Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إن مَن يخـون ابناء قـومه لا يستحـقّ الحـياة

أتـذكر وأنا في الصف الرابع الابتدائي قـرأ لنا معـلمنا الألقـوشي ( المرحـوم الأسـتاذ جـرجـيس زرا ) قـصة عـلى ألسنة الطيور من كـتاب المطالعة العـربية عام 1958 . كان يقـرؤها بإيقاع مؤثـّر مفـعـم بالحـيوية ، والحركات الانفـعالية ترتسم عـلى وجهه ، أما قـلـْـبُه فـكان ينضح حُـباً لنا وقال : أراد صياد أن يصيد نوعاً من الطيور فـلم يفـلحْ ، فاشترى طيراً مشابها وهـو داخل قـفـصه (بعـد أن كان قـد وقع في الأسر) ووضعه عـند شبكة صيد مُحكـَمَة النصب ، فإذا اقـتربتْ منه الطيور يسحـب الصياد حـبلَ الشبكة لتطبق عـلى الطيور في داخـلها ، وانتظر بعـيدا والحـبل بيده وهـو يراقـب المكان المفـخـّخ دون أن يراه أحـد . أخـذ الطير يغـرّد من داخل قـفـصه ( بخـيانة لا تقـبل الشـك ) ويدعـو رفاقه إليه لقاء حـفـنات متعـفــّـنة يُـقـدّمها له صائده مما يتـناثر من مائدته ، فجاءت الطيور الأخرى نحـوَه فـشاهـدتـْه أسيراً داخـل قـفـصها الجـميل واقـتربتْ منه بهـدف اطلاق سراحه من الأسر ( لأنه إبن قـومها ، ثم هـذه هي الأصالة عـندها ) وفي تلك اللحـظة سحـب الصياد الحـبل فانتـفـضتْ الشبكة وأطبقـتْ عـلى باقي الطيور بداخـلها وأحـدثتْ ضجة وتصاعـد الغـبار بكـثرة فجاء الصياد منـتعـشاً ومتـبخـتراً ، وأمسك بالطيور واحـداً فـواحـداً ووضعها داخـل القـفـص مع الطير الأول . وعـندها صارت الطيور تـنـقـرُ رأسَ الطير الأول بمنقارها حـتى مات ولكـن بعـد فـوات الأوان ، ولما جاء الصياد ورأى المشهـدَ الحـزين قال : إن الطير يستحـقّ الموتَ فعـلاً ، فـمن يخـون ابناء قـومه لا يستحـق الحـياة . إن هـذه القـصة القـصيرة تــُذكـّرني بقـصة أخـرى عـنوانها : من يغـير جـلده يستحق الموت قـرأتها في مجـلة ( شـراغا ) الغـرّاء الصادرة في ألقـوش والتي قـدّمها لي صـديق في سـدني ، وإليكم ما جاء في تلك القـصة :

يحكى أن صياداً ماهـراً قال لزوجـته يوماً : لستُ مكـتفـياً بصيد الغـزلان والأيائل عـن طريق قـتـلها بل أريدُ مسكَها وهي حـية . فـعـزم عـلى ذلك واصطاد أيلاً كبيرا فـسلخ جـلده وغـطـّى به جـسمه وتظاهـر وكأنه أيلٌ ووقـف عـند جـدول ماء تأتي الغزلان والأيائل لترتوي منه . ولما جاءت هـذه إلى الماء رأتْ هـذا الأيل الكبير (الذي بداخله الصياد) ولم تأبه به ظـناً منها بأنه واحـد مِـن جـماعـتها . وقـبل أن تقـترب إليه كثيرا كان هـنالك في الجانب الثاني من الجـدول صياد ثان وبيده بندقـيته مخـتـفـياً بين الأحـراش . فـلما رأى ذلك الصياد قـطيع الأيائل لفـتَ انتباهه الأيل الكبير فـرماه بطلقـتين ناريتين وأرْداه قـتيلاً ، فـفـرح وامتلأ غـبطة لصيده هـذا وهَـرْوَل إليه ليحـمله ، ولكـنه تفاجأ حـين عَـلـِم بأنه قـتل إنساناً . وقـبل أن يسلـّم القـتيل روحَه ، شرح لصائده غايته من إرتدائه جـلد الأيل ، فـردّ عـليه الصيّـاد بقــَولِه الحـكـيم : إنّ مَن يُغـيّر جـلده يستحـقّ طلقـتين ناريتين في قـلبه .

