Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أخي الدكتور وديع : ضـرورة دفع العربة وصـيانتها

لاأنكـر أن موضـوع الأخ الدكتـور وديـع بتـي حنـا ( إلى الأستاذ جميل روفائيل ـ دفع العربة ضرورة ملحة ) جـاء بـأمور في غـاية الأهمية ، بيـنها أولا ، مـايخص الخبـرات الشـخصية التي تكونـت عـندي نتيجـة تجـارب الحيـاة الكثيـرة والمتـشـعبة التي مـررت بـها خـلال حيـاتي بحلـوها وقسـاوتها التي أخـذت تـتـنوع تـقلباتها منـذ نحـو خمسـين سـنة ، أي مـع الفتـرة التي تـلت مرحلة الدراسـة المتوسـطة .

وثـانيا ، الحـال غيـر المستـقرة التي تخيـم على شـعبنا ( وأقصـد الصـامد داخـل العراق المصمم على صيانـة ديـار الآبـاء وإرثـهم ) نتيجـة أسـباب مفروضـة عليـه : جانـب منـها داخلـي يعـود قسـم منـه إلى مـوروثات عهـود الظلام . . وقسـم آخـر هـو إنعكـاس للإنقسـامات المذهبيـة . . وقسـم ثـالث أجـجته مصـالح اللاهثـين وراء النفـوذ . .
وجـانب ثـان منـها خـارجي ( خـارج مجال شـعبنا داخل العـراق ) وهـذا يعـود قسـم منـه إلى استـغلال جهـات عـرقية وسـياسية عراقية لظروف ومعـاناة شـعبنا وحـاجاته إلـى هـذه الجهـات فتـقوم بفـرض شـروطها عليـه . .
والقسـم الثـاني آت مـن أطـراف مذهبـية ومناطقـية وسـياسية مـن شـعبنا التي ابتـعدت عـن موطـن آبـائها وأجـدادها بصـورة دائمـة ، ومـع ذلـك فهـي لاتكـف عـن التدخـل في أمـور قطعـت صـلاتها الحقيقـية بـها ، فتـوزع الأمـوال لإثـارة الإنقسـامات وتشـكل الأحـزاب ( التـي لا يوجـد نفـر واحـد عضـو فيـها داخـل العراق ) وتعقـد المؤتمـرات في مـدن أميركيـة وأوروبية ولا يتضمـن مـايصـدر عـنها غيـر البلبـلة ، وتـروج الدعـاية المضـللة بمـا لديـها مـن إعـلام وإمكـانات مـادية لإلحـاق الأذى بقضـايا الصـامدين في الداخـل ومـا أنجـزوه لأمنـهم واستـقرارهم . . كـل هـذا الخضـم ، أخي وديـع ، عليـنا أن نلـوج شـعابه مـادمنـا صـممنا العمـل الموحـد المثمـر والكتـابة في النسـق المفيـد .

