إنشقاق بين الزرقاوي والمسلحين حول قتل المدنيين
18/02/2006زمان :قال الشيخ ممتاز رئيس عشيرة البوباز النافذة في سامراء (نحن مع مقاومة المحتل ومع مقاومة شريفة لكننا ضد قتل العراقيين الابرياء في وقت قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها ان الهوة في محافظة الانبار تزداد بين المجموعات المتطرفة كتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يترأسه ابو مصعب الزرقاوي وانصار السنة وتلك المجموعات المسلحة الوطنية المنظوية تحت لواء جيش المجاهدين علي حد تعبير الوكالة ذاتها.
من جانبه قال ريك لينج الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق ان (احدا لا ينفي ان العراقيين يريدون رحيلنا لكن عندما نطرح عليهم السؤال: متي تريدوننا ان نرحل يأتي الجواب: حالما يتحسن الوضع الامني. وادت الهجمات التي تستهدف العراقيين الي انقسامات في صفوف الجماعات المسلحة والعديد من شيوخ العشائر وجماعات مسلحة عراقية يعارضون سياسة الارض المحروقة التي يسعها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يترأسه ابو مصعب الزرقاوي.
من جانبه قال دبلوماسي غربي في بغداد كان يتحدث حول العشائر السنية في محافظة الانبار (اليوم يعتبر البعض ان من واجبهم طرد الارهابيين من العراق) مؤكداً (انه تغيير كبير).
وكان الشيخ حكمت ممتاز رئيس عشيرة البو باز النافذة الذي ازعجته عمليات قتل المدنيين في سامراء استدعي ابو عبد الله الزعيم المحلي لتنظيم القاعدة في المدينة الصيف الماضي ليطلب منه وقف الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان.
وكان الشيخ حكمت ممتاز الذي اعتقل لمدة عام من الجيش الاميركي لدعمه المتمردين واغتيل فيما بعد، منزعجا في ذلك الوقت من اراقة دماء ابناء مدينته.
وقال احد الرجال الذين حضروا اللقاء ان الشيخ حكمت ممتاز اكد لابو عبد الله "لديك كيلومترات من الطريق المملوءة بالقوافل العسكرية الاميركية تستطيع مهاجمتها فلماذا تضع القنابل في المدينة؟".
وفي محافظة الانبار السنية في غرب العراق، تبدو الهوة اوسع بكثير. فقد انتقد العديد من شيوخ العشائر المقاتلين الاجانب في تنظيم القاعدة علي الرغم من ان غالبية انصار ابو مصعب الزرقاوي من العراقيين، بحسب منظمة "كرايسس غروب" الدولية.
وقال الشيخ جمال شاكر نزال امام مسجد الفلوجة الكبير في خطبة الجمعة ان "علي اهالي مدينة الفلوجة الوقوف ضد التكفيريين وان يساندوا رجال شرطتهم".
وكان شقيقه الشيخ كمال شاكر نزال رئيس المجلس البلدي لمدينة الفلوجة قتل في السابع من الشهر الحالي برصاص اطلقه مسلحون مجهولون عليه بينما كان يقود سيارته في طريقه الي مكتبه.كما وزع منشور علي اهالي مدينة الفلوجة حرم فيه سفك دم المسلم عند الله.
في المقابل، يحلل تنظيم القاعدة قتل المسلمين طالما عملوا مع قوات الاحتلال.
ويؤكد الجيش الاميركي ان ستة من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) بعد ان اشتبكوا مع المتمردين المحليين. وعلي الرغم من ذلك، تبقي القاعدة تنظيما قويا وفاعلا جدا في مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد) ومحافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية من حيث ينحدر الشيخ حكمت ممتاز.
وقام الشيخ حكمت ممتاز في مطلع شهر تشرين الاول (اكتوبر) بزيارة وزير الدفاع سعدون الدليمي في محاولة لتجنيب مدينته هجوما عسكريا وبعد سبعة ايام من تلك الزيارة تم اغتياله.
علي اثر ذلك قام انصار الشيخ حكمت ممتاز بقتل اثنين بزعم انهما قاما بعملية الاغتيال حيث اعترفا انهما قاما بالفعل باوامر من تنظيم القاعدة. وبعد ذلك دامت فترة العداء بين الطرفين عدة اشهر قبل ان يتوصلا الي اتفاق هدنة في مطلع شباط/فبراير الماضي.
وبحسب الاتفاق تم عزل زعيم تنظيم القاعدة عن سامراء فيما توقف انصار الزرقاوي عن شن العمليات في المدينة ووقف عمليات قتل اعضاء عشيرة البو باز التي ينتمي اليها الشيخ حكمت ممتاز.
وفي المقابل تعهدت العشيرة بتقديم العون اللوجستي للقاعدة في حربها ضد القوات الاميركية.
ومنذ ذلك الوقت لم يبت في مسألة قتل العراقيين وخصوصا منتسبي الاجهزة الامنية.