Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أستاذ جميل روفائيل,هل أفهم أنكّم مع تقسيم العراق ثم ضمّ قرانا إلى أقليم (كردستان)؟

بداية, أوّد أن أوضح للقاريئ الكريم, بأن الأستاذ جميل هو صديق أحترم فيه تواضعه وأقدّر خبرته وأراه بمثابة المعلّم الذي يستأنس الإنصات إلى إستفسارات تلاميذه و يتقبّل بكل رحابة ِ صدر حتى مشاكسات الابعض منهم , وكتاباته بالنسبة لي, سواء إتفقت معه أو لم أتفق , فهي تحتل من إهتمامي مساحة لابأس بها لما تحويه من فائده و تحفيز يدفعان بي بين الفينة والأخرى إلى لفت إنتباهه لأمور تستحق الإشاره .
أتمنى أن لا يكون تساؤلي المدرج في العنوان مبعث إستغراب في صياغته , فهو مجرد حصيله مختصره تبلورت لدي بعد جمع نتف متفرّقه كما يفعل كل تلميذ حين يُطلب منه تقييّم أداء معلّمه في نهاية كلّ فصل دراسي, وعليه توجهت بالسؤال أعلاه ,كما يجدر بي هنا ألتنويه بأن إنطباعي الإيجابي عن الأستاذ جميل لم يأت من فراغ, لا بل تكوّن نتيجة مبادرات سابقه له ومن مواقفه المشهوده وما كتبه عبر مقالات عديده ,لذا يكون من الطبيعي جدا أن أمتلك حق التعليق او الإستفسار حول ما ورد مؤخرا في مقالاته خاصة أخراهم ألتي زادت عندي الغموض و الإستغراب .

أستاذنا العزيز ابو نجاح , دعني أبدأ حيث مقالكم الأخير حول المجلس الشعبي و الحكم الذاتي و دعم أغا جان, والذي خلصتم في فحوى إحدى فقراته ألتي دفعتني إلى كتابة هذه الاسطر, قلتم بأنه في نهاية المطاف لابد من إنضمام قرى سهل نينوى او بعضها إلى مشروع أقليم كردستان ووصفتم ذلك بأنّه هو الأنسب مع تسويق تبريرات أضافت على إستغرابي قيراطا أخر ,والأمر المهم الذي أتمنى معرفته بوضوح هو المعيار الذي إعتمدتموه بحيث جعلتم رؤيتكم هي الأنسب( لمستقبل) شعبنا في سهل نينوى , ولابأس لو أوصلتني سياسياً إلى حقيقة أنني أغفل مرجعية معياركم ومدى صلاحيته .

لا أدري ألى أي مدى ستؤيدني يا أستاذي لو قلت لك بأن تذبذب الخطاب( القومي, الوطني) الذي تعتمده الأحزاب الكرديه وأسس تعاملها مع أحزابنا وممثليّنا على وجه التحديد هو مع الأسف , ما يزال , على الأقل بالنسبة لنا نحن الكلدواشوريون السريان, لا يشكلّ في بوادر حاضره أيّ ضمانات لإمكانية تحقيق طموحاتنا الوطنية والقومية في المستقبل , ممّا يفرض تلقائيا ً حالة من التحفظ وبدرجات مباينه لدى مثقفيّنا و نخبنا السياسيه ألتي تعمل على الساحه ,و سنبقى نتطلّع أملين من جانبهم إحضار النهج السياسي الشفاف في تعاملهم مع نظائرهم من ابناء شعبنا ,لأنه فقط هو الذي من شأنه أن يكفل فعلا تعميق اواصر العلاقات فيما بيننا , وكلامي هذا بمثابة تأكيد ضمني بأنهم جيراننا ألتاريخيين كما كان إخواننا العرب , وسيبقون أصدقاء لنا كما كنّا نعتبرهم طوال سنين دعمنا لقضيتهم , وأرجو أن لا يُفهَم َ منّي بأن خطابات الأحزاب الأخرى هي في مستوى طموحنا أو طموح غالبية العراقيين , كلا , فحالنا اليوم يُحزن الأعداء قبل الأصدقاء .

