Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

آمر قوات العقرب يروي لايلاف حقيقة معركة النجف

05/02/2007

ايلاف/
" جند السماء" مجموعة مسلحة انطلقت في عملية مفاجئة مهاجمة مدينة النجف.. كثير الحديث عما جرى في المعركة التي حدثت في منطقة الزركة شمال النجف العقيد عباس الجبوري امر قوة العقرب روى ل"ايلاف" القصة الكاملة لما جرى في الزركة.. فقال :

البداية
في يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني 2007 كنت في مقر القوة احضر منهج تدريبي فيما يخص لياقة وتدريب بدني يبدأ من الساعة 7،30 الى 9،30 وجاءتني اخبار من النجف الاشرف عن مواجهات مسلحة بين الاجهزة الامنية في محافظة النجف الاشرف و مجاميع ارهابية من المهدوية. وبدات بتتبع الاحداث التي تسارعت كثيرا حيث طلب محافظ النجف والحكومة المحلية في النجف الاشرف الاسناد من اللواء قيس المعموري قائد الشرطة وعلى هذا الاساس تم تجهيز القوة الساعة العاشرة صباحاً نفس اليوم وكان تعداد القوة التي خرجت (اربع سرايا) مجهزة بكافة انواع الاسلحة.

الانطلاق للنجف
توجهنا الى محافظة النجف الاشرف عن طريق الكفل باتجاه (نجف،كربلاء) ومن ثم محافظة النجف الاشرف وكانت ترد الينا المعلومات خلال الطريق عن طريق ضابط المعلومات في القوة فكنت حقيقة استحضر خطة المعركة في ذهني الى ان وصلت الى نقطة سيطرة (س 9) التي تقع شمال محافظة النجف والتي تبعد عن مركز المدينة بحدود (6 كم).هناك لاحظت ضابط شرطة واشخاص مدنين مسلحين وقد قدم لي احد الاشخاص من المدنين على انه مسؤول اللجنة الامنية في مجلس محافظة النجف الاشرف وحينها بدأت ترد اخبار متضاربة منها ان المعركة انتهت وتم القضاء على المجاميع الارهابية. لحظتها اصريت على ان ادخل ارض المعركة لكي ارى الحقيقة بعين الواقع وفي خضم كل هذا الزخم من المعلومات المتضاربة كانت معلوماتنا التي وردتنا من ضابط الشرطة الموجود في السيطرة والتي القاها على مسامعي خلال اربع او خمس دقائق ان العدو لديه امكانية بشرية تقدر بـ(1500) شخص مجهزين بمختلف الاسلحة ومدربين ولديهم امكانية قتالية عالية في القنص ولديهم ايضاً مقاومة طائرات،قناصات، بي كي سي ) بالاضافة الى اعتدتهم ومتحصنين في خندق مساحته تقدر بـ (1 كم).اما مسؤول اللجنة الامنية في مجلس محافظة النجف الاشرف اكد على ان هناك عجلتين نوع (همر) امريكية الصنع تابعة للواء الاول الفوج الثاني التابع للجيش العراقي تمكنت هذه المجاميع من اخذها والاستيلاء عليها وقتل واسر من فيها..في وقتها واجهني آمر الفوج الثني العقيد الركن مجيد وكان مجاز ولايعرف عدد القطعات الداخلة للمحافظة وليس لديه علم مسبق بالمعركة وبسلبيات المعركة وايجابياتها وعدد الخسائر لانه كان كما قلت مجاز.

في ساحة المعركة
دخلنا ارض المعركة حيث استدارت العجلات باتجاه اليسار وسلكنا طريق مسافته 200م بالاتجاه الامام ومن ثم بالاتجاه اليسار عن طريق معبد مساحته تقدر بـ 350م تتخلله بعض الاشجار كان هناك جملون في منتصف الطريق وفي اثناء دخولنا اندلعت علينا اطلاقات نارية كثيفة حيث كانت اول اصابة بالسائق وكانت اصابته طفيفة ولله الحمد وقد تم ارجاعه الى نقطة السيطرة بعدها دخلنا الى منطقة مفتوحة باتجاه الساتر الذي هو مقابل للمجاميع الارهابية في وقتها اتصل بي محافظ النجف واللواء قيس وطلبا ان تكون القوة قوة تطويق وليست قوة مداهمة وويكون التحرك عن طريق الكوفة وصلنا ارض المعركة الساعة 11 صباحاً تقريبا حيث وضعت خطة عسكرية سريعة بعد ملاحظتي لارض المعركة.

