أهالي الحرية في بغداد: الجيش يتفرج علي المذبحة
11/12/2006الزمان/
حمّل أهالي منطقة في الشمال الغربي من بغداد قوات الجيش العراقي مسؤولية السكوت علي استباحة بيوتهم وقتل نسائهم واطفالهم وتهجير ما يزيد علي مائتي اسرة منهم علي يد مليشيا جيش المهدي. وقال الاهالي في تظاهرة خرجت امس انهم تعرضوا لهجوم مباغت علي منازلهم في حي الحرية الثالثة ببغداد منذ ظهر امس الأول. واجبرت العائلات التي نجت من الموت علي الهجرة وترك منازلها. وأقر رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني بعجز الحكومة العراقية وضرورة أحداث التغيير فيها وعدم دعمها قبل ان تفعل شيئا ازاء القتل الطائفي. ولم يصدر عن الحكومة العراقية او وزارة الداخلية اي تعليق حول احداث حي الحرية الثالثة، في وقت ابلغ هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي (الزمان) ان الدول العربية طالبت الحكومة العراقية بحل المليشيات.
(نص الحوار ص 7)
فيما دعت قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت اعمالها امس في الرياض الي حل المليشيات المسؤولة عن عمليات العنف والقتل الطائفي وعدم تدخل ايران في الشؤون الداخلية للعراق. ونقلت وكالة رويترز عن عدد كبير من سكان حي الحرية الثالثة انهم أجبروا علي ترك منازلهم في منطقة الحرية الثالثة السبت بعد ان هاجمتهم مليشيا جيش المهدي.
شاهد عيان: اغتصاب نساء
وقال رعد ابو مصطفي (43 عاما) من اهالي منطقة الحرية الثالثة والذي ترك منزله ولجأ الي حي العدل ان مليشيا جيش المهدي هاجمتنا السبت بعد صلاة الظهر وحدثت مواجهات مسلحة حتي صلاة العصر .. حيث قتل عدد من السكان المدافعين عن بيوتهم وأهلهم وأصيب عدد آخر . واضاف (التجأنا الي قوات الجيش التي كانت متواجدة في المنطقة وطلبنا منهم ان يساعدونا لكنهم كانوا يراقبون ما يحدث ولم يتحركوا لحمايتنا) . وقضت بعض العائلات والتي يقدر عددها بالعشرات ولم تتمكن من العثور علي مأوي لها خلال ليلتين في مدرسة معروف الكرخي الدينية ومسجد انس بن مالك في حي العدل المجاور لمنطقة الحرية. وفي حي العدل الذي يشهد هجومات طائفية وتحريضاً ضده منذ شهرين ومنطقة الحرية تنقسم الي ثلاث مناطق هي الحرية الاولي والثانية والثالثة. وقال مراسل لوكالة انباء محلية في الحرية ان المحلة المرقمة 624 والزقاق رقم 6 شهد معارك دامية سقط فيها عدد من اهالي الحي المدفاعين عن بيوتهم وتكبد المليشيات تسعة قتلي أيضا. ونقل المراسل عن اهالي المحلة ان المليشيات اقدمت علي اغتصاب سيدة وقتلها بعد ان قاومهم زوجها حتي نفاد عتاده عندها اقتحموا منزله ونفذوا جريمتهم امام عينيه بعد ربطه بسلك ثم قتلوهما. واضاف انه تم التأكد من وقوع 23 حالة اغتصاب في الحرية. وفي صباح امس الاحد تجمعت العائلات والتي امكن تقدير عددها بالمئة والخمسين شخصا يغلب عليهم النساء والاطفال وتظاهروا رافعين لافتات تندد بالحكومة العراقية التي لم توفر لهم الحماية. وكتب علي احدي اللافتات (نقتل ونهجر بمباركة من حكومة المالكي) في اشارة الي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بينما كتب علي لافتة اخري (نطالب العالم بالتدخل لايقاف جرائم جيش المهدي التي ترتكب ضد اهل السنة) . ووقفت امرأة مسنة اتشحت بالسواد وهي تبكي وتصرخ حاملة عددا من الصور قالت انها لزوجها كاظم سرهيد واولادها جواد وعامر ووسيم الذين تقول انهم قتلوا في احداث سابقة في سجون وزارة الداخلية. وقالت المرأة (العام الماضي قتلوا اولادي وزوجي واليوم يخرجوننا من بيوتنا ... الله اكبر علي الظالمين) . وقال متظاهر اخر يدعي احمد علي الهاشمي (ميليشيا جيش المهدي هاجمتنا واحرقت عددا من المنازل واجبرت ساكنيها علي الخروج.. وقوات الجيش العراقي تتفرج) .
استهداف المنازل والمساجد
واضاف ان ثلاثة اشخاص من شبابنا قتلوا السبت من قبل المليشيات المهاجمة وهم خالد الدليمي مؤذن جامع المهيمن وشخص اخر اسمه وليد وابن عمه باسل وقطعت رؤوسهم وارسلت الينا. وكانت منطقة الحرية الثالثة شهدت قبل اسابيع عمليات مسلحة مماثلة عندما هاجمت مليشيا متنفذة ببغداد علي خلفية الهجمات التي شهدتها مدينة الصدر والتي شهدت سلسلة انفجارات لسيارات ملغومة مما أسفر عن سقوط أكثر من مئتي قتيل. ورغم حظر التجول الذي اعلنته الحكومة انذاك والذي استمر لمدة ثلاثة ايام الا ان سكان منطقة الحرية الثالثة تحدثوا عن هجمات مسلحة استهدفت منازلهم وعددا من مساجد المنطقة وادت الي مقتل واصابة عدد من ابناء الحي. وقال ابو عمار وهو احد المتظاهرين ان بعض سكان المنطقة اقترحوا عليهم استخدام عدد من المنازل الخالية في منطقة حي العدل التي كان سكانها تركوها وهربوا بحثا عن مكان آمن. وأضاف ابو عمار البالغ من العمر 24 عاما والذي وقف مع عائلته المكونة من سبعة اشخاص حائرا لا يعرف ماذا يفعل كيف تستخدم منازل اشخاص تركوها هربا للبحث عن الامان.. ونحن قد تعرضنا لنفس الظلم الان . وتابع لا يوجد امامي الا البحث عن بيت او شقة للايجار تأويني انا وعائلتي.
ودعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست امس حل المليشيات المسلحة في العراق "فوراً"، مؤكدين ضرورة الحفاظ علي التوازن الاجتماعي الذي ساد العراق.
وأعرب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي الذي صدر في نهاية القمة السابعة والعشرين التي عقدت في العاصمة السعودية، الرياض، علي مدي يومين عن "قلقهم الشديد إزاء الانفلات الأمني في العراق"، داعين (حل المليشيات فورا وانهاء المظاهر المسلحة) في هذا البلد.
وأدان المجتمعون "الأعمال الإرهابية والإجرامية وأعمال القتل والعنف الطائفي والتهجير القسري الذي تشهده الساحة العراقية"، وشددوا علي ضرورة " "احترام سيادة واستقلال وهوية العراق ورفض دعاوي التجزئة والتقسيم".
كما طالبوا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، في إشارة الي التدخل الإيراني في العراق.
علي صعيد متصل قال لورانس اغيلبرغر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق العضو في مجموعة الدراسات حول العراق ان الانتصار بمعني تحقيق نجاح تام لقواتنا في العراق أمر مستحيل.
واكد قادة السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان الي ضرورة "الحفاظ علي التوازن الاجتماعي الذي ساد العراق ونسيج التداخل وصلة الوصل الذي يربط بين المذاهب والعشائر في مختلف المناطق العراقية".
واعتبروا "أن أمن واستقرار العراق لا يتحقق إلا بجميع ابنائه بعيدا عن المذهبية والطائفية".
من ناحية اخري شدد القادة الخليجيون علي ضرورة " استجابة إيران الي لمساعي الدولية لحل قضية ملفها النووي خلال المفاوضات المباشرة أو إحالة القضية الي مجلس الأمن".
ودعا بيانهم " الي حل سلمي لحل الأزمة مع إيران"، وحثها "علي حل هذه الأزمة وعلي الالتزام والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وعلي "الانضمام الي معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".
وأكد "علي ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل".
ووجه قادة دول مجلس التعاون الخليجي علي ضرورة "إجراء دراسة مشتركة لإيجاد برنامج نووي سلمي (يخدم دول المجلس) للاستخدام في المشاريع السلمية ".
ودعا وزير الخارجية السعودي إسرائيل " بالبعد عن هذه الأسلحة النووية والتخلي عنها ".
وقال الفيصل (الخطيئة كانت من قبل السماح لإسرائيل بالحصول علي هذه الأسلحة وإنتاجها واستخدام مفاعلها ليس لانتاج الطاقة الكهربائية ولكن أيضا لإنتاج الأسلحة (النووية).