Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إنفعالات عاشق

 إنفعالات عاشق


 


العاشق في دائرة جنون، والجنون فنون، والفنون محترمة، فالجنون ليس خبالا، بل هو نوع من العبقرية الواعدة التي تنمو وتكبر في الوجدان والمخيلة، وتصنع الإبداع، وتوفر للكائن البشري فرصا عديدة ليحلق في أفق مترام غير محدود، ولامقطوع ولاممنوع، فليس من مانع طالما إن القوة المطلقة لاتخشاك وتعدك بالثراء الروحي والجسدي، وتوفر ضمانات الكرامة الدنيوية والأخروية، وهذا بالضبط ماتمنحه الأديان السماوية التي تصنع الإنسان وترفض سلوك المنحرفين عنها او المستغلين لها. حصل هذا مع المسيحية واليهودية والإسلام، في النهاية ذهب المنحرفون والضالون والمستغلون وبقيت الديانات عالقة في وجدان الناس عبر آلاف من السنين ممتدة، تنتج وتؤهل السويين من البشر والمحترمين والدعاة الى الخير، أما الحمقى فتطويهم ماكنة الحياة لتعود عجلة العمران ويتحرك الفكر.


لاتنزعجوا كثيرا من عقائد وعبادات حتى لو شط بعضها عن السلوك السوي بفعل أفراد، أو جماعات سرعان ماتعود الى رشدها، ولكن خافوا من الذين يحوّلون الدين الى قنبلة موقوتة، أو فكرة خرافة تحطم الحياة. لاتنزعجوا عندما ترون إخواننا الشيعة يذهبون الى كربلاء كل عام ليصلوا قرب ضريح لقتيل سقط مضرجا بدم طهور دفاعا عن الإنسان وكرامته. حين يحج الناس الى الكعبة فهم يفهمون طبيعة العلاقة مع القوة الغيبية القاهرة التي تريد ولكنها تعطي أكثر، ولاتمنع إلا لحكمة فلاتلوموهم ولاتقولوا، هولاء متخلفون يتعلقون بوهم. الذين يزحفون الى كنيسة في لشبونة كل عام، ليسوا أغبياء، هم يتعلقون بسبب وبحلم وأمل ورغبة، صحيح إن الرغبات لوحدها غير كافية لكن الطريق اليها يمر عبر الألم والتضحية، بعض الهنود يذهبون الى نهر ليغتسلوا فيه ويعتقدون بالطهر بمائه، ويتحرك الصابئة نحو نهر في مكان آخر، ترى لما كان يسوع يعمّد الناس عند نهر الأردن؟ هو نبي، هو يفهم إذن إن العلاقة ليست معقدة، بل واضحة ولطيفة، فالرب قرر مايريد، والعبد عليه أن يفعل مايريده الرب ببساطة.


يمضي إخوتنا الشيعة الأعزاء كل عام الى كربلاء. كربلاء ليست فلما هنديا، هي قصة معاناة وتجرد عن الطموح الدنيوي من أجل القادمين في المستقبل ليعيشوا الطموح الدنيوي وغايتهم الآخرة وليفهموا لماذا يمكن أن يقبل رجل أن يحز وريده ويسفك دمه في الصحراء على يد بعض الساقطين الذين يعتقدون إن الدنيا دائمة، ويجهلون إنها ستزول، وقد زالت، بينما بقي عار الفضيحة يلاحقهم، والقتيل يؤسس كل يوما تجمعا يضم ملايين البشر ليتعبدوا، أو ليحلموا، أو ليبتهجوا بنوع من التعلق لامثيل له بشخصية هائلة ممتدة جمعت قوة الرياح الأربعة، وهي تهب في الإتجاهات جميعها.


دعوهم، لاتسخروا منهم، لاتفهموهم بمايخالف ضمائركم.


المرصد العراقي للحريات الصحفية

هادي جلو مرعي



Iraqi Observatory for Press Freedoms

Hadee Jalu Maree


Iraq - Baghdad


009647901645028

009647500217123

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
حزمة تحديات تنتظر البطريرك الجديد للشعب الكلداني د. حبيب تومي/ مقدمة أزعم ان الأسم العربي مقرون بشدة مع الإسلام وكأنهما صنوان لا يفترقان رغم وجود اختلاف شاسع بين المصطلحين ، فالعرب ليسوا جميعاً مسلمين ولا المسلمين جميعهم عرب ، ومع ذلك يصار الى حول مآسي الأطفال في العراق حول مآسي الأطفال في العراق يشكل الأطفال النسبة الأكبر من سكان العراق، فبحسب مؤشرات وزارة التخطيط لعام 2020 فأن الأطفال من عمر سنة الى 14 سنة يشكلون ما نسبته 40 % من عدد السكان الكلي للبلاد فرنسيس الفاتيكان من أجل الإنسان من المؤكد إن الكنيسة أمّنا تحمل إلينا حقيقة الإنجيل المقدس أمانةً منها حسب وصية الرب، كما تؤكد رسالتها وفقاً لقصد الله الآب في رسالة الابن والروح القدس... هكذا يقول المَجْمَع الفاتيكاني الثاني (الدستور العقائدي في الكنيسة؛ عدد1). وقداسة البابا يرعى الكنيسة المقدسة عملاً بقول الرب يسوع لبطرس جدل الشرعية نــزار حيدر/ هل يكفي ان تصل الى السلطة عن طريق صندوق الاقتراع لتمتلك الشرعية، فتتصرف بالبلاد كارث، وبالشعب كعبيد؟ تبدل وتغير بلا حسيب او رقيب؟ تصادر الحقوق ولا تحترم الاخر، تقمع المعارضة وتسحق الارادة الشعبية؟.
Side Adv2 Side Adv1