Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأب بشار وردة والخطأ المطبعي

إطلعنا على مقابلة الأب بشار وردة المخلصي المنشورة على موقع عينكاوة حالياً تحت عنوان " صورة وخبر " ، والتي تركزت على كلية بابل للفلسفة واللاهوت ومواضيع أخرى قيمة ، وما اثار إهتمامنا هو جواب الأب بشار على : س13 بخصوص الكلية حيث يقول : في عام 1997 أسست الكلية معهد التثقيف المسيحي ------ الخ ، هنا لا بد أن يطلع القارئ الكريم على التاريخ كما هو ، لأن الحقيقة هي : أن معهد التثقيف المسيحي كان نواة لتأسيس الكلية ، وحدث هذا بالجهود الكبيرة والخلاقة التي بذلها العلامة المرحوم الدكتور يوسف حبي في تأسيس م ت م والكلية ! لقد طرح الفكرة على البطريرك المرحوم مار روفائيل بيداويذ في عام 1989 – 1990 ‘ ووافق سيادته من حيث المبدأ وشكك في التطبيق العملي ، ولكن إصرار المرحوم د حبي على مواجهة الصعاب التي ظهرت في طريقه وقسم منها زرعت عمداُ بدليل أن بعض الآباء ذوي الأختصاص لم يتعاونوا معه لعدم موافقتهم للتدريس في المعهد والكلية المزمع إنشائها ، وقد رد أحدهم على المرحوم حبي بالقول : سأنزع السوتانة إن قدرت أن تجلب موافقة روما " الجامعة الأوربانية " ! إنه حي يرزق الآن ويعرف نفسه حين يقرأ هذا الكلام ! والآخر يضع شروط ( المنصب والراتب ) ، المهم ونقولها صراحة وبصوت عال جداً : أن البعيدين صاروا قريبين والقريبين أصبحوا بعيدين ( والقول للحي الميت حبي ) بخصوص تعاونهم معه في إنشاء وتأسيس هذا الصرح العلمي الذي ينور الأجيال ، وكأنه كان مشروع تجاري أو كان لفائدة بيت حبي ! انها الحسد والغيرة المستشرية ولحد الآن في جسمنا ، نعم انها الحقيقة المرة ، ولكن حبي كان يتأثر من هذه المواقف ولكنها كانت تزيده إصراراً في مواصلة مشواره بالتعاون مع القلة التي أرادت الخير لهذا الشعب ، كان يزورهم في بيوتهم ومقرات عملهم ، لم يستكن ليل نهار إلا ويضمن موافقة الأساتذة لتشكيل هيئة تدريسية كفوءة منهم كمثال لا الحصر :
الأب روبير الكرملي / لاهوت - الأب كوب المخلصي / كتاب مقدس – الاب منصور المخلصي / الآباء – الأستاذ يوسف للو/ لغات – الأخت ألبرتين – الأخت ماركريت – الأستاذة فاتنة / فلسفة معاصرة – الأستاذ ماهر عبد الأحد / لغة انكليزية – الأستاذ علي الجابري / فلسفة اسلامية ( عدة محاضرات ) – الأستاذ فيصل مجول / فلسفة –
كان عدد الطلاب الذين سجلوا في م ت م الدورة الأولى عام 1992 – 1993 هو 28 طالب وطالبة ، ومن ضمنهم كاتب هذه السطور ، وكان معنا الأخ هرمز وولده ( صاحب معمل كبة ) ،ولكن لظروف خاصة لم يكمل معنا العديد ممن سجلوا في المعهد ، لا أتذكر جميع الأسماء ( أرجو الـتأييد عندما يقرأون هذه المقالة ) ، نعم كنا لا بل أصبحنا كحديقة متعددة الورود والالوان ، كخلية نحل نتحدى الواقع ، وذلك بالجهد الجماعي والتصحية والصبر ( كانت الأعمار متفاوتة بحيث كنا نجلس مع طلاب بعمر أولادنا ) وهذا لحد الآن نتشرف به ( علماً بان معظم الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين الذين تخرجوا في السنين الأخيرة درسنا معهم ، وكان لنا معهم مواقف حلوة ومشرفة ) ، نعم وهكذا نتشرف بأن نقول : كنا نواة معهد التثقيف المسيحي وتخرجنا في عام 1995 ، ومنحنا شهادة دبلوم موقعة من مدير المعهد وكانت المديرة حينذاك الأخت ألبرتين جميل وباللغتين العربية والأنكليزية ، وعلى ضوء هذه الشهادة أكملنا دراستنا في الكلية ( فلسفة وأول لاهوت ) وبعدها تبدلت الظروف ( ليس هنا مكان سردها ) . عليه نود أن نشير الى ملاحظتين بخصوص مقابلة الأب بشار وردة :-
أولا : بعد طرح هذه الحقائق بخصوص كلية بابل ومعهد التثقيف المسيحي نتمنى أن يكون جواب الأب بشار خطأ مطبعي بخصوص تاريخ تأسيس م ت م وهو 1992 – 1993 وليس 1997 ، ولنا شهادتنا موقعة وموثقة من الكلية والمراجع تشير الى تخرجنا عام 1995 ، ويمكن الرجوع الى سجلات الكلية للتأكد ، ونرجو من الزملاء ( الأكليروس والعلمانيين ) الكتابة لتبيان الحقيقة .
ثانياً : إن كانت الغاية طمس حقيقة وجهود شخص خدم الكنيسة والعلم والمجتمع بتضحيته ونكران ذاته وتفانيه من أجل ايصال العلم والمعرفة والفكر الى جميع الناس وخاصة الشباب من الاكليروس والعلمانيين ، هذا موضوع آخر ويحتاج الى وقفة وخاصة اننا لم نسمع أو نقرأ ولو مقالة رثاء بحق الرجل الذي كنا ولا زلنا جميعاً مطلوبين له ، كونه قد علمنا جميعاً ولو حرفاً واحداً ، عدا القلة من الطيبين والخيرين الذين لا ينسون بسرعة فضل الآخرين عليهم ، فمليون ومليون رحمة على روحك الطاهرة يا أبي ، ويوم 14 / 10 المشؤوم التي غادرتنا فيه لا يعرفه أو تناسوه الكثيرين من اخوانك وزملائك.
shabasamir@yahoo.com Opinions