أسلوب الحوار
دون شك لا يمتلك أي إنسان الكمال لأن الكمال هو لله وحده، وجميع الكتاب يكتبون انطلاقا من تجربتهم في الكتابة وعن اهتمامهم الخاص منهم في السياسة أو الدين أو الفلسفة او التاريخ ... ويجب على الكتّاب أن لا يختلفوا فيما بينهم على تفاصيل الموضوع لأننا نمتلك حرية الرأي ويجب أن نحترم حرية الآخر في أبداء رأيه، وهذا أيضا لا يمنع أن أبدي رأيي فيما يقال هنا وهناك لكي نصل إلى قناعة شبه متفقة إن لم نكن متفقين كليا، كما أن اختلافنا لا يفسد بالود قضية لأن هذا الاختلاف هو الذي يغني الفكر ويُثريه ويرفع من شأنه وشأن الأمة إن كنا نتجادل في الأمور القومية، الجدال النابع من الغيرة على الأمة ومن صونها ومن بنيانها وبنيان مجدها في الحاضر والمستقبل.ولذلك نجد من يوافق رأي هذا أو من يتقاطع مع رأي آخر ويستمر النقاش ويتم استخدام الكلمات غير اللائقة ربما هنا او هناك ويعتبر ذلك البعض أن الكاتب يسلب حقه في التعبير ويبدأ هو بالانتقاد وبدون أن يدري هو أيضا يصادر حق غيره في المناقشة وكما استخدم الأول عبارات لم تعجب الثاني نجد الثاني يستخدم ذات العبارات وهو يتشكى مما كتبه الأول لنصل في النهاية لما نسميه نقاش بيزنطي لا يُغني ولا يُسمن، ومؤخرا قرأت مثل هذا في سطر من كتابات أحد الأخوة الذي يصف ما كتبه غير بالصبيانية أو كلمات أطفال، وهنا نتوصل إلى أن الكتابة بهذا الأسلوب لن تكون كتابات مفيدة لنضالنا القومي ولا حتى لاثبات ذواتنا بين الآخرين لأننا سنكون مثار تندر واستخفاف على أقل تقدير.
الكثيرون كتبوا بعد تعليق سيادة المطران لويس ساكو منهم المؤيد ومنهم المستنكر وأنا كنت بينهم بمقالة استعرت في عنوانها كلمتي المطران التي أثارت الجدل كله (وهم وفخ) ، لكنني ام أنتقص من مكانة مطراننا الجليل بل حاولت أن أعليها بأن أطالبه بأن يبتعد عن الجو السياسي الذي هو شائك جدا وربما تكون غايته تبرر الوسيلة وقد تصل إلى تقاطعها مع فكر المؤمن الذي يريد الخير دائما ومن ضربك على خدك فاعطِ له الآخر وغيرها من أقوال المَحبة التي تريد منا ان نحب القريب كأنفسنا وحتى العدو و و و .
إننا يجب أن نكتب للبنيان ولا نقصد بذلك أية جهة سياسية في شعبنا لأنهم جميعا أخوة لنا نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، ويجب علينا أن لا يفرقنا أكيتو لأن المسيح أهم منه رغم أهمية أكيتو القومية لأننا يجب أن نستند على أكيتو لكي نتقدم ونتقوى في كل المجالات السياسية والقومية والدينية وغيرها.
فليس صحيحا أسلوب الحوار هذا لأننا نطمح أن نتحاور كأخوة وأن نحب بعضنا البعض وأن ننطلق من الاختلاف لمناقشة السبب الذي نختلف عليه ولا يحق لي أن أتكلم باسم المجلس الشعبي أو باسم زوعا او غيره من الأحزاب لأننا نجد كتابنا ينحازون لهذه الجهة او تلك دون أن يكونوا منتمين حتى لهذه الجهة أو تلك لكن غيرتهم هي التي تدفعهم لذلك لأننا في النهاية إن كنا مخلصين يهمنا أن يكون المجلس الشعبي قويا وكذلك زوعا وغيره من الأحزاب لأن بقوتهم سنكون كشعب أقوياء ونطمح أن نساعدهم لكي يجدوا طريقا للحوار الانساني البناء وعيب علينا أن نكون سببا لزيادة الفرقة فيما بينهم، لأن عمل كهذا هو من عمل الشرير الذي يريدنا متفرقين متشرذمين غير عمليين ولا واقعيين، فطموحي أن نصل بالحوار ونرتقي به لكي يخدم مصالح السورايى ويجعلهم أمة راقية بين أمم العراق والعالم، فهذه دعوة لكي يكون حوارنا بناءا إنسانيا فاعلا.
عبدالله النوفلي
3 نيسان 2009
http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/montada-f7/topic-t890.htm#1342