ألمانيا تدعو المجتمع الدولي لمحاسبة المتورطين بارتكاب جرائم ضد الإيزيديين
المصدر: صحيفة المدى
دعت المانيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية ومحاسبة المتورطين بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الايزيديين في العراق، لكنها اقرت بصعوبة هذه المهمة.
وذكر تقرير لموقع (DW) الإخباري الألماني ترجمته (المدى)، أن "وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك قالت خلال زيارة تفقدية لها لمخيم (قاديا) الذي يضم الناجين من النازحين الايزيديين في محافظة دهوك بإقليم كردستان بان العالم قد فشل بمنع تنظيم داعش الإرهابي من ارتكابه لجريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين".
ونقل التقرير، عن بيربوك قولها ايضاً، إن "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جلب المتورطين من هؤلاء المجرمين للعدالة".
وأشار التقرير، إلى أن "المسؤولة الألمانية أطلعت اثناء زيارتها للمخيم الذي يضم أكثر من 12 ألف شخص وغالبيتهم من النساء الايزيديات الناجيات والأطفال على مجموعة من الفتيات يجلسن عند منضدة وهن مشغولات بتنفيذ رسومات على ورق باستخدام الألوان".
وأكد، أن "هذا جزء من جلسات علاج نفسي يقوم بها المخيم لمساعدة الناجيات على تخطي مراحل صعبة وصدمات نفسية تعرضن لها على يد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي".
وبين التقرير، أن "قسماً من الصور التي رسمتها الفتيات كانت عبارة عن تفاصيل لذكريات صعبة مررن بها تحت حكم داعش، نساء مقيدات سوية بسلاسل، او نساء اخريات اجسامهم مغطاة برداء اسود من الرأس الى القدم، او رسومات تظهر جثث ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض".
وأوضح، أن "جميع السكان اضطروا وتحت حكم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق عام 2014 بضمنها منطقة سنجار في محافظة نينوى مركز تجمع الايزيديين إلى ترك منازلهم وقراهم والهروب الى سفح جبل سنجار مع تعرض الالاف منهم لقتل او الاختطاف، وخصوصا النساء الايزيديات اللائي تعرضن للاستعباد الجنسي والاغتصاب والزواج القسري من افراد مسلحي داعش".
وزاد التقرير، أن "وزيرة خارجية المانيا أطلعت خلال زيارتها للمخيم على قسم من المشاريع التي شاركت ألمانيا في تمويلها والتي تهدف لمساعدة النساء والأطفال على تخطي الأزمات والصدمات النفسية التي تعرضوا لها، وأرادت من خلال الزيارة للمخيم ومنطقة سنجار أيضا تسليط الضوء على المعاناة والمصاعب المستمرة لضحايا تنظيم داعش".
واستطرد التقرير، أن "بيربوك وبعد التحدث مع نساء وفتيات من الايزيديات الناجيات المقيمات داخل مخيم قالت إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبرى تتمثل بجلب هؤلاء المجرمين الى العدالة، نعم انها عملية مضنية وصعبة، ولكن إذا لم تكن هناك عدالة فعندها لن تكون هناك فرصة للتعافي وليس هناك فرصة للتصالح وليس هناك فرصة لمستقبل".
وأورد، "في كانون الثاني اقر البرلمان الألماني رسميا باعتباره المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق بالايزيديين هي جريمة إبادة جماعية، وعبرت حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان فضلا عن المجتمع الايزيدي عن ترحيبها بهذا التحرك وذلك خلال لقائهم بوزيرة الخارجية الألمانية هذا الأسبوع".
وأوضح التقرير، أن "وزيرة الخارجية الألمانية تعهدت ببذل الجهود لجلب المتورطين بهذه الجرائم للعدالة، ان كان ذلك ضمن النظام القضائي العراقي او في الخارج، وفي خطوة منها ضمن هذا الموضوع".
وعد التقرير، "المانيا التي يعتقد بانها تضم أكبر عدد من المهاجرين الايزيديين الذين لجأوا اليها على مستوى العالم والذي يقدر عددهم بحدود 150 ألف شخص، هي من بين الدول القلة التي اتخذت إجراءات قانونية ضد افراد من مسلحي داعش".
وأضاف، أن "محكمة المانية أدانت مسلحاً عراقياً من تنظيم داعش في تشرين الثاني 2021، متهم بمشاركته بجريمة الإبادة الجماعية ضد الايزيديين، وكانت المحكمة الأولى من نوعها في العالم".
ويسترسل التقرير، أن "امرأة المانية مثلت امام قاضي في كانون الثاني في جلسة محاكمة وقعت أحداثها في محكمة مقاطعة كوبلنز الألمانية وكانت متهمة بتقديم المساعدة للتنظيم الإرهابي والتحريض على ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية وكذلك استعباد امرأة ايزيدية وتعذيبها خلال اسرها في سوريا".
وعلى الصعيد السياسي قالت المسؤولة الألمانية، بحسب التقرير، إن "استقرار العراق هو عامل جوهري وحيوي لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأشارت بيربوك، إلى أن "نجاح العراق في الحفاظ على بيئة مستقرة من الممكن له ان يمثل نموذج للاستقرار على الصعيد الإقليمي".
ودعت بيربوك، المجتمع الدولي لـ "تقديم الدعم لبغداد والاقليم في وقت يقوم فيه حاليا مستشارون من الجيش الألماني بتقديم المساعدة في تدريب قوات البيشمركة في إقليم كردستان في حربهم ضد بقايا مسلحي داعش الإرهابي".