أغرب مناشدة الى وزير الثقافة في اقليم كردستان
قرات أغرب مناشدة في التاريخ الحديث لواحد واربعين كاتبا وأديبا تحت التسمية المركبة ( من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوريين ) الى السيد وزير الثقافة في اقليم كرستان والمنشورة على موقعنا الغيور عنكاوا كوم ،الرابط الاول في نهاية المقالة ، مطالبين حجب الدعم المالي المقدم الى اتحاد الادباء والكتاب السريان الذي يؤدي ، حسب زعمهم ، دون الوصول الى تحقيق هدف توحيد الاتحادات الثلاثة ، والاخر في طور التشكيل ( يقصد به الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ) . ناشدوا الوزارة توحيد هذه الاتحادات في اتحاد واحد يكون هو الممثل الشرعي ، حالهم حال الشعوب الاخرى ، وعدم تقديم الدعم المادي او المعنوي لأي اتحاد من هذه الاتحادات على حساب الاخر ، لكي لا تكون وزارة الثقافة طرفا في هذا التشتت والتناحر وتوجيه القيادات الادبية والثقافية للتفاعل الجاد والفعلي .لم يكن غريبا على هذه المناشدة من كـُتاب التسمية المركبة لحجب تقديم الدعم المادي لاتحاد الادباء والكتاب السريان وللاتحادات الثقافية والادبية الاخرى ، وقبلها ناشدوا دعاة التسمية عدم درج قوميتنا الكلدانية في الدستور الكردستاني ، ووصلوا الى غاياتهم ، فالراي الأوحد هو الصواب ، ومن خالفه زندقة، ويصبح كافرا . ينكشف الامر بجلاء ان الايدلوجية باحاديتها ووحدانيتها وتفردها الدكتاتوري لن تقبل اطلاقا الرأي الآخر ، ولا بقراءة اخرى غير تلك القراءات التي تستمدها من نظريتها التي ظهرت على الساحة العراقية منذ عام 2003 ، فهي منظومة الصدق المطلق التي لاترى الاخر إلا عدوا يجب ان لا ينال حقوقه إلا من خلالها ، فهو خاضع لها قهرا ، رغم الأنف ، وكبح الراي الاخر واخراس كل الاصوات المثقفة إلآ صوتهم هم وحدهم ، مهمتهم تطهير كل قلم يختلف في الرأي مع ايدلوجيتهم . مناشدة هؤلاء الكتاب وزير الثقافة في اقليم كردستان تمهيدا لتطبيق قانون خيالي ، قد يكون قانونا مخترعا كاختراع التسمية المركبة التي لاتمت الى قومياتنا المتآخية بصلة ، بل الغاء وجودنا القومي الحقيقي السرياني والكلداني . من حق الوزير الكردستاني ان يندهش من هذا الطلب الغريب! وقد يسأل الوزير المحترم مندهشا من غرابة المناشدة ، وألأسئلة في محلها : هل هؤلاء الكتاب يريدون الشرعية لأنفسهم دون غيرهم وهم ينتمون الى المسيح ؟ اين موقفهم من قول المسيح المشهور : " احبوا اعداءكم " ‘ هل في جسد المسيح فرقة ؟ نعم من حقك ايها الوزيرالمحترم ان تسال كل هذه الاسئلة . والجواب : إن كان في قلب المسيحي محبة الله فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر ، فهي محبة كاملة بكل الارادة ، فإذا تحققت فعلا محبة الله من كل الكيان ، قلبا ونفسا وفكرا وإرادة ، تقدس كياننا وتقدس فكرنا وتقدست إرادتنا، فلما تقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . لأن المحبة لا تفيض من قلب مكرس للدنيا وحب الذات . فمحبة الاعداء يلزم ان تفيض ، كما تفيض من قلب الله علينا مجانا إن كنا نتبعه من كل القلب . المحبة الحقيقية التي لا تنظر الى الوجوه أو المنفعة . فالانسان يحب اخيه ولا يحس أنه منفصل عليه بل يؤدي دينا : من الله أخذ ومن الله يعطي .
