Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أغرب مناشدة الى وزير الثقافة في اقليم كردستان

قرات أغرب مناشدة في التاريخ الحديث لواحد واربعين كاتبا وأديبا تحت التسمية المركبة ( من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوريين ) الى السيد وزير الثقافة في اقليم كرستان والمنشورة على موقعنا الغيور عنكاوا كوم ،الرابط الاول في نهاية المقالة ، مطالبين حجب الدعم المالي المقدم الى اتحاد الادباء والكتاب السريان الذي يؤدي ، حسب زعمهم ، دون الوصول الى تحقيق هدف توحيد الاتحادات الثلاثة ، والاخر في طور التشكيل ( يقصد به الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ) . ناشدوا الوزارة توحيد هذه الاتحادات في اتحاد واحد يكون هو الممثل الشرعي ، حالهم حال الشعوب الاخرى ، وعدم تقديم الدعم المادي او المعنوي لأي اتحاد من هذه الاتحادات على حساب الاخر ، لكي لا تكون وزارة الثقافة طرفا في هذا التشتت والتناحر وتوجيه القيادات الادبية والثقافية للتفاعل الجاد والفعلي .

لم يكن غريبا على هذه المناشدة من كـُتاب التسمية المركبة لحجب تقديم الدعم المادي لاتحاد الادباء والكتاب السريان وللاتحادات الثقافية والادبية الاخرى ، وقبلها ناشدوا دعاة التسمية عدم درج قوميتنا الكلدانية في الدستور الكردستاني ، ووصلوا الى غاياتهم ، فالراي الأوحد هو الصواب ، ومن خالفه زندقة، ويصبح كافرا . ينكشف الامر بجلاء ان الايدلوجية باحاديتها ووحدانيتها وتفردها الدكتاتوري لن تقبل اطلاقا الرأي الآخر ، ولا بقراءة اخرى غير تلك القراءات التي تستمدها من نظريتها التي ظهرت على الساحة العراقية منذ عام 2003 ، فهي منظومة الصدق المطلق التي لاترى الاخر إلا عدوا يجب ان لا ينال حقوقه إلا من خلالها ، فهو خاضع لها قهرا ، رغم الأنف ، وكبح الراي الاخر واخراس كل الاصوات المثقفة إلآ صوتهم هم وحدهم ، مهمتهم تطهير كل قلم يختلف في الرأي مع ايدلوجيتهم . مناشدة هؤلاء الكتاب وزير الثقافة في اقليم كردستان تمهيدا لتطبيق قانون خيالي ، قد يكون قانونا مخترعا كاختراع التسمية المركبة التي لاتمت الى قومياتنا المتآخية بصلة ، بل الغاء وجودنا القومي الحقيقي السرياني والكلداني . من حق الوزير الكردستاني ان يندهش من هذا الطلب الغريب! وقد يسأل الوزير المحترم مندهشا من غرابة المناشدة ، وألأسئلة في محلها : هل هؤلاء الكتاب يريدون الشرعية لأنفسهم دون غيرهم وهم ينتمون الى المسيح ؟ اين موقفهم من قول المسيح المشهور : " احبوا اعداءكم " ‘ هل في جسد المسيح فرقة ؟ نعم من حقك ايها الوزيرالمحترم ان تسال كل هذه الاسئلة . والجواب : إن كان في قلب المسيحي محبة الله فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر ، فهي محبة كاملة بكل الارادة ، فإذا تحققت فعلا محبة الله من كل الكيان ، قلبا ونفسا وفكرا وإرادة ، تقدس كياننا وتقدس فكرنا وتقدست إرادتنا، فلما تقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . لأن المحبة لا تفيض من قلب مكرس للدنيا وحب الذات . فمحبة الاعداء يلزم ان تفيض ، كما تفيض من قلب الله علينا مجانا إن كنا نتبعه من كل القلب . المحبة الحقيقية التي لا تنظر الى الوجوه أو المنفعة . فالانسان يحب اخيه ولا يحس أنه منفصل عليه بل يؤدي دينا : من الله أخذ ومن الله يعطي .