نعـم ، الصحـافة أفـادتني ، إطـلاعا واختـلاطا واختـيارا دقيـقا وموثـوقا لعـرض مـا أكتـبه ، وأنـا جعلـتني الـممارسة أقتـنع بـأن مـدى النجـاح فيـها يتـم متـناسبا مـع درجـات الحس الشـخصي والمطالعـة والجهـد المبـذول في مجـالها العملـي ، والحقيـقة أحسـب بدايـاتي الصحافيـة تعـود إلى الخامـس الإبتـدائي حيـث كنـت نشـطا في عمـل النشـرات المدرسـية نظـرا لمقـدرتي باللغـة العربية ووضـوح خطـي الكتـابي ، كمـا كنت أسـتعير من مقهى القرية الصحف الموجودة فيها لقـراءة المعلمين وأقرأها وأعيـدها عـاجلا لآخـذ غيـرها . .
وتصـاعد إطلاعي على الصحف عـندما انتـقلت للدراسة في متوسـطة المثـنى بالموصل حيث كنت يوميـا أذهب إلى المكتبة العامة لقـراءة الجرائد والمجـلات كما كان مدرس اللغة العربية في متوسـطة المثـنى عمـر الطالب ( فيما بعـد الدكتور ) يرعى شـغفي بالمطالعة بتـزويدي بكتب مختارة أدبية وانسانية من مكتبته الخاصة وأقـرأ الكتاب خلال يومين وأعيـده ليزودني بآخر . . وبدأت الكتابة في صحيفتي ( البلاد ) لورثة روفائـيل بطي و ( الحرية ) لقاسم حمودي منـذ 1957 وأنـا في مرحلة الثانوية . . وهكذا دواليك ، مع توقف فترة لظروف خاصة ، وحتـى اليوم . . صحافة وإذاعات وتـلفزيونات عراقية وعربية ودولية باللغة العربية ومـا فيها من تجارب وعبر وفوائد وشعاب ودهاليـز لاحصر لـها قـد تمـلأ كتـابا لتـدوينها . . .

والخبـرة الأخرى ، في أمور شعبنا ( الكلدانـي السـرياني الآشوري ) توافرت لـديّ من مجـالات عـدة ناتجة عن الرغبة الذاتية بالتأريخ ، وكنت خلال دراستي دائما أحـد أفضل الطلاب باللغة العربية ودرس التأريخ ، وساعـدت الظروف هذه الرغبة عندما عملت في جريدة الثورة حيث أسـندت إليّ متابعة أخبار ونشاطات وزارة الإعلام وكانت المؤسـسة العامة للآثار والتراث ضمن مجالات الوزارة حيث أقصدها بصورة شـبه يومية ما جعلني أتعرف على كبار الباحثين في الآثار ومنهم فؤاد سفر وبهنام أبو الصوف وأسامة ناصر النقشبندي وعلي مهدي وفوزي رشيد وآخرون ، والإشـتراك في المؤتمرات والرحلات والتـنقيبات الآثارية والتاريخيـة . .
وزاد هـذا الجانب الخاص بشـعبنا والتراث ، علاقتي الوثيقة بالمرحوم الأب يوسف حبـي والمجالات التي وفـرها لي في مجمع اللغة السريانية من المشاركة والإطلاع والتعارف ، وأيضا إهتمام أسـتاذ التأريخ في الجامعة المستنصرية عندما كنت طالبا فيها الدكتور حسين قاسم العزيز ( رئيس تحرير جريدة الفكر الجديد اليسارية في حينه ) الذي شجعني على كتابة البحوث ونشرها ومنها ( أثر السريانية في الحضارة الإنسانية ) وأضف إلى هـذا عضويتي في الجمعيات والنوادي والمجلات التي تأسست بعد 1970 وأشـرافي على صفحة ( الثـقافة السريانية ) في جريدة التآخي و مهمتي بمتابعة كل مـا يتعلق بالشؤون ( الكلدانية السريانية الآشورية ) والثقافة السريانية لجريدة الثورة .

ونعـم ، أخـي وديع ، لا أنـكر بـأنني أحـرص على الإمسـاك بـالعصا من المنتصف ، فقـد علمنـي كثـرة الإختلاط والمعرفة بالنـاس الذين لهـم أفكار وآراء واتجـاهات وميـول متـنوعة ومتشـعبة ، أنـه لابـد من نهـج لايجعلـني متضـاد مع قسـم منهم فأفـقده ، وهـذا لايعنـي عـدم الإختلاف ، فوجهات النظر المتباينة لا تفسـد العـلاقة عندما يتـم عرضها بصورة موضوعية وعقلانية . . وهكذا اليوم ، عندما أذهب إلى العراق فـأنا على علاقة طيـبة مع كل أطراف شـعبنا ، بمن فيهـم ـ مثـلا ـ قـادة " الإتحاد الديمقراطي الكلداني " على رغم اختلافي معهم في أمور جوهرية من مبادئهم تخص الجانب القومي ( الآشوري ) الذي ألتـزمه أنـا عن قناعة ، إضافة إلى التـزامي الخط الوحدوي والإسم الموحد لكل أطراف شـعبنا .