واليوم ونحـن نـتذكـّر ماضينا وكـيف تعَـلــّـمْـنا مِـن أساتذتـنا ، لابـدّ وأنْ نقـول لأنفـسـنا : ربما نحـن لم نسـتـفـدْ ، ولكـن قــُرّاءنا أفـضل منـّا فـقـد تــَشَـرّبوا مِـن حِـكـَم وأقـوال وقـصص آبائـنا وإرشادات أجـدادنا الذين هُـم مفـخـرة لـنا ، ولابـدّ وأن أصبحـوا حُـكـَماء بما يكـفـيهم لتوجـيهـنا نحـن البُسـطاء لأنـنا حـين لا نرى أمامنا ، تـنحـرف ُخـطواتـنا وتـزلّ أقـدامَـنا ونـتيه طـريقــَـنا ، تـُرى ! هـل يـبخـلوا عـلينا فـيغـضّوا النظر عـنـّا ويتركـونـنا في متاهاتـنا ؟ أهـذه هي ثـمرة جـلساتـنا ، و مَـوَدّة لقاءاتـنا ، وأصوات قــَهْـقـهاتـنا ؟ ثم ! ألــَمْ نـتبادل الـ NaCl والنشـأ عـلى الموائـد المشتركة بـينـنا ؟ أين العـيون المتلألـئة التي كـُـنـّا نـتـراشـق منها نظراتـنا ؟ والأكـفّ الحارة التي كـنا نـتصافـح بها ؟ هـل كـنا غافـلين ولا ندري بـبعـضنا ؟ فإن كانت هـكـذا ! فـتـلك مشـكـلتـنا ، وإن لا ، فـنحـن المُـخـطـئون عـلى أرضـنا ، ولكـن نؤكـّد بأنـنا لم نـُخـطىء بحـقّ سمائـنا حـيث لمْ نغــَـيّر جـلدنا وهـذا يكـفـينا رفـعة الرأس لـنا . Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
النائب كميلة الموسوي تنفي ان يكون هناك اي تدخل للائتلاف الوطني في مسالة تاخير لقاء المالكي وعلاوي شبكة أخبار نركال/NNN/ اكدت النائب كميلة الموسوي عضو مجلس النواب العراقي وعضو الائتلاف الوطني بانه خالد يتزوج أكد مصدر موثوق خطوبة السيد ( خالد) في الستين من عمره من الآنسة( أميرة)، بعد موجة أنباء متضاربة في شان خطوبته ترددت في مار باواي..صوت صارخ في البرية يلخص سيادته محور هذا التجديد، بتطوير الايمان لدى الفرد المسيحي التابع لكنيسة المشرق، من خلال التركيز على المسيح كجوهر اساسي لحياتنا، وتسهيل كل ما يخدم هذا الهدف في الكنيسة من تطوير في لغة القداس، الخ. جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا بينما السينما الأميريكية والعالمية في أوج بهجتها وفناني العالم في سباق نظيف لنيل جوائز أوسكار ، نلاحظ في الجانب الآخر من العالم تهميش وأهمال متعمد لأعظم فناني الشرق الأوسط ، لابل أعظم فناني العالم قاطبة . والملاحظ بأن اللعبة السياسة التي يقودها أعداء الأ
Side Adv2 Side Adv1