أبجديات الفشل تجدها في ترهات الإستهتار
تعدد أحرف الأبجدية هي سبب طول المقال, فأرجو المعذرهحين نقر بأن حرية إبداء الرأي حق إنساني وليست هبة يتحكم بها الواهب, تواجهنا مقولة : للضرورة أحكام لتضع المتلّقي أمام خيارين , أولهما الصمت لسبب ما وثانيهما ممارسة حق ألرد لو تطلب الأمر , وعندما يبلغ السيل الزبى لحّد نطق الحجر , يثيرسهو الإنسان وسكوته أزاء السيل تساؤلا إن كان في صمته يقلد صمم الحجر وثمالة جموده أم عليه قول كلمته. إذن حكم الضرورة هو الذي يلزمه الصمت حينا كعلامة للإحتجاج مثلا وهو الذي يحثه على الرد من أجل تفعيل دور النقد البناء وتكثيف جدواه في توليد القوة المنتجة لآليات التصحيح وليس التحليق في أحلام بناء الأهرامات فوق رماد حرق الموجود وأنقاض الضحية .
شجون الحديث عن بعض اقلام أبناء جلدتنا(الكلدواشورسريان) لم تعد تطاق جراء إغراق حالها في مسلسل تناقضت غالبية حلقاته بسبب طغيان المصالح على ما نسميها بالمبادئ , في وقت شعبنا بأمسّ الحاجة إلى ثقافة رصن الفكر وتسخير القلم تجاه توعية عقلنا الجمعي وتحصينه, أما النفور نحوالهبوط به إلى دَرَكِ ثقافة تأليه الفرد و نسج حاشيات للسلطان ,فهي محاولة لتأصيل ظاهرة وعّاظ السلاطين الباليه , ونهج بهذا الإتجاه لاينتهجه سوى أرباع المثقفقين الذين وصفهم يوآخين بالفايروس القاتل لنهضة أوربا , فعندما ينشغل ربع ٌ مستقتلا ً برومانسيات تجميل عَورات عروس البلاط بشتى المساحيق, وربع ٌ آخريشفط من دم أخيه حبرا لقلمه, وثالثهم يلوّح بهراوة السلطان كلّما إعترضه أحد , ناهيك عن حيرة المتلقي وشكوكه حين تغيب الجرأةعند الربع الرابع _ ولو حفظا لماء الوجه_ لسرد القليل من مراسيم الخطوبة عفوا أقصد الإنتخابات , إذن أي وصفٍ يليق بهذه النمونة ألتي غرقت في تسفيه عقل القارئ وتزييف ما شاهدته أعين الناس المجردة , دلّوني إن كان هناك بؤس أتقع من هكذا ثقافة قاصرة في فكرها وتكتيكها حتى في تمويه القارئ عما تتستر وراءه اقلامهم .
القارئ بإمعان لما تسطره أرباع هذه الاقلام , سيجد أن مساعي طمر بياض الزين بسواد الشين ما بين تحبيب الوالي ومخادعة الذات الجريحة هي المجس الكاشف لعبثية هذا الفكر ونواياه القاتمة ,لتتحول يافطاتها المزمرّة بالأخوّة والوحدة القومية والدينية وحرية النقد إلى ذرللرماد ... , حيث سرعان ما تنساها او تتناساها فور ولوجها متن مقالات الفوزالمبهرج ليكشف المتابع النقاب عن مآل الحقيقة في حسابات وعقول هذه الارباع , ألا يكفي ذلك كي أصفهم بالأرباع , وإلا مالذي يرجوه الجائع من أرباع سفرجلة لو كانت كل عضة منها بغصّة؟
في خاتمة كل مقال يجلدنا ربع ٌ بلاطي ,ثم يستلمنا ربع أميراتي ليستهزئ بنا بحِكمة يومه المستنبطة من نظرية دع الغريب يهنأ بجسد قريبي وليكن تخليع العظم من نصيبي! نعم هذه هي نظريته وهكذا يحقق متعته في وظيفته المريحة والمعطاء ليتباهى بها وبقلمه المُسخرّ لشركة تريد الفوز بالمناقصة كيفما كان السبيل عيني عينك, ولو ُطلِبَ من الربع الحكواتي أن رفقا بعقول المساكين , يبادر الربع الحاشياتي مُعلّلا تهربّه عن الإجابة بإعتبارها إضاعة لوقته ليس إلا , وهولعمري محق في ذلك , لأن العقلانية والصدق في مقام هذه الأرباع تنغصّ نشوة غرائزهم وتفوّت عليهم فرصة العمر لتحرمهم من لذة علس العظمة , نعم العظمة ويا ليتها كانت لحمة شايلوك في رائعة شكيسبير (تاجر البندقية) , إنه حال من عاد بخفي حنين مضيّعا صول چعابه ليعود باحثا عنه في ملئ الأسطر بحبر غدا سيله كالعلقم في زراديم وحدقات حتى الذين صوتوا لقائمة عشتار .