وحاضـرا ، كانت لـي قبـل نحـو سـنتين إنتـقادات شديدة لقسم من ممارسات أطراف في شـعبنا ، ولكن عـندما زرت العراق في أيلول الماضي وكررت ذلك في آذار الماضي ، تأكدت أن أبناء شعبنا الذين يقيمون في الخارج ، ولـم يزوروا العراق منذ مغادرتهم لديارهم فيه ، فـإن معلوماتـهم لا تتجاوز القراءة والسماع والتـقديرات الخاصة ، وهي جميعا لا تعتبر من الناحية الدليـلية موثوقة لأنها ليست قائمة على الملاحظات والتأكيدات الذاتية ، مـا يعني أنه لايجوز الإعتماد عليها كمصادر للعرض والحكم على الموجـود .

وبالمناسـبة ، فقـد وجدت منكم ومن الأخوة زملائكم في برنامج ( الساحة المفتوحة ) الذي يعده ويقدمه الأخ صبري يعقوب إيشو لفضائية ( سورويو ) تفهما رائعا لواقع شعبنا عـندما أكدتم على أنكم مـادمتم تعيشون في المهجر فـإنه ليس من حقكم تقرير الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الحكم الذاتي والأمور الأخرى التي تخص شعبنا في الداخل ، وهو رأي صائب يتـفق تماما مـع قناعاتي ، لأن أهل الخارج مـن شعبنا نتيجـة مغـادرتهم لديارهـم في العـراق ، غـدا إرتباط جيلهم الحالي بديارهم الأصلية مقتصـرا على النواحـي المعنوية والمشـاعرية التي تـوفرها أسـباب مسـتمرة البقـاء عـندهم ، منـها : اللغة والذكريات والحنين ووجود أقارب لهم ، لكن حتى هذه الصلة ستـتقلص مع أجيالهم التالية بسبب عوامل الإندماج والإنصهار بمجتمعهم الجديد وستـزول إعتبـارا مـن الجيل الرابع ومـايليه ، ولهذا فليس من حق أبناء شعبنا في الخارج التدخل في شـؤون مصيرية لشعبنا في الداخل لإنقطاع علاقتهم الحقيقيـة مع هذه الشؤون . .
ولكن هذا لايعني القطيعة التي أعارضها تماما ، حيث في إمكان الأوفياء في الخارج مـن شـعبنا ، تقديم المشورة والأخـذ بيـد أشـقائهم في الداخل من خلال تكوين المؤسسات الصلاتية والدعم المادي لمساعدة شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) الذي يعاني من الأوضاع المأساوية الراهنة في العراق ، وإنشاء المشاريع التي تساهم في إزدهار القرى والبلدات التي عـاد إليها أهل الداخل والتي لاتـزال بحاجة إلى العمل والجهد للإستـقرار الدائم فيها .

ولاشـك ، أخي وديع ، إن حالة التـشتت والتـشرذم وعدم الإتـفاق وفقدان الإنسجام الموجودة داخل العراق ، هي مشكلة ضارة جدا ، لكـن ـ وأقـولها بوضوح ـ إن قـادة من جهات سياسية واجتماعية داخل العراق أكدوا لي ، بالأدلة ، أن الذي يزيد هـذه الحال المؤلمة سـخونة هم أهل الخارج الذين يتـدخلون في كل صغيرة وكبيرة بإطلاق المشاريع القومية والجغرافية الخيالية وتأسـيس الأحزاب الخالية من أي قواعد في الداخل وتشكيل فروع حزبية ( يشترك فيها حتى رجال الدين ) تجمع الأموال لتنظيماتها في الداخل لقـاء السـير بحسب توجيهاتها التي تنـقل صراعات الخارج العرقية والمذهبية والعشائرية والمناطقية إلى أهل الداخل ، فتـقف حائلا ضد رغبات الداخل بالتـقارب ، لأن أهل الداخل مضطرون لمسايرة شـروط الداعمين بالمـال من الخارج .

