استجداء القومية الكلدانية..وتزويرالتاريخ.. ملاحظات على بيان الاتحاد العالمي
في بيان نشر من على مواقع الانترنت، استجدى الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان، منصبا..وكرسيا..ومالا..وهوية.. في سابقة هي الاندر من نوعها من قبل مجموعة رشحت وانتخبت وزكت اعضائها بنفسها، في غرفة من غرف البالتوك، واطلقت عليهم لقب الكتاب والادباء الكلدان، وجعلت من نفسها متحدثا رسميا وناطقا عن لسان الكلدان..هكذا وبجرة قلم..او بالاحرى بكبسة زر!!فقد طالب السادة في الاتحاد المذكور من السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان في بيانهم الاخير المنشور على واجهة موقع عنكاوا كوم، ان (يتدخل) في شؤون شعبنا، لينصف الكلدان !! قد يكون بأن يزكي بعض الكلدان في مواقع حكومية، فشلوا هم في تبوأها بوجه حق من خلال صناديق الاقتراع ومن ارادة الشعب الحرة الذي انتخب ممثليه في مناسبات عديدة، لا يود السادة في الاتحاد تذكر نتائجها. او بالانصياع لرأي مجموعة صغيرة من كتاب الانترنت بضرورة تخصيص كوتا خاصة بالكلدان!! والمطالبة هذه، رغم فقرها، الا انها عبرت عن الوضع المخجل الذي تعيشه تلك المؤسسة، فبعد ايام قليلة من مفاخرة (رئيس الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان) في مقالة له بالتجربة الديمقراطية التي يقودها السيد مسعود البارزاني في اقليم كردستان، ذيل الكاتب بيان الاتحاد بتوقيعه الشخصي مطالبا السيد بارزاني بتغيير كل مفاهيم الديمقراطية التي تغني صاحبنا امس بها، ومغالطة النتائج والوقائع والاحداث، ورفض العملية الانتخابية التي جرت في الاقليم ، من اجل منح (هوية مفقودة) للاخوة الذين يصرون ليل نهار على تأدية دور من سموا بـ "الـ بدون" ايام احتلال الكويت.
والحق يقال، ان ما جاء به السادة في الاتحاد من تظلم في اكثر من مناسبة امام الابواب الكردية، ان كانت بحجة قلة الاموال والدعم المادي، اوقلة وسائل الاعلام، او الوصاية من قبل الاحزاب الاشورية، اوتدخل الكنيسة الكلدانية من عدمه في همهم السياسي المبعثر، هي اعذار لا تتعدى مفهوم الحجة اللامنطقية. وهي تبريرات يتلذذون باقناع انفسهم بانها سبب فشلهم السياسي، وفشل نظريتهم القومية المتعصبة في اكثر من مناسبة وبإستمرار ملحوظ.
اذ ان الاتكاء على عكازات هشة ومكسورة اصلاـ، لا يفي بالغرض لمثل هذه المؤسسات، فهي بحاجة الى صحوة لمواجهة واقعها، وان كان مريرا مر العلقم. الا انها حلهم الوحيد، وافضل بداية لهذه الصحوة هي بالاجابة على تساؤلات الاستاذ ليون برخو التي ستبقى عالقة امام انظار اصحابنا الانفصاليين.. دون ان يمتلكوا الجرأة للاجابة !! فقد تكون تلك الاجابات هي نقطة الانطلاق لمؤسسة اكثر وعيا بمتطلبات الكلدان. واكثر تأثيرا وتماسكا..وعقلانية..لكن دون جدوى..
ان هذا الاتكاء القوي والثقيل على تلك العكازات المتكسرة سيؤدي الى ان ترتطم تلك الاجزاء المكسورة بالمثقلين المتكأين عليها، فتصيبهم بالاذى والارتجاج ربما..وهذا مالا نتمناه لاي مؤسسة من مؤسساتنا وان كانت فقيرة معنويا وجماهيريا.
الاسئلة تعود..فترتطم..
نقول لماذا تتحجج المؤسسات الكلدانية، واخرها الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان بقلة الدعم المادي والاعلامي والكنسي لها؟؟
• لماذا تتحجج بقلة الدعم المادي. ان كانت نسبة الكلدان تقارب ال 80%، ونسبة الاشوريين 15% كما يحبذون، فلما تتمكن الاحزاب الاشورية من تمويل نفسها، ولا تتمكن المؤسسات الكلدانية التي من المفترض ان يكون وراءها ال 80% من الشعب من تمويل ذاتها؟؟ ( طبعا الحديث هنا بلغة التفرقة التي يروج لها هذا البعض في طروحاته).
• لماذا التحجج بقلة وسائل الاعلام؟ فلما لا ينهض الـ 80% للتبرع لاقامة مشروع الفضائية الكلدانية الذي ينهض من سباته، مع مواسم الحمى، فيزمجر..ثم يعود لينام، دونما مجيب ؟؟!