أعود إلى أساس الموضوع لأعلّق قائلا: لو كانت فكرة (الإنضمام) إلى اقليم كردستان أو ألى أقليم سنه ستان أو أي ستان أخرى هي رغبتك يا أستاذ جميل أو خيارك الذي تراه الأنسب , فإنّك بالمقابل تتحاشى طواعية ً أيّ ذكر ل ستان أشوريه أو كلدواشوريه لشعب تصفه الكائنات بأنه ً أصل العراق !!! رغم قناعتي بأنك سترد علي بالقول بأن ذلك غير ممكن الأن ,لا بأس, لكن أليس من حقنا ايضا, ونحن وهم والجميع نتكلم عن الديمقراطيه كنهج واجب إنتهاجه , ألا يحق لنا أيضا أن نحلم ونحكي كما يحلم ويحكي الأخرون بإقليم خاص بنا كأقليم أشور او كلد_أشور على سبيل مثال؟ حتى لو كان حلمنا فوق كيلومترات أو أمتار قليله ؟ فهو يبقى حق مشروع لابد من ذكره بالتوازي ! لم َ لا؟ هل مفروض علينا أن نكون تابع و جزء مساهم أ ومؤيّد بشكل أو بأخر في تقسيم العراق (وطننا التاريخي) لأن ذلك يمثل رغبة الكونغرس الامريكي أو لأنه طموح الإخوه الساسه الأكراد ليصبح وطننا الأم مقسّم ما بين السنه والشيعة والأكراد ثم نصبح نحن توابع ثانويين لهذا الأقليم أو ذاك؟أين الحكمة والفائدة من ذلك؟ وأي نصر سيتحقق لنا إن كانت خياراتنا مقيّده حسب ما يرغبه الأخر منّا في مشروعه وليس ما نريده ونحن في ربوع وطننا الأم ؟

لقدوضعتني في حيرة من أمري يا معلّمي الجليل,وأنا من أنداد مروّجي خطاب فصلنا عن عراقنا ( بحجة) إقامة((الفيدراليه)) ألتي أعتبرها نظام جميل من دون أي شك لكن السؤال هو ....متى وكيف ؟ وسابقى من معارضي أصحاب رسائل القطيعة ( المبطنّه ) مع أبناء وطني بغض النظر سواء كانت الرسائل دينيه أو قوميه او مذهبيه و مهما كانت المبررات لأننا كأطياف عشنا سوية مرّ وحلو ِ قرون ليست بقليله .أمّا تشبّثنابعامل الوضع الأمني وإتخاذه كحجة , فهو حال يمر به العراقيون عموما ونحن جزء منه , وإستخلاص قرار في أمر مصيري كهذا من غير الوارد أن يتم تسويقه بهذه السهوله , فهو يتطلب الكثير من الدقة والروّيه, ولا يمكن إخضاعه لمشاريع تكاد تكون طارئه حين تتبناها أحزاب سياسيه هيأت لها ظروف العراق الحاليه إمكانية الإستحواذ على قوة وصلاحية فرض سلطانها في شؤوننا كمجاميع صغيره ,لكننا أصحاب حق في وطننا, وإستخدامها واجهات أماميه لصالح أجندتها السياسيه.


