Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

يُريدون لنا الإنقراض , ونحن نريد الخيَرَ لهم والسلم للعراق

ما فات يوماّ علينا إلا وقرأنا أو سمعنا ومعنا غالبية العراقيين, أصوات أبناء شعبنا , أبناء اشور وبابل, من كلدأشوريين/سريان, ومن تركمان ويزيديين وشبك وصابئة وأرمن , تتعالى صرخات حناجرهم المبحوحه تنادي مطالبة ساسة الكتل الأغلبية الرفق بأهل العراق , وأن يرحم دعاة الديمقراطيه الجدد بأهل العراق, خاصة بأبناء هذه القوميات ذات الأصاله التاريخية التي لها الفضل في بناء هذا الوطن , يطالبونهم كي يكونوا أمناء وصادقين تجاه رسائل السماء ومع أنفسهم في بناء مفاهيم قيم المواطنه الصالحة,نداءات متواليه وموجهّه الى الذين يريدون للشريعة الأسلامية منهاجا لحكم الأوطان, والى ساسة الأحزاب القوميه التي شاءت لها الأقدار أن تتسلّط أن كونوا اوفياء مع الذين إختلطت دموعهم بدموع ألامكم ودماءهم السخيّه بدماء ضحاياكم يوم كان الظلم والنوّاح يعّم أرجاء بلدنا العزيز من زاخو الى الفاو , حيث كان الشرفاء من مناضلي هؤلاء الشرائح القومية والدينيه , والذين أصبحتم تصفونهم اليوم بأنهم لا يمتلكون سوى الأنترنيت في نشاطاتهم , كانوا بالأمس القريب أصدقاء لكم ورفاق دربكم حين ضاقت بكم السبل, عندما كانوا يفترشون الروابي و الكهوف وبصخورها أوسدةَ لتستأنس معكم بحلم إشراقة الغد الذي نعيشه اليوم , لكنّنا بتنا نخشى أن كابوسا اّخر قد حلّ على ما يبدو .
حين يقطع القائد أو حزبه عهدا أو وعداَ على نفسه فهو لبّ الإلتزام, وهو إلزام ذاتي لنفسه حتى يكون مسؤولا عن الوفاء به متى ما سنحت له الفرصة لذلك , وهو في عرفنا العراقي الذي يعرفه الجميع أمر يفوق أحيانا معاني ومردودات البروتوكولات السياسية , لأنه بحسب مفاهيم شعبنا وقيمه الأخلاقية (العشائريه, الإجتماعيه, الدينيه, العشائريه ) يصبح ألأمر أخلاقي أكثر من أن نجعله شكل من أشكال المناوره السياسيه كما يحلو للبعض تفسيره, وكلّما كانت الممارسه المناوراتيه السياسيه هذه مقصورة في إتجاه التنصل عن الوعود والإلتزامات, كلّما كان التشكيك الجماعي في مصداقية المناور متزايد.

كلدواشوريو اليوم يا سادة يا ديمقراطيون ويا ضحايا الأمس, هم نفسهم أولئك الأوفياء من إخوة وأقرباء الشهيد هرمز مالك جكو, الذي لولاه ولولا شجاعته الوطنيه ووفاءه للجيره التاريخية مع الأكراد لَما إستنجد به المرحوم البرزاني الأب (وذلك مذكور في كتاب مذكرات مسعود البرزاني) في معركة بيرز عام 19663_1964 , حيث كانت قد أوشكت قوات الجيش العراقية يرافقها جحوش مرتزقه من الأكراد, كادت هذه الجحافل في تلك المعركة موشكه أن تسيطر على منطقة برزان بأكملها بعد أن فقد البرزاني فيها خيرة مقاتليه , وقد إستجاب المرحوم هرمز مالك جكو على طلب المرحوم البرزاني الأب فورا, حيث طلب منه دون الأخرين, ان يصنع معجزة عسكرية من أجل إنقاذ الموقف, و بالفعل استطاع المرحوم هرمز بعد تولّيه قيادة المعركة أن يقلب كل موازين المعركة لصالح الأكراد, وربما كادت تلك المعركة أن تكون الشعرة التي تقصم ظهر الحركة , لكن إخلاص و وفاء هذا الشهيد الأشوري وغيرته كانت السبب الذي جعل الأجيال الكردية تواصل أعمالها ونشاطاتها لحد يومنا هذا , وذلك ليس من عندي , بل مذكور في كتاب السيد مسعود البرزاني كما ذكرت أعلاه.

