد سقوط نظام البعثيين في 9/4/2003 واحتلال العراق من
قبل الامريكان ومسك المعرضين زمام الامور بالبلاد ومن جميع الطوائف والقوميات
، لم تستثمر العلاقات بالشكل الجيد علماً ان السوق العراقية فتحت يديها على
البضاعة السورية والايرانية وارتفع الاقتصاد السوري الى درجة عالية ولكن ضلت
العلاقة مرهونة ببعض التجاذبات من هنا وهناك ولا يخفى على الجميع الدور
الامريكي والايراني وتدخلاتهما في العلاقة بين العراق وسوريا بل ودول المنطقة
كافة من تركيا والاردن والسعودية، فدخل العراق في مرحلة التجاذبات السياسية
التي اضفت بظلالها على العلاقة بين البلدين .

ولكن من الغريب للامر بأن كل شخص يحاول ان يستثمر علاقاته وبشكل جيد وقوي مع
من كانوا او اصبحوا اصدقائه ، وهنا يكمن السؤال ، ان رئيس الوزراء نوري
المالكي يتمتع بعلاقات جيدة مع شخصيات سورية مرموقة كونه كان مقيما عندهم
وادار جريدة حزب الدعوة هناك وقاد في فترة من الفترات حزب الدعوة في سوريا ،
وحسب علمي علاقته بالحكومة السورية جيدة فلماذا لا يستثمر المالكي علاقته
باصدقاءه السوريين ؟!

هذا التصعيد المباشر من قبل المالكي لحكومة الاسد وعدم استغلال العلاقات مع
سوريا يقرأ على انه مخطط امريكي للايقاع بسوريا لخلق هزات ارتدادية تؤثر في
الداخل الايراني عقب الانتخابات الاخيرة في ايران بعد ان فشلت الاجراءات التي
كانت تهدف الى الاطاحة بالنظام في ايران ، ولكن للاسف ان يكون العراق دوماً
مسرحا للاحداث وابطاله العراقيين ولكن البطل هنا يقتل على خلاف البطل في
الافلام والمسلسلات فانه ينتصر.

ان ازمة العلاقة بين بغداد ودمشق لابد ان تدار من اصحاب العقول الواعية ،
وبذلك انصح السيد المالكي ان يقلل من عدد مستشاريه لانه بدا للعراقيين جميعاً
انه لا فائدة من اغلبهم ويستعين في هذه المرحلة الى اشخاص لا يطمعون بالسلطة
والمنصب ويستشيرهم وهنا اشير بالذكر الى عدد منهم:
1- المرجع السيستاني
2- المرجع اليعقوبي
3- المرجع المدرسي
4- المرجع الشيرازي
5- الشيخ احمد الحسون مفتي سوريا
6- المرجع فضل الله
7- السيد هادي المدرسي
8- السيد عمرو موسى
9- السيد بان كي مون
10- رئيس الجمهورية جلال الطالباني
11- عميد كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد واساتذة العلاقات الدولية فيها
12- بعض الوكلاء في وزارة الخارجية

ولرئيس الوزراء الازادة وخلال يومين يستطيع حل الازمة ، لانه بقاء الحال كما
هو عليه لا يزيد الامر الا تعقيد وليس من صالح سوريا ولا العراق تأزم الاوضاع
.

هذا افضل الحلول وارجو عدم اشراك بعض الوزراء في هذه المباحثات لما سيسببونه
من تعقيد أكثر ولا بعض الأحزاب ايظاً.

فلابد للساسة في العراق ان يعوا حقيقة واحدة انهم اليوم قادة وليسوا معارضة
وبيدهم مقدرات اكثر من ثلاثين مليون شخص فالله الله بالشعب العراقي فعليهم ان
يسّخروا جميع طاقاتهم لنصرة العراقيين لا لنصرة مصالحهم ومكاسبهم والله على
ما اقول شهيد

Opinions