كما تعلم يا استاذي ويعلم الجميع ,بأنّ الخيارالمصيري لأي شعب لا يقرره تكتيك حزب او رغبة شخص وإلا سنكون في ذلك كمن يعيد عقارب الساعه إلى الوراء , بل يقرره أصحابه وأهله من ابناء قرانا في سهل نينوى تحديدا حين تتجسّد عبر أصواتهم في إختيارهم الحر في وضع مستقر وهاديئ وليس تحت تأثير المغريات والترهيبات , وانت ترى بأم عينك يا أستاذ جميل كما أرى والكثيرين معنا, كيف أنّ البعض القليل من المحسوبين علينا يتهافتون من أصقاع المعموره وهم يستلمون إشارات من هنا أو هناك ليصبحوا ورقة الطاعه , قادمون من أميركا أو إسكندنافيا أو أستراليا و أماكن أخرى , لايهمهم من القصة كلها سوى اللقطة ألتي تملأ جيوبهم وتحقق أمنيتهم , ياتينا الأخ لاهثا ليتاجر بقضيتنا ومستقبلنا وهو أساسا لا من سكنة قرانا ولا يفقه تاريخ وماهيّة خصوصياتنا و علاقاتنا بالمدن المجاوره وأهلها , يأتينا حاملا في جعبته دفتره وقلمه ليسطّر ما يقربّه من حضرة السلطان و من تحقيق صفقة عمره في بناء بيت ٍ عجز عن بنائه بعرق جبينه , أو سعيه إلى منصب عجز الحصول عليه بكفاءه , متجاهلا بأن موضوع إختيارجهة الإنضمام إليها_ لو كان هو ملاذنا الوحيد _ ( وذلك ما لا أعتقده) ,يكون الطريق السليم إليه عبر إجراء إستفتاء رسمي تشرف علية الحكومة العراقيه أو هيئة الأمم المتحده في حال عجز الحكومه , لذلك أقول بأنني لا أستسيغ صدور هكذا كلام من أستاذ وصحفي خبيرمثل حضرتكم , ليس فقط على مستوى تاريخ شعبه ووطنه لكن على مستويات دوليه أوسع خاصة على الصعيد القومي السياسي , نعم يؤلمني جدا أن أقول بأنك في طرحك وعن دون قصد تغازل ما يطرحه الطارئون المنتفعون من قضيتنا , وأنا متأكد مائه بالمائه بأنك لست واحدا منهم وحاشاك أن تقلّدهم أو تروّج لهم في ذلك.

أمّا في حال كان إستخلاصك لهذه الرؤيه ناتج عن قراءة( وقتيه ) للوضع الطاريئ الذي يمر به العراق , كان الأفضل أن تطرح تصوّر سياسي أو برنامج مقترح لناشطينا السياسيين العاملين على الأرض وهو بالتأكيد سيلاقي رضا وتأييد من لدنهم , يمكن من خلاله العمل على إجتياز مرحلة الفوضى باقل خسائر بشريه أو معنويه لحين الإنفراج الذي لابد من أن يتحقق عاجلا .
من هنا يحق تعميم سؤال سياسي وهو: هل الوضع الأمني الطاريئ الذي يمر به العراق يشكل دافعا منطقيا و سببا معقولا لفرض خيار الإنضمام إلى الجزء ألذي لازلنا نجهل إلى ماذا سيفضي إليه مشروعه السياسي و الجغرافي والإقتصادي , فهو غير واضح المعالم , و مختلف عليه وعلى الدستور الذي تمّ تمريره ؟ أي ببسيط العبارة هل السبب الأمني الطاريئ هو حجه مقبوله سياسيا من أجل إقرار مستقبل وتحمّل مسؤولية مصير قوميه تفترش أجنحتها عموم أرض العراق في تاريخه من شماله إلى اقصى جنوبه ؟

أستاذي العزيز, دعني أكون أكثر صريحا ولو حبّه واحده, إنّ التضارب الذي أشهده مؤخرا في مقالاتكم يجعلني أعيش إشكالية أبدو حائرا في كيفية تفكيكها , ولا أدري إن كان الخلل يتجسد فيّ َ و بالأرضيه ألتي أرتكن فوقها في تقييمي لقراءة طروحاتكم ,حيث أنني بدأت مؤخرا أقرأ العجاله في أحكامكم وهي ليس من صفاتكم ألتي إعتدناها , فأنتم تارة تحذرّون الذين هم خارج الوطن من مغبّة التدخل في فرض أراءهم على أهلنا الذين يعانون عن كثب جراء ما يدور في الوطن وانا من مؤيّدي هذا الموقف التحذيري خاصة لو كان التداخل في وقت ووضع مثل الذي يعيشه أهلنا , لأنّه كما تؤكدون في إحدى مقالاتكم بأنه من شأنه أن يسبب إرباك و أذى لأهلنا و لعلاقاتهم الإجتماعيه التاريخيه مع شرائح محافظة نينوى وسكانها علاوة على ما يسببه ذلك من إلهاء لأحزابنا في خوض صراعات داخليه أشبه بتلك التي أدخلنا أنفسنا فيهاهائمين حول التسميه ثم خرجنا منها بالتالي بأسم ثلاثي مرّة بالواوات ومرة من دونها ومرّة أخرى سورايي وهلم جرا , وتارة أخرى يا استاذي العزيز, أراكم تربكوننا وأهلنا في إقحام ألرؤى , و في المحصلّه كلّها إضافات لمتاعب على متاعبهم في الرهبة والخوف الذان يفضيان إلى إختلال توازنهم و التسارع إلى البصم على الأبيض دون دراسة وتمحيص , وفي الجانب الأخر نأتي و نطالبهم ونطالب أحزابنا بضرورة توحيد الجهود والعمل على تحقيق إستقلالية القرار وفي طرح الخيار, إذن اين هو الصحيح وكيف سنساعدهم على التوحد وحسن إختيارهم في رسم مستقبلهم ؟