• لماذا تتباكى المؤسسات الكلدانية باسم الكنيسة الكلدانية، وتستجدي وقوف الكنيسة معها في موقفها الممزق لوحدة شعبنا، بينما لم تبالي تلك المؤسسات بما جرى لاحد كهنة الكنيسة الكلدانية يوم ضرب وأهين في تللسقف ، فلم يدافعوا عنه وعن موقفه وهو المظلوم، ولا حتى ببيان ادانة، وهو اضعف الايمان، ، اذ لم ينبس مثقفي الكلدان، ممن زكوا ورشحوا انفسم ببنت شفة، بل وقفوا وقفة عاجز متفرج لاسباب هم ادرى بها؟؟
• كثيرة هي الـ لماذا"، لكننا لن نكثر منها كي لا يمتلأ الطابور، فلا تزال الاسئلة معلقة.. والدكاكين مغلقة!!
غلطتين..
رغم كون المؤسسة التي اصدرت البيان او الرسالة الاستجدائية، هي بإسم الادباء والكتاب الكلدان، الا انها والحق يقال، اشعرتنا بالاسى لمستوى الادب وفن الكتابة لدى مؤسسة من المفروض ان تتقنهما لانها تحمل صفتهما.
فمن غير المعقول ان تصف هذه المؤسسة في رسالتها قسما كبيرا من شعبنا وهو الكلدان بكونهم موصى عليهم من الاحزاب الاشورية، أن الوصاية لاتكتمل مقوماتها، الا بوجود كينانين، احدهما بالغ والاخر دون سن الرشد، احدهما معوق، والاخر صحي، احدهما كبير والاخر صغير، خصوصا في ظل الانظمة الديمقراطية (التي يعترفون بوجودها) ، فكيف يرتضي هؤلاء بان يشبهوا شعبنا الكلداني الذي يستجدون بأسمه بوصفه دون سن الرشد اوبالمعوق او بالصغير، فقط لأنه لم يؤمن بافكاركم الانفصالية؟؟ وفضل الفكر الوحدوي فأنتخب ممثليه بإرادة حرة. ولم ينبري تحت مؤسساتهم الانفصالية؟؟!
ثم كيف ترتضي مؤسسة من المفترض بها انها تحمل راية الفكر (ان كانت حقا كذلك) ان تمارس تزويرالتاريخ للوصول الى مبتغاها!! فمن اخلاقيات الكتابة، واصولها، هو اتباع المصداقية في نشر الفكر اولا، على اعتبار ان الاتحاد هو للكتاب والادباء - وان كان لنا في هذا رأي اخر- فمن غير المقبول، بل يعتبر زورا وبهتانا زج اسم المرحوم الخوري بولص بيداري على انه اختير عضوا في مجلس قيادة الحركة الكردية كونه كلدانيا !!! اذ يذكر بيان المؤسسة (الفكرية) النص التالي:
تجدر الإشارة الى واحداً من المواقف المنصفة للثورة التحررية الكردية فكان تعيين الكاهن الكلداني بولص بيداري عضواً في مجلس قيادة الثورة الكوردية ، وكان هنالك مقاتلين وشخصيات كلدانية كثيرة تقوم بمهمات مختلفة في صفوف الثورة الكوردية ونحتفظ بأسمائهم ومهماتهم..
وكأن التعيين جاء وبحسب صياغة الجملة في البيان كون المرحوم الخوري بولس بيداري قوميا كلدانيا، علما بأنه عرف عنه حبه لهذا الشعب بكل تسمياته وايمانه بكل اسمائه، فهو الذي كان يذيل مقالاته وقصائده وكتبه باسم الاب بولص البيداري الكلداني الاشوري او الكلدواشوري، على خطى العظام اغا بطرس وادي شير وكثيرين. فهذا وللاسف يعتبر تجاوزا الى حقائق، وتزويرا لها ولتاريخ رجالها الذين عملوا وضحوا من اجل جمع شتات هذا الشعب، على عكس ما تلهث اليه المؤسسات التي تحرف تاريخهم..لصالحها.. فهل يليق ان نزور تاريخ هكذا رجال؟؟؟ ام اننا ما عدنا نكترث حتى بأن نكون صادقين مع انفسنا ومع الغير؟؟!
يبقى القول اخيرا بأن محاولات الاستجداء التي يمارسها الاتحاد العالمي او غيره من المؤسسات الكلدانية الانفصالية، على ابواب الكنيسة تارة او مقرات الاحزاب الكردية تارة اخرى، والتي تكون مصحوبة بمقامات الصبا الحزينة التي تثير الشفقة ، لن يكسبها رضا الشعب ، او يغير من ارادته الحرة المستقلة، او من فكره النير الذي يدعو للوحدة، فالشعب قال كلمته في اكثر من مناسبة وعرفت النتائج. فالى متى ستبقى المتاجرة بالاسم الكلداني هي نشاط هذه المؤسسات.. الوحيد؟؟
وبارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
نهايات ايار البارد 2010
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com