والشهيد توما توماس , القائد الشيوعي المعروف , والكلدواشوري الوطني المعروف بولائه المطلق لعراقيته ,مثل ناصع اّخر في مواقفه و طرازبطولاته التي لم يسبق في عهده أن تمتّع َ بها غيره . كان الشهيد المرحوم توما توماس, الملقب بأبو جوزيف صمّام الأمان لقاطع جبل القوش بكامله , إبان الحركة الكرديه منذ بداية الستينات , على طول إمتداد سلسلة جبل القوش من فايدة الى عمق شيخان بإتجاه عقره , وهو في المنظور العسكري خط المواجهة الأمامي الاول و المطل على سهل نينوى , طيلة فترة الحركة الكردية كان المرحوم أبو جوزيف يبهر بقيادته الوفيّه لعملياته حتى أعداءه, ولم نشهد او نسمع يوما حدوث أي خيانة أو إبرام أي صفقات إستسلام من جانبه مع الحكومات وأنظمتها الحاكمة, بينما كانت العروض والإغراءات تنهال عليه من أطراف عديده , بينما في أماكن أخرى كانت المساومات والصفقات تجري على قدم وساق بين مسؤولين أكراد ورموز حكوميه عن طريق الوسطاء من المرتزقه الجحوش.
أكتفي بهذين الأنموذجين , لأنّ القائمة طويله لو شئنا ذكر أبطالها بأسمائهم ومأثرهم المشهوده سواء في مشاركاتهم الفعليه بالحركة الكردية أو ما أبداه الألاف من أبناء الكلداشوريين في دعم ومساندة الحركة الكردية منذ بدايتها , كي نقول لمن يستصغر اليوم بطاقاتنا , بأننا شعب عرفه التاريخ بوفائه لتربته ومقدساته, لكنه ومن شدة ما عاناه وكابده قد غدا بفضل الطغاة والجزارين مشتتاّ مشردا في أصقاع الأرض , وستبقى مطالبه وأمنياته هي أن تسير الأمور بأفضل من الحال الذي أصبحنا فيه اليوم والكل يحكي ويزمّر بالديمقراطيه وحقوق الإنسان, ونحن ضحايا لهذه الديمقراطيه,,,,,! لا لن نقبل بذلك,,,
يكون الوفاء الأخلاقي بأحسن أوجهه حين لا يصبح التكبّر والتغطرس سببا في فرض حالة من الركود الحواري وطغيان للسجال السياسي وذلك هو بالضبط ما تشهده الساحة السياسيه العراقية بشكلها العام اليوم,وما تمارسه الكتل الكبيره من جور وظلم بحق الأحزاب التي تمثّل القوميات الصغيره بشكل خاص هو خير دليل على ما نقول .
كلّنا يرى ويسمع اليوم , بأن التفاؤل (إن وجد) الذي يتراءى في يوم العراق السياسي الأن, لا يتعدّى كونه مجاملات و ترطيبات بين كتل كبيره يقابلها في الجوهر درجة عالية من التحامل المكتوم والعصبويه الحاقدة التي تُفحِم الأجواء وتسمّمها, فغياب النقاش الجدّي و هكذا إنعدام الطرح الصريح قد باتا من الأليات العصريه المستخدمة في تمريرمخططات أو ربما يصح تسميتها بالمؤامرات الذكيه والحميده , على إعتبار أن إمتطاء عامل الزمن بأسلوب اللف والمراوغه هو كفيل بفرض الواقع المرير الذي يريده البعض لأنفسهم وحسب تصوراتهم , بينما يرفضه اليوم ولا يقبل به اي مواطن مخلص لوطنه.