بالنسبة لي شخصيا , لحد الأن لم يرد إلى مسامعي ولم تقرأ عيناي بأن جماهير قرانا قد طالبوا أو يطالبون بالإنفصال عن وطنهم الأم العراق(فيدراليا) لإلحاقهم بهذا الأقليم أو ذاك , وإستخدامي لكلمة الإنفصال حالها شبيه ٌ بحال الطماطة التالفه والمفعوسه التي تغطيها عدة طماطات طازجة وسالمه لتزين أعلى الصندوق شأنها شأن مصطلح الفيدراليه الذي نستخدمه اليوم ,وبحسب علمي لم يتم بهذا الخصوص إجراء أي إستفتاء شعبي رسمي من قبل الحكومة المركزيه , كما أنني لم أقرا عن إستعداد تأييد أهالينا في قرى سهل نينوى لفكرة إلحاقهم بمشروع الأحزاب الكرديه , ولا أدري هل أهلنا فعلا مستعدون قوميا ووطنيا وإجتماعيا وثقافيا لتقبل أو حتى تأييد مشروع الجهة السياسيه ألتي إنفردت مؤخرا في تأييدها ومباركتها لمشروع تقسيم العراق الذي أقرّه الكونغرس الأمريكي.

إذن أين دواعي طرح مثل هذه الإثارات حاليا يا صديقي العزيز ؟ وما جدوى إثارة أفكار ربمّا لا يرتضيها لا أهلنا ولا غالبية أبناء المحافظه في وقت يشهد فيه العراقيون صراعات على أشدها حول الفيدراليات والأقاليم وحول مشروعية الدستور ومدى صلاحيته وأداء البرلمان ومطالبات البعض بإنتخابات مبكره و تبّني مشروع المصالحة ألذي لو تحقق سيكون من شأنه ان يغير موازين الأمور في مجملها وذلك ليس بمستبعد.

أمّا موضوعة ألأمن الإجتماعي في قرانا و بكل مجالاته , لا يمكن تحقيقه عبر ترك الحبل على الغارب في تسليم الأمر بكامله لمشيئة أحزاب سياسيه ومسلحيّها,وواقعنا الحالي لا ينفي ضرورة التعاون المتبادل في الإستفاده من الخبرات من أجل ترتيب أحوال أهلنا, لكن بشرط حفظ إستقلالية كل طرف وحقه في إتخاذ ما يناسبه من قرارات تخدم مصلحته المحليّه,وأوّد هنا التذكير بأنّ الذي كان يحمي ويدافع عن جبهة إمتداد جبل ألقوش طوال سنين الحركة الكرديه المسلّحة هم الوطنييون من أبناء تللسقف وتلكيف وباقوفه وألقوش وباطنايا وشرفيه وعين بقره وكيرانجوك وبدريه وپيروزافه وأبناء قرى إخواننا اليزيديين ألذين قدمّوا المئات من الشهداء, إذن ما الذي تغيّر أليوم؟ خبرات أهلنا كما اثبتوا في الماضي القريب والبعيد, تؤهلهم بما فيه الكفايه من أجل ترتيب حراسات حماية أنفسهم ومراعاة خصوصياتهم في غياب قوات عراقيه نظاميه إلى حين تتمكن الحكومة المركزيه من أداء واجباتها بالشكل الصحيح ,ويكون حسب رأيي, وهو مجرد رأي , من الأفضل عدم الإكتفاء بتحميل مسلّحي الحزب الديمقراطي الكردستاني أو اي حزب أخر أعباء هذه المهمه نظرا لما تحمله من تبعات يجوز لها ان تعكّر أجواء العلاقات الإجتماعيه وحسن الجيره .

أكتفي بهذا القدر , وارجو المعذرة عن الإطاله , وشكرا مقدّما ّ على سعة صدركم . Opinions