وأيضـا المشكلة هـي ـ كما تـفضلتم ، وأنـا مع رأيكم ـ في السياسة للكسالى والمشتـتين والمتخاصمين والضعفاء . . ألخ ، وكيف لايكون الإداء قاصـرا ، إذا كان رئيس المجلس الوحدوي ( القومي . . ) قد هـرب إلى أستراليا مدعيا أنه يقـود مجلسه من هناك بـدل أن يذهب أسـوة بأهله وأقاربه إلى قريته التي تـم تعميرها وعـاد الكثير من سكانها إليها من داخل العراق وبينهم من عاد إليـها من خارج العراق . .
والأمـر نفسـه ينطبـق على رئيس ( المجلس القومي . . ) لأحد أطراف شعبنا الذي هرب إلى سوريا ليـقود مجلسه بواسطة ( البالتـالـك ) من هنـاك ، بدل أن يذهب إلى بلدته وهي آمنة دائما وعامرة وبهية وإحـدى أجمل بلدات شعبنا وأعـرقها وفيها ماشـاء من الأنترنيت والبـالتـالـك والهاتف ، لكنه وهو السياسي القومي المتـشدد لطائـفته ( ما شـاء اللـه ! ! ) يقـوم من سوريا بتشكيل ( مقاطعات قومية طائفيـة لمجلسه ) في أرجـاء الدنيـا والسعي لزيادة عدد هذه المقاطعات وأنفارها بالمناصب الجوفاء حيثما وجـد واحـدا أو إثنـين في المدن الأميركية والأسترالية والأوروبية من خلال ترغيب أبناء شعبنا بالهجرة ـ شـرعية وغير شرعية ـ للحاق بمقاطعاته وزيادة عدد أنفارها . .

وآخـرون ، شكلوا فرعا في الخارج لهذا الحزب أو ذاك ( لكي يعلو شأنهم ) ويكون في إمكانهم مقابلة الوزير الفلاني من الدولة التي هم فيها ونشـر هـذه ( الفخفخـة ) معززة بالصور في المواقع . . والهدف الحقيقي للمقابلة هي خداع الوزير لتسهيل لجـوء أحـد أقاربهم أو من وعدوه بالمساعدة والقبول كلاجئ لقـاء عمولة . . ماشـاء اللـه ـ مرة أخرى ـ على مثل هذه الخدمة الكبيرة لشعبنا داخل العراق من قياديـيه القوميين والحزبيـين ! ! علما أنـا لا أذكـر هذا الكلام جزافـا أو على الماشي ، وإنما هو موثـق ومؤكـد لـديّ كله بالأسماء . .
إذن ـ أخي وديع ـ كيف لايكون الإداء قاصرا ( وبوزن الريشة وأقـل ) لقـوى شعبنا السياسية مع وجـود أمثال هؤلاء النماذج القياديـين ؟ !! ونقولها بجلاء : من العار على قـيادي في حزب قومي لشعبنا أو وزير أو برلماني من شعبنا فقد منصبه أن يغادر إلى خارج العراق ، ويدعي أنه وفـيّ لشـعبنا . . وأمـاكن آمنـة لشـعبنا في ديـاره شـمال العـراق ترحـب بـه وبغيـره إذا تعـذر بقـاؤه في بغـداد ، وكـل قيـاديـي شـعبنا هـم بالأصـل مـن هـذه الأماكـن .