تنتابني الحيرة كلما قرأت لأميرنا المشيغاني وهو يشن هجماته العنقودية في كل الإتجهات, ثم يطلّ بقوله أن وقته لا يسمح للرد على منتقدي كتاباته التي تشبه خلطة أكلة ( الدشوشتا) الألقوشية, تارة يزمّر بأهزوجة الحكم الذاتي وأخرى موجها سهامه تجاه الشيوعيين الذين عانو افي غربتهم الأمرّين , ناهيكم عن مساكين زوعا التي أصبح خاصرها أسهل الأهداف في مرمى خناجرهم القومية , ولأن قائمة عشتار فازت, فالأمير فائز بإمارة الفقيه ,أما كيف حصلت الركله فلا شأن له بعيوبها , متجاهلا أن قيمة الحقيقة ليس حصرا في هيبتها المجردة, وإنما في ربطها الأخلاقي مع ما هو إنساني بنزاهة صاحبها وصدق إنتمائه ,لذا يحق لأي قارئ و في أي لحظة أن يطالب بالتكرّم ولو بقيلولة قصيرة مع مقال يحكي فيه الامير عن سوح ماضي نضالاته السياسية والقومية التي تبيح له هذا التهجم الكيفي و تحرم على الآخر نقد حاشري أنوفهم فيما لايفقهون ,كيف وبأي تصريح تم ّ نقل تلك السّوح إلى شقق مشيغان, انا لا اقصد من تساؤلاتي تعكير صفو فسح معروفة بآنيتها , ولا يشرّفني أن أ ُحسَب على منافسيهم في عظمة أهلنا المگرودين ,فتلك بعيدة عني بعد السماء عن الأرض, لكن أن تصل بهم حريّتهم إلى مد أصابعهم حد فتحات المناخير ومد الأرجل متر عن غطاءهم , عليهم أن يتحسبوا للأمر فشدة الألحاح يفك اللحام في النهاية ياصاحب.
أما فك لغز هذا التهافت المتشنج فهو ليس بأمر عصي إلا على الذي في حواسه الخمس عطب مركب,و قراءة لافتة نهاية النفق غاية في السهولة مادام ذاكرتنا تزخر بما آلت إليه مصائرألمترنحين ,و لو دارت عقارب الساعة دورتها الصحيحة, فموقف صاحب القلم المعوَج معروف سلفا, ويعلم كل ذي حلم بأن خريرالدراهم هو فعل فيزياء الطبيعة ووسيلتها الإيضاحية ألتي تبرهن أن مصير بيادق السلاطين كما عرفناه لم يكن يوما أفضل من فرش بسطة ٍ رثة على رصيف في سوق النخاسة لبيع المتبّقي ,و لو تبددّت الغيمة وجفت المنابع , سوف لن يجدوا من يحجب الأنظار عن زلاتهم ولا من يغامر في تغطية عوراتهم, حتى الذين إبتاعوهم الاقلام المعكوفة سيلقون بهم على الأرصفة عراة تتقاذفهم أقدام المساكين.
قد يجازف أحدهم في القول بأن سبب مداخلتي هو فوزقائمة و إخفاق أخرى , أو خصم درهمين من راتبي هو الذي يستنطقني , كلا وألف كلا, ليس من رابح دون خاسرفي الكون , وما من عزيز ٍ مات جوعا , لكن تجاوزالحدود ينطق حتى الحجر كما أسلفت ,وهل يتناسى الإخوة بأن أكياس الدراهم المغرية , كان الأخياروما زالوا رغم ضائقاتهم يبصقون عليها وهم يعتلون أعواد المجد , ولو إعتقد أحدا بأن إرتداء البزة القومية المطرزه سيغري الجموع فهو واهم و لأنهم لبسوها بالمقلوب فما من شفيع لهم , و لنذكرّ ففي الذكرى حسنة, بأن الذي يلعب الفار في عبّه كي يخاطر في إستغباء أهله وسلب كرامتهم سعيا لكسب المال فهو ليس افضل ممن خان أخيه بعرضه , هكذا علمّنا السيد المسيح , و حِكَََم َ أسلافنا و تجارب الأولين خيربراهين .
بالأمس كان همّ المثقف المنتمي رغم غدر الزمان و ضيم الأقدارهو نفسه اليوم, وستبقى سَلوَته في كفاحه مع شعبه ليعيش عزيزا سيد نفسه مادام هو أبن الأرض وإلا فلا حياة ولا حياء مع زخات الشعارات وأفاعيل المغدقات ,لا تضجروا يا من خرجتم علينا اليوم بملبس تي- شيرت قومي نص ستاو ألقيتم بنصفه الوطني جانبا , لا تنزعجوا لو تحداكم أحد المساكين إن كنتم يوم الكرى قد نطقتم ولو في الخفية بجملة سياسية اولاهوتية تخدمون فيها نضال شعبكم القومي والوطني ,أمّا الحديث عن هذه الساعة , فوالله لم يحضى منكم شعبكم بقيد شعرة عتاب سياسية ولا شكوىخجولة حيال من يتقصد في تهميشكم لتثبتوا لنا نزاهتكم ,إلا أللهم التنكيل ثم التنكيل بابناء جلدتكم من أجل تلميع گصة من لا شهامة له.
