Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

استيقظوا من سباتكم أيها القادة النائمون

في مقال سابق حول التفجيرات الاخيرة التي طالت كنائسنا تحت عنوان "تفجير كنائسنا رسالة الى الوحدة" را/الرابط ادناه رجاء، اكدنا فيها ان ما حدث وسيحدث مستقبلاً دليل على اننا سعاة بريد رغماً عنا من و الى قيادة الدولة العراقية وقيادة الاقليم عن طريق حمل جثث شهدائنا ومنابر كنائسنا المحترقة وفوق رؤوس قيادتنا الدينية والسياسية يقولون فيها: استيقظوا من سباتكم ايها النائمون والا يكون مصيركم كاليهود ان لم نوحد قوانا كشعب متحضر وواعي من خلال القواسم المشتركة وعلى مائدة الحوار، يمكن ان تكون رسالة موجهة الى الكلدان كما نوه البعض في طروحاته حول الموضوع، ولكن الرسالة واضحة جداً تتعلق بما يجري على ملعبنا من حرب شعواء حول التسميات ولكن الهدف هو "الحكم الذاتي" الذي خف بريقه هذه الايام لينشط في الايام القادمة بعد ان توضح الامور ويغلق ملف التسمية (لاسامح الله!!!) فهل نتعض؟ ام رؤوسنا من حجر الصوان؟



الحكم على الاخرين

نرى من خلال معظم كتابات الاخوة الاعداء ان هناك تحديد واشارة كوننا الافضل، والاخرين صحيح اخوتنا ولكن اعدائنا، فهل هذا منطق اخلاقي ايها السيدات والسادة؟ من اعطانا الشهادة كوننا على حق والاخرين على باطل وعلى طول الخط! اليست هذه اقل ما يقال عنها سذاجة وعدم معرفة ما نقول! سوى التلاعب بالكلمات البراقة! هل الضرورة التاريخية والحضارية والاخلاقية تحتم علينا ان نملك الحقيقة؟ كيف ولماذا؟ نكررها لمليون مرة لا يمكن مطلقاً الا ان نملك جزء من الحقيقة ووجوب البحث عن الأجزاء الاخرى، وهذه الاجزاء تكون مع الشيعي والسني معاً، وبالضرورة تكون مع الاشوري والسرياني واليزيدي واليهودي كأديان وكقوميات، وعند البحث عن الأجزاء المكملة للحقيقة يعني قبول الاخرين ومعايشتهم، عندها يكون حكمنا مبني على المبادئ والقيًم الانسانية التي تربينا عليها واكتسبناها من خلال خبرتنا المُعاشة ولم تكن يوماً هبة من الرئيس او من المُقدس



غياب الوحدة يسمح بإقصاء الاخرين

نعم نعترف ان البحث عن طريق معايشة الاخر لا يتم على حساب قِيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الخاصة، وانه لا طريق الى الاخرين (العام) الا بالمرور (بالخاص) ولكن اليس من المنطق القول: ان جيد الأمس ليس بالضرورة ان يكون حسن اليوم! ليس باختلاف الزمان والمكان وحسب ولكن ايضاً يضاف الى ما حصل في العالم من تطور هائل في المعلومات والاتصالات والشبكة العنكبوتية وتأثيرها على عقل وتفكير العالم في كل مكان، مثلاً كان مقدم البحث العلمي او لنيل شهادة دكتوراه كمثال لا الحصر، يحتاج من ستة الى سنة او سنتين لتقديم بحثه، لقلة المصادر اولاً، ولعدم توفرها ثانية، ومراسلة الاصدقاء والاقرباء ليساعدوه من مكتباتهم او شراء المصادر من دولهم!!! اما اليوم فكبسة زر كافية لجمع مئات المصادر حول الموضوع،،



اذن النتيجة الحتمية تقول لا بد بالمرور بالاخوة والاشقاء والاصدقاء، هذا المرور لا يكون بالكلام بل بالفعل، ان كان بالكلام فقط يعني نضحك على انفسنا قبل ان نستهين بالاخر، اما ان كان بالفعل حقاً يكون المرور من خلال المعايشة الحقيقية في الميدان، وقراءة الواقع كما هو وليس كما نتمنى ان يكون لصالحنا دوماً، وهذه المعايشة هي "مائدة الحوار" واختيار الحوار كمنطق وحيد واوحد في هذه المرحلة بالذات لا يسمح عندها مطلقاً بإقصاء الاخرين! لماذا؟ وكيف؟



