أليست صراحة الأستاذ افضل من النفاق السياسي للأحزاب الآشورية ؟
habeebtomi@yahoo.noقرأت مقالاً للزميل كامل زومايا يعاتب السيد عوديشو ملكو لانه يدعو الى الآشورية ولا يشير الى التسمية المركبة الكلداني السرياني الآشوري كما يدعو له المجلس الشعبي وغيره من الأحزاب الآشورية .
ومقال السيد كامل زومايا المعنون :
الأستاذ الفاضل عوديشو ملكو لمصلحة من اذكاء نار الفتنة بين ابناء شعبنا وتشويه سمعة رابي سركيس اغاجان ؟
هذا المقال قرأته وفي معظمه يذهب الكاتب زومايا الى تاييد طرح الاستاذ عوديشو ملكو في التنديد بغبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي والأساقفة الكلدان ترضية للخطاب الآشوري العام ، وفي فقرات قليلة يشير زومايا الى مقال الأستاذ عوديشو ملكو بنقد خجول .
بنظري حتى هذا النقد ليس له مبرر ، فالرجل يعبر عن رأيه بكل صراحة ووضوح ، وأنا يعجبني هذا الطرح وطرح الزميل سام شليمون الذي يقول بصراحة :
" الكلدان هم الأقلية بين مكونات الشعب الآشوري " ، وهؤلاء وغيرهم يعبرون عن النظرية الشمولية للآشوريين بشكل واضح وصريح ، وانا احترم صراحتهم ووضوحهم بعكس الأحزاب الآشورية التي تلوف وتدور وتناور وتفلسف وتنافق بغية الحصول على مكاسب سياسية ، فالأحزاب الآشورية تتفق مع سام شليمون في نظريته الأقصائية ، بينما يزاولون عملية النفاق السياسي بغية الحصول على اصوات وتأييد الكلدان .
وهنا يأتي خطاب بعض كتابنا الكلدانيين المتناكفين للجري وراء سراب الأحزاب الآشورية ، ليغالطوا انفسهم ، فالمعلوم ان الأحزاب الآشورية الثلاثة النافذة على الساحة السياسية ، وهي الحزب الوطني الآشوري وحزب الحركة الديمقراطية الآشورية وحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، والأحزاب الآشورية الأخرى التي تسير في ركابها وعلى منهجها ، هذه الأحزاب تمارس نفاق سياسي واضح ، إنها تتفق كلياً مع طرح سام شليمون الأقصائي ، لكنها تشتهي وتستحي كما يقال ، فهذه الأحزاب ترفع شعار الكلدان السريان الآشور للضحك على الذقون ليس إلا .
هذه الأحزاب لها اجندتها الأستراتيجية الثابتة بالنيل من كل ما هو كلداني ، تعمل وتصرف الملايين إن كان في الأعلام او بالترغيب عبر الأموال المصروفة او بالتهديد بقطعها ، بغية إلغاء الأسم الكلداني والتراث الكلداني والغناء الكلداني واللغة الكلدانية والكنيسة الكلدانية ومحو الشخصية الكلدانية والعمل على تمزيقها إرباً ، فهذه الأحزاب كما قلت كان هنالك حلف غير مقدس لطمس اي وجود او تمثيل كلداني ، وكانت تجربة انتخابات اقليم كوردستان خير مثال على ذلك .
إن السيد عوديشو ملكو والكاتب سام شليمون يكتبان دون مواربة او تضليل ودون لف او دروان انهم وغيرهم يقولون :
انهم يؤمنون بقومية واحدة وهي القومية الآشورية وما غيرها هي مذاهب كنسية لا اكثر ، لكن الأحزاب الأشورية تؤمن بذلك ايضاً لكنها تعمل على تضليل الحقائق حينما تضع اسم القومية الآشورية مع اسماء المذاهب الكنسية على حد زعمها ، إنها عملية كذب وتضليل وخداع من اجل مكاسب سياسية ليس إلا .
إنكم يا اخي زومايا والكتاب الكلدانيين من شعبنا لا اريد ان اذكر أسماءهم ، تركضون وراء السراب الآشوري معتقدين ان الأحزاب الآشورية تؤمن بالكلدان والسريان ، إنهم يقولون يوم الشهيد الآشوري ، وتأتون انتم لتقولوا يوم الشهيد الكلداني السرياني الآشوري .
إن وضعكم يشبه موقف الأكراد في العقود الماضية فالأكراد يصرخون بأعلى اصواتهم عاشت الأخوة العربية الكردية . فيما الأحزاب العربية بكل هدوء تقول الأمة العربية الواحدة من المحيط الى الخليج وليس ذكر للاكراد اللهم ألا حبن تواجد الأكراد وحضورهم في مناسبة معينة ، وهذا حال الاحزاب الاشورية حينما تذكر اسم الكلدان بوجود الكلدان فحسب ، وهذا يفسر على انه نفاق سياسي لا غير .
