أتمنى ألبس الخاكي
شكل اللون الخاكي مأسآة كبيرة في الذاكرة الجمعية القريبة للعراقيين , صور مقترنة بحروب عشوائية رسمتها مخيلة مريضة لدكتاتور مسير خارجياً من قبل مخابرات و أنظمة تبحث عن مصالحها الستراتيجية و داخلياً تخضع لرغبات هوجاء إستنزفت أعمارنا و حرقت أحلامنا و إمتصت كل ما هو جميل كصحراء عطشى لم تبق الا الذكريات المرة و فقد الأحبة و الأصدقاء و مع كل بيان إستدعاء المواليد و لحظات الانتزاع أو (الإلتحاق ) في (كراج) العلاوي أو النهضة و رائحة الدم و البارود تمتزج برائحة عرق الأجساد لتشكل عطراً يبقى ثلاثون يوماً أو أكثر يسكن مساماة الجلد حتى تفرح النفس المتعبة بقصاصة ورقية تسمح لك برؤية الأهل و لكن ما أن تفرح بعناق الأحبة حتى يدق جرس الإنذار (خلصت الإجازة ) و يعود ليرتدي قدره فربما يعود في المرة القادمة جثة ملفوفة بقطعة قماش تسمى العلم أو تدفن في الجبهة ليكون الكفن هو بدلة الخاكي فقد إلتصق الخاكي بجلودهم سنوات عدة حتى بات هو جلدهم ولم ينزعوه إلا بعد سقوط الطاغية فرموه في مزابل ذكرياتهم بلا عودة و كرهوه بقدر كرههم لجلادهم ,
و اليوم تمر علينا عيد مولد هذا الجيش ها هو يخوض معركة مختلفة فمعالم العد واضحة و مشخصة إنه الارهاب الذي يثبت كل يوم إنه سفاح يحصد أرواح الابرياء بلا تمييز بين صغير أو كبير مسلمٌ أو مسيحي سنيٌ أو شيعي كرديٌ أو عربي فهو يهدد الحياة و ينتزع الأمن و الاستقرار و يهدم كل ما هو جميل ليحيل العراق الى بركة من الموت و أهله أشلاء موزعة بفعل سياراته و أحزمته المفخخة و لهذا كله وقف كل العراقيون الشرفاء خلف هذا الكيان و ناصروه بكل فعالياتهم الجماهيرية و النخبوية بلا أدنى فرق مناطقي أو أنتمائي و رغم المحاولات البائسة لأدوات بعض الدول التي تكره العراق في تشويه صورة الجيش العراقي لتضعه في صورة الجبهة المواجهة مع الشعب و في هذا خلط للأوراق و تعويم للحقائق و تشويه للمعطيات , لم تنطلي هذه المحاولات على العراقيين الذين عرفوا حدود المؤامرة و بانت لهم الخيوط و الخطوط التي تحرك هؤلاء السياسيين المتلبسين بالوان طائفتهم و هم أدوات تهديم للعراق بأيدي أجنبية , فمن يوجه بندقيته أو كلمته لصدر الجيش هو يوجهها الى صدر العراق و من يساند الجيش ينقذ مستقبل العراق و أمن شعبه لأن العدو واحد مهما اختلفت مسمياته و الجبهة واحدة و المعركة فاصلة ,
و حتى من يدعي أنه يلتزم موقف الحياد فهو خائن لشعبه فلا حياد في معركة الوطن ضد لإرهاب , و لأن الجيش اليوم هو قيمة ثابتة تنتسب لكل العراق و ليس لأسم معين أو طائفة معينة أو حزب معين كما يحاول البعض تسويقه فكل عراقي يتمنى اليوم أن يلبس الخاكي ليكون جندياً في معركة دحر الإرهاب .