Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أحمدي نجاد ... أمريكا أيضا تمتلك قنابل ذرية

العالم اليوم ساحة سباق للتسلح ورغبة للسيطرة والأستحواذ على كل شيء ولا يعلم الداخلون الى حانة التسلح بأنها مليئة بالكثير من السكارى والحمقى مثلهم ومع أول انطلاقة في نشوة الغرور يتناسى الرواد المليئون بجنون العظمة كل مسؤلياتهم تجاه شعوبهم ليدخل حتى البعيدون عن دائرة السكر في جو هذا الصراع المحموم الذي يشهده العالم هذه الايام ويساق الابرياء الى مجازر رهيبة دون خيارات عديدة لطرق الخلاص . فلم تعد أفاقنا تسمع الكثير عن السلام والازدهار بل أستبدلنا كل شيء يشير الى الحياة بما يعاكسها واصبحنا مجرد اطفال نطرح الاسئلة فهل يا ترى من يجيب عليها .
هل ما يشهده عالمنا اليوم من كر وفر . صراع بين المتحضرين فيه وبين الاصوليين ؟ أي طرف بين الاثنين له النية الحسنة من السيئة ؟ واين نحن كشعوب عراقية , لبنانية , أمريكية , أيرانية , سمها ما شئت من هذه اللعبة ؟ لماذا يحاول المتطرفون أرباك الوضع الامني في كل مكان وازاحة حكومات تقليدية لدول مهمة وأنتزاع زمام الامور منها والاستحواذ على مقدرات هائلة تساعدها في الصراع بدل دخول المعركة كمنظمات تصنف بأنها أرهابية ومحظورة دوليا ؟ أم يا تراه الأمر تعدى هذا التصور وربما هو أعمق ويمتد في جذور المجتمعات والثقافات ليعبر عنه بشكل اوضح تعبير .. تصادم الحضارات والاديان في مرحلته الاولى ؟ وبكلام أوضح هل نزاعات اليوم هي صراع بين عالم متحضر مكون من دول تحارب الارهاب مضافا اليها حكومات مدعومة دوليا في مناطق مرشحة لتكون بؤر أرهابية وبين منظمات وحركات أرهابية لا تتوانى عن استغلال طفل عمره خمسة عشر عاما لكي يفجر نفسه في مكان ما . أم هو صراع بين نفس العالم المتحضر الذي مثل سابقا الطرف الاول وبين عالم مكون من شعوب وثقافات قابلة لتكون وسطا ملائما لأعتناق أساليب العنف التي يبشر بها الطرف الثاني في الصراع ؟ أي هل تحارب أمريكا والغرب ومعها الكثير من حكومات دول العالم الثالث ولا سيما العرب – أسلامية منها . الاصولية الدينية المتزمتة التي تحرم الحياة لغير المسلمين وأحيانا للمسلمين انفسهم ويرى منظروها دفع الجزية لكل من يبقى على دينه او الموت بحد السيف أو السكين او الطلقة أو المفخخة أو أو ... الخ هو حكم شرعي أكرر حكم شرعي في عالم أصبح صفع الاطفال فيه جريمة يعاقب عليها القانون . أم أن طرف النزاع الأول لا يهمه من كل ذلك سوى مصالحه ومصالح حلفائه في كل مكان .
وفي ظل هذه المعطيات هل تتوقعون تقارب في وجهات النظر على المدى القريب بين ما ينادي به أمام جامع يحرض على قتل المسيحيين في الدورة العراقية وبين ما دعا اليه الأحرار أبان الثورة الفرنسية من حقوق المواطن والمواطنة ؟ أليس الجمع بين الأثنين ضربا من ضروب المستحيل . فالأول ترك مليار كلمة في كتابه المقدس وتشبث بكلمة واحدة أو بتفسير خاطيء لتلك الكلمة تجيز له سحق الأخرين وسلبهم الحق في الحياة والثاني وضع الدين على رف أدنى من ذلك الذي تجلس فيه الأنسانية وتمكن من رؤية العالم بشفافية أكبر ؟
الكثير من انصار القاعدة وغيرها من المنظمات (( الارهابية )) تطلق على صراعاتها اليوم مع حكومات دولها ومع الغرب إصطلاح الحروب الصليبية وبالرغم من خطأ التعبير لنحاول أن نناقشه قليلا . ففي هذا الأصطلاح ظلم كبير لأن الدول التي تشكل الجزء الأكبر من الطرف الأول في الصراع ليست صليبية مائة في المائة لأن أكثرها أعتنقت مباديء علمانية صرفة ومعها في نفس الخندق حكومات عربية واسلامية تجد في العنف تهديدا للعالم بأسره فأين الصليب من ذلك الصراع . ولكن لو نجحت المنظمات والأحزاب الأصولية في الأستيلاء على الحكم في دولة أو أكثر من منطقة مهمة وإستراتيجية كمنطقة الشرق الأوسط وباشرت في طريقها الذي تروج له منذ عقود ويلاقي قبولا واسعا (( بدون مبالغة )) في الأوساط الشعبية العربية والأسلامية . فهل سيقف العالم مكتوف الأيدي وماذا لو امتلكت الحكومات المتطرفة المتوقعة أسلحة فتاكة وعابرة للقارات ومدمرة فهل سيتطلب قرار أستعمالها ضد الأعداء في حروبها التي تسميها بالدينية الكثير من التفكير ؟ هل ستتوانى عن استعمال كل ما اوتيت من قوة في سبيل الوصول إلى الهدف ؟ ولو أفترضنا أسوء الأمور فأن العواقب ستكون وخيمة والخسائر الأنسانية ستكون فادحة والأنكسارات السياسية والحربية ستقدم بثمن بسيط ربما يكون بضعة قنابل ذرية هنا وهناك وما أكثرها اليوم بعد أن تهافت الجميع على صناعتها واصبح الحصول عليها ضرورة لتكوين جسد جميل مليء بالعضلات المتورمة مهما كان الثمن لتكون نتيجة المشادات والمبارزات والأستعراضات بشكل أو بأخر تصادم قوي بين المعسكرين لن يتأثر به الغرب كثيرا بسبب أسوار اليقظة الأمنية التي تحزمت بها تلك الدول واقصى ما يمكن أن يخسره الصليبيون على حد تعبير قواعد اللغة الدارجة في شارع اليوم هو الاف الجنود ومليارات الدولارات لأن دولهم بعيدة عن انياب احمدي نجاد واسامة بن لادن وأخرين ومصالحهم قريبة والعكس بالعكس فنحن المغلوبون على أمرنا سنقع تحت بطش أسرائيل وحماقة البواويش وتعنت الزعماء المخمورين لنشكل بذلك أكبر المتكبدين لخسائر مصادمات الغد القريبة لأن دولنا تعودت على مثل تلك الصراعات ولطالما كانت مجالا رحبا للجيوش وساحات للقتال بين الأمبراطوريات القديمة والتي ستستحدث اليوم ليحترق لبنان بلهيب المواجهة بين المتخندقين حوله وينتهي ما تبقى من العراق في نار يكدس الملالي والكاوبويات لها الحطب منذ عقود وربما ستلتحق مدن مثل تل أبيب وطهران ودمشق بهيروشيما وناكازاكي لا سامح الله .

عصام سليمان – تلكيف .
Esa_j9@yahoo.com Opinions