واقول لكتابنا الكلدان الذين يفتخرون بالنيل من قوميتهم الكلدانية
الى متى تناكفكون للفوز ببركة الأحزاب الآشورية ؟
الى متى تبقون تدعون لتمزيق اوصال الكنيسة الكاثوليكية ترضية للاحزاب الآشورية ؟
الى متى تهجمكم على الأحزاب والتنظيمات الكلدانية ترضية للاحزاب الاشورية ؟
الى متى تبقون تدقون اسفين التفرقة بين الكنيسة ، وشعبها الكلداني ترضية للاحزاب الآشورية ؟
كل ذلك تحت يافطة الوحدة القومية ، مع الأسف تؤمنون في ترهات الأحزاب الآشورية بأن حبيب تومي وغيره هم ممزقي الوحدة القومية . أنهم (الاحزاب الاشورية ) ببساطة يريدون الكعكة لهم فحسب ولا يعيرون اهتماماً لاية وحدة قومية .
ولو كانت الأحزاب الآشورية تؤمن بالديمقراطية والوحدة الصحيحة ، لناشدوا كل القوى التابعة لشعبنا منها الكلدانية والسريانية ، للجلوس حول المائدة المستديرة لمناقشة كل الأمور بروح اخوية وبندية وتكافؤ ، لكنهم يريدون منا نحن الكلدانيين ومن تنظيماتنا ومن كنيستنا ان نرفع لهم الراية البيضاء ، ونسجد لهم ونبقى ليلاً ونهاراً نبارك لهم صدقاتهم وإنجازاتهم ، ونرضى بسياسة القطيع .
يا اخي زومايا إن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، لم يحضر افتتاحية المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني الذي لا يبعد عن مقره سوى مئات الأمتار ، فيما هذا المجلس حضر المؤتمر الأشوري العام في استراليا ، الا ترى تناقضاً في التعامل ؟
الى متى تبقى انت وبعض الأصدقاء ترصدون كل شاردة وواردة لتوظيفها للتهجم على الكنيسة والأحزاب الكلدانية وعلى الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، إنكم ايها السادة الكتاب تقدمون خدمة مجانية لمن يريدون توسيع الهوة بين الكنيسة وشعبها الكلداني بحجة ان الكنيسة ضد توجهات شعبنا في الوحدة .
ايعقل هذا ؟
هل ان الأحزاب الآشورية تدعو للوحدة ام تدعو الى الخضوع لها ورفع العلم الأبيض ؟
الا تدافع كنيسة الاشورية عن شعبها الأشوري فلماذا ممنوع على الكنيسة ان تدافع عن شعبها الكلداني ؟
هل يعقل ان تغرد الكنيسة خارج سرب شعبها الكلداني ؟
أيها السادة ان وحدة شعبنا ليست في الأقوال إنها في احترام كل الخيارات إنها في الشراكة الحقيقية في كل الأمور انها في احترام كل التوجهات وليست في إخماد الأنفاس . كفاكم اللهاث وراء الأحزاب الآشورية التي تعمل على طمس الهوية الكلدانيــــــة بشتى السبل ، لقد سخروا فضائتي عشتار وفضائية آشور للعمل على وضع حد نهائي لكل ما يسمى كلداني، إن كانت اللغة الكلدانية او الغناء الكلداني او القومية الكلدانية ، وإنكم تزمرون في هذه الحفلات التي ستأتي على ثقافكم وتاريخكم ولغتكم الكلدانية وتراثكم العريق .
أقرأوا في المواقع الآشورية منها موقع زهريرا التابع للزوعا وموقع عشتار تي في التابع للمجلس الشعبي ، هل ينشرون مقالاً حراً يمتدح القومية الكلدانية ، انهم ينشرون مقالات الكلدانيين الذين يفتخرون بتبخيس قوميتهم الكلدانية فحسب . هذا هو الواقع .
إن الكلدانيين ينخرطون في مختلف الأحزاب العراقية منها الحزب الشيوعي والحزب البعثي والديمقراطي الكوردستاني ، وكل هؤلاء لا يطلبون من الكلدان تبخيس قويمتهم الكلدانية ، سوى الأحزاب الآشورية التي تشترط التخلي عن القومية الكلدانية لينال مباركة هذه الأحزاب وتفتح له الأبواب وتتناثر عليه الخيرات ويصبح واحداً من الذين يؤمنون بالدين القويم ويسلك الصراط المستقيم .
اما من هو خارج هذه الأحزاب ويفتخر بقوميته الكلدانية فهو من مفرقي الصفوف وينبغي محاربته وإسقاطه من المعادلة ، هذا هو الذي يجري بحق الكتاب والأحزاب والتنظيمات والأكليروس الكنسي الواقف الى جانب شعبه الكلداني .
حبيب تومي / اوسلو في 19 / 08 / 2009