وإذا فحصنا وصية المسيح لنا ، ان يحب الانسان المسيحي عدوه ، نجد ان الوصية في وضعها البشري هي على مستوى الاستحالة ؛ فالطبيعة البشرية هي على كل حال طبيعة حيوانية تعمل على اساس الفعل ورد الفعل ، فالعداء يقابله عداء بصورة حتمية . فإذا أردنا ان نحول العداء الى محبة ، فهنا يلزم بل ويتحتم أن نغير الطبيعة ذاتها ، فعلى هذا الاساس قال المسيح وصيته .
نعم ايها الوزير، فقد نسى هؤلاء الاخوة في المسيح حقوق الاخرين بالمطالبة بحجب الدعم لاتحاد الكـُتاب السريان بحجة الوحدة والشرعية ، انها نفس نغمة دعاة القومية العربية بالوحدة ، والتي لم تنفع بل سقطت وقبرت وماتت الى غير رجعة ، المستندة الى الغش وحب الذات .
من هنا نفهم ان المنهج الاوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال ست سنوات والغت حرية الانسان الكلداني والسرياني وفكره بحجج واهية لاتمت الى الواقع بصلة ، ولا تمت الى الوحدة بصلة ، لان اختيار الكاتب او الاديب اتحاده امر يخص انتمائه وافكاره . الوحدة لاتاتي عن طريق حجب الدعم بل تاتي مفاتحة الاتحادات بعضها بعضا لاسباب تتعلق بهم وبروح الاخوة والتقارب ، لان الوزارة ليست طرفا في دمج الاتحادات واضفاء الشرعية على هذا الاتحاد دون الاخر . مناشدتكم هذه تعني قتل الديمقراطية في اقليم كردستان واسكات صوت الكاتب وتحطيم قلمه . وانا متأكد ان الاخوة في اقليم كردستان يريدون ترسيخ الديمقراطية ونموها وليس العكس .
ان اشارة ( 41 كاتبا ) الى اتحاد طور التأسيس يعني عدم تقديم الدعم الى الاتحاد العالمي للكـُتاب والادباء الكلدان ، اود ان اوضح للاخوة الاعزاء (41 كاتبا ) ، ان اتحادنا ( الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان) يقوم ارساء قواعد الثقافة والوعي بكل اركانها . والبيان التأسيسي المنشور في المواقع يكشف عن المستوى القومي الرفيع الذي بلغه ، ليس الكتاب المذكورين في البيان فحسب ، بل والذين بقوا شامخين ، متباهين ، ثابتين في قوميتهم العريقة ، دون انكارها او تغييرها او ايجاد تسميات دخيلة. الشعب الكلداني اتخذ الحق منهاج ايمان وعقيدة وحياة وسلوك . من هذا نفهم لماذا كان هذا العمق الكلداني الذي اجتهد الكتاب والادباء ان يستودعوا الوعي القومي والثقافي لهذا الشعب . ان شروق نور الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان في وسط شعبنا كان قد بلغ شأوا كبيرا في النضج والوعي الثقافي والانساني ، وقدم نماذج لإيمانه بحالات نضال كتابية رفيعة المستوى . جاء الاتحاد محمولا بالايمان في حريتنا في اتخاذ القرار ، ليتتبع هذه الحقائق في اصولها وينابيعها . ونصيحتي الى اخوتي في المسيح ، الكف عن تهميش الاخر بحجج واهية وشرعية مبهمة ، اصرفوا وقتكم للبناء لا للهدم ، ليس لكم الحق في المناشدة، اعطاء الدعم لفلان ، وحجب لذاك .
ختاما اود ان اقدم تحية وتقدير الى اتحاد الادباء والكـُتاب السريان وارجو لمؤتمركم المزمع عقده يوم 29/9/2009 النجاح والتوفيق . ( الرابط الثاني : رد اتحاد الادباء والكتاب السريان )

( الرابط الاول : المناشدة )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,349755.0.html

( الرابط الثاني: الرد )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,350165.msg4195343.html#msg4195343
Opinions