إن ما تـتذكره ـ أنت ـ عن حادثة ميخائيل غورباتشوف وأرمينيا وأذربيجان وناكورني كاره باخ ، هي عبرة لمثيلاتها اليوم التي يمـر بها شعبنا ( وقبل أن أذكر أمرا سمعته أنـا من غورباتشوف نفسـه ، أتطرق إلى هذه القضية التي تخصك أنت والتي ثارت بسببها حفيظة البعض في برطلة العزيزة من دون مبـرر ) . . فقـد وصل موضوعكم ( بطولة الإصطياد في المياه العكرة تقام في برطلة ) إلى موقع تـللسـقف ، فكتب لي الأخوة الإداريون للموقع في تللسقف ( علما أن موقع تللسقف يشرف عليه كاملا إداريون في تللسقف وألقوش ) عن رأيي في نشر المقال ( باعـتباري المشرف الإعلامي على الموقع ) وذكروا في رسالتهم أنهم يجـدون المقال موضوعي وبنـاء ومفيد وليس فيه أي نوع من التهجم على أحد وأنهم يرون عدم وجود ما يمنع نشره كاملا ، فـأجبتهم : رأيكم صحيح تمـاما .

وبعـد يـوم ، ورد إلى الموقع موضوع من الأخ ثـامر توسـا ـ وأستميح عـذرا الأخ ثامر لنشر هذا ـ بعنوان ( إلى الأستاذ وديع بتي ، شباط القطط أقصر من ربيع الغزلان ) ونشر الموقع الموضوع بنصه الكامل باستـثناء صورة القـط المرفقة معه ، وكتبنا رسالة للأخ ثامر في 10 أيـار ، بأنه ( تـم نشر موضوعكم . . لأنه جـدي جدا ولم يسئ لأحد بالذات ، خصوصا أنه تمت كتابته كتعقيب على الضجة الظالمة من دون سبب التي أثيرت ضد الأستاذ وديع الذي كان جديا وواضحا في رده على الحملة التي جاءته من برطلة ، وأن موضوعكم جرى اعتباره في السياق نفسه من الجدية ، ولهـذا فـإن نشر صورة القط معه قـد يؤدي إلى صرف بعض النظر عن جدية الموضوع . . ) وأجاب الأخ ثامر ( . . . أكرر شكري وموافقتي على مـا أرتأيتـم . . ) وذكرت الآن هذه القضية فقط للتوضيح بـأن موقف قسـم الأخوة في برطلة ربما كان جزءا من عدم وضع الأمور في نصابها الحقيقي ، وهو إحدى المشكلات التي يعـاني منها شـعبنا في الداخـل .

وأعـود إلى غورباتشـوف ، في 1988 جاء في زيارة رسمية إلى يوغوسلافيا ( وكنت لازلـت في حينه مراسلا لوسائل الإعلام العراقية ) واستطعنا مجوعة من الصحافيين الأجانب الذيـن نملـك هويـات إعتـماد ، أن نلتـقي به خلال وجوده في مبنى هيئة الرئاسة اليوغوسلافية في بلغراد ، وسألناه عن إجراءاته لإحتواء المشاكل التي بـدأ يعاني منها الإتحاد السوفيتي ، فأجاب ( ارشدوني إلى مكان في العالم لاتوجد فيه مشاكل لأقصده وأعيش فيه ) وبعـد إنتهاء اللقاء تحادثنا نحن الصحافيون في شأن هذا الجواب وخرجنا بنتيجة ، أن الرجل ( ليس مؤهلا لقيادة دولة مـادام يتهرب من واقع بلاده وحـل مشاكله ، وأن الإتحاد السوفيتي في خطر لوجود مثل هذا التفكير لدى قيادته ) وقد نشرت هـذا في حينه في جريدة الثورة . . واليوم ، إحدى مشكلات شـعبنا أن قادته يقـرون بوجود المشاكل إلى حـد البكاء على أطلالها من دون التفكير بالحلول اللازمة لهـا .

