يقوّ لوننا ما لم نقل :دفاعا عن الدكتورة كاترين ميخائيل
عندما كتبت الدكتورة كاترين ميخائيل, موضوعها المهم حول أيديولوجية الحجاب والدكتورة كاترين ناشطة في مجال حقوق المرأة وما يعترض حياتها من معاناة في عراق اليوم , المرأة العراقية التي قدمت طوال سنوات الدكتاتور كل ما يمكن أن يقدمه الإنسان من تضحيات جسيمة كان من واجب كل رجل عراقي وكل سياسي بالسلطة أن يتنبه لها ويكافئها كما كافأت أوروبا المرأة بعد دورها بالحرب العالمية الثانية رد الدكتورة كاترين ميخائيل :اذا اتتك مذمة من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل , حيث غيرت القوانين لصالح المرأة واستبعدت كل ما يمكن أن يحط من كرامتها ويهينها وحاربت كل تقليد ينتقص من إنسانيتها , وتحدثت الدكتورة كاترين عن حقائق لابد من كشفها والوقوف عندها , بخصوص واقع المرأة العراقية والخلط بين الدين الذي يؤكد على احترام حقوق الإنسان وفرض ما يؤمن به أي من الناس على الآخر تحت اسم الدين , واحترام آراء الناس واختلافاتهم التي وجدت على الأرض منذ بدء الخليقة , ولان جملة واحدة في الدين الإسلامي وهي"لا إكراه في الدين " هذه الكلمات لوحدها تستطيع أن ترد الذين يتهجمون على النساء ويفرضون عليهن الحجاب , وتعيدهم إلى رشدهم وتوضح لهم غيهم , كما أن هناك عشرات الآيات القرآنية التي ترد على ما يدعون ومنها :
" قل يا أيها الكافرون , لا اعبد ما تعبدون , وما أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي ديني "
هذه الآيات وغيرها الكثير كفيلة بان تصفع من يفرض الحجاب على النساء من مسلمات أو مسيحيات أو صابئيات أو كافرات , وهنا نرى إن هذه الآية تجيز حتى الكفر فكيف بمن يناقش أمرا لا يخرج به على الدين لا من قريب ولا من بعيد , كما أن هذه الآيات تصفع من يهجم على دور العبادة لغير المسلمين كالكنائس ومعابد الأديان الأخرى , كما تركل هذه الآيات من يفجر محلات بيع المشروبات الروحية أو حلاقة النساء أو يفرض إطلاق الذقن للرجال ونحن في هذا الزمان الذي انشغل به العالم بعلوم جديدة وابتكارات إلكترونية لها أول وليس لها آخر , فمتى نلحق بهم يا أصحاب الدين الذي دمرتموه وأهنتموه, واختصرتموه على شكليات لا قيمة لها تجعلكم تدورون حول أجسادكم كبتا وحرقة متناسين تشغيل العقول بما ينفع الناس في زمن العلوم المتسارعة والابتكارات التي لم نستطع أن نلحق بها وسنبقى نركض ورائها لاهثين , نعم اختصرتم الدين على قطعة قماش تحجبون بها المرأة , كشيء مجرد من المشاعر والعقل والرغبات , أو ذقن تطلقونه, ولباس صيفي ترتدونه حتى وان كنتم في صقيع الثلج والزمهرير؟ حتى غدونا أضحوكة لجهلنا وتراجعنا ؟
إن الدكتورة كاترين ميخائيل لم تذكر في مقالتها أنها ضد الحجاب أبدا , بل بالعكس ذكرت أن لها علاقات طيبة مع صديقات يرتدين الحجاب ولم يجبرنها على ارتداءه أو تجبرهن هي على خلعه , فلماذا تقولونها ؟ لماذا تقوّل كل المدافعات عن حقوق المرأة بما لا يقلن دائما ويحاول بعض الرجال المتشددين الذين يتخفون وراء الدين تشويه المدافعات , وتكفيرهن في مجتمع يأخذ الخبر بالمقلوب دونما بحث ودراية , حتى تغدو تلك المدافعة في عين الناس شريرة ومارقة ووو من الصفات التي يريدون إلصاقها بها زورا وبهتانا. هؤلاء الرجال الأعراب أمثال "منذر أبو هواش" وسواه , أين كانوا وكانت غيرتهم على الإسلام حينما كان أولاد صدام حسين واز لامهم يغتصبون نساء العراق وجرائره ويدفنون الناس أحياء ويذيبوهم بالأحماض الكيميائية ؟ أم لأنهم كانوا من المستفيدين من أموال العراق التي بذرها صدام على أمثالهم؟
وأين هم اليوم من الإرهاب الذي يستغل اسم الدين زورا ليقتل النساء والأطفال ويختطف الشابات ليغتصبهن ويقطعهن ؟ أم أن خرقة الحجاب عندهم هي الشرف الرفيع الذي يتجاوز حياة الناس وأعراضهم؟
إن الذين يعملون مواقع ومنتديات للتعصب وللشتم بالخلق وتصيد كتابات النساء من الناشطات اللواتي يردن بالمجتمع خيرا ورقيا وحضارة واللواتي يردن زرع نبتة وعي تنعكس على الأجيال من خلال أمهاتهم ,إن أصحاب المواقع هؤلاء , لو تعمقنا بما يريدون جيدا, نجدهم اكثر الناس حبا لابن لادن وإرهابه وأسلوبه في تخريب الدين الإسلامي الذي اصبح على يده شيطانا وشرا لابد من محاربته في نظر الملايين من الشعوب الأخرى التي أوصلوا لها رسالة واحدة مع الأسف مفادها أن الإسلام قتل وتخريب وتخلف وقهر للضعفاء, والمضحك بالأمر انهم يستشهدون بالآية " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة", ولا يستشهدون بمئات الآيات التي تنشر المحبة والسلام بين البشر والتي جاءت جميع الأديان على أساسها ومن اجلها. ما اصغر عقول هؤلاء الذين يعدون العدة لمقالة امرأة أرادت للناس خيرا ولمجتمعنا بلوغ درجة من الحضارة أسوة بسوانا من الشعوب , وما أجبنهم إذ يخشونها وكأنها تحمل لهم قنبلة نووية تريد إطلاقها على المجتمع الإسلامي , وما أبعدهم عن الدين الحق وعن حكمة التعايش بين الأديان والتي نحتاجها إذ تتنوع الأديان بمجتمعاتنا ..
كلمة أخيرة أقولها لهؤلاء وهي :
دعونا نحن أهل العراق نرتب بيتنا كما نحب ودعوا أمورنا واختلافاتنا , فورقتكم قد احترقت مع صدام حسين الذي صمتم عن جرائمه ضدنا عشرات السنين , وأدعوكم لرؤية العالم بعيون العقل وبعيدا عن التزمت الذي اخذ يقتل مجتمعاتنا ويسقطها شيئا فشيئا بسبب أساليبكم العنيفة والتخريبية التي تتمسكون بها .. أما للدكتورة كاترين أقول :
أحييك أيتها المناضلة واستمري بما ترينه فلست وحيدة, إنما نحن أصحاب النظرة الثاقبة للحقيقة والتي نراها كما هي لا من وراء الاحجبة والأغطية السوداء كما يريدونها لنا , نحن الذي ستنتصر أفكارنا إذ نمجد العقل الذي وهبه الله للإنسان وكرمه به من اجل الخير والبناء والمحبة بين البشر , لا من اجل القتل والترهيب كما يفعلون... *كاتبة عراقية
thaira999@yahoo.com