أطلالٌ عائمة
تلك هي التفاتتكيحلو لكَ أن تجعلها عابرة
حدقة تُصوِّبها على عنقي
وأخرى تحط على أصابعٍ مرتعشة
ذاك.. ركن كان لنا
هنا شفاهٌ مبتسمة
..
هنا شحنةٌ غاضبة
شجارٌ أرعن عبق دخاناً في سهرة البارحة
..
هنا ملامح عشق متردد
بين احتضان متورمٍ وعودة متعثرة
..
هنا أريكة .. قميص ورباط
وهنا سوار وأقراط مرميةٌ معاتِبة
..
هنا كلماتٌ تشبهني
منسيةٌ كالفتات على زاوية طاولةٍ خالية
..
هنا وجهكَ يقتنصُ مسافة
بين البقاء أو انتعالِ عودةٍ عاصية
..
هنا ذكرى لكتاب سجا
تحت غبارِ حكايةٍ راقصة
تعلو السحاب بزوبعةٍ ماجنة
تزلزل الأرض بخبطةٍ حانقة
..
هنا هاتف ينتظر رنيناً
لصوتٍ متلهِّفٍ
لقبلةٍ مكابرة
..
هنا قصائد معلقة كمشنقة
تاهَت عنها رقابُ أبطالِها
حائرةٌ هي.. غائرةٌ
كبئر تعِبَ من عمقِ أسراره
فتسلقَ الكلامَ ليصيرَ غابة
..
هنا رثاء
هنا وداع
هنا صهيل
هنا دعابة..
كركرةُ حب إمتَهَنَ العراكَ
على سريرٍ دافئ يخصِّبُ الرجاءَ
..
هنا "نحن"
نزحف كساحلٍ
نركبُ البحرَ كجزيرةٍ راسيةٍ
تعاندُ الريحَ على كفِ عفريت
وتمتشقُ الفضاءَ كأطلالٍ عائمة
..
هكذا "نحن"
نختلسُ البقاءَ .. نمتصُّ رحيقَه
في صُوَرٍ متخثرة بِفَشَلٍ متباكٍ
وانتصارات ساخطة
..
هكذا "نحن"
نغيبُ ونغيب ..
يسودُنا العشقُ.. يجتاحُ مطارِحنا
في انحداراته الصاعدة
...
ليلى كوركيس
مونتريال – كندا
12 أيلول 2006