استقالة الهاشمي حزبياً بين المؤيدين والمؤيدين
لا يختلف اثنان في تأييد الخطوة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عندما استقال من زعامة الحزب الإسلامي في هذا الوقت , حيث إنها خطوة جبارة لها الكثير من المعاني الوطنية والسياسية .اذ إن البلد اليوم مقبل على مرحلة انتخابات برلمانية يسعى كل الأطراف السيطرة عليها والظفر والفـوز بأكبر المقاعد فيها لان الانتخابات القادمة سوف تعطي للمقبلين بلد شبه متكامل امنيا ( رغم حدوث بعض الخروقات والتي تعود أسبابها لإغراض انتخابية ) , أي ليس على مـن يأتي الى عرش الحكومة القادمة سـوى توفير الخدمات التي تشغل بال الشارع العراقي الآن .
قبـل عـدة أيام دق طارق الهاشمي ناقوس الخـطر على كل السياسـيين حيث طـرق بـ ( جوكره ) الذي لطالما كان متمسك به ولا يقبل رميه , فقد قام بتقديم استقالته من أمانة الحزب الإسلامي والخروج من هذا الخندق الذي كان متهم به .
ان سبب استقالة طارق الهاشمي من أمانة الحزب الإسلامي هو التفرغ التام لعمله في رئاسة الجمهورية وفسح المجال لبقية إخوانه في إدارة شؤون الحزب ( هذا ما يدعيه الحزب ) ... إلا إن الحقيقة برأيي هي كالأتي :.
1. إن الهاشمي أدرك الآن إن العراقيين يحبذون الشخص المستقل عن الشخص المتحزب ولذلك لفشل إدارة الأحزاب للبلاد في أخر خمسة سنوات .
2. إثبات عكس الاتهامات الموجهة له ( كالطائفية والحزبية والعنصرية ) .
3. التفرغ الحقيقي للانتخابات القادمة والسعي الى رئاسة العراق ( حيث يعتبر أقوى واقرب شخص لمنصب رئيس الجمهورية ) .
4. التخلص من أي جهة أو ارتباط يبعده عن الوطنية ويأطر تحركاته تحت إطار الحزب والطائفة .
5. بالإضافة الى الانتكاسة التي تعرض لها الحزب الإسلامي في انتخابات مجالس المحافظات والتي لم يحقق الحزب ما يطمح له .
6. إقامة تحالفات جديدة مع مختلف الإطراف التي كانت غير مقتنعة بالتحالف مع الحزب الإسلامي .
7. من الصعب الإكمال كل متعلقات المنصب الحكومي في الدولة كنائب رئيس جمهورية ومنصب امين عام الحزب الاسلامي .
اعتقد بان طارق الهاشمي تأخر في هذه الخطوة كثيرا حيث من المفترض ان يفعلها قبل سنوات الا ان الضغوطات التي كان يتعرض لها تحول دون ترك الحزب الا ان الوقت قد حان الان لانهاء هذا الارتباط .
اما بالنسبة للمرحلة الجديدة التي سوف تأتي ( بالنسبة لاستقالة الهاشمي ) فانها اكثر اهمية من سابقاتها كونها مطلة على انتخابات نيابية ولكن لا يمكن القول انها خطوة الاستقالة مفيدة او مضرة انتخابيا الا بعـد فتح صناديق الاقتراع والتي سوف تحكم في النهايـة مـن انه فقد استحقاقاته ومكاسبه الحزبية فـي الاستقالة أم درت مكانـها أصوات جماهيرية .
أخيرا نتمنى أن يقوم كل سياسيينا الأعزاء بخلع جلبابهم الطائفي والحزبي التعصبي وينحوا منحى طارق الهاشمي .... ولكن ليس لتأسيس أحزاب جديدة او جبهات أخرى وإنما البقاء على الاستقلالية ودعم وتحقيق أهداف المواطن العراقي لا أهداف الحزب او الطائفة التي ينتمي لها
محمد حبيب غالي
صحفي عراقي
Mohammed.media@yahoo.com