أكل هذا انت ..!؟
ستبق فاقول انني لم اكن اعرف عن كامل شياع سوى صورة باهته حول اسمه الذي سمعت به من قبل هنا وهناك .. ولم تكن عندي فكرة محددة عن نشاطه الفكري او الثقافي ، وعندما نقل لنا سيف الخياط وعماد العبادي خبر اغتياله في ذلك السبت الدامي واردنا ان ننشر الخبر على شاشة فضائية الديار سالنا ماذا نكتب صفة له : الكاتب ؟ المفكر ؟ الاديب ؟ الباحث ؟ المستشار الثقافي ؟ قالوا هو كل هذا ....وصرنا نكتشف حجم وقيمة شخصية كامل شياع وفكره من خلال ما كتب عنه خلال الايام الماضية .. مفكرون وسياسيون وادباء ومثقفون واساتذة وشعراء وباحثون واعلاميون سطروا ما يعرفونه عنه شخصيا ، تجارب ذاتية ومعايشات وانطباعات جعلت من قامة الشهيد نصبا للفكر والثقافة التنويرية , - واذا استثنيا المقال الرخيص واللئيم لسعدي يوسف – فان كتابا عراقيين مشتتين في انحاء الدنيا قدموا لنا صورة تدعو للفخر عن المفكر العراقي المتنور كامل شياع الذي لم يعرف عنه بعضنا الكثير ، ومن خلال ما قرأت عنه وجدت تفسيرا مقنعا ومبررا لانحسار شهرته بيننا في العراق ... فقد وجدنا من كتب عنه يتحدث عن تواضعه وانهماكه في العمل الثقافي الجاد... وطوال سنين الغربة كان يحلم بالعودة الى الوطن فعاد مع انهيار النظام السابق ليضع لنفسه برنامج عمل للتنوير الثقافي والمساهمة – بالرغم من كل الاحباطات = ببناء العراق الجديد ،و بالتشبث بالطموحات وتحقيق الاحلام المؤجلة .. واصر ان يعمل بمثابرة وبلا جعجعة اعلامية ولا حب الظهور الاجوف ..
ولم يعاود الهجرة ثانية مثل كثيرين من الذين اسرعوا بالمجيء واسرعوا في الهروب لان الامور ليست كما يرومون ، وبقي مثقفنا الشجاع كامل شياع متشبثا باحلامه وخططه وطموحاته التي كان واثقا من تحقيقها يرشده الى هذا الموقف الفكر الجدلي الذي كان يؤكد له ان التناقضات في المجتمع ستقود الى التغير الحتمي نحو الافضل .
لقد شعرت بالخجل لقلة معلوماتي عن كامل شياع وهو كل هذا الذي كتبه عنه اصدقاءه وزملاءه ومعارفه ورفاق طريقه .. ومما لا شك فيه ان هنالك العديد من امثال كامل شياع في ازقة ودروب الثقافة العراقية ..
اننتظر ان تغتالهم قوى الظلام والتخلف والغيبيات كي نكتشفهم او ننتبه الى قيمتهم الفكرية والابداعية !!!