أفاع سامة تثير الرعب شرقي البصرة و"تحظر التجوال" على النساء والأطفال
شبكة اخبار نركال/ صوت العراق/السومرية نيوز/ البصرة/
العرب عدم توفر ترياق يبطل مفعول سموم تلك الأفاعي، اتهم نائب عن المحافظة دائرة الصحة بالتقصير، وحملها مسؤولية حالات الوفاة الناجمة عن لدغات الأفاعي التي تشبه أفاعي (سيد دخيل)، إن لم تكن نفسها.
وقال أحد وجهاء منطقة الصالحية ظاهر جواد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "منطقة الصالحية التابعة لقضاء شط العرب تشهد رعباً حقيقياً تسببت به أفاع سامة كان وجودها نادراً، إلا انها انتشرت بشكل مفاجئ في غضون الاسابيع القليلة الماضية"، مبيناً أن "تلك الأفاعي أسفرت لدغاتها عن وفاة أربعة أشخاص في قريتنا، آخرهم زوجة شقيقي التي فارقت الحياة قبل أيام نتيجة لدغة بيدها ترتبت عليها مضاعفات شملت تعطل وظائف بعض أعضاء جسمها، حيث أصيبت بفشل كلوي، ثم عجز في الرئتين، قبل أن يتوقف قلبها عن النبض، ولم تفلح محاولات إسعافها واستبدال دمها".
لفت جواد الى أن "محاولات إسعاف المصابين بلدغات تلك الأفاعي لم تجد نفعاً في ظل عدم توفر ترياق في مستشفيات المحافظة يبدد مفعول سموم هذا النوع من الأفاعي"، مضيفاً أن "الأفاعي التي تهدد حياة سكان المنطقة تتراوح أطوالها ما بين (30-80 سم)، ورأسها مثلث الشكل، وجوانبها صفراء، وطرف ذنبها مدبب ومعقوف".
ويبدو أن هذا الوصف ينطبق أكثر من أي نوع آخر على الأفعى ذات الحراشف المنشارية (Echis carrinatus) المنتشرة في ناحية سيد دخيل، والتي لدغت عشرات المواطنين في محافظة ذي قار خلال الأعوام القليلة الماضية.
بدوره، قال المواطن مهاجر رضا علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "انتشار الأفاعي السامة في منطقة الصالحية ربما يكون بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو مشاريع إزالة الألغام وتجريف الأراضي"، موضحاً أن "انتشار الأفاعي أدى الى فرض حظر تجوال غير رسمي على الأطفال والنساء بعد مغيب الشمس، وعندما تنقطع الكهرباء عن البيوت ليلاً ينتاب القلق ساكنيها".
وأضاف علي أن "بعض المواطنين يواصلون إبادة تلك الأفاعي بالعصي والحجارة أينما صادفوها رغم خفتها وسرعتها وصعوبة اكتشافها لصغر حجمها"، موضحاً أنها "تنشط ليلاً وعند مطلع الفجر ونادراً ما تظهر خلال النهار".
من جهته، قال الطبيب في مركز الرعاية الصحية في قضاء شط العرب علوان التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "من مهام المركز تقديم الإسعافات الأولية للمصابين بلدغات الأفاعي، ومن ثم إحالتهم الى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية المركزة"، مبيناً أن "المشكلة التي نواجهها مع لدغات هذا النوع من الأفاعي تكمن في عدم معرفتنا لنوع الترياق المخصص لعلاج المصابين بسبب عدم تحليل عينات من سموم تلك الأفاعي لتحديد الترياق المضاد لها".
وأكد التميمي أن "هذا النوع من الأفاعي تسبب في غضون الأعوام القليلة الماضية بقتل عدد من العسكريين الذين كانوا يعملون حراساً في منفذ الشلامجة الحدودي الواقع ضمن الحدود الإدارية لقضاء شط العرب".
من جانبه، حمل النائب ضمن كتلة الأحرار عدي عواد في حديث لـ"السومرية نيوز" خلال زيارته منطقة الصالحية في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، دائرة صحة البصرة "مسؤولية حالات الوفاة الناجمة عن لدغات هذا النوع من الأفاعي لان الدائرة فشلت في تجهيز مستشفيات المحافظة بترياق مخصص لمعالجة المصابين بلدغات تلك الأفاعي على وجه الخصوص"، معتبراً أن "دائرة حماية وتحسين البيئة ينبغي أن تراقب التنوع الاحيائي وترصد الحيوانات المفترسة لحماية المواطنين من مخاطرها".
يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتداداً للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال الخليج العربي من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي والجغرافي حالة من التنوع الاحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث تعيش في البصرة الكثير من أنواع الزواحف بما فيها أفاع وثعابين برية سامة، وأخرى مائية قال عنها الجاحظ في مؤلفه (الحيوان)، إن "حيات الماء فيها تفاوت، أما أن تكون لا تضر كبير الضرر، واما أن تكون أقتل من الحيات والأفاعي".