أن ينسى السياسي المناضل سنين ربع قرن من صحبة العمل النضالي, ويتنكّر لإلتزاماته المبدأيه بجرّة قلم, ثم إحلال صفقات جانبيه محلّها مع أطراف أفرزتها المصالح الضيقه و بعيده كل البعد عن السياسه وعن حيثيات نشاطاتها وممارستها من عدمها , لمجرد تلاقي مصلحة صاحب سنين العِشره الطويله مع الطرف الجديد أو الجهة التي ليس لها هم سوى تبوأ الكرسي وإلى جهنم بالباقين, يتم نسخ حق شعب بكامله و إلغاء حقوقه الشرعية برلمانيا وحكوميا , أو أن تنزل السماء عليهم بوحي جديد يبلغهم بأن عقد صفقات إختراقيه مع جهات دينيه وروحيه ستغنيه عن وجع الرأس الذي يسببه له الساسه الحقيقيون و تسهّل عليه هرويه من أداء ما هو مستحق عليه تاديته.

كان الله في عون ذلك الشعب المسكين الذي يبتلي بخبث و حيل أجندات الأجنبي ومصالحه أمام هزالة حاملي شعارات الأخوة والمساوات والديمقراطيه , كان هذا الأجنبي بعينه يوما ما هو المشرف و الراعي الأمين على حماية كرسي الديكتاتور الذي نصّبه وكيلا له حاكما على رقاب شعبنا, ومصلحته اليوم بعد اكثر من ثلاثة عقود مليئة بجرائم القتل والظلم و الإظطهاد, إقتضت إنتفاء الحاجة الى ذلك الوكيل , ليأتي الدور إلى من هو أكثر إستعدادا (للتوكيل) ويمتلك من المواصفات ما تجعله أقرب إلى أجندة المحتل, لتقع بقايا الخراف الوديعه المتبقيّه فريسة سهلة بين فكّي مصالح المحتل المحتل من طرف وبين من يرى في الإحتلال مصدر رزق له وسبيل سلس لإعتلاء سدّة الحكم .
سنتظاهر, و نبقى نحتج أمام الرأي العراقي , وأمام العالم كله, ونقول بأن لنا حق في وطننا الأم , ولا نقبل بوصاية أحد علينا, سوى قبولنا بأحكام الديمقراطية النظيفه التي تضمن لكل مواطن حقه بالقدر الذي يثبت فيه ولاءه وعطاؤه الحقيقي للوطن وليس بحسب طول قائمة المطاليب التي تمتد إلى سلب وطن بكامله.

كلّنا أمل بأن ممثل الكلدواشوريين السريان في البرلمان العراقي الجديد , السيد يونادم كنّا , سوف لن يترددّ في تقديم مذكرّة للبرلمان , يقرأها علنا, يوضح فيها ما حصل من سلبيات تجاه القوميات الصغيره, ثمّ يتحف الجميع بورقة مشروع رسمي لمطالبنا الوطنيه القوميه الشرعية والقانونيه التي نصّ او سينص عليها الدستور ما قبل أو بعد التعديل , كفانا سكوت وإنتظار رحمة الأخرين أو شفقتهم بنا, على البرلمان أن يسمع مطالبنا الدستوريه وحقنا التاريخي في منطقة سهل نينوى العراقيه وإمتداها الى أعالي قرانا في شمال عراقنا الحبيب, الديمقراطيه لا تعني المجاملات على حساب مصائر الشعب , ولا تعني الإكتفاء بمنصب برلماني او وزاري يلّمّع واجهات الأقوياء و يطمس بأهله في الحضيض.

مع كل المحبة والتقدير لكل عراقي يحب وطنه.
Opinions