وأنـا معـك ، أن الصراع في شـأن التسمية لشعبنا هو شبيه بحكاية ( حسن وكجل ) فالكل يعتـرف " بأننا شعب واحد بكل المقومات " لكنه يوجد بينه من ( يخترع إضافـة جملـة ) " ولكننا نتكون من قوميات " أو يرفض التسمية الموحدة ، بذرائع غريبة وحجج واهية ، وبذلك يرفض هذا البعض ( من أجل الرفض الذي يجد فيه مصلحته ، أو لدواعـي العاطفـة المذهبيـة ) حـل مشكلة مهمة ومصيرية لشعبنا ، وشخصيا قلت مرارا في كتاباتي ومحاضراتي وأحاديثي ، بأنني مقـتنع بأن قوميتي ( آشورية ) ولكنني لجمع الكلمة والوفاق الذي تتطلبه مرحلة شعبنا الراهنة لا يهمني شكل التسمية بقـدر ما يهمني وجود تسمية تجمعنا ( مادمنا من شعب واحـد ) على الأقل في المجالات التشريعية والرسمية والإحصائـية . . وقـد أكدت هـذا في مؤتمـر عنكاوا ، على رغم اعتـراضي إضافـة ( سورايا ) على التسمية القوميــة ، إنطـلاقا مـن مدلولات سورايا الديـنية لاغيـر .

نعــم ، إن الذين يريدون الشـر بنـا لايفرقون بين من يدعي من شعبنا أنه آشوري أو كلداني أو سرياني أو آرامي أو سورايا . . ألخ ، وإنما يستهدف الكل من دون تـفريق ، لـكن العجب العجاب أنـنا ، نحـن ، نفـرق بين أنفسـنا . . وبمباركة من الزعامات الديـنية وقسـم نافـذ من القـوى والتيارات السياسية والإجتماعية لشعبنا . . وهـنا تكمـن أعـتى المأسـاة .

وسـنبقـى ، أخي وديع ، نحن وكل الذين ينظرون بجميـع أبصارهم إلى قضايا شعبنا ومصيره ، نسعى إلى رفع الحجارة التي يضعها البعض أمام مسيرة عربة شعبنا ، وصيانتها من كل أذى ووقايتها من الإنحراف عن مسيرتها الصائبة ، ونرى في ذلـك ضرورة ملحة ما استطعنا إليه جهدا وطاقة ، ولنا عظة في قول حكيمنا أحيقار " إن العيـون الصالحة لن تـظلم ، والآذان الصالحة لن تصـم ، والفـم الصالح سـيحب الحقيقـة وينطـق بــها ، الرجـل الرفيـع الخـلق الطيـب القلـب هـو كالقـوس القـوي الموتـَّـر بيـد رجـل جبـار " .

وأخيـرا ، لقد تأخر هذا الموضوع كثيرا عن الوقت الذي كان ينبغي نشره فيه ، وكنت مضطرا على ذلـك ، فأنا مرتبط بعملي الصحافي يوميا من الصباح حتى الرابعة بعد الظهر ومن دون أن أتمتع بعطلة في أي يوم من الأسبوع أو الشهر أو السنة إلا من خلال الإجازات الإعتيادية السنوية التي هي بحدود ثلاثين يوما ، مايعني أنني أوعد بإكمال الموضوع في يوم معين ولكنني مضطر للمخالفة إذا اقتضت ضرورات عملي الصحافي لأنه واجب والسبيل الوحيد لمعيشتي فلا مصدر آخر لي للعيش إطلاقا . . ومعذرة لهذه الإضافة التي وجدتها ضرورية لتوضيح سبب تأخر إنجاز هذا الموضوع ونشره . ، فـأنا كثيرا مـا أوعـد كتابة أو كلاما ، وذلـك تعبـير عـن رغبـتي . . ولكنـني عـندما أريد التـنفيذ ، ينطبق علـي القـول المأثور : العيـن بصيـرة واليـد قصيـرة .
Opinions