أزمة البنزين تستنزف جيب المواطن قبل جهده وأمنه وراحته
22/03/2006بغداد - الصباح
التي تبقى ابوابها مفتوحة حتى بعد ساعات حظر التجوال، ولا يكاد شارع او حي شعبي يخلو منها بعد ان اضحت”مهنة “ يسهل الحصول عليها في ظل الفوضى التي تسود عددا من المحطات.
وعبر المواطنون الذين التقتهم”الصباح “ خلال جولتها في عدد من محطات التعبئة بمدينة بغداد عن تذمرهم ازاء موقف الحكومة وعجزها عن ايجاد الحلول لمعالجة هذه الازمة في ظل الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية، مؤكدين أنهم يدفعون ثمن الخلافات الدائرة في الأوساط السياسية بين الكتل المتنافسة وعدم ايلاء الحكومة أهمية للمواطن الذي اصبح ضحية هذه الخلافات. المواطن ابو احمد”معلم “ أكد انه اصطف في طابور محطة وقود المثنى في منطقة زيونة منذ السادسة والنصف صباحا واستغرق ذلك نحو خمس ساعات للوصول الى مضخة التزود بسبب وجود تمييز - حسب قوله - في الدخول الى المحطة بصورة غير مشروعة، فيما أوضح مسؤول حماية المحطة انه تعرض لاطلاق نار من قبل شخص ينتسب الى قوات الشرطة بعد ان منعه من التزود بالوقود بسبب مخالفته التعليمات. وكان مشهد الطابور في محطة تعبئة”الكيلاني “ مخيفا بحيث امتد من”المحطة الى المحطة “ اي من بداية الطريق السريع في منطقة الباب الشرقي باتجاه جنوب بغداد وعلى امتداد الخط السريع ثم باتجاه ساحة الاندلس ثم يعود مرة اخرى بالشارع الخدمي المحاذي للطريق السريع بينما”تجار السوق السوداء“ يقفون على طول الطابور لبيع البنزين بمبلغ 12 الف دينار للعبوة ذات الـ”20 “ لترا. وفي محطة تعبئة حي البنوك اوضح المواطن ضياء محسن الذي يسكن بالقرب من المحطة ان البيوت القريبة اصبحت تعاني اشد المعاناة من جراء الفوضى التي تعم المنطقة واطلاق العيارات النارية من قبل الحرس المسؤولين على حماية الامن في المحطة جنبا الى جنب مع المنظمات الجماهيرية والمجاميع المسلحة الاخرى، خاصة بعدما تحولت الى محطة حكومية قبل اسابيع. وأكد وليد محمد”طالب جامعي “ ان للمحطة ثلاثة منافذ يتم من خلالها ادخال السيارات بصورة غير مشروعة مقابل مبلغ يدفعه سائقوها للمسؤولين عن حماية المحطة وتنظيم دخول السيارات اليها، مبديا استغرابه من عدم وجود رقابة وهيئات تفتيشية للاشراف على توزيع البنزين بطريقة عادلة فيما يستولي”تجار “ السوق السوداء على الكمية الأكبر من هذه المشتقات. من جانبهم أوضح عدد من مديري المحطات لـ”الصباح “ ان التجهيز مستمر من شركة التوزيع ولا توجد شحة في الوقود وان المحطات تفتح ابوابها يوميا من الساعة السابعة صباحا وحتى قرب موعد ساعات حظر التجوال، في الوقت الذي يؤكد فيه المواطنون ان هناك أزمة في التوزيع ناتجة عن سوء الادارة لتحقيق منافع شخصية وتقاضي اموال بطرق غير مشروعة من قبل بعض ضعاف النفوس الذين لا يريدون لهذه الازمة ان تحل. يذكر ان سعر البنزين المنتج محليا شهد في الايام الماضية ارتفاعا من 150 دينارا للتر الى 250 بالسعر الرسمي وفي جميع محطات التعبئة، فيما يتم بيعه في المحطات الاهلية بمبلغ يصل الى 270-280 ديناراً للتر الواحد.