وإذا فحصنا وصية المسيح لنا ، ان يحب الانسان المسيحي عدوه ، نجد ان الوصية في وضعها البشري هي على مستوى الاستحالة ؛ فالطبيعة البشرية هي على كل حال طبيعة حيوانية تعمل على اساس الفعل ورد الفعل ، فالعداء يقابله عداء بصورة حتمية . فإذا أردنا ان نحول العداء الى محبة ، فهنا يلزم بل ويتحتم أن نغير الطبيعة ذاتها ، فعلى هذا الاساس قال المسيح وصيته .
نعم ايها الوزير، فقد نسى هؤلاء الاخوة في المسيح حقوق الاخرين بالمطالبة بحجب الدعم لاتحاد الكـُتاب السريان بحجة الوحدة والشرعية ، انها نفس نغمة دعاة القومية العربية بالوحدة ، والتي لم تنفع بل سقطت وقبرت وماتت الى غير رجعة ، المستندة الى الغش وحب الذات .
من هنا نفهم ان المنهج الاوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال ست سنوات والغت حرية الانسان الكلداني والسرياني وفكره بحجج واهية لاتمت الى الواقع بصلة ، ولا تمت الى الوحدة بصلة ، لان اختيار الكاتب او الاديب اتحاده امر يخص انتمائه وافكاره . الوحدة لاتاتي عن طريق حجب الدعم بل تاتي مفاتحة الاتحادات بعضها بعضا لاسباب تتعلق بهم وبروح الاخوة والتقارب ، لان الوزارة ليست طرفا في دمج الاتحادات واضفاء الشرعية على هذا الاتحاد دون الاخر . مناشدتكم هذه تعني قتل الديمقراطية في اقليم كردستان واسكات صوت الكاتب وتحطيم قلمه . وانا متأكد ان الاخوة في اقليم كردستان يريدون ترسيخ الديمقراطية ونموها وليس العكس .
ان اشارة ( 41 كاتبا ) الى اتحاد طور التأسيس يعني عدم تقديم الدعم الى الاتحاد العالمي للكـُتاب والادباء الكلدان ، اود ان اوضح للاخوة الاعزاء (41 كاتبا ) ، ان اتحادنا ( الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان) يقوم ارساء قواعد الثقافة والوعي بكل اركانها . والبيان التأسيسي المنشور في المواقع يكشف عن المستوى القومي الرفيع الذي بلغه ، ليس الكتاب المذكورين في البيان فحسب ، بل والذين بقوا شامخين ، متباهين ، ثابتين في قوميتهم العريقة ، دون انكارها او تغييرها او ايجاد تسميات دخيلة. الشعب الكلداني اتخذ الحق منهاج ايمان وعقيدة وحياة وسلوك . من هذا نفهم لماذا كان هذا العمق الكلداني الذي اجتهد الكتاب والادباء ان يستودعوا الوعي القومي والثقافي لهذا الشعب . ان شروق نور الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان في وسط شعبنا كان قد بلغ شأوا كبيرا في النضج والوعي الثقافي والانساني ، وقدم نماذج لإيمانه بحالات نضال كتابية رفيعة المستوى . جاء الاتحاد محمولا بالايمان في حريتنا في اتخاذ القرار ، ليتتبع هذه الحقائق في اصولها وينابيعها . ونصيحتي الى اخوتي في المسيح ، الكف عن تهميش الاخر بحجج واهية وشرعية مبهمة ، اصرفوا وقتكم للبناء لا للهدم ، ليس لكم الحق في المناشدة، اعطاء الدعم لفلان ، وحجب لذاك .
ختاما اود ان اقدم تحية وتقدير الى اتحاد الادباء والكـُتاب السريان وارجو لمؤتمركم المزمع عقده يوم 29/9/2009 النجاح والتوفيق . ( الرابط الثاني : رد اتحاد الادباء والكتاب السريان )
( الرابط الاول : المناشدة )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,349755.0.html
( الرابط الثاني: الرد )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,350165.msg4195343.html#msg4195343