النتيجة

استيقظوا ايها النائمون

لماذا؟

لانه باختيارنا للحوار يعني تجبنا التطرف الديني والسياسي والاقصائي الذي نراه ونلمسه من جميع اطراف المواجهة، ان كان بالكلام او بالعمل على الضد من الاخر وكأننا في حلبة مصارعة الاشبال! وخاصة عندما نتكل على الذات فقط (نبوخذ نصر – اشور – قوميتنا فقط – تاريخنا فقط – حضارتنا – ثقافتنا الوحيدة هي الاصلح – طائفتنا – مذهبنا – ديننا – كنيستنا – حزبنا – منظمتنا – تجمعنا وهكذا) ونترك الموضوع (الشعب – الوطن – القوميات الاخرى – التواريخ – الافكار – الثقافات – الاديان – الاحزاب – القيم – وهكذا ايضا) يبكي الموضوع وحيداً ويصرخ ويقول لكل المتعصبين: انكم تحفرون قبوركم بايديكم وانتم لا تدرون لمن هذه الحفرة، ولكن الذات لحد اليوم يبتسم وهو يرتجف في داخله



كيف؟

بالاتكاء على التاريخ كونه الاحسن والاصوب، وهذا يعني حرف اتجاهنا من الحاضر الى الماضي والبقاء في قعره اللامنتهي، والمفروض جر الماضي من خلال الحاضر نحو المستقبل



نقول ونصرح ونتمنى ونصلي من اجل اشياء ما لا نستطيع تطبيقها على ارض الواقع!! كيف؟ لاننا لا نقرأ الواقع بصورة جيدة لقلة خبرتنا السياسية والميدانية، ومن جهة اخرى عدم وجود قادة يحملون صفات القائد الحقيقي الا القلة التي اثبتت التجربة الميدانية ندرتهم هذه الايام، والامثلة كثيرة وكبيرة



بما انك تعترف بنسبية الحقيقة عندك عليك لا تقدر ان تطالب او تفرض على الاخرين ما لست قادراً انت نفسك بتطبيقه عليك ان طلب منك الاخر ذلك! وهذه هي القاعدة الذهبية: "كل ما تريدون ان يعاملكم الناس به، فعاملوهم انتم به ايضا" كيف؟ تكمن المشكلة فيما نعيشه وما نقوله وما نطبقه على الارض من تناقض صارخ بين الانا والـ هو والـ نحن



عليه تكون الوحدة (الشماعة الوحيدة) لتعليق وساختنا وقذارتنا التي اكتسبناها من تعدد مواقفنا المتناقضة (سياسياً ودينياً وقيماً ومبادئ) خلال تاريخ حياتنا وخبرتنا التي لم نستثمرها بالشكل المطلوب! وان سأل احدهم ويقول لماذا؟ نجاوب ونقول: لاننا أبقينا كل شيئ سلبي في داخلنا ولم نفكر يوماً في اخراجه من ذواتنا الا على حساب الاخرين وشعورهم وحقوقهم، كون انانيتنا ومصلحتنا الشخصية وايادينا التي لم ترى الصابون منذ زمن بعيد! هي التي تعيش في داخلنا



انه تمسكنا بالمطلق:

قال القائد وانتهى انه امر مقدس ووجوب الطاعة



تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا يقول كذا وتاريخكم وثقافتكم لا، وليمت الشعب من الخوف والتهجير والموت والفقر



نحن اقدم لذا نحن الشجرة وانتم الاغصان



قوميتي ومذهبي وحزبي وتجمعي وكنيستي وقيمي ومبادئي واخلاقي فقط وليعطش ويهجر ويقتل ويموت الاخرون، (ماذا تقول لو اعطاك الاخر منصب (مدير عام – سفير – وزير – ممثل في دولة – سكرتير حزب ! اعتقد كنت الان تركض ولا تلتف وراءك، لا قومية ولا قيم ولا مبادئ ولا بطيخ القوش) هل تعرف عزيزي انك تحفر قبرك وقبر تجمعك وكنيستك ومبادئك بايديك بحيث لا تدري! وان كنت تدري فهذه ليست مصيبة اعظم بل الخروج من الانسانية كلها

اذن حان وقت ان نرش كمية كافية من ماء بارد في هذا الحر والعواصف الترابية على وجوه قادتنا لكي يفيقوا من سباتهم، وبعد ان يفتح عينيه وهو يرتجف خوفاً وخجلاً ويصيح من انتم : نقول له نحن اصحاب مبادئ حقوق الانسان/كل انسان والتسمية الموحدة وطالبي الوحدة

للموضوع صلة

shabasamir@yahoo.com
Opinions