أنا هو
أنا الطيف الذي مر عليكِأتيتك من نينوى الجريحة
من بلاد الرافدين
جئتكِ من الشرق الحزين
لوحت شمس بلادي
بشرتي فغدوت أسمرً
ظروف حياتنا هنا
منذ سنين وسنين
جعلتني أشك في كل شيء
لم أكن كذلك أبداً
حزين متألم أنا
منذ زمن ولم أزل
فأيامي وسنيني
آلامتني ولم تزل
بسبب ما نرى ونسمع
نشاهد ونشهد
لأعمال شريَرة
خطف وقتل
تهجير وسلب
تشريد ونهب
لأمة وشعب
أنتمي لها بكل فخر
كل هذا جعل مني
فضولياً
مراقباً
محاسباً
لأعرف كل شيء
بدقائقه وتفاصيله
وأراقبه
وأحاسب عن كل
هفوة وغلطة
تصدر هنا أو هناك
بحثت عنكِ في
الصفحات والمواقع
وقرأت لك كتاباتِ وكتابات
دللت نفسي
لأعرف مَعزَتي عندكِ
غضبت لكي ما
تقومي بتهدئتي
زعلت لكي ما
تتصالحي معي
حبيبتي أحبكِ بجنون
وبهيامكِ أنا مفتون
للقاءكِ أنا
مشتاق مشتاق
بأبتعادكِ عني
وتجاهلكِ لي
يصيبني الجنون
لا حاجة لاصفح عن أسمي
فحتماً انتِ تعرفينني
لانني أراك أكلمكِ دوماً
حبيبتي أريد أن
أضعكِ في قفصٍ
لا لأقيد حريتكِ
بل لغرضين في نفسي
لتكوني لي وحدي أولاً
ولأحميكِ ثانياً
نعم لأحميكِ فكل شيء
هنا غدى مخيفُ
نعم مخيفُ ورهيب
حتى نسمات الهواء
أصبحت ملوثة ومسمومة
وأغار عليكِ ... نعم
أغار عليكِ حتى
من طير الحمام
لكِ الحق أن تخافي
عليَ من المتاهات
وما أكثرها في عالمنا الردي
فما أن نخرج من واحدة
ألاَ ودخلنا في أخرى
وهكذا تمر أيامنا وليالينا
ومهما حاولت أبعادي
عن الجراحات فلن تقدري
فأننا في كل يوم
لابل كل لحظة
نجرح... و نجرح
ما أن يندمل ويشفى جرح
حتى نصاب بجرح آخر
أعمق و أمضى من الأول
وهكذا نحن على
الحال والمنوال
منذ سنين وسنين طوال
أمَا عن غدر ألايام
فحدثي نعم حبيبتي
حدثي ولا حرج
فهي كثيرة وكثيرة هذه الايام
تأتيكَ من جار و صديق وعزيز
أنقلب في لحظة من
الزمن وغفلة ألى
ذئبٍ خاطف غدَار
ووحش كاسر شرير
يتحين الفرص لينقض عليكَ
فأي حب أي سلام
حبيبتي بقى لنا
في هذه الديار والايام
بعد أن كثر وأزداد
قاتلينا وصيادينا
الملوحين بالبنادق والسكاكين
وها مرادهم
يوما بعد يوم يتحقق
بتهجير وخطف وقتل
حمامات السلام
في وطن كان فيما
مضى واحةَ
حب ووئام
أمن وسلام