كيف كانت ساحة المعركة؟
طبيعة الارض هناك رملية وساحة المعركة عبارة عن خندق مربع عميق وكان عمق الخندق (3م) تدوره ارض مفتوحة مشجرة بحدود (200-300م) وكان هناك ثلاثة بيوت وقد تمركز القناصة فوق الاشجار حينها تم قياس عدد افراد المجموعة الارهابية عن طريق الفوهات النارية.

الخطة وبدء المعركة
وقد كانت خطة القوة كالاتي:- تتحرك سريتين على المحور الجنوبي باتجاه الشمال وسريتين تلتف التفاف تسيطر له على الساتر الشرقي باتجاه الغرب حتى الالتقاء في نقطة معينة واثناء التحرك لاحظنا مجموعة من العجلات متروكة بارض المعركة هنا اريد ان اركز على عدم وجود أي من مسؤولي محافظة النجف الاشرف او القوات الامنية لهذه المحافظة فقد كانت قوة العقرب هي الموجودة فقط في الميدان.
كما اسلفت كانت هناك (5) عجلات متروكة في ساحة المعركة واحدة تابعة لمدير التحقيقات الوطنية فورد بيضاء اللون مفتحة الابواب ورايت جثتين على الارض ورايت سيارتين نوع (فورد) تشبه سيارات القوة ولكن مكتوب عليها لواء الصقر سيارة اخرى نوع(شفل ) عسكرية وواحدة متروكة عن السيارات بعد (25م) تابعة للشرطة وبعدها فوجئنا بقوة يتراوح اعدادها من (25-20) شخص يلبسون ملابس الشرطة العراقية والجيش العراقي عندما سألتهم قالوا لايوجد لدينا عتاد مجرد سلاح فقط ومحاصرين في ارض المعركة وهناك 16 شخص رجعوا والباقين الاربعة اصروا الى الانضمام الينا حيث كان واحد منهم من اهالي الكفل والثاني من النجف الاشرف والثالث من السماوة والرابع من النجف ايضاً اخذت من هؤلاء الاربعة معلومات عن ارض المعركة لكي نتقدم للامام باتجاه الساتر الذي كانت المجاميع الارهابية تقاتل فيه لان كل قائد معركة لابد ان يقدر عدد المقاتلين ويضع الخطط لذلك احتجت الى المعلومات الاستخباراتية اخذت كل المعلومات من هؤلاء الجنود الاربعة والشيء العجيب اننا كل مانتقدم نحس انه هناك قناصة يتربصون لنا ونرى الاطلاقات النارية اما امامنا او خلفنا او بجانبنا انا كان افتراضي مع الضباط ان نضع خطة عسكرية في ثلاث مراحل.

"الصولة الاولى موطأ قدم وكسر العدو "
اول مشكلة واجهتنا هي السيارة التي عليها مقاومة طائرات وكانت السيارة في موضع الشمال الشرقي من ارض المعركة ولكننا مع ذلك قمنا بالصولة الاولى وبانطلاقتها جُرح لدينا النقيب (علي القزويني) الاصابة و كانت من قناص وعندما اصيب هذا النقيب البطل زاد اصرار ابناء القوة على القتال وقلت لهم :" لابد لنا من الانتصار عليهم".. وفتحنا النار بكثافة على الارهابيين الذين كانت اعدادهم كبيرة (ولا اخفي سرا ان قلت) ان قتالهم كان منظم حيث كانوا اناس مدربين ولديهم امكانية القتال ويتكلمون معنا بصراحة حيث يقولون نحن جئنا اما اما للنصر او الشهادة هنا عندما اندفعت السريتين من جهة المحور الجنوبي باتجاه الشمال (50م) جاءت طيارة اسناد امريكية حيث قام احد افراد هذه المجموعة بالصعود على سيارة نوع همر واطلق عليها صاروخ لا اعلم ان كان من ستريلا او قاذفة RBG7 وقام باسقاط هذه الطائرة.
هنا توقفنا لان الاسناد قل وانفتحت علينا نيران القناصة حيث لم اتعرف على عدد وطاقم الطيارة لانهم كانوا يبعدون عنا مسافة (75م) كانت عدد طائرت الاسناد اثنان واحدة اسقطت وبقيت واحدة هنا اتصلت بقوات التحالف طالبا الدعم الجوي الذي كنا بحاجة ماسة اليه لكي نستطيع معرفة مواقع القناصة واعطائنا احداثيات واضحة خصوصا ان الشخص التابع لاجهزة مدينة النجف الامنية الذي كان يقوم باعطائنا المعلومات عن طريق الجهاز لم يكن عسكريا فلم يكن يعطينا احداثيات واضحة وفعلاً جاء الدعم بطائرات الاباتشي.