متى الهداية الى تقويم الذات ؟أخشى ان تعجز حتى الأكفان من ذلك , نعم فقد قيل من شاب على شئ شاب فيه , لهذا بدأتموها كما مذكورة في الأرشيفات البعثية و تواصلتم معها تسبحون في برك الغرائز التي تبيح قول وفعل كل شيئ, ليصبح النيل من شيوعيي أعواد المشانق و ناشطي أهلكم في زوعا أمرأكثر من المعتاد أزاء هول ما تفعلوه .
عجبي يزداد من الآخرالذي هَدَرَ جبروت بياض اللّحية وسحر سواد الجبّة ليقتنص من السياسة جانبها الإرتزاقي , حتى الكنائس التي منحتهم درجة الكهنوت لتصنع منهم بناة صالحين لم تسلم من رذاذ سفسطاتهم, نعم من اجل عنوان أو حفنة دراهم ينقضّ ليس على أهله فحسب, بل يقيم ولائم صَلبِ المسيح صبح مساء ,بينما بوسامة منظره يستطيع العيش كريما لو عمل في الدعاية لشركة مرسيديس إن كان يستنكف من غسل إطارات السيارات , بصراحة لم يعد لدينا أيّ مناص بعد كل ما قرأناه لكم تحت أسمائكم المستعارة سوى القول بأننا لم نعثرفي أي مكان على ما يفندّ إدعاءنا.
معلوم جدا أن باحات مراتع عدي ونواديه الليلية لايمكن أن تخرّج عقلا أسمه مفكر وطني أو قومي , بل تفننّت في منح شهادات خبرة الإبداع أيما تفنن في قتل الآخرحتى يخرج الداهية من السهرة بحفنة حمص ,محال أن يأتي يوما يذكر الناس هذه النماذج سوى في ذكر ابن العلقم و الأسخريوطي وأبي رغال ,ويا لها من مفخرة ما بعدها مسخرة .
كان الأخيار, قبل سقوط الصنم وبعده ,يؤكدون بأن( الكلدواشوريين السريان) او الكلدان الاشوريين السريان كما تسمونهم , او الكلدان والاشوريين والسريان ( بالواوات) كما يحلو لبعض المفكرين القوميين( التوحيديين) تسميتهم , و بسبب تعقيد الأوضاع المتوقعه في العراق, يؤكدون أن صراعا قوميا ودينيا سيواجه أبناء شعبنا, مما يفرض على الحركة الديمقراطية الأشورية بالذات(كانت لوحدها في الساحة) التحلّي بالوسطية القومية في تعاطيها مع القضية الوطنية كطريق أمثل لهذه المرحلة ,و ذلك فعلا ما إنتهجته الحركة , لكن مع الأسف وبسبب سلوك طريق الوطنية الموحش إنقلب الأصدقاء إلى أنداد , نتساءل أين وقفتم من هذا الإنقلاب يا حملة الحقائب السمينة والأقلام المعكوفة ؟ وماذا كانت مساهماتكم في راب الصدع ؟ إنها أسئلة مجابٌ عليها في طروحات مقالاتكم الغزيرة .
أمّا إستقتال من نصبّوا أنفسهم مفكرين قوميين لكن فقط في دحض أي إنجاز وإتهام زوعا بالعنصرية والشوفينية والديكتاتورية والإنفرادية والتحزبية و الإلغائية وكأن زوعا هو الغاصب لحق شعبنا في البصرة أو بغداد والموصل و دهوك ,ومفكرنا القومي يدّعي بأن زوعا تلغي تسمية و تمجّد أخرى , فتلك لعمري بنات أفكارٍلا ينجبها سوى العقل المتقوقع في شرنقة شطر الواحد الى ثلاث,ولا يصفق لبنات أفكار مثل هذه سوى الفاقد لمقومات العمل القومي إن كان قوميا صادقا , بل فقط مطبلا ً بالأسم المنفصل زورا وبهتانا وإلا لما إسستجدى ولا شحذ من الأخر كي ينصره على بني قومه.
هاكم إذن يا أصحابنا الأفذاذ في إختتام مقالنا, لنبارك لكم هذه الزيجة ,و نتمناها كاثوليكية, لكن لو تتبددت الغيمة ووعت الجموع الحقيقة فليس علينا سوى التمني أن لايكون الطلاق بالثلاث من طرف واحد ,ربي ليس شماتة بأحد, لكن ضجيج زيجة المتعه على حساب ضرّتها يلزمنا القول أن المهم في الأمر هو النهاية .
It’s the end that counts.
ملاحظة وليست حكمة : إن كان في كلامي مذاق حنظل, ففي محبة أهلي طعم العسل.