أوديرنو: العراق يستطيع حماية حقول النفط ولا مؤشر على التخطيط لانقلاب
25/08/2010شبكة أخبار نركال/NNN/رويترز/
قال قائد القوات الامريكية في العراق يوم الثلاثاء ان القوات المسلحة العراقية قادرة على حماية منشآتها النفطية الحيوية مع انسحاب القوات الامريكية وانه لا يرى مؤشرا على أن القادة العسكريين يخططون للقيام بانقلاب.
وأضاف أوديرنو الذي من المقرر أن يسلم القيادة في أول سبتمبر أيلول بعد 56 شهرا من القتال في العراق انه يغادر هذا البلد على قناعة بأن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 سيؤدي في نهاية المطاف الى تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال عراق ديمقراطي.
وتابع أوديرنو في اجتماع مع مجموعة محدودة من الصحفيين "أقول للجميع يجب أن نتجاوز الجدل بشأن سبب وجودنا هنا. الامر لا يتعلق بذلك فقد تجاوزناه. لقد خضنا هذا الجدل من قبل.
"أعتقد بحق ان وجود عراق ديمقراطي قوي يمكن أن يعزز الاستقرار بوجه عام في الشرق الاوسط ويجب ألا نغفل ذلك. قد لا تتاح لنا هذه الفرصة مرة أخرى."
ويغادر أوديرنو بعد انتهاء المهمة القتالية رسميا التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش قبل سبعة أعوام ونصف العام للاطاحة بالرئيس صدام حسين.
وتراجع عدد القوات الامريكية في العراق يوم الثلاثاء الى ما دون 50 ألف جندي مثلما وعد الرئيس باراك أوباما مع تحويل القوات تركيزها الى تدريب وارشاد قوات الجيش العراقي والشرطة العراقية.
ويعد أوديرنو واحدا من جنرالات قلائل في تاريخ الجيش الامريكي الذي تولى قيادة فرقة ثم فيلق ثم قيادة جميع القوات في الميدان في نفس الحرب.
وسوف يخلفه اللفتنانت جنرال لويد أوستن وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق.
ونال أوديرنو وقائده السابق ديفيد بتريوس اشادة بوضعهما خطة الزيادة الحادة للقوات الامريكية في العراق عام 2007 مما ساعد على اخماد التمرد الذي قاده تنظيم القاعدة وأدى الى تراجع مثير في العنف بوجه عام.
لكن مع استعداده للمغادرة ينزلق العراق الى حالة من الغموض السياسي بعد خمسة أشهر من انتخابات لم تفرز فائزا واضحا ولم تتشكل على اثرها حكومة جديدة في حين تواجه البلاد حملة متواترة من التفجيرات الانتحارية وعمليات الاغتيال يقوم بها مسلحون.
وقال أوديرنو انه كان يفضل أن يرى حكومة جديدة في العراق قبل رحيله.
لكنه يثق بأن الوقت حان حتى تغير الولايات المتحدة العلاقة العسكرية مع العراق الى علاقة تركز على التعاون الاقتصادي والدبلوماسي.
وتوفر الصفقات التي وقعها العراق مع شركات نفط عالمية لتطوير احتياطاته النفطية الهائلة -وهي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم- أساسا للامل في الحقبة القادمة من تاريخ العراق بعد ثلاثة عقود من الحرب والعقوبات والتراجع الاقتصادي.
وقال أوديرنو ان حماية المنشآت النفطية وضمان عدم اثارة ذعر القوى النفطية العالمية من هجمات المسلحين أو الميليشيا الشيعية أمر مهم للعراق.
وأضاف "حتى الان الامور تسير على ما يرام بالنسبة لشركات النفط العالمية كي تأتي وتستقر. لا أعتقد ان هناك أي تحد مهم يواجه هذه الشركات هنا."
ومضى يقول "هل ستحدث هجمات.. بالتأكيد. هناك الكثير من الاسباب لحدوثها بعضها مدفوع بعناصر خارجية لكن مرة أخرى أعتقد ان العراقيين يركزون بشدة على هذا الامر. أثق انهم سيتمكنون من توفير الامن الضروي."
وتابع أوديرنو انه لا يرى أى مؤشر على ان قادة الجيش العراقي يدبرون لمؤامرة في الوقت الذي يواصل فيه السياسيون مشاوراتهم لتشكيل الحكومة.
وقال أوديرنو "أعتقد انه مع الوقت سيشعر الجنرالات بالتوتر تجاه هذا الامر ... التوتر من المجهول. انها المرة الاولى التي يمرون فيها بهذا التحول الى حكومة ولكن هذا يفسر لماذا من المهم لنا أن نبقى."
وفي واحدة من اخر اجتماعاته مع وسائل الاعلام في العراق أشار أوديرنو الى خريطة في مكتبه الموجود بأحد قصور صدام القديمة تظهر العراق في قلب الشرق الاوسط.
وقال "من الواضح انه طريق وعر لكني أعتقد انه مع مشاركتنا المستمرة وشراكتنا المستمرة مع العراق يمكننا أن نجعل الامر ممكن. وأعتقد انه سيكون لذلك بعض التداعيات المهمة على الشرق الاوسط بكامله وحركة الاحداث هنا في الشرق الاوسط."