الصولة الثانية.. زهق الباطل "
اول اسم خطر لي لتسمية هذه العملية هو "زهق الباطل" لان من كانوا يحاربونا بالفعل كانوا باطلين فيما ادعوه من خروج الامام المهدي بصحبتهم وفي هذه الصولة تضعضع العدو بشكل قوي بسبب الاندفاع العالي من افراد القوة واطلاقهم النار بشكل كثيف وكذلك الدعم الجوي الذي جائنا عن طريق قوات التحالفوهنا بدأنا نوجه من خلال مكبرات الصوت نداءات تدعو العدو الى الاستسلام ورمي السلاح جانبا ولكنهم اصروا على القتال حيث اصبح هناك ضرب صواريخ من جهة العدو باتجاه اهداف مركزة جداًَ لاكداس العتاد واستمر حتى الساعة (8 صباحاً) واصبحت المعركة شديدة جداً بعد مجيء قوة الاسناد الينا من القوات الامريكية هنا المجاميع بدأت تتضعضع واكداس العتاد بدأت تتفجر بكل ارض المعركة بدأنا نتراجع قليلاً لان الشظايا تصل الينا بصورة عشوائية.

الصولة الثالثة.. نهاية الارهابيين
آخر صولة وهي الثالثة في تمام الساعة 5،30 صباحاً الى السادسة هنا بدأت عملية التمشيط طبعاً اشلاء القتلى واسلحتهم كانت متناثرة وبصورة مفاجئة من بين الاشجار ظهر لنا عشر اشخاص واحد منهم اراد ان يقاوم فقتل وواحد استسلم لمجموعة المحور الجنوبي باتجاه الشمال والباقين جاءوا علينا حيث بدأت عملية الاستسلام وضعت بايديهم الجامعة واجري معهم التحقيق البسيط وظهر واحد مهندس والباقين كلهم اصحاب شهادات عالية وعندما تكلمنا معهم قال احدهم ان احد اصحابه اجرى معه اتصال هاتفي وقال له ان الامام المهدي خرج ويريد ان يقاتل معنا ويقاتل الناس الذين طغوا عليه الغريب انه العديد منهم يرتدي (الحذاء الجوزي) الاسلحة كلها مكتوب عليه (ياقائم ياحجة) ولديه مسبحة بنفسجية اللون والجعبة التي كانوا يرتدونها سوداء اللون.
المراحل الاخيرة للمعركة انتهت في الساعة (12) ظهراً والذين تم اعتقالهم تم تسليمهم للجهات الامنية في النجف الاشرف وكان عددهم 9 اشخاص اخلينا جثث الشهداء من القوات العراقية والاسلحة والاعتدة في ارض المعركة تم تسليمها الى الجهات الامنية في النجف الاشرف تحركنا من ارض المعركة تمام الساعة (2،00) ظهراً اللواء قيس المعموري قائد الشرطة بقي معي على اتصال في حدود الساعة (2،30) على الجهاز وايضاً محافظ النجف الذي كنت امده بالمعلومات اولا باول.

الحصيلة
لم اكن اتوقع اناس مدربين ويقاتلون بشراسة وبرايي الشخصي ان القوات العراقية التي كانت موجودة لم تكن لها قيادات وخطط عسكرية جيدة لذلك استدعونا لمقاتلة العدو معهم. موضوع الخسائر في القوة كان مجرد عن جرحى وخارج القوة هو استشهاد خمسة جنود اما بالنسبة للعدو فقد تم القضاء على اكثر من (300) شخص.

اتهامات تنال رجال الدين بعلاقتهم بمجموعة "جند السماء"
القزويني ل"ايلاف" : جند السماء كالبابية التي ظهرت قبل 150 عاما

وكتب من الحلة ايضا مريم المياحي و كرار الجبوري:
ما زالت التصريحات تتضارب بخصوص ما حدث في منطقة الزركة شمال النجف بين المجموعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "جند السماء" وقوات العقرب التابعة لقيادة الشرطة في مدينة الحلة (90كم الى الجنوب من بغداد ) وقد طفت على السطح اتهامات كثيرة تبادلها مجموعة من رجال الدين والسياسة في منطقة جنوب الوسط في حين اعلنت بعض الفصائل براءتها من ذلك.
فقد اعلنت اللجان الشعبية التابعة لمنظمة بدر المرتبطة بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يتزعمه رجل الدين المعروف عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الحاكم اعلنت في بيان تحتفظ ايلاف بنسخة منه :اننا نستنكر الاعمال التي قامت بها مجموعة مايسمى بجند السماء في محافظة النجف الاشرف وانها أي (جند السماء) خارجة عن الدين وجاءت لتشويه الحقائق الاسلامية واجهاض العملية ااسلامية وخلق الفتن والقاء الشبهات على خط اهل البيت (ع) والمرجعية الرشيدة التي حافظت وجاهدت من اجل ايصال منهجية اهل البيت (ع ) الى الاجيال مابعد الغيبة والى يومنا هذا. واضاف البيان :" الى ان هذا الاعتداء اختار مدينة النجف الاشرف التي هي محط اشعاع المسلمين من اجل هتك حرمة المرجعية الرشيدة ".

وقد تم توجيه اتهام لرجل الدين الشيعي المعروف باعتداله (فرقد القزويني) بانه مؤلف لكتاب (قاضي السماء) والذي يعتبر دستورا لجماعة "جند السماء".
لكن القزويني استغرب في تصريح خص به "ايلاف" من هذا الاتهام قائلا :" انا اول من تطوع للرد على الخزعبلات التي وردت في هذا الكتاب من خلال لقاء موسع في اذاعة الفراتين " واضاف :" استغرب من يكيل الاتهامات من دون حساب لاناس يعملون من اجل العراق " وشبه القزويني "جند السماء " بالحركة البابية التي ظهرت قبل 150 عاما على يد المخابرات الروسية.
يذكر ان السيد القزويني هو المشرف على جامعة الحلة الدينية في الحلة ولديه محطة اذاعية خاصة به تسمى بـ" اذاعة الفراتين" وقد بثت المحطة لقاءا قبل احداث النجف بحوالي الاسبوعين فند من خلالها القزويني ما وصفه بـ"الخزعبلات" التي جاءت في كتاب قاضي السماء من الناحية الدينية..
كما اعلن مكتب رجل الدين الشيعي محمود الحسني الصرخي المعروف بمعارضته لوجود القوات الامريكية وللعملية السياسية في العراق اعلن على لسان ممثل العلاقات الخارجية في المكتب الشيخ حسين علي السلامي براءته من الحركة التي تطلق على نفسها المهدوية او جند السماء ومن اعمالها وافعالها واقوالها وجميع تصرفاتها وما ينسب اليها وحذر السلامي كل من ينتمي الى هذه الحركة او يصدق او يروج (على حد تعبيره ) الافتراءات الكاذبة والمخادعة وينسبها الى المرجعية المظلومة (ويقصد الحسني).
وعروف ان للحسني اتباع كثيرون في مناطق جنوب الوسط يؤمنون به مرجعا عاما ويطلقون عليه لقب ولي امر المسلمين وقد ظهرت الكثير من الروايات من اتباعه عن صلته (أي الحسني) بالامام المهدي والتقائه به وغيرها من الروايات التي كانت مثار لتندر الشارع الشيعي بشكل عام وولكنهم بدأوا في الاونة الاخيرة نفي هذه الروايات ونسبها الى اناس معادين لمنهجية السيد الحسني.
من جانبه اكد عضو مجلس النواب عن الائتلاف الشيعي د. حيدر السويدي بانه لايستبعد ان يكون هناك تدخل خارجي في احداث منطقة الزركة التي دارت بين القوات الامنية العراقية ومجموعة مايسمى بجند السماء في محافظة النجف الاشرف مشيرا الى ان هذه الحركة اتخذت من فكرة الامام المهدي ملاذا لتنفيذ ماربها الارهابية التي تستهدف المذهب الجعفري واضاف السويدي على ان الاداء للقوات الامنية في بدايته لم يكن مناسبا مع القوة التي كانت محصنة بمنطقة الزركة ولكن وزيرا الداخلية و الدفاع تداركا الموقف وسمحا لقوة العقرب بالتدخل للقضاء على هذه المجموعة.
يذكر ان العملية العسكرية التي جرت في منطقة الزركة شمال النجف استمرت لاكثر من 30 ساعة وكان عدد القتلى من مجموعة "جند السماء" يزيد على 300 قتيل وعدد المعتقلين 9 حسبما صرح لايلاف العقيد عباس الجبوري قائد قوة العقرب وعدد ضحايا العقرب جريحين و5 قتلى تابعين للاجهزة الامنية في محافظة النجف Opinions