إدانة مدنية واسعة لاعتقال المتظاهرين في ساحة التحرير.. والناشطون يؤكدون: لن نتوقف
شبكة اخبار نركال/ المدى/
بالتزامن مع تظاهر بعض الأحزاب السياسية احتفاءً بيوم القدس العالمي، كان هناك العشرات من الشباب العراقيين يتظاهرون في ساحة التحرير مع ساعات الصباح الأولى رافعين أعلام العراق مرددين شعارات تدعو لإنهاء المحاصصة السياسية والتصدي للفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة، وبينما سارت تظاهرة "يوم القدس" بسلام وحضرها ممثلون لأطراف سياسية مقربة من ايران، فإن شباب الحراك المدني تعرضوا الى قمع شديد من قبل قوات "سوات" المعروفة ببطشها والتي يفترض ان تتحرك للتعامل مع الخروقات الأمنية الاستثنائية.
واطلقت السلطات سراح عدد من المعتصمين لاحقاً، واحتفظت بواحد منهم في مقر الفرقة ١١ العسكري، وقال ناشطون ان المفرج عنهم سيمثلون أمام المحكمة هذا الأسبوع بتهمة التظاهر دون رخصة.
وأثار تعامل قوات الأمن مع المحتجين، موجة غضب واسعة بين الناشطين والأوساط الثقافية والفعاليات المدنية، وقال عدد من النشطاء ان الذي حدث "لن يوقف الاحتجاج المدني والمبادرات الشعبية التي ستكرس لانتقاد الأداء السياسي وفشل الدولة خلال الأسابيع المقبلة".
وأعلن منظمو تظاهرات أمس الجمعة، عن عزمهم الخروج بتظاهرة حاشدة، الجمعة، بعنوان (العراق ينتفض) من خلال إصدار بيان على مواقع التواصل الاجتماعية، بهدف أن تكون جمعة للمطالبة بوضع حلول لتردي الملف الأمني ورفع أجهزة السونار، والتصدي للإرهاب ووقف نزيف الدماء العراقية، ومحاسبة المقصرين من الجهاز الأمني، ووضع سيطرات نوعية وتوجيه الجيش والشرطة بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان لاحترام الشعب، رفع "الصبات" من شوارع بغداد، وغيرها من المطالب.
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"المدى" امس، فان "العشرات من الشباب حضروا الى ساحة التحرير من مختلف مناطق العاصمة بغداد لكنهم صدموا بتشدد امني وقطع الشوارع المنتهية الى ساحة التحرير".
وأضاف الشهود بالقول ان "عشرات العربات المصفحة ومئات من عناصر الأمن التي تنتمي للشرطة الاتحادية وقوات سوات بالاضافة الى الجيش العراقي قاموا بقطع شارع السعدون ابتداءً من ساحة الفردوس، كما اغلقوا شارع الجمهورية ابتداءً من ساحة الخلاني وانتهاءً بنفق التحرير، كما امتد الإغلاق الى ساحة الطيران والمقتربات الأخرى".
وبحسب مراسلي "المدى" و "المدى برس" فان "التشدد الأمني منع مئات المواطنين من الالتحاق بالشباب الذي حاول التجمع تحت نصب الحرية رافعين ملصقات كتب عليها (العراق ينتفض) وان الأجهزة الأمنية قامت بترهيب كل من حاول الاقتراب من المتظاهرين".
وتحدث احد المشاركين في التظاهرة لـ"المدى" امس بالقول "وصلنا الى ساحة التحرير قرابة الساعة السابعة من صباح الجمعة لكنا فوجئنا بالتشدد الأمني الذي أثار في نفوسنا الفزع والخوف".
وتابع المتظاهر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قائلا " وبعد اقل من نصف ساعة التحق بنا العشرات من الشباب لكن الجيش والشرطة الاتحادية الذين ضربوا طوقا أمنياً حول ساحة التحرير حجزوا الملتحقين على بعد 50 مترا من المجموعة الأولي ولم يسمحوا لهم بالانضمام الى زملائهم"، ويضيف "شاهدت عسكريا برتبة عميد قام بجر احد الشباب الذي حاول الوصول الى المجموعة الأولي، كما شهدت كيف تم الاعتداء على صحفي كان يقوم بالتصوير خفية"، وأشار الى ان "القوات الأمنية منعت وسائل الإعلام من التصوير او حتى الاقتراب من ساحة التحرير".
ويقول المتظاهر "طالبنا احد الضباط الكبار بالتجمع في الجانب الأيمن من ساحة التحرير لكي يتم التفاوض معنا حول مطالبنا وبعد ان تجمعنا في المنطقة المذكورة، طالبونا بتعيين مجموعة كوفد مفاوض لأجل استحصال إجازة للتظاهر لكنهم قاموا باعتقال 6 من الشباب بينهم انثى بهذه الطريقة التي تشبه الخديعة وتعرضوا للضرب والشتم واتهامهم بالدعم من بعض الجهات السياسية".
وبعد اعتقال دام لأكثر من 4 ساعات في مركز شرطة الباب المعظم، اعلن في وقت لاحق من يوم امس الجمعة اطلاق سراح الشباب المعتقلين بكفالة مالية، فيما لا يزال احد المتظاهرين، وهو ناشط معروف يدعى احمد السهيل، رهن الاحتجاز في مقر الفرقة ١١ حتى ساعة إعداد التقرير.
واكد شهود آخرون ان "القوات الأمنية لاحقت الشباب الى شارع المتنبي وقامت بتفتيش هواتفهم المحمولة وحذف مقاطع الفيديو والصور وقامت بتفريق الشباب بشكل تعسفي وقاموا باستفزاز بعض الشباب ما أدى الى اعتقال اثنين اثر مشادة كلامية معهم".
وفي حديث مع (المدى برس) امس الجمعة، قال بهاء كامل إن "القوات الأمنية أفرجت عن المعتقلين السبعة الذين اعتقلتهم، صباح اليوم، خلال تظاهرة ساحة التحرير التي نظمها العشرات من الناشطين والمواطنين احتجاجاً على تردي الخدمات والأمن في البلاد".
وأوضح كامل أن "المعتقلين من بينهم امرأه واحدة وهي المحامية أسيل كرار عبدالمنعم، إلى جانب إعلامي ونشطاء مجتمع مدني، تم الإفراج عنهم بكفالة، بعد اعتقالهم من قبل القوات الأمنية بحجة عدم استحصالهم الموافقة الأمنية للتظاهر، على الرغم من محاولتنا استحصالها من قبل مجلس المحافظة الذي رفض منحها لنا".
من جانبه قال أحد منظمي التظاهرة واحد المعتقلين السبعة، كرار كيتاوي في حديث إلى (المدى برس)، إن "القوات الأمنية خدعتنا، وأخبرتنا أنها ستقوم بإخذنا إلى مكان لكي ندون فيه مطالبنا، إلا أنها أوصلتنا إلى المعتقل".
وأوضح كيتاوي أن "مطالبنا هي مشروعة ونهدف من خلالها إلى إصلاح الوضع الأمني المتدهور في البلاد، من أجل إيقاف نزيف الدم العراقي، إلا أن القوات الأمنية منعتنا مع أننا طلبنا استحصال الموافقة الأمنية للتظاهرة